يُعرّف المبتدأ على أنّه اسم مرفوع يأتي في أول الكلام، مجرد من العوامل اللفظية الأصلية، أمّا الخبر فهو اللفظ الذي يكمل المعنى مع المبتدأ، ويتمّم معناه الأساسيّ، مثل المحيطُ واسعٌ، فكلمة المحيط تدل على المبتدأ، وكلمة واسعٌ تدل على الخبر،[١] وهما معاً يُشكّلان الجملة الاسمية، وقد سمّي بالمبتدأ لأنّ الجملة الاسمية تبدأ به، وسمّي الخبر بهذا الاسم لأنّه يُخبَر به عن المبتدأ ويتمّم معناه فيصبحان معاً جملة مفيدة، والأصل في المبتدأ أن يتقدّم على الخبر، إلّا أنّ هناك حالات تستدعي تأخيره ليتقدّم الخبر عليه، وفي المقال بين هذه الحالات.[٢]
حالات تقديم الخبر على المبتدأ وجوباً وجوازاً
حالات تقديم الخبر على المبتدأ وجوباً
يتقدّم الخبر على المبتدأ وجوباً في الحالات التالية:
- إذا كان المبتدأ اسم نكرة غير مخصص بصفة أو إضافة، والخبر شبه جملة: في هذه الحالة يتقدّم الخبر على المبتدأ وجوباً سواء أكان الخبر جار ومجرور أم ظرفاً، ومثال ذلك: (في الفصلِ طالبٌ)، (فوق الطاولةِ كتابٌ)، (لديَّ هاتفٌ)، ولكن في حال تأخّر خبر الجملة أو شبه الجملة عن المبتدأ النكرة فقد يتوهّم السامع أنّ المتأخر صفة وليس خبراً، وفي الجدول أدناه توضيح لمثال إعرابيّ:[٣][٤]
الجملة | الإعراب |
في الفصل طالبٌ | في: حرف جر، الفصلِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهية على آخره. وشبه الجملة من الجار والمجرور مبنية في محل رفع خبر مقدّم. طالبٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. |
عندي سيارةٌ | عندي: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ماقبل ياء المتكلّم، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه وظرف المكان مبني في محل رفع خبر مقدّم. سيارةٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. |
- إذا كان المبتدأ متصلاً بضمير يعود على شيء من الخبر: كأن نقول: (في العيادةِ طبيبُها) فالضمير "ها" في "طبيبُها" مرتبطٌ بجزء من الخبر وهو "في العيادةِ"، وهنا لا يجوز أن نقول: (طبيبُها في العيادة)؛ إذ لا يكون الضمير عائداً على كلمة متأخرة في اللفظ والرتبة (الترتيب)، وفي الآتي توضيح لمثال إعرابيّ:[٣][٤]
الجملة | الإعراب |
في المتجر مالكه | في: حرف جر، المتجر: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة من الجار والمجرور مبنية في محل رفع خبر مقدم. مالكه: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة، وهو مضاف، والضمير (الهاء) ضمير متصل مبني في محل مضاف إليه. |
على الحصانِ سرجه | على: حرف جر، الحصانِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. وشبه الجملة من الجار والمجرور مبنية في محل رفع خبر مقدم. سرجُه: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة، وهو مضاف، والضمير (الهاء) ضمير متصل مبني في محل مضاف إليه. |
- إذا كان الخبر مقصوراً على المبتدأ: فعندما يُراد قصر الصفة على موصوفٍ واحد بحيث لا يتّصف أحد بها غيره يتم تأخير المبتدأ وتقديم الخبر وجوباً، ومثال ذلك قولنا: (إنّما الشاعر البحتري)، ففي هذه الجملة أراد القائل أن يُبيّن أنّ صفة الشاعرية مقصورة فقط على البحتري، ولا أحد يتّصف بها غيره، فهو يريد بذلك المبالغة، وفي الآتي نموذج إعرابيّ:[٣]
الجملة | الإعراب |
إنّما الشاعر البحتري | إنّما: إنّ: حرف نصب وتوكيد مبني على الفتح، ما: هي ما الكافة، وهي حرف مبني على السكون. الشاعرُ: خبر مقدّم مرفوع وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على آخره. البُحتُريُّ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على آخره. |
إنّما المجتهدُ أحمدُ | إنّما: إنّ: حرف نصب وتوكيد مبني على الفتح، ما: هي ما الكافة، وهي حرف مبني على السكون. المجتهدُ: خبر مقدّم مرفوع وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على آخره. أحمدُ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على آخره. |
- إذا كان الخبر مستحقاً للصدارة في الجملة: إمّا بنفسه مباشرةً، كأسماء الاستفهام، أو أسماء الشرط، أو ما التعجبية، أو كم الخبرية، ومثال ذلك قولنا: (أين كتابُك؟)، (من القادم)، (ما أجملَ وجهك!)، (كم صديق عرفت فيه الأمانة؟) وإمّا بغيره كالخبر المضاف إلى واحدٍ ممّا سبق ذكره، مثل: (كتابُ من هذا؟)، (صديق من القادم؟)، مُلكُ من المزرعة؟)، فلا يصح أن نقول (كتابك أين؟)، أو (القادمُ من؟)، أو( القادمُ صديقُ من؟) (المزرعةُ ملك من؟)، وفي الآتي مثال إعرابي للتوضيح:[٥][٦][٧]
الجملة | الإعراب |
أين الكتاب؟ | أين: اسم استفهام وهو مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم. الكتاب: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. |
ما أجملُ السماءِ؟ | ما: اسم استفهام وهو على السكون في محل رفع خبر مقدم. أجملُ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. السماءِ: مضاف إليه مجرورعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره |
تقديم الخبر على المبتدأ جوازاً
يجوز أن يتقدم الخبر على المبتدأ إذا لم يكن هناك من مواطن توجب تقيدم المبتدأ على الخبر، وقد أجاز النّحاة تقديم الخبر عن المبتدأ في الحالات التالية:
- إذا لم يحصل لبس في الجملة، مثل (العلمُ نورٌ)، فيمكن تقديم الخبر على المبتدأ جوازاً فتصبح الجملة (نورٌ العلمُ)، والأمر نفسه ينطبق على الآية الكريمة في قوله تعالى: (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٨] وإعرابها كما يلي:[٩]
الجملة | الإعراب |
قال تعالى: (سلامٌ هيَ حتى مطلع الفجر) | سلام: خبر مقدّم مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخّر. |
- في حال كان الخبر شبه جملة والمبتدأ معرفة، وذلك كقولنا (في التأنّي السلامة)، وفي الآتي توضيح لإعرابها:[١٠]
الجملة | الإعراب |
في التأني السلامةُ. | في: حرف جر، التأني: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها الثقل. وشبه الجملة من الجار والمجرور (في التأنّي) تُعرب في محل رفع خبر مقدم. السلامة: مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. |
تدريبات
تدريب (1): حدد/ي المبتدأ والخبر في الجمل التالية:
الجملة | المبتدأ | الخبر |
متى السفرُ؟ | السفرُ | اسم الاستفهام (متى) |
إنّما السابقُ عليّ | ||
كيف الخلاص؟ | ||
للقادمِ دهشةٌ | ||
عندي كتابٌ مهم | ||
متى الامتحان؟ | ||
في الفضيلةِ ثوابها |
تدريب (2): أعرب الجمل التالية:
الجملة | الإعراب |
على المقصّر جزاءُ تقصيره | على: حرف جر المقصّرِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدّم. جزاءُ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف تقصيره: مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. |
متى الرحلة؟ | |
في الإيجازِ بلاغةٌ | |
للريف فوائده |
المراجع
- ↑ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 442. بتصرّف.
- ↑ جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في النحو والصرف والإعراب، صفحة 250. بتصرّف.
- ^ أ ب ت علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 112. بتصرّف.
- ^ أ ب عادل الرفاعي (2016)، "التقديم والتأخير في الأمثال العربية الفصيحة"، حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين القاهرة، العدد 33، صفحة 2830. بتصرّف.
- ↑ علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 111. بتصرّف.
- ↑ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 502. بتصرّف.
- ↑ عادل محمد الرفاعي (2016)، "التقديم والتأخير في األمثال العربية الفصيحة"، حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين القاهرة، العدد 33، صفحة 2835. بتصرّف.
- ↑ سورة القدر، آية:5
- ↑
- ↑ غنية خليفي، بنية الجملة العربية ودلالتها في ديوان "مقام الاغتراب" لعمار بن لقريشي، صفحة 36. بتصرّف.