الإضافة هي نسبة اسم إلى اسم آخر، ليس بينهما فاصل، يُسمى الأول مُضافًا والثاني مُضافًا إليه، ويكون هذا التركيب داخل جملة اسميّة أو فعليّة، على نحو (هذا كتابُ خالدٍ)، فالمضاف هنا (كتاب) و(خالدٍ) هي المضاف إليه، ويُعرَب المُضاف حسب موقعه من الجملة لكن يجب أنْ نضيف في نهاية الإعراب عبارة "وهو مضاف"، أمَّا المضاف إليه فهو مجرور دائماً مع اختلاف علامة الجر حسب نوع الكلمة، ويوجد نوعان من الإضافة، هما: إضافة معنويّة، وإضافة لفظيّة، وفي هذا المقال سنتطرق للحديث عن الإضافة اللفظيّة ونوضّح الفرق بينها وبين الإضافة المعنوية.


الفرق بين الإضافة اللفظيّة والمعنويّة

فيما يلي توضيح للفرق بين نوعي الإضافة:[١][٢]


نوع الإضافة
الفائدة التي يكتسبها المضاف
حلول الفعل محل المضاف
المعنويّة (محضة)
يكتسب فيها المُضاف من المضاف إليه التعريف أو التخصيص، أي يكتسب فائدة في المعنى، لذا سُميت الإضافة المعنويّة
الفعل لا يحل فيها محل المضاف.
اللفظيّة (غير المحضة)
لا يكتسب المضاف تعريفًا أو تخصيصًا، إذ إنّ الغرض من الإضافة هنا تخفيف اللفظ بما يُحذف عند الإضافة، أي يكتسب فائدة لفظيّة، لذا سُميّت إضافة لفظيّة.
يمكن أن يحلّ محل المضاف فعل، بحيث لا يختلف المعنى ولا يفسد.


إضاءة

يُمكن تقدير النسبة بين المضاف والمضاف إليه بالإضافة المعنويّة بحرف جر معنوي، كأن يكون الحرف المُقدر هو (في)، مثل: "شهداء الانتفاضة"، أي شهداء في الانتفاضة، أو حرف الجر (اللام) الذي يفيد الملكية، مثل: "كتاب أحمد"، أي كتاب لأحمد، أو (من)، مثل: "هذه قلادةُ فضة"، أي قلادة من فضة، ويُمكن تقدير حروف أُخرى حسب ما يقتضيه المعنى، أمَّا الإضافة اللفظيّة فهي ليست على معنى حرف من حروف الجر.


في الآتي بعض الأمثلة التوضيحيّة لبيان الفرق بين الإضافة اللفظية والمعنوية:[١]

  • نورُ الشمسِ قويٌّ.

المضاف (نور) إذا جاء وحده فإنَّه يدل على نور غير معيّن، لكن عند إضافته إلى المعرفة (الشمس) فقد عيناه وعرفناه، أي حددنا عن أيّ نور نتحدث، وهذا النوع هو إضافة معنويّة، وأفادت التعريف (نكرة + معرفة).


  • أسمعُ بكاءَ طفلٍ.

إذا قلنا (أسمعُ بكاء) من غير إضافة، سيكون لفظ البكاء عامًا يشمل بكاء الطفل والمرأة والرجل، لكن عند إضافته إلى نكرة، قد ضيقنا عمومه وخصصناه ببكاء الطفل، وهذا النوع هو إضافة معنويّة، وأفادت التخصيص (نكرة + نكرة)


  • هذا طالبُ علمٍ.

يصح أنْ يحلَ الفعلُ مكان المضاف ولا يختلف المعنى، فنقول: (هذا يطلبُ علمًا)، فهذه إضافة لفظيّة.


  • لي صديق كاتم السر.

يصحّ أن يحل الفعل مكان المضاف بحيث لا يختلف المعنى، فنقول: (لي صديق يكتمُ السر)، وهذه إضافة لفظية.


أبواب الإضافة اللفظية

يكون المضاف في الإضافة اللفظية من المشتقات، إمَّا اسم فاعل أو اسم مفعول (بمعنى الحال أو المستقبل)، أو صفة مشبهة (ولا تكون إلا بمعنى الحال) ويكون المضاف إليه معمولًا لتلك الصفة، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحيّة:[٣]


الجملة
المضاف
المضاف إليه
نوع الإضافة
الغرض منها
جاء بائعُ الخضارِ.
بائعُ
(اسم فاعل)
الخضارِ
لفظيّة
التخفيف
انتصر مهضومُ الحقِ.
مهضوم
(اسم مفعول)
الحقِ
لفظيّة
التخفيف
مررْتُ برجلٍ حسنِ الوجهِ.
حسنِ
(صفة مشبهة)
الوجهِ
لفظيّة
التخفيف


إضاءة

المقصود بالتخفيف، هو التخفيف بحذف التنوين من المضاف إذا كان في الأصل منونًا، كأن نقول (الإنسانُ المثقفُ مصقولُ العقلِ واللسانِ) أخف من لو قلنا (مصقولٌ العقلُ واللسانُ)، أو التخفيف بحذف النون إذا كان المضاف مثنى أو جمع مُذكر سالمًا، مثل: (جاء معلمو المدرسةِ)، أو (جاء معلما المدرسةِ)


نماذج إعرابية

كما ذكرنا سابقًا، يُعرَب المضاف حسب موقعه من الجملة، أما المضاف إليه فهو مجرور دائمًا، وفي الآتي بعض النماذج الإعرابية لمزيد من التوضيح:


الجملة
الإعراب
إنَّه منظمُ الحفلةِ.
(منظم: اسم فاعل)
إنّه: حرف توكيد ونصب، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إنَّ.
منظمُ: خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الحفلةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
التلميذُ محمودُ السلوكِ.
(محمود: اسم مفعول)
التلميذُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
محمودُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
السلوكِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أحبُّ معلمي المدرسةِ.
(معلمي: اسم فاعل)
أحبُّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا.
معلمي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم، وهو مضاف، (حُذفت النون للإضافة).
المدرسةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
هما طويلا القامةِ.
(طويل: صفة مشبهة)
هما: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
طويلا: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف أنه مثنى، وهو مضاف، (حُذفت النون للإضافة).
القامةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.


دخول (أل) على المُضاف

لا يجوز دخول (أل) على المضاف في الإضافة المعنويّة، فلا نقول: (هذا البيت زيدٍ)، لأنَّ الإضافة مُنافية ل (أل) التعريف والتنوين، وكما أنَّ (أل) للتعريف، والإضافة المعنوية من فوائدها التعريف، فلا يُجمع بين مُعرَّفين.

أمَّا الإضافة اللفظيّة فيجوز دخول أل على المضاف عند توافر شرط من الشروط التالية:[٤]

  • أنْ يكون المضاف إليه فيه أل، مثل: هذا الضاربُ الرجلِ.
  • أنْ يكون المضاف إليه مضافًا إلى ما فيه (أل)، مثل: هو الضاربُ رأسِ الجاني.
  • أن يكون المضاف مثنى أو جمع مذكر سالم، فيجوز أنْ يأتي المضاف معرفًا بأل حتى لو لم يكن المضاف إليه معرفًا بأل، مثل: يعجبني الآكلو طعامِهم - يعجبني التاركا سوءٍ.


المراجع

  1. ^ أ ب علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 163. بتصرّف.
  2. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 6. بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، شرح ألفية ابن مالك للعثيمين، صفحة 7. بتصرّف.
  4. ابن عثيمين، شرح ألفية ايم مالك للعثيمين، صفحة 8. بتصرّف.