الإضافة في اللغة: هي الإسناد، وفي الاصطلاح: هي اسم نُسِب إلى اسم بعده، وتتكون الإضافة من مضاف ومضاف إليه حكم الأخير الجر دائماً، يتجرّد الاسم المراد إضافته (المضاف) من التنوين، وتُحذَف نونه إن كان مثنى أو جمع مذكر سالم، وتقسّم الإضافة إلى: إضافة محضة معنوية، وإضافة غير محضة لفظية، وفي هذا المقال عرض وتوضيح للإضافة المعنوية.[١]


تعريف الإضافة المعنوية

تعرّف الإضافة المعنويّة أو الإضافة المحضة بـ: هي ما أفادت المضاف تعريفًا أو تخصيصًا، حيث تفيد التعريف إن كان المضاف إليه معرفة، مثال ذلك: (أشرقَ نورُ الصباحِ، فأزالَ سوادَ الليلِ)، هاتان الكلمتان (نور، سواد) كلمتان مضافتان، وهما نكرتان إذا جردتا من الإضافة، فكلمة (نور) على سبيل المثال إذا قُرئت منفردة دلّت وحدها دون إضافة على نور غير محدد أو مخصص، ولكن عندما أضيفت كلمة (الصباح) لها، وقلنا (نور الصباح)، فقد حددنا النور وعيّناه للصباح دون غيره من مصادر النور وعرفناه، وكذلك الأمر في كلمة (سواد) فإن كانت نكرة وحدها دون إضافة فهي سواد عام غير محدد، وعند إضافة (الليل) لها، فقد عيّنا السواد بـ (الليل) دون غيره وعرّفناه به.[٢]


كما تفيد التخصيص إن كان المضاف إليه نكرة، على نحو (هذا كتاب رجلٍ)، و(باب حجرة)، فهنا أضيف الاسم النكرة إلى نكرة، أو تكون من خلال الإضافة إلى الأسماء المبهمة، مثل الإضافة بعد (كم الخبرية) ومثال ذلك قول (كم مشاهدٍ وأسرته حضروا الحفل).[٣]


سبب تسمية الإضافة المعنوية

سُمَّيت الإضافة المعنوية بـ (المَحْضَة)؛ لأنها خالصة من تقدير الانفصال عن الإضافة، ففي قولك: كتاب زيدٍ، لا يمكن ترك الإضافة (الكتاب) وإعراب (زيد) في هذا المثال إعراباً آخر، وسُمَّيت الإضافة مَعْنَوِيَّة؛ لأنها أفادت المضاف أمراً معنويّاً، فكما قيل سابقاً تفيد التعريف أو التخصيص.[٤]


أقسام الإضافة المعنوية

تقسم الإضافة المعنوية حسب معناها إلى ثلاثة أقسام، وهي:[٤]


الإضافة المعنوية المقدّرة بـ (في)

وضابطها أن يكون المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو قول الله تعالى: "بل مكرُ الليلِ والنهار"،[٥] وكذلك في قوله تعالى: "تربص أربعة أشهر"،[٦] ونحو قولك (الأم جليسة البيتِ)، (هو عالمُ المدينةِ)، فيكون تقدير الإضافة المعنوية كالآتي:


بل مكر الليل والنهار
بل مكرٌ في الليل والنهار
تربصُ أربعةِ أشهر
تربصٌ في أربعةِ أشهرٍ
الأم جليسة البيت
الأم جليسة في البيت
هو عالمُ المدينةِ
هو عالمٌ في المدينةِ


الإضافةُ المعنوية المقدّرة بـ (من)

وضابطها أن يكون المضاف إليه كُلًّا للمضاف وصالحًا للإخبار به عنه، على نحو (هذا خاتمُ حديدٍ)، فهنا الحديد كلٌّ وهو المضاف إليه، والخاتم جزء منه وهو المضاف، ويمكن تقدير العبارة كالآتي:


الجملة
الإضافة المعنوية المقدرة بـ (من)
هذا خاتمُ حديدٍ
هذا خاتمٌ من حديدٍ
بابُ خشبٍ
بابٌ من خشبٍ


الإضافة المعنوية المقدّرة بـ (اللام)

تأتي الإضافة المعنوية بمعنى اللام وتأتي بمعنى الملك والاختصاص، نحو: ( قلمُ زيدٍ)، و(غلامُ عمرٍو) ، و(ثوبُ بكرٍ)، فيكون تقدير الإضافة المعنوية كالآتي:

الجملة
الإضافة المعنوية المقدرة بـ ( اللام )
قلمُ زيدٍ
قلم لزيدِ
كتابُ عمرٍو
كتابٌ لعمرٍو
ثوبُ علي
ثوبٌ لعليٍ


كيفية إعراب المضاف والمضاف إليه

يُعرب الاسم المضاف حسب موقعه من الجملة، فيكون مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، ولا ينوّن، أمّا المضاف إليه يأتي مجرورًا دائمًا.

مثال:


سورةُ الفاتحةِ أوّلُ سورةٍ في القرآن الكريم.

لاحظ كلمة (الفاتحةِ) تجد أنها اسم أضيف إلى كلمة (سورة)، فعرفت أن السورة المعنية بالحديث هي (الفاتحة) دون غيرها من السور، فالكلمة الأولى (سورةُ) هي مضاف، والكلمة الثانية (الفاتحةِ) هي مضاف إليه، وهكذا تجد أن المضاف اسم نُسب إلى اسم بعده، فتعرّف بسببه أو تخصص، وكذلك في (أولُ سورةٍ)، فأضيفت كلمة (أول) إلى (سورةٍ)، فـ (أول) مضاف، و(سورةٍ) مضاف إليه.

وتعرب (سورةُ) و(أولُ) حسب موقعهما من الجملة ولا تنوّنان، وتعرب (الفاتحة) و(سورةٍ) مضاف إليه مجرور بالكسرة، فتقول:


الكلمة
الإعراب
سورةُ
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الفاتحةِ
مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أولُ
خبر المبتدأ (سورةٌ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
سورةٍ
مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.

مثال آخر للإعراب:

اللهُ نورُ السماواتِ.


الكلمة
الإعراب
اللهُ
لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
نورُ
خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
السماواتِ
مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.


تدريبات

أولًا: ضع خطًا تحت الإضافة المعنويّة في الجمل الآتية، مع ضبطها ضبطًا تامًّا:

  • آفةُ العلمِ النسيان.
  • كثرت حوادث السياراتِ.
  • وجاءت سكرة الموتِ بالحق.
  • الحمد لله رب العالمين.


ثانيًا: أعرب ما تحته خط إعرابًا تامًّا:

  • هذا حصانُ عليٍ.
  • حصان: خبر لمبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف.
  • عليٍّ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر.
  • إنَّ الهدى هدى اللهِ .
  • هدى: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، وهو مضاف.
  • الله: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.


المراجع

  1. حفني بك ناصف وآخرون، قواعد اللغة العربية في النحو والصرف والبلاغة، صفحة 75. بتصرّف.
  2. ابن يعيش، شرح المفصل لابن يعيش، صفحة 126. بتصرّف.
  3. إبراهيم إبراهيم بركات، النحو العربي، صفحة 313. بتصرّف.
  4. ^ أ ب جمال الذين بن هشام النحوي، شرح شذور الذهب، صفحة 175. بتصرّف.
  5. سورة سبأ، آية:33
  6. سورة البقرة، آية:226