اسم التفضيل هو اسم على وزن "أفعل"، ويدل على أنَّ اثنين اشتركا في صفة، وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة، مثل: (الطائرةُ أسرعُ من السيارةِ)، فاسم التفضيل "أسرع" يدل على أنَّ كلاً من الطائرة والسيارة يشتركان في صفة السرعة، إلا أنَّ الطائرة تزيد على السيارة في هذه الصفة،[١] وفي هذا المقال سنتحدث عن عمل اسم التفضيل، وكيفية صياغته وحالاته.
عمل اسم التفضيل
اسم التفضيل لا ينصب مفعولًا به مطلقًا، إنَّما يرفع ضميرًا مستترًا، مثل:
- (علي أقصر من زيد)، حيثُ إنَّ اسم التفضيل "أقصر" رفع فاعلًا وهو الضمير المستتر "هو" الذي يعود على "علي".
- (سلمى أكبر من ليلى)، أمّا هنا اسم التفضيل "أكبر" رفع فاعلًا وهو الضمير المستتر "هي" الذي يعود على "سلمى".
لكن قد يعمل اسم التفضيل ويرفع اسمًا ظاهرًا، وذلك إذا توفّر فيه الشروط التالية:[٢]
- إذا صحَّ أن يقعَ فعل بمعناه.
- وسُبِق بنفي أو استفهام أو نهي.
- وأن يكون المرفوع (الفاعل) مُفضلًا على نفسه باعتبارين.
ولمزيد من التوضيح، انظر إلى الأمثلة التالية:
- (ما رأيْتُ رجلًا أحسنَ في عينه الكحلُ منه في عين زيد):
في هذه الجملة رفع اسم التفضيل "أحسن" فاعلًا ظاهرًا وهو "الكحل" وذلك لأنَّه توفرت في الجملة الشروط الثلاثة، وهي كالتالي:
- يصح أن يقع فعل بمعنى "أحسن"، فنقول: ما رأيْتُ رجلًا يحسنُ في عينه الكحل منه في عين زيد.
- وسُبق اسم التفضيل بنفي، بقوله "ما رأيْتُ".
- والفاعل "الكحل" مفضل على نفسه باعتبارين، أي أنَّ "الكحل في عين زيد أحسن من الكحل في غير عين زيد".
- (ما رأيْتُ رجلًا ألصقَ بقلبهِ العفافُ منه بقلب يوسف):
في هذه الجملة رفع اسم التفضيل "ألصق" فاعلًا ظاهرًا وهو "العفاف" وذلك لأنَّه توفرت في الجملة الشروط الثلاثة، وهي كالتالي:
- يصح أن يقع فعل بمعنى "ألصق"، فنقول: ما رأيت رجلًا يلصق بقلبه العفاف منه بقلب يوسف.
- وسُبق اسم التفضيل بنفي، بقوله "ما رأيْتُ".
- والفاعل "العفاف" مفضل على نفسه باعتبارين، أي أنَّ "العفاف في قلب يوسف ألصق من العفاف في قلب غيره".
- (لم يوجد رجل أقوى في قلبه الإيمانُ منه في قلب أبي بكر):
في هذه الجملة رفع اسم التفضيل "أقوى" فاعلًا ظاهرُا وهو "الإيمان" وذلك لأنَّه توفرت في الجملة الشروط الثلاثة، وهي كالتالي:
- يصح أن يقع فعل بمعنى "أقوى"، فنقول: لم يوجد رجل يقوى في قلبه الإيمان منه في قلب أبي بكر.
- سُبق اسم التفضيل بنفي، بقوله "لم يوجد".
- والفاعل "الإيمان" مفضل على نفسه باعتبارين، أي أنَّ "الإيمان في قلب أبي بكر أقوى من الإيمان في قلب غيره".
- (هل في الناسِ رجلٌ أحقُ به الحمدُ منه بمحسنٍ لا يمن؟):
في هذه الجملة رفع اسم التفضيل "أحق" فاعلًا ظاهرًا وهو "الحمد" وذلك لأنَّه توفرت في الجملة الشروط الثلاثة، وهي كالتالي:
- يصح أن يقع فعل بمعنى "أحق"، فنقول: هل في الناس رجل يحق به الحمد منه بمحسن لا يمن؟.
- سُبق اسم التفضيل باستفهام، بقوله: "هل".
- والفاعل "الحمد" مفضل على نفسه باعتبارين، أي أنَّ "الحمد بمحسن أحق من الحمد في غيره من الناس".
- (أقرأْتَ كتابًا أعظمَ به الأجرُ منه في القرآن):
في هذه الجملة رفع اسم التفضيل "أعظم" فاعلًا ظاهرًا وهو "الأجر" وذلك لأنَّه توفرت في الجملة شروط ثلاثة، وهي كالتالي:
- يصح أن يقع فعل بمعنى "أعظم"، فنقول: أقرأت كتابًا يعظم به الأجر منه في القرآن.
- سُبق اسم التفضيل باستفهام، بقوله: "أرأيت".
- والفاعل "الأجر" مفضل على نفسه باعتبارين، أي أنَّ "الأجر في القرآن أعظم من الأجر في غيره من الكتب".
وفيما يأتي مزيد من الأمثلة الإعرابيّة:[٣]
الجملة | الإعراب |
هل قرأْتَ قصيدةً أجملَ في أبياتها الصورُ منها في القصائدِ الأُخرى. | هل: حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب. قرأْتَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الفتحة في محل رفع فاعل. قصيدةً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. أجملَ: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. أبياتِها: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف، ها: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. الصورُ: فاعل لاسم التفضيل "أجمل" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. منها: منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ها: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر. في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. القصائدِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. الأُخرى: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة المُقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. |
ما من شعر أجملُ فيه المعنى منه في شعرِ حسانَ. | ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب. من: حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب. شعر: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد. أجملُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. فيه: في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني في محل جر بحرف الجر. المعنى: فاعل لاسم التفضيل "أجمل" مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. منه: من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني في محل جر بحرف الجر. في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. شعرِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. حسانَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف؛ للأعجميّة وزيادة ألف ونون. |
لا يكنْ غيرُكَ أحبَّ إليه العلمُ منهُ إليكَ. | لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب. يكنْ: فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره. غيرُكَ: اسم يكن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متّصل مبني على الفتحة في محل جر مضاف إليه. أحبَّ: خبر يكن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. إليهِ: إلى: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر. العلمُ: فاعل لاسم التفضيل "أحبَّ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. منهُ: من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني في محل جر بحرف الجر. إليك: إلى: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني في محل جر بحرف الجر. |
صياغة اسم التفضيل
يُصاغ اسم التفضيل من الفعل الذي يجوز التعجب منه، وهو الفعل الذي تتوفر فيه الشروط التالية:[١]
- أن يكونَ ثلاثيًا: فلا يُصاغ من مثل: (بعثر).
- أن يكونَ تامًا (غير ناقص): فلا يُصاغ من مثل (كان، صار).
- أن يكونَ مثبتًا (غير منفي): فلا يُصاغ من مثل: (ما نسي).
- أن يكونَ متصرفًا (غير جامد): فلا يُصاغ من مثل: (عسى، بئس).
- أن يكونَ مبنيًا للمعلوم: فلا يُصاغ من مثل: (يُقال).
- أن يكونَ قابلًا للتفاوت: فلا يُصاغ من مثل: (غرق، مات).
- أن لا يكونَ الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء: فلا يُصاغ من مثل: (أعور، أحمر).
فإذا توفر في الفعل هذه الشروط، يُصاغ منه اسم التفضيل مباشرة، كما في الأمثلة التالية:
- الرياضيات أسهل من الكيمياء.
- هند أطول من ليلى.
- إربد أبعد من عمان.
أمَّا إذا لمْ يستوفِ الفعل هذه الشروط فلا يُصاغ اسم التفضيل منه مباشرة، وإنَّما يُصاغ وفقًا للأحكام التالية:[١]
- إذا كان الفعل غير ثلاثي أو كان الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء: يؤتَى باسم التفضيل من فعل مساعد مناسب مستوفٍ الشروط، مثل: (أشد، أعظم، أكثر)، ثم يؤتَى بالمصدر الصريح من الفعل المُفاضل فيه منصوبًا ويُعرب تمييزًا، مثل: (قطفْتُ وردةً أشد حُمرةً من غيرها).
- إذا كان الفعل منفيًا أو مبنيًا للمجهول: يؤتَى باسم التفضيل من فعل مساعد مناسب مستوفٍ الشروط، ثم يؤتى بمصدر الفعل مؤولًا بأن المصدرية، كالفعل (لا يقصر) فهو فعل منفي، فلا يُصاغ منه اسم التفضيل مباشرة، بل نقول: (المُجدُّ أجدرُ أن لا يقصر في عمله).
تنويه
اسم التفضيل لا يأتي من الفعل الناقص والجامد وغير القابل للتفاوت أبدًا، أي لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة.
حالات اسم التفضيل
لاسم التفضيل ثلاث حالات، هي:[٤]
- أنْ يكونَ ملازمًا للإفراد والتذكير، وذلك في حالتين، هما:
- أنْ يكونَ مُجردًا من أل والإضافة: وفي هذه الحالة يُؤتَى بعده بالمفضل عليه مجرورًا بمن، كما في المثال التالي:
الجملة | الإعراب |
الطائرةُ أسرعُ من القطارِ. | الطائرةُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أسرعُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. القطارِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. |
- أن يكونَ مضافًا إلى نكرة: وفي هذه الحالة يجب أنْ يطابقَ المضاف إليه المفضل، كما في المثال التالي:
الجملة | الإعراب |
العاملونَ أفضلُ رجالٍ. | العاملونَ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم. أفضلُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف. رجالٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. |
- أنْ يكونَ مُطابقًا لموصوفه: وذلك إذا كان معرفًا بأل، وفي هذه الحالة لا يُؤتى بعده بمن الجارة، كما في المثال التالي:
الجملة | الإعراب |
الأخُ الأكبرُ نشيطٌ. | الأخُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الأكبرُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. نشيطٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. |
- يجوز أن يطابق الموصوف أو لا يطابقه: وذلك إذا كان مضافًا إلى معرفة، مثل: (أنتما أفضلُ الناس/ أنتما أفضلا الناس)، (أنتم أفضل الناس/ أنتم أفاضل الناس)، أي يجوز لاسم التفضيل أنْ يتبع الموصوف في الإفراد والتثنية والجمع، أو أن يُحافظ على الإفراد والتذكير):
الجملة | الإعراب |
أنتم أفاضلُ الناسِ. | أنتم: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أفاضلُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. الناسِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. |
وللمزيد؛ يمكنك الاطلاع على:
المراجع
- ^ أ ب ت حمدي محمود عبد المطلب، النحو الميسر، صفحة 172. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، من ضمن الصفحات من مئتين وواحد إلى ثلاثمائة، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 462. بتصرّف.
- ↑ كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 457 458. بتصرّف.