إنَّ الأصل في كل من الاسم المفرد وجمع التكسير أنْ يُجر بالكسرة، ويلحق آخره التنوين إذا كان مجردًا من "أل" التعريف والإضافة، والتنوين هو نون ساكنة يُنطق بها في آخر الاسم المعرب، وهذه النون لا تُكتب وإنَّما تُرسم ضمتين في حالة الرفع، وكسرتين في حالة الجر، وفتحتين مع إضافة ألف في حالة النصب، أمَّا إذا انتهى الاسم بهمزة أو تاء التأنيث، فلا نضيف ألفاً، مثل (مبتدأً، ابتداءً)، إلا إذا سَبق الهمزة حرف ساكن، فنُضيف ألفًا في حالة النصب، مثل: (جزءًا، بدءًا)، فعلى سبيل المثال، نقول: (جاء رجلٌ، رأيُتُ رجلًا، مررْت برجلٍ)، لكن خلافًا لهذه القاعدة يوجد أسماء لا يلحق آخرها التنوين وتُجر بالفتحة بدلاً من الكسرة، وتُسمى هذه الأسماء بالممنوع من الصرف،[١] وفي هذا المقال سنوضح كيفية إعراب هذه الأسماء.
قاعدة إعراب الممنوع من الصرف
الممنوع من الصرف هو اسم معرب، يُرفع بالضمة، ويُنصب بالفتحة، ويُجر أيضًا بالفتحة نيابة عن الكسرة، وكما أنَّه لا يلحق آخره التنوين في حال جُرّد من "أل" التعريف والإضافة.
ويُصرف الممنوع من الصرف فيُجر بالكسرة في حال عُرف بأل أو أُضيف، مثل:[٢]
(صليْتُ في مساجدَ كثيرةٍ): اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف؛ لأنَّه صيغة منتهى الجموع.
ويجب التنبه أن النعت "كثيرةٍ" يبقى مجرورًا بالكسر، فهو يأخذ من المنعوت الحالة الإعرابيّة وليس العلامة الإعرابيّة.
(صليْتُ في المساجدِ): اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره (صُرفَ لأنَّه عُرفَ بأل).
(صليْتُ في مساجدِ المدينةِ): اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف (صُرف لأنَّه مضاف).
أنواع الممنوع من الصرف
الممنوع من الصرف قد يكون علمًا أو صفةً أو اسمًا، وفيما يلي توضيح لكل نوع مع ذكر مثال إعرابيّ على كلّ منها:[٣][٤]
الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة
سواءً أكان علمًا أم صفةً أم اسمًا، وسواء أدلَّ على مفرد أم جمع، مثل: (صفراء، حسناء، حوراء، عرجاء، علماء، أولياء، أنبياء).
الجملة | الإعراب |
قوله تعالى: (أم كنْتُم شهداءَ)[٥]
| كنْتُم: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتّصاله بالتاء المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان، والميم: للدلالة على الجمع لا محل لها من الإعراب. شهداءَ: خبر "كنْتُم" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو ممنوع من الصرف؛ لانتهائه بألف التأنيث الممدودة. |
الاسم المختوم بألف التأنيث المقصورة
سواء أكان علمًا أم صفةً أم اسمًا، وسواء أدلَّ على مفرد أم جمع، مثل: (ذِكرى، تقوى، مَرضى، مَوتى، فُرادى، كُسالى، سلمى).
الجملة | الإعراب |
مررْتُ بنجوى. | مررْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. نجوى: اسم مجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف،؛ لانتهائه بألف التأنيث المقصورة. |
الاسم الذي على صيغة منتهى الجموع
وهو كل جمع تكسير وقع بعد ألف تكسيره حرفان، أو ثلاثة حروف أوسطها حرف ساكن، مثل: (قبائل، حدائق، أفاضل، مفاتيح، قراطيس، تماثيل).
الجملة | الإعراب |
قوله تعالى: (يعملون له ما يشاءُ منْ محاريبَ وتماثيلَ)[٦]
| منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. محاريبَ: اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف؛ لأنَّه صيغة منتهى الجموع. وَ: حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب. تماثيلَ: اسم معطوف مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف؛ لأنَّه صيغة منتهى الجموع. |
العلم المؤنث
سواء أكان مختومًا بالتاء أو غير مختوم بها، مثل: (فاطمة، زينب، سعاد، مريم، دمشق، مكة، حمزة، عبيدة).
الجملة | الإعراب |
أعجبْتُ بأدبِ رقيةَ. | أعجبْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. أدبِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف. رقيةَ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف؛ للعَلميّة والتأنيث. |
العلم المزيد في آخره ألف ونون
مثل: (عِمران، مروان، رمضان، قحطان، حسان).
الجملة | الإعراب |
هذا عدنانُ. | هذا: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. عدنانُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو ممنوع من الصرف؛ للعلميّة وزيادة ألف ونون. |
العلم الأعجمي
مثل: (هامان، قارون، إبليس، إسرائيل، رمسيس، نابليون، يعقوب، إدريس، سقراط).
الجملة | الإعراب |
قوله تعالى: (لا تقتلوا يوسفَ)[٧]
| لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب. تقتلوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل. يوسفَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو ممنوع من الصرف؛ للعلميّة والأعجميّة. |
العلم المركب تركيبًا مزجيًا
ولا ينتهي ب (ويه)، مثل: (نيويورك، بعلبك، بورسعيد، حضرموت، مَعْدِيكرِب).
الجملة | الإعراب |
سافرَ زيدٌ إلى نيويوركَ. | سافرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. إلى: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. نيويوركَ: اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف؛ للعلميّة والتركيب المزجي. |
العلم الذي على وزن الفعل
أي يمكن أنْ يُستخدم كاسم أو كفعل، مثل: (تغلب، يثرب، أشرف، أحمد، أسعد، يزيد).
الجملة | الإعراب |
فازَ أسعدُ في المسابقةِ. | فازَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. أسعدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وهو ممنوع من الصرف؛ للعلميّة ووزن الفعل. في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. المسابقةِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. |
العلم الذي على وزن فُعَل
مثل: (جُحَا، عُمَر، زُحَل، قُزَح، هُبَل، مُضَر).
الجملة | الإعراب |
كرّمَ المعلمُ عُمَرَ. | كرمَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. المعلمُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. عُمَرَ: مفعول به منصوب بالفتحة وهو ممنوع من الصرف؛ للعلمية ووزن فُعَل. |
الصفة المزيدة بألف ونون على وزن فعلان ومؤنثها فَعْلى
مثل: (شبعان، عطشان، ريان، غضبان، جوعان).
الجملة | الإعراب |
مررْتُ بمتسولٍ ظمآنَ. | مررْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتِّصاله بتاء الفاعل المتحركة، التاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. متسولٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. ظمآنَ: نعت مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف، لأنَّه صفة على وزن فعلان ومؤنثها فعلى. |
صفة على وزن أَفْعَل ومؤنثها فعلى أو فعلاء
وهي التي تدل على الألوان، مثل: (أصفر، أزرق، أسود)، أو العيوب، مثل: (أعور، أبرص، أقرع)، أو ما كان اسم تفضيل، مثل: (أَعْلَم، أَفْضَل، أَكْرَم).
الجملة | الإعراب |
كتبَ الطالبُ بقلمٍ أزرقَ. | كتبَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. الطالبُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. قلمٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. أزرقَ: نعت مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف، لأنَّه صفة على وزن أَفْعَل. |
الصفة المُصاغة من الواحد إلى العشرة على وزن فُعَال أو مَفْعَل
مثل: (أُحاد، مَوْحد، ثناء، مثنى، ثُلاث، مَثْلَثَ ....إلخ).
الجملة | الإعراب |
دخلَ الطلابُ مثنى مثنى. | دخلَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. الطلابُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. مثنى: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة المُقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهو ممنوع من الصرف، لأنَّه صفة على وزن مَفْعَل. مثنى: توكيد لفظي منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وهو ممنوع من الصرف، لأنَّه صفة على وزن مَفْعَل. |
كلمة "أُخَر" جمع "أُخْرى"
الجملة | الإعراب |
قوله تعالى: (فَعدةٌ من أيامٍ أُخَرَ)[٨]
| الفاء: رابطة لجواب الشرط، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. عدةٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره، خبره محذوف تقديره "عليه عدةٌ". والجملة الاسميّة في محل جزم جواب الشرط. منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. أيامٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. أُخَرَ: نعت مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف. |
تنويه
بعض الكلمات للوهلة الأُولى قد تظن أنَّها ممنوعة من الصرف، لكنَّها ليست ذلك، وفيما يأتي بعض الأمثلة عليها مع توضيح السبب:[٩][١٠]
الكلمة | سبب عدم اعتبارها ممنوعة من الصرف |
فتى، مستدعى | لأنَّ هذه الألف المقصورة ليست للتأنيث. |
بناء | لأنَّ هذه الألف الممدودة ليست للتأنيث بل منقلبة عن ياء. |
إنشاء | لأنَّ هذه الألف الممدودة أصليّة. |
سرحان | لأنَّ مؤنثها ليس على وزن "فعلى" فمؤنثها "سرحانة". |
أرمل | لأنَّ مؤنثها ليس على وزن "فعلى أو فعلاء" فمؤنثها "أرملة". |
صيارِفَة، فلاسفَة، عباقرَة | لأنَّه وقع بعد ألف الجمع ثلاثة حروف أوسطها حرف متحرك وليس ساكنًا. |
نوْح، لوْط | لأنَّه إذا كان العلم أعجميًا ثلاثيًا ساكن الوسط صُرف، وكما أنَّ جميع أسماء الأنبياء المذكورة في القرآن الكريم ممنوعة من الصرف، ما عدا ستة أعلام، هي: (محمد، صالح، شعيب، هود، نوح، لوط). |
هنْد، رعْد، مصْر | لأنَّه إذا كان العلم المؤنث ثلاثيًا ساكن الوسط يجوز صرفه أو منعه من الصرف (تجوز الحالتان). |
سِيبويهِ، عَمرويهِ، نِفطويهِ | لأنَّه يُستثنى من العلم المُركب المزجي ما يُختم بـ (ويه) والذي يكون دائمًا مبنيًا للكسر في محل رفع أو نصب أو جر، مثل: (جاءَ عَمرويهِ) وإعرابها فاعل مبني على الكسر في محل رفع. |
المراجع
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 104. بتصرّف.
- ↑ الدكتور محمد فاضل السامرائي، النحو العربي أحكامٌ ومعانٍ، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 521 - 529. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 104 - 107. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:133
- ↑ سورة سبأ، آية:13
- ↑ سورة يوسف، آية:10
- ↑ سورة البقرة، آية:184
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 105 - 107. بتصرّف.
- ↑ خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 105 107 109. بتصرّف.