اسم الفاعل هو اسم مشتق يدل على من فعل الفعل، ويُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن فاعِل، ومثال ذلك (كَتَبَ == كاتب)، و(درس == دارِس)، أما من الفعل غير الثلاثي فيُصاغ بتطبيق القاعدة الآتية (تحويل الفعل إلى فعل مضارع == إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة == كسر ما قبل الآخر) ومثال ذلك اسم الفاعل (مُستَخدِم) الذي صيغ من الفعل (استخدم == يستخدم == مستخدِم)، وينطبق الأمر نفسه على اسم الفاعل (مُدرِّس) من الفعل (درّس == يدرس == مُدرِس)، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ اسم الفاعل يُثنّى ويجمع، إذ يُقال دارسانِ ودارسونَ ودارسات، والسؤال الآن ما وظيفة اسم الفاعل؟، وهل يعمل عمل الفعل نفسه أي أنه يرفع فاعلًا وينصب مفعولًا به، والجواب نعم ولكن وفقًا لشروط معينة سيوضحها المقال مع طرح بعض التدريبات العملية.[١]


أن يكون اسم الفاعل مقترنًا بأل التعريف

يعمل اسم الفاعل عمل فعله إذا كان مقترنًا بأل التعريف، وقد يكون الفعل المشتق منه اسم الفاعل متعدّياً أو لازماً:[٢]

  • إذا كان اسم الفاعل معرفًا بأل ومشتق من فعل متعدٍّ: عندها ينصب مفعولًا به، ومثال ذلك: (تُشاركُ الفتياتُ الفاهماتُ حقوقَهنَّ في نهضة المجتمع وتقدّمه)، فكلمة (الفاهمات) هنا اسم فاعل معرّف بأل تعمل عمل الفعل لذلك تُعرب كلمة (حقوقَهنّ) على أنها مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة؛ لأن الفعل (فهمَ) فعل متعدٍّ ينصب مفعولًا به، وفاعل اسم الفاعل هنا ضمير مستتر تقديره هنَّ يعود على الفتيات.
  • إذا كان اسم الفاعل معرّفًا بأل من فعل لازم: يرفع فاعلًا فقط، ومثال ذلك جملة: (هنيئًا للممتلئةِ قلوبُهم إيمانًا وثقةً بالله)، فكلمة (ممتلئة) جاءت معرفة وهي مشتقة من الفعل اللازم (امتلأَ)، لذلك تعرب كلمة قلوبُهم، فاعل لاسم الفاعل (ممتلئة) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.


أن يكون اسم الفاعل مجرّدًا من أل التعريف

عندما يتجرّد اسم الفاعل من أل التعريف يعمل عمل فعله ولكن بشروط إضافيّة إلى جانب كونه نكرة، وفيما يلي توضيح الحالات مع طرح بعض الأمثلة عليها:[٣]


  • أن يكون نكرة ومنوّن، ويدل على الحال أو الاستقبال: ومن الألفاظ الدّالة على الحال (الساعة، اليوم، الآن)، ومن الألفاظ الدّالة على الاستقبال (الأسبوع القادم، غدًا، بعد غد، السنة القادمة)، فإذا قلتَ: (فاطمة كاتبةٌ قصةً بعد شهرٍ)، جاء اسم الفاعل (كاتبة) نكرةً منوّنًا، ودل على الاستقبال (بعد شهرٍ)، لذلك يعمل اسم الفاعل عمل فعله، وبما أنه مشتقٌ من فعل متعدٍّ تُعرب قصّةً على أنّها مفعول به لاسم الفاعل (كاتبة) منصوب وعلامة نصبة تنوين الفتح الظاهر على آخره، وفاعل اسم الفاعل ضمير مستتر تقديره هي.


  • أن يكون نكرة ومنوّنًًا، ويعتمد على استفهام: ومثال ذلك، (أَمسافِرٌ صديقُكَ إلى الخارج غدًا؟)، فاسم الفاعل (مسافر) مشتق من الفعل سافَرَ والفعل سافَرَ فعل لازِم، لذلك جاءت كلمة صديقُك فاعل لاسم الفاعل (مسافرٌ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف، وقد عمل اسم الفاعل عمل فعله؛ لأنه جاء نكرة منوّنًا واحتوى على استفهام، وهي الهمزة قبل كلمة مسافرٌ.


  • أن يكون اسم الفاعل نكرة ومنوّنًا يحتوي على نفي: ومثال ذلك قول الشاعر: (سليم دواعي الصدر لا باسطًا أذى)، فكلمة (باسطًا) هنا اسم فاعل من فعل متعدٍّ هو (بَسَطَ) وقد جاء نكرة منوّنًا يحتوي على نفي في كلمة (لا) لذلك يعمل عمل فعله، وبحسب ما سبق فإن الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وكلمة أذى مفعول به لاسم الفاعل باسطًا منصوب بالفتحة المقدرة على الألف.


  • أن يكون اسم الفاعل نكرة ومنوّنًا ومعتمدًا على نداء: كقول أحدهم: (يا قارئًا الكتبَ، لا تتأخّر عن نقل المعرفة)، اسم الفاعل (قارئًا) مشتق من فعل متعدٍّ وهو (قرأَ) وجاء نكرة ومنوّنًا وسبقه نداء (يا)، لذلك فإن (الكتبَ) تُعرب على أنّها مفعول به لاسم الفاعل قارئًا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعل اسم الفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ.


  • أن يكون اسم الفاعل نكرة ومنوّنًا، ووقع خبرًا: ومثال ذلك جملة: (القراءة المستمرةُ منشطّةٌٌ الذاكرةَ ومحفزّةٌ على الإبداع)، فكلمة (منشطّةٌ) جاءت اسم فاعل من فعل متعدٍّ (نشَّط)، وجاءت نكرة منونة ووقعت خبرًا للمبتدأ (القراءة)، لذلك فإنّ إعراب كلمة الذاكرة مفعول به لاسم الفاعل (منشطة) منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وفاعل اسم الفاعل (منشّطة) ضمير مستتر تقديره هي.


  • أن يكون اسم الفاعل نكرة ومنوّنًا، ويقع حالًا: ومثال ذلك جملة: جئتَ زافًا البُشرى ، فاسم الفاعل (زافًا) هنا جاء نكرة ومنوّنًا ووقع حالًا، لذلك فإن اسم الفاعل عَمِلَ عَمل فعله، فالفعل (زفّ) فعل متعدٍّ؛ لذلك فإن كلمة البشرى هنا مفعول به لاسم الفاعل منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ.


  • أن يكون اسم الفاعل نكرة، ومنوّن ويقع نعتًا (صفة): ومثال ذلك جملة: (جاءَ رجلٌ مُتوَشِّحٌ سيفَه)، فكلمة (متوشّح) هنا جاءت اسم فاعل وصفة لكلمة (رجل)، وجاءت نكرة ومنوّنة، لذلك فإنها تعمل عمل الفعل الذي اُشتقت منه وهو الفعل (توشَّح) ويُعدّ فعلًا متعديًا، لذلك فإنّ إعراب كلمة (سيفَه)، مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وفاعل اسم الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.


*إضاءة*



إذا أردت أن تميز بين اسم الفاعل المشتق من فعل لازم، واسم الفاعل المشتق من فعل متعدّ، خذ الفعل الماضي من اسم الفاعل وضعه في جملة، ومثال ذلك، في جملة جاء راكبًا الفرسَ، اسم الفاعل راكبًا هنا مشتق من فعل متعدٍ لماذا؟ لأنّك تقول (ركبَ أحمد السيارةَ)، إذاً احتجت إلى مفعول به (السيارة) لإتمام معنى الجملة، ولكن لو قلت: (أذاهبٌ أخوكَ غدًا؟)، اسم الفاعل (ذاهب) مشتق من فعل لازم لماذا؟ لأنك تقول: (ذهبتُ إلى الدّكان)، فأنت لم تحتج إلى مفعول به لإتمام معنى الجملة واكتفيت بالفاعل، وعليه فيعدّ الفعل (ذهب) فعلًا لازمًا.




التدريب الأول

أكمل الجدول الآتي كما في المثال:[٤]


الجــــــــــــملــــــــة
اسم الفــــاعـــــل
ســــــبب العــــمل وإعراب الاسم الواقع بعد اسم الفاعل
يا بانيًا مستقبَلَك بيمينكَ ستُدرك غايتَك.
بانـــــــيًـــــا
جاء اسم الفاعل نكرة ومنوّن ومعتمدًا على نداء، فنَصَب مفعولًا به وهو مستقبَلَك، ورفع فاعلًا وهو الضمير المستتر وتقديره أنتَ.
قال تعالى" الذين يُنفقونَ في السراء والضّراء والكاظمينَ الغيظَ".[٥]


الحسدُ نارٌ قاتلةٌ صاحبَها.

هل كاتِبٌ المقالةَ موجودٌ؟


الطّلاب المُدرِكونَ مستقبَلَهم يجتهدونَ في الدّراسة.



التدريب الثاني

أعرب الكلمات التي تحتها خط كما في المثال:


الجــــــــــــــــــــــــــــــــملـــــة
الإعــــــــــــــــــــراب
أذاهبةٌ شهد إلى المدرسةِ اليومَ؟
فاعل لاسم الفاعل (ذاهبةٌ) مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهرة على آخره.
ما مُنكِرٌ المعروفَ إلا جاهلٌ.

أحمد مُعـــــدٌّ واجباتِه اليومَ.

الأجواء الهادئةُ مشجعةٌ الدّراسةََ.

يا باغيًا الخيرَ أَقبِل.


المراجع

  1. علي الجارم ومصطفى أمين، النحو الواضح، صفحة 250. بتصرّف.
  2. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 658. بتصرّف.
  3. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 249. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية:134