الجملة الاسمية هي إحدى أنواع الجمل التي تبدأ باسم، وتتكوّن من ركنين أساسيين، وهما: المبتدأ والخبر، وذلك كما في الجمل (الجوُّ معتدلٌ)، و(الشارعُ مزدحمٌ)، و(الغبارُ ثائرٌ)، فإنّ الكلمات (الجوُّ، الشارعُ، الغبارُ) تشير إلى المبتدأ، أمّا الكلمات (معتدلٌ، مزدحمٌ، ثائرٌ) فهي تشير إلى الخبر،[١] والمبتدأ والخبر يقعان تحت باب المرفوعات، إلّا أنّه قد يدخل على الجملة الاسمية أفعال معينة ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، وسيتم الحديث عن تلك الأفعال وبيانها في هذا المقال.


العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر

قد يدخل على المبتدأ والخبر بعض العوامل، وتسمى بالنواسخ؛ ونواسخ الابتداء ثلاثة أنواع، وهي كما يلي:[٢]

  • ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر، وهي كان وأخواتها، وكاد وأخواتها، والحروف المشبهة بليس.
  • ما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر وهي إن وأخواتها ولا النافية للجنس.
  • ما ينصب المبتدأ والخبر جميعاً وهي ظن وأخواتها.


ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر

كما بيّنا سابقاً فإنّ المبتدأ والخبر يأتيان مرفوعان، لكن قد تدخل بعض الأفعال على الجملة وتُبقي المبتدأ مرفوعاً، وتنصب الخبر، وبيانها في الآتي:


كان وأخواتها

هي أفعال لا يتم عملها مع المرفوع وحده، بل تحتاج إلى منصوب ليصبح لها معنى واضح، تدخل على الجملة الاسمية، فترفع الأول (المبتدأ) ويسمى اسمها وتنصب الثاني (الخبر) ويسمى خبرها، وذلك كما في الجملة الاسمية (البيتُ نظيفٌ)؛ عند دخول الفعل الناقص (كان) عليها تصبح (كان البيتُ نظيفًا) حيث بقي المبتدأ مرفوعاً، ويسمى هنا (اسم كان) أمّا الخبر (نظيفٌ) أصبح منصوباً بعد دخولها على الجملة، وسمّي بـ (خبر كان)، وفي الجدول الآتي مزيد من التوضيح:[٣][٤][٥]


كان وأخواتها
الجملة الاسمية (قبل دخول كان وأخواتها)
الجملة بعد دخول كان وأخواتها
كان
الزّحامُ شديدٌ
كانَ الزّحامُ شديداً
صار
البردُ قارسٌ
صارَ البردُ قارسًا
ليس
العاملُ نشيطٌ
ليسَ العاملُ نشيطًًا
أصبح
الجوُ ممطرٌ
أصبحَ الجوُ ممطرًا
أمسى
العاملُ متعبٌ
أمسى العاملُ متعبًا
أضحى
الغمامُ كثيفٌ
أضحى الغمامُ كثيفًا
ظلّ
المطرُ غزيرٌ
ظلَّ المطرُ غزيرًا
بات
المريضُ متألمٌ
باتَ المريضُ متألمًا
زال، برح، فتىْ، انفكَّ
-اللغةُ العربية متجددةٌ.
-عليٌّ صديقٌ مخلصٌ.
-ما زالت اللغةُ العربية متجددةً.
-ما برحَ عليٌّ صديقاً مخلصاً.
دام
أحمدٌ نشيطٌ
سيعملُ أحمدٌ ما دام نشيطاً


الحروف المشبَّهة بليس

الحروف المشبّهة بليس أربعة حروف، وهي حروف تعمل عمل ليس فتفيد معنى النفي؛ ترفع المبتدأ ويصبح اسماً لها وتنصب الخبر ويصبح خبراً لها، وفي الآتي بيانها:[٢]


الحروف المشبهة بليس
الجملة الاسمية (قبل دخول الحروف المشبّهة بليس)
الجملة بعد دخول الحروف المشبّهة بليس
ما
زيدٌ قائمٌ
ما زيدٌ قائمًا
لا
هو رجلٌ أفضلُ منك
لا رجلٌ أفضلَ منك
إنْ
زيدٌ قائمٌ
إنْ زيدٌ قائمًا
لات
الوقتُ وقتُ عتابٍ
لاتَ وقتَ عتابٍ (أي ليس الوقتُ وقتَ عتاب)، هنا تمّ حذف اسم لات، إذ إنّ دخول لات على الجملة تستقضي حذف إمّا اسم لات أو خبرها، وغالباً ما يُحذف اسمها.


كاد وأخواتها

كاد وأخواتها هي إحدى الأقسام التي تنتمي إلى باب الأفعال الناقصة التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر؛ إلا أن خبرها يشترط أن يكون جملة فعلية فعلُها مضارعٌ، وتأتي كاد وأخواتها على ثلاثة أقسام، وهي كما يلي:[٥][٢]


القسم
الأفعال
مثال

أفعال المقاربة (ما وضع للدلالة على قرب الخبر)

كادَ
كادَ السلامُ يسودُ
كربَ
كربَ العدل ينتصرُ
أوشكَ
أوشكَ المطرُ يهطلُ

أفعال الرجاء (ما وضع على رجاء وقوع خبرها)


عسى
عسى الأزمةُ أن تنكشفَ
حرى
حرى المؤسسات العالمية أنْ تكْفُلَ حماية الكائنات الحيَّةِ في العالَم
اخلولق
اخلولق القانون الدَّولي أنْ يمنعَ ممارساتِ الإنسانِ الجائرةَ ضدَّ البيئةِ



أفعال الشروع (ما وضع للدلالة على الابتداء بالعمل أو الشروع فيه)







شرعَ
شرعت الأقمارُ الصناعيَّةُ تؤدِّي دورًا فعَّالًا في مجالات الحياة كافَّةً.
بدأَ
بدأ العالَمُ في العصر الحديث يُطوِّر وسائل الاتصالات
أنشأَ
أنشأ العالَمُ يتقارب بفضل وسائل الاتصالات الحديثة
طفقَ
طَفِقَت الأقمارُ الصناعيَّةُ تُمثِّل جزءًا ضروريًّا من حياتنا اليومية
أخذَ
أخذت الأقمارُ الصناعيَّةُ تُغطِّي خِدْماتُها مناطقَ شاسِعةً من الأرض
هبَّ
هبَّت الدُّوَلُ تتسابق في إطلاق الأقمار الصناعيَّةِ لأغراضٍ مختلِفةٍ
جعلَ
جعلَ المعلم يشرحُ.
انبرى
انبرى الطفلُ يحبو.


مثــال تدريبـــي

أدخل كان أو أحد أخواتها على الجمل الاسمية التالية، مع توضيح حركات الكلمات:


الجملة الاسمية
الجملة بعد إدخال كان وأخواتها
الجوُّ صحوٌ
كانَ الجوُّ صحواً
الممرضاتُُ ساهراتٌ
أمست الممرّضاتُ ساهراتٍ (هنا ساهرات، جمع مؤنث سالم يُنصب بالكسر)
المستشفى بعيدٌ
ليسَ المستشفى بعيداً
الجنودُ أقوياءٌ
ظلَّ الجنودُ أقوياءً
الرجلُ نادمٌ
ما انفكَّ الرجلُ نادماً
العدوُّ ناقمٌ
ما زالَ العدوُّ ناقماً


المراجع

  1. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 51. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت الحطاب الرُّعيني، متممة الأجرومية، صفحة 22-25. بتصرّف.
  3. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 237-239. بتصرّف.
  4. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 68-69. بتصرّف.
  5. ^ أ ب جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والاعراب، صفحة 258-265. بتصرّف.