تُعرَّف الإِضافة على أنّها نسبة بين اسمين ليتعرّف أولهما بالثاني إن كان الثاني معرفة، مثل: (أَحضرْ كتابَ سعيدٍ) فـ (كتاب) نكرة تعرفت حين أُضيفت إلى (سعيد) المعرفة، أو يتخصص به إن كان نكرة، مثل (أحضرْ قلمَ حبر)، فـ (قلم) نكرة تخصصت بإضافتها إلى (حبر) النكرة أيضاً،[١] ويسمّى الاسم الأول مضافاً، ويسمّى الثاني مضافاً إليه مجروراً، وعامل جرّه إضافة الاسم الأول إليه.[٢]
أقسام الإضافة
الإضافة إمَّا لفظية، وإمَّا معنوية وفيما يلي بيان لكلٍّ منهما:
الإضافةَُ المعنوية (المحضة، أو الحقيقية)
الإضافة المعنوية هي التي يَكْتَسِبُ فيها المضافُ من المضافِ إليه التعريفَ أو التخصيص، وبهذا فهي تفيد أمراً معنوياً، ولذلك سميت بالمعنوية، علماً بأنّ هذا هو الغَرَضُ الأساسيُّ من الإضافَةِ، وتتحقق الإضافة المعنوية إذا لم يكن المضاف مشتقًّا، ولا المضاف إليه معمولًا له، فإذا انتفى الأمران معًا أو انتفى أحدهما، فالإضافة معنوية، وتكون الإضافةُ المعنويَّةُ على معنى أحدِ حروفِ الجرِ الثلاثةِ:[١][٣][٤]
- اللام الدالة على الامتلاكِ أو الاختصاصِ: حيث يكون فيها الأول ملكٌ للثاني، كقولنا: حَقي - حَقٌّ لي، ومثل، هذا مالُ الأثرياء - هذا المالُ للأثرياء، وهذا النوعُ هو من أكثرِ أنواعِ الإضافةِ في الكلامِ.
- مِنْ البيانية: وهي المبَيّنَةُ للنوعِ أو الجِنْسِ، وذلك حينما يكونُ المضافُ إليه نوعاً أو جنساً للمضاف، مثل: هذا جَدارُ إسمنتٍ، والتقدير جدار من إسمنت، ومثل: بيدِ سعدٍ دينار فضة، والتقدير بيدُ سعدٍ دينارٌ من فضة.
- في الظرفية: والتي تَدُلُّ على أنَّ المضافَ إليهِ ظَرْفٌ للمضافِ، وتُحَددُ مكانَ المضافِ وزمانَهَ، مثل: يُريحُ نومُ الليل وتقديرها يُريحُ النومُ في الليل، ومثل: كانَ إبراهيم زميلَ الدراسةِ - أي في زَمَنِ الدِراسةِ.
الجملة | التوضيح |
قلمُ عليٍّ | هنا المضاف (قلمُ) غير مشتق، وتقدير الجملة (قلم لعليّ) |
كتابُ سعيدٍ | هنا المضاف (كتابُ) يعدّ ملكاً للمضاف إليه (سعيدٍ)، وتقدير الجملة (كتابٌ لسعيدٍ). |
ثوبُ حرير | هنا المضاف إليه (حرير) يعدّ أصلاً للمضاف (ثوب)، وتقدير الجملة (ثوبٌ من الحرير). |
مكرُ الليل | هنا المضاف إليه (الليل) ظرف زمان للمضاف (مكرُ)، وتقدير الجملة (مكرٌ في الليل). |
الإضافة اللفظية
الإضافة اللفظية هي ما كان المضاف فيها مشتقًّا عاملاً (اسم فاعل، اسم مفعول، صفة مشبهة)، وهي ليست على معنى حرف من حروف الجر، وإنما هي نوع من التخفيف اللفظي فحسب، مثل:[١][٢]
الجملة | التوضيح |
قويُّ الساعد | أصل هذه الجملة (قويٌ الساعدُ)، بالتنوين، وبالإضافة يحذف التنوين وما يقوم مقامه فيخف اللفظ، و (قوي) صفة مشبهة مضافة إلى فاعلها. |
هذا فاتحُ بابٍ | أصل هذه الجملة (هذا فاتحٌ باباً)، وبالإضافة يحذف التنوين وما يقوم مقامه فيخف اللفظ، و (فاتح) اسم فاعل وهو مضاف إلى مفعوله. |
معصوبُ الرأسِ | أصل هذه الجملة (معصوبٌ الرأسُ منه)، وبالإضافة يحذف التنوين وما يقوم مقامه فيخف اللفظ، و (معصوبٌ) اسم مفعول وهو مضاف إلى نائب فاعله |
كيفية إعراب الإضافة
تُعرب الإضافة كما يلي:[٢]
- يُعرب المضاف حسب موقعه من الجملة، فقد يكون مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً.
- يكون المضاف إليه دائماً مجروراً بالإضافة.
- يتجرّد المضاف من كلِّ من: التنوين، ونون المثنى، ونون جمع المذكّر السالم، مثل: (علومُ اللغةِ واسعةً)، فالمضاف (علومُ) أصلها (علومٌ)، وفي جملة (أحضرتُ كتابا الطالبِ)، فإنّ أصل المضاف (كتابا) أن تكتب (كتابان)، وكذلك الحال في المضاف (لاعبو) في جملة (لاعبو الكرةِ ماهرون) أصلها (لاعبون).
الجملة | الإعراب |
أحضرْ كتابَ أحمدَ. | أحضرْ: فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. كتابَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف. أحمد: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابةً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. |
صلَّيتُ في مسجدِ المدينةِ | صلَّيتُ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالهِ بتاء الفاعل المُتحرِّكةِ، و(التَّاء): ضميرٌ مُتَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ رفعِ فاعل. في: حرفُ جرٍّ مبنيٍّ على السُّكونِ لا محلَّ لهُ من الإعرابِ. مسجدِ: اسمٌ مجرورٌ بـ (في) وعلامةُ جرِّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف. المدينةِ: مُضافٌ إليهِ مجرورٌ وعلامةُ جرِّهِ الكسرة الظاهرة على آخره. |
نورُ المصباحِ ساطعٌ | نورُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. المصباح: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. ساطعٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره |
جاءَ حارسا المنزلِ | جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخر. حارسا: فاعل مرفوع وعلامة رفه الألف لانه مثنى، (حُذفت النون للإضافة) وهو مضاف. المنزلِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. |
ذهبتُ إلى معلمي المدرسةِ | ذهبتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. إلى: حرف جر. معلمي: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، (وحذفت النون للإضافة)، وهو مضاف. المدرسةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره |
أحكام عامة في الإضافة
تتنوّع أحكام الإضافة وتتعدد، وفيما يلي توضيح لأهمها:[٢]
- يكون المضاف دائماً اسماً ظاهراً، وليس ضميراً، أو اسم إشارة، أو من أسماء الشرط، أو الأسماء الموصولة، أو مصدراً مؤوّلاً، وليس من أسماء الاستفهام ما عدا (أيّاً) حيث يمكن إضافته.
- المضاف إليه قد يكون اسماً ظاهراً أو ضميراً، مثل: (كتابُ سعيدٍ جديد)، في هذه الجملة المضاف إليه (سعيد) يمثّل اسم مفرد ظاهر، أمّا في الجملة التالية (المعلمان أمير وسعد كلاهما من المعلمين الأكفّاء)، يمثل المضاف إليه (كلاهما) ضمير.
- يتجرّد المضاف من (ال) التعريف في الإضافة المعنوية، مثل: جملة (كتابُ الأستاذ) لا يصح أن يُقال (الكتابُ الأستاذ)، مع الأخذ بالعلم بإمكانية الاقتران بها في الإضافة اللفظية إذا كان المضاف إليه معرفة، وذلك على نحو (الكاتبُ الدرسِ).
- قد يأتي المضاف إليه جملة اسمية أو جملة فعلية، مثل: (ينامُ سعدٌ حيث سعيدٌ نائمٌ) هنا الجملة الاسمية (سعيدٌ نائمٌ) تكون في محل جر بالإضافة، أمّا في جملة: (ينامُ سعدٌ حيث ينامُ سعيدٌ) فإنّ الجملة الفعلية (ينام سعيد) في محل جر بالإضافة.
- يُفضّل أن لا يرد مضافان لمضاف إليه واحد، فإذا وردت إضافتان لمضاف إليه واحد في الكلام، فيتم حذف الإضافة الأولى والاكتفاء بالإضافة الثانية، مثلا في جملة (محفظةُ سعيدٍ وثيابُه جديدة) يتم اختصارها على الشكل الآتي: (محفظةُ وثيابُ سعيدٍ جديدةٌ)، علماً بأنّ الشكل الأول هو الأفصح لكن قد يضطر الشعراء لاستخدام الشكل الثاني أحياناً.[٢][١]
- عادةً ما يُحذف المضاف ويُقام المضاف إليه مقامه في الجملة، وذلك في حالة ظهور المعنى وعدم الالتباس، كأن تقول (قرر المجلس البيع، استفتِ حيَّك)، والأصل فيها أن تقول ( قرر أَهل المجلس البيع، استفت سكان حيك)، أو (قرَّرَت المحكمة الحكم) علماً بأنّ الأصل فيها (قرّرَ قاضي المحكمة الحُكمَ) .[١]
- عادةً ما يُحذف المضاف من الجملة في حال سبق له ذكر في جملة مماثلة، كأن تقول (ليس التسليم رأْي الموافقين ولا المخالفين)، والأصل بها أن تقول (ليس التسليم رأْي الموافقين ولا رأي المخالفين).[١]
- أحياناً قد يكتسب المضاف التذكير أو التأْنيث من المضاف إليه، وفي هذه الحالة يعامل المضاف معاملة المضاف إليه، بشرط أن يبقى الكلام صحيحاً، كأن تقول (محبةُ الوالد نفعك) فالمضاف (محبة) مؤنثة لفظاً لكنها عوملت معاملة المذكر، لأن المضاف إليه (الوالد) مذكر، والمعنى لم يختل، وفي جملة (وحب الديار منعتْك المغامرة) فإنّ المضاف (حبُّ) مذكر لفظاً وقد عومل معاملة المؤنث؛ لأن المضاف إليه (الديار) مؤنثة.[١]
تدريبات
تدريب (1): حدد/ ي المضاف والمضاف إليه في الجمل التالية:
الجملة | المضاف | المضاف إليه |
نورُ الشمسِ قويٌّ | نورُ | الشمسِ |
ريشُ الطاوسِ جميلٌ | ريش | الطاووس |
أُشمُّ رائحةَ وردٍ | رائحة | وردٍ |
صانعُ المعروفِ مشكورٌ | صانع | المعروف |
سريعُ الغضبِ مذمومٌ | سريع | الغضب |
الْحَافِظا دروسِهِما مكافئان | الحافظا | دروسهما |
تدريب (2): أعرب/ي ما تحته خط:
الجملة | الإعراب |
صانعُ المعروفِ محبوبٌ | صانعُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. المعروفِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. محبوبٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره |
شممتُ رائحةَ الوردِ. | رائحة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف. الورد: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. |
جاء لاعبو المُنتخب. | لاعبو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة. المنتخب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. |
اجلسْ في حديقةِ المنزلِ. | حديقة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، وهو مضاف. المنزل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. |
أحضرَ سالمٌ كتابَ الرياضياتِ من المكتبةِ. | كتاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف. الرياضيات: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. |
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ سعيد الأفغاني، الموجز في قواعد اللغة العربية، صفحة 341. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والاعراب، صفحة 289. بتصرّف.
- ↑ ابن يعيش، شرح المفصل لابن يعيش، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑ علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 164. بتصرّف.