الإعراب هو تغيّر ضبط آخر الكلمة في الجملة العربيّة لتغير العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا، ولتغير موقعها من الجملة، وقد تكون العلامة الإعرابية أصليّة أو فرعيّة، فالعلامات الأصليّة هي: الضمة في حالة الرفع، والفتحة في حالة النصب، ويكونان في الاسم والفعل المضارع، والكسرة في حالة الجر، وتكون في الاسم فقط، والسكون في حالة الجزم، وتكون فقط في الفعل، أمَّا العلامات الفرعيّة فهي فروع عن الأصول وقد تكون حركة أو حرف أو حذف، فمثلًا الاسم الممنوع من الصرف يُجر بالفتحة عوضًا عن الكسرة (حركة)، وجمع المذكر السالم لا يُرفع بالضمة بل يرفع بالواو (حرف)، والفعل المضارع المعتل الآخر إذا سبقه أداة جزم فإنّ علامة جزمه ليست السكون بل حذف حرف العلة (حذف)، وتجدر الإشارة إلى وجود ثلاثة أنواع للإعراب، وهي: الإعراب الظاهري، والتقديري، والمحلي، وسنتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن الإعراب التقديري.[١]


تعريف الإعراب التقديري

هو عدم ظهور الحركة الإعرابية في آخر الكلمة، وإنَّما تُقدر علامة إعرابه تقديرًا لعدة أسباب، وهي: التعذّر، الثّقل، واشتغال المحل بحركة مناسبة، أو بحركة حرف من حروف الجر الزائدة، وهو أحد أنواع الإعراب الثلاثة، أمَّا النوعان الآخران هما: الإعراب الظاهري، ويُقصد به ظهور علامات الإعراب في آخر الكلمات، وقد تكون هذه العلامات إمّا أصليّة أو فرعيّة (كما ذكرنا بالمقدمة)، والنوع الأخير هو الإعراب المحلي، وهو تغير اعتباري فلا يكون ظاهرًا ولا مُقدرًا، ويكون في حالتين، الأُولى: أن يكون الاسم مبنيًا فلا تظهر عليه علامة إعراب لا مُباشرةً ولا تقديرًا، ويلزم حالة إعرابيّة واحدة، فتكون علامة البناء في محل علامة الإعراب، والثانية: أنْ يحلَ محل الاسم بُنية تتألف من أكثر من جزء، ويمكن تأويله بذلك الاسم، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحية على أنواع الإعراب:[٢]

  • الإعراب الظاهري: الولدُ نشيطٌ ( مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره).
  • الإعراب التقديري: جاء الفتى ( فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر).
  • الإعراب المحلي: هذا البيتُ جميلٌ (اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ).


حالات الإعراب التقديري

تُقدر العلامات الإعرابيّة في المواضع التالية:


الاسم المقصور

هو كلّ اسم مُعرب ينتهي بألف لازمة، ويكون الحرف الذي قبلها مفتوحًا، وتُكتب الألف بطريقتين ( ا - ى )، وتُقدّر علامات الإعراب الأصلية في آخره بحسب موقعه من الجملة وبجميع حالاته رفعًا ونصبًا وجرًا، وذلك بسبب التعذّر، أي لتعذر النطق بالحركات؛ لأنَّ الألف ساكنة دائمًا، كما في الأمثلة التالية:[٣]


الجملة
إعراب الاسم المقصور
سلوى فتاةٌ مهذبةٌ.
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذّر.
إنَّ رنا تُحبُ الأماكنَ الهادئةَ.
اسم إنِّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذّر.
يعطفُ زيدٌ على أُخته الصغرى.
نعت مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذّر.


إضاءة

المقصود بالألف اللازمة هي الألف الأصليّة التي ليست عرضة للتغيير، انظر للجمل التالية: (وصلَ أخوك - شاهدْتُ أخاك - مررْتُ بأخيك)، ترى الألف في "أخاك" تغيرت من جملة لأُخرى حسب موقعها فيها، لذلك فهي ليست ألفًا لازمةً.


الاسم المنقوص

الاسم المنقوص هو كلّ اسم مُعرب ينتهي بياء أصليّة (لازمة)، غير مُشددة، وقبلها كسرة،[٤] مثل: (المحامِي - الجارِي)، فإنْ اختل شرط من الشروط السابقة لا يعدُّ الاسم منقوصًا، مثل: (ظبْي)، فهي ليست اسمًا منقوصًا؛ لأنَّ ما قبل الياء ساكنًا ليس مكسورًا، ولا (أخي)؛ لأنّ الياء غير أصليّة، بل هي ياء المتكلم، ولا (عربيّ)، لأنَّ الياء مشددة، ويشار إلى أنّ الاسم المنقوص تُحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر إذا كان نكرة، وينوّن ما قبلها بتنوين الكسر، مثل: (هذا عملٌ باقٍ - اجتهد في أيّ عملٍ باقٍ)، وتكون علامة إعرابه الحركة المُقدرة على الياء المحذوفة، أمَّا في حالة النصب تبقى الياء وتظهر عليها الفتحة لخفّتها، مثل: (اعمل عملًا باقيًا لا يزول أثره)، وتبقى الياء أيضًا إذا كان معرفًا بأل التعريف أو إذا كان مضافًا، مثل (القاضي عادلٌ - حضر محامي المتهمِ)، وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:


الجملة
إعراب الاسم المنقوص
جاء المحامِي.
فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.
مررْتُ بالمحامِي.
اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.
رأيْتُ المحاميَ.
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ذهبْتُ إلى محامٍ.
اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة للتخفيف.
المؤمنُ راضٍ بقضاءِ اللهِ.
خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة للتخفيف.
حضرَ ساقِي الماءِ إلى القريةِ.
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وهو مضاف.


الاسم المضاف إلى ياء المتكلم

عند إضافة ياء المتكلم للاسم تأتي بعد الحرف الأخير مباشرة، وهذا الحرف الأخير هو الذي توضع عليه علامات الإعراب، لكن وجود الياء يقتضي وجود كسرة تناسبها، أي أنَّ الحرف الأخير لا بدَّ أنْ يكونَ مكسورًا، ولا يُمكن تحريك الحرف الواحد بأكثر من حركة، لذلك لا تظهر علامات الإعراب الثلاثة على الحرف الأخير، وتكون مقدرة؛ لاشتغال المحل بحركة المناسبة (كسرة المناسبة)، وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:[٥]


الجملة
إعراب الاسم المضاف إلى ياء المتكلم
جاء أبِي.
فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
رأيْتُ صديقِي.
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
مررْتُ بأصدقائِي.
اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.


الفعل المضارع

الفعل المضارع المعتل الآخر فقط، وفقًا للحالات التالية:[٥]

  • إذا كان الفعل المضارع معتلَ الآخرِ بالألف، تُقدر على آخره الضمة والفتحة لتعذّر النطق بهما، مثل: (زيدٌ يخشى اللهَ - لن نخشى المواجهةَ)، أمَّا في حالة الجزم، يُحذف حرف العلة، مثل: ( لم ينسَ زيدٌ فروضَه).
  • إذا كان الفعل معتل الآخر بالواو أو الياء، تُقدّر عليهما الضمة للثقل في حالة الرفع، مثل: (زيدٌ يدعو ربَّه ويصلي له)، وعلى نحو (يرمي اللاعب الكرة)، أمَّا في حالة النصب فإنَّ الفتحة تظهر على آخرهما لخفَّتها، مثل: (لن يدعوَ علي أصدقاءه للحفلة)، وأمَّا في حالة الجزم فإن حرف العلة يُحذف، مثل: (لمْ يدعُ زيدٌ أصدقاءه للحفلة)، وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:


الجملة
إعراب الفعل المضارع
يعفو المحسنُ عن المسيء.
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.
يرضى الوالدُ على أبنائِه.
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
لنْ نرضى بالظلم.
فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
لن ينجوَ المذنبُ من العقابِ.
فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أخبرتُه أنْ ينهيَ واجباتَه.
فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
لا تؤذِ الآخرينَ.
فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.
لمْ تنسَ هند حقيبتها.
فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف العلة من آخره.


حروف الجر الزائدة

وهي حروف يُمكن أنْ تستغني عنها الجملة، والغرض منها توكيد المعنى، ويؤدي استعمالها إلى تقدير الحركة الإعرابيّة، ويجر ما بعدها لفظًا فقط، وحروف الجر التي تُزاد هي: (الباء - من - الكاف)، وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:[٦]


الجملة
إعراب الكلمة ما بعد حرف الجر الزائد
ما زارني من أحدٍ.
فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد.
ما رأيْتُ من أحدٍ.
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد.
ليس التفوقُ بمستحيلٍ.
خبر ليس منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها حركة الحرف الزائد.


المراجع

  1. كلاش حنيفة، ظاهرة الإعراب في الدرس اللغوي العربي.pdf تطور ظاهرة الإعراب في الدرس اللغوي العربي، صفحة 33-38. بتصرّف.
  2. كلاش حنيفة، ظاهرة الإعراب في الدرس اللغوي العربي.pdf تطور ظاهرة الإعراب في الدرس اللغوي العربي، صفحة 37. بتصرّف.
  3. قاسم الحسيني الخراساني،محمود الملكي الإصفهاني، القواعد النحوية، صفحة 32. بتصرّف.
  4. السيد قاسم الحسيني الخراساني، محمود الملكي الإصفهاني، القواعد النحوية، صفحة 32. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد فاضل السامرائي، النحو الواضح أحكامٌ ومعانٍ، صفحة 43. بتصرّف.
  6. محمد فاضل السامرائي، النحو العربي أحكامٌ ومعانٍ، صفحة 44. بتصرّف.