المبتدأ: تعريفه، وأقسامه، وشرح حالات متعلقة فيه

المُبتدأ هو كلّ اسم ابتُدئ به ليُبنى عليه الكلام، وعليه فهو الرُّكن الأوّل من الجُملة الاسميّة المُكوّنة من (المُبتدأ والخبر)، ويكون المُبتدأ مُسندًا إليه يُثبَت له معنى ما في الجُملة، وفي المُقابل يكون الخبر هو المُسند؛ لأنّ به يُثبَت المعنى، ومِثال ذلك قول: (السّماءُ ماطرةٌ)، فـ(السّماءُ) هُنا مُبتدأ لإثبات معنى الإمطار لها، أمّا (ماطرةٌ) فهي الخبر لأنّه بها، ومن خلالها أصبح لكلمة السّماء معنى أوضح.^[١]

عامل المُبتدأ وإعرابه

يعدّ المُبتدأ من المرفوعات في الّلغة العربيّة، ولكن ما يجعله كذلك بحسب أهل النّحو هو (الابتداء) أي؛ بدء الكلام به، وعلى هذا يُرفع بالضّم أو تنوين الضّم عامّةً، وقد يُعرب بعلامات مُختلفة بحسب حاله، وفيما يلي بيانها مع الإعراب:^[٢][٣]

• إذا كان المُبتدأ اسمًا ظاهرًا (مُفردًا أو جمع تكسير أو جمع مؤنث سالم): يُرفع بالضّمة، وتنوين الضّم.
• إذا كان المُبتدأ اسمًا ظاهرًا (مُثنّى): يُرفع بالألف.
• إذا كان المُبتدأ اسمًا ظاهرًا (جمع مُذكّر سالم): يُرفع بالواو.

أنواع المُبتدأ

إنّ الأصل في المُبتدأ أن يكون اسمًا صريحًا محكومٌ عليه بالرّفع، وأن يأتي بعده الخبر، بحسب تقسيم الجملة الاسميّة، لكن هناك أحوال مُختلفة له، وفيما يلي بيانها.^[٤][٣]

المُبتدأ الذي يحتاج الخَبَر

هو المُبتدأ الذي لا يكتمل فيه المعنى دون إلحاقه بالخَبرَ، وتكون صُوره على هيئة اسم ظاهر أو بصورة مصدرٍ مُؤّول، كما أنّ المُبتدأ لا يكون جُملة، إلّا في حالة الجُملة المحكيّة، وفيما يلي توضيح مع النّموذج الإعرابيّ:^[٤][٣]

• الاسم الصّريح: يكون المُبتدأ اسمًا صريحًا ضمن حالات هي:^[٤]

• المصدر المُؤوّل: هو اجتماع حرف مصدريّ مِثل (أنْ، ما، ..) مع فعل مضارع، بحيث يُمكن استبدالهما بمصدر، نحو (أن تعمل خيرٌ لك)، فكأنّ الجملة تقول (عملُكَ خيرٌ لك)، وفيما يلي نموذج إعرابيّ للتّوضيح.^[٤]

**إضاءة**

المُبتدأ لا يكون جُملة إلّا في حالة الجُملة المحكيّة، نحو (لا إله إلّا الله) وتُعتبر هذه الجملة كلمة واحدةً معًا كبُنية لغويّة واحدة، وليست كأجزاء، وفيما يلي طريقة إعرابها.^[٤]

المُبتدأ الذي لا يحتاج الخَبَر

لا يحتاج المبتدأ للخبر في حال كانت الجُملة مُعتمدةً على استفهام أو نفي، وورد وصفٌ يعمل محلّ الفِعل نحو (اسم الفاعل، اسم المفعول، الصّفة المشبّهة)، فإن كان (اسم فاعل) أتى بعده فاعل، وإذا كان (اسم مفعول)، كان الذي بعده نائب فاعل، وفيما يلي توضيح مع نموذج إعرابيّ.^[٤]

• النّفي

تُعرب الجملة الاسميّة المنفيّة التي يكون المُبتدأ فيها على وزن (اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مُشبّهة) على وجهين اثنين؛ وذلك إن لم يطابق موصوفه تثنية أو جمعاً، أمّا إذا تشابها كان له وجهٌ واحد للإعراب، وفيما يلي توضيح الفرق بينهما.^[٤]

• الاستفهام

تُعرب الجملة الاسميّة الاستفهاميّة التي يكون المُبتدأ فيها على وزن (اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مُشبّهة) بصورة مُختلفة عن إعرابها الأصليّ؛ لعدم احتوائها على خبر، وفيما يلي أمثلة عليها.^[٤]

حالات مُتعلّقة بالمُبتدأ

تعدّد المُبتدأ

يتعدّد المبتدأ في صورتين لا يصحّ القياس عليهما في الأساليب الأدبيّة والعلميّة؛ لما تتطلّب هذه الأساليب من دقّة ووضوح، ولأنّهما تحملان ثقلًا وتكلّفًا واضحًا، نحو:^[٥]

• جملة (خالدٌ محمّدٌ سُعاد، مُكرِمته من أجله): في هذه الجُملة الكلمات الأولى كلّها مُبتدأ، ومعنى الجملة عند التّدقيق فيها (سُعاد مُكرِمةٌ مُحمّد من أجل خالد).
• جملة (أحمد، عمّه، خاله، أخوه عائدٌ): في هذه الجُملة الكلمات الأولى كلّها مُبتدأ، والأول مُجرّد من الضّمير، والبقيّة تحتويه وتعود على الكلمة التي قبلها، وعلى هذه الحال معنى الجملة (أخو خال عمّ أحمد عاد).

الابتداء بالنكرة

يكون المُبتدأ بشكل عامّ كلمة معرفة يتقدّم الجملة، ولا تكون نكرة، إلّا إذا أفادت، ولا تحصل هذه الفائدة إلّا في حالات هي:^[٦]

• أن يكون الخبر ظرفًا أو جارًّا ومجرورًا: نحو (لدينا كتابٌ)، فكلمة (كِتابٌ) هنا المُبتدأ.
• أن تدلّ النّكرة بنفسها على العموم: نحو (كلٌّ مُحاسَبٌ)، ونحو (كل مسؤول عما يصدر منه).
• أن تُسبق النّكرة بنفي أو استفهام: نحو (ما أحدٌ أغيرُ على دينه مثلي)، فكلمة (أحدٌ) هنا مبتدأ.
• أن تُوصَف النّكرة: نحو (رجيل جاء)، أي (رجلٌ صغيرٌ جاءَ)، فكلمة (رجلٌ) هُنا مُبتدأ.
• أن تكون النّكرة عاملة: نحو (عائدٌ الولدان)، فكلمة (عائدٌ) هنا مُبتدأ.
• العطف بشرط جواز أحد المُتعاطفيْن الابتداء به: نحو (ولدٌ وبنت جميلة جاءا)، فكلمة (ولدٌ) هُنا مُبتدأ.
• أن تكون النّكرة دعاء: نحو (سلامٌ على خالد)، فكلمة (سلامٌ) هُنا مبتدأ.
• أن تكون أوّل الجملة الحاليّة: نحو (قطعت الصحراء ودليل يهديني)، أو بعد إذا الفجائية (وصلت المكان فإذا بيتٌ كبيرٌ)، فكلمة (دليل) و(بيتٌ) هُنا مبتدأ.
• أن تكون النّكرة محصورة: نحو (إنّما سارقٌ رجل)، فكلمة (سارقٌ) هُنا مبتدأ.
• أن يكون ثبوت ذلك الخبر للنّكرة من خوارق العادة: نحو (قطّةٌ تكلّمت)، فكلمة (قطّةٌ) هنا مبتدأ.

حذف المبتدأ

يُخذف المُبتدأ في حالات مُختلفة وجوباً، وإحداها على وجه الجواز، وفيما يلي بيانها:^[٣]

• الحذف الجائز: إذا كان في الكلام دليل على المُبتدأ، نحو (سأل أحدهم شخصًا: كيف أنت؟، فأجابه: سعيدٌ)، في هذه الجُملة لا حاجة للقول (أنا سعيدٌ)، فحُذف الضّمير الذي هو المُبتدأ في هذه الجملة.
• الحذف وُجوبًا: يُحذف المُبتدأ وُجوبًا في خمسة حالات هي:

1. إذا كان خبر المبتدأ مخصوص بنِعم وبِئس: نحو (نِعم الصّادق حامدٌ)، والتّقدير (هو حامدٌ).
2. إذا أُخبِر عن المُبتدأ بنعت مقطوع، نحو (مررتُ بسمير الكريم)، والتّقدير (هو الكريمُ).
3. إذا أخبر عن المُبتدأ بمصدر جيء به بدلًا من فِعله، نحو (فقولٌ سديدُ)، والتّقدير (فقولي قولٌ سديد).
4. إذا أخبر عن المُبتدأ بصريح القسم، نحو (في ذمّتي لأفعلنّ)، والتّقدير (في ذمّتي يمين).
5. الاسم المرفوع بعد (لا سيما): نحو (أحبّ الفواكه، لا سيما التُفّاح)، والتّقدير (هو التّفاح).

المبتدأ مجرور بحرف جرّ زائد

إنّ المبتدأ مرفوع بالابتداء في أصله، ولكن جاز أن يُجرّ لفظًا بحروف زائدة أو الشّبيهة بالزّائدة مثل (مِن، الباء)، وفي هذه الحالة يكون المُبتدأ مرفوع محلًّا على الابتداء، ومجرور لفظًا بالحروف الزّائدة، وفيما يلي نموذج إعرابيّ.^[٣]

تدريبات

تدريب (1): ميّز/ي المُبتدأ الصّريح (مع نوعه) والمصدر المُؤوّل في الجُمل الآتية.

تدريب (2): اذكر/ي الحالة التي تخصّ المُبتدأ في الجُمل الآتية.

تدريب (3): اذكر/ي أمثلة على الحالات التي يكون فيها المُبتدأ نكرة.

تدريب (4): اذكر/ي سبب حذف المُبتدأ وُجوبًا في الأمثلة الآتية.

• تدريب (5): أعرب/ي ما تحته خطّ في الجُمل الآتية.

1. حسبي الله ونِعم الوكيل ما يقوله المُؤمن عند المصيبة.
2. هي أجملُ واحدةٍ.
3. السّائحون كُثُرٌ اليوم.
4. الوالدانُ أحبّ النّاس إلينا.
5. أن تصبرَ أسلمُ للجميع.
6. ما فالحٌ السّارقون.
7. أمقروءةٌ مقالتُك؟
8. ربّ قولٍ مُفيدٍ.
9. لولاه ما نجونا.
10. العِلمُ نورٌ.