ما هي المشاكلة في البلاغة؟
تُعرّف المشاكلة لغة بأنها المشابهة والمماثلة.[١]
أما المشاكلة في البلاغة فتدخل تحت فرع علم البديع، وتعرّف اصطلاحاً بأنها "ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً".
أمثلة على المشاكلة
في الآتي أمثلة على المشاكلة في القرآن الكريم وفي الشعر العربي:
أمثلة على المشاكلة في القرآن
في الآتي أمثلة على المشاكلة التي وردت في القرآن الكريم:[١][٢]
- على نحو الآية الكريمة التي تقول: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)،[٣] فمقابلة الاعتداء بمثله لا يسمى (اعتداءً) ولكنه سمّي بذلك من باب المشاكلة، إذ إن كلمة (اعتداء) تعني تجاوز حدود الحق.
- يقول الله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)،[٤] ومراد الآية: لا أعلم ما في عندك، ولكن ذُكرت (نفسك) من باب المشاكلة.
- يقول تعالى: (كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم)،[٥] أي أهملهم، ففي الآية ذُكر (الإهمال) بلفظ (النسيان) من باب المشاكلة.
أمثلة على المشاكلة في الشعر العربي
في الآتي أمثلة المشاكلة التي وردت في الشعر:[١]
- على نحو قول الشاعر عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
الشاعر هنا سمّى تأديب الجاهل على جهله (جهلاً) من باب المشاكلة، على الرغم من أن التأديب والعقاب لا يدخل تحت مفهوم الجهل، علماً أنّ المعنى المراد للجهل في البيت: السفه والغضب والشيء المنافي للحِلْم.
- يقول الشاعر:
قالوا: اقترحْ شيئاً لك طبْخهُ قلت: اطبخوا لي جبة وقميصاً
في البيت الشعري طلب الشاعر طبخ جبة وقميص على سبيل المشاكلة، لطلبهم في أول البيت أن يطبخوا له شيئاً يأكله، وفي دلالة على أنه يريد شيئاً ليرتديه.
- يقول المتنبي:
ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقرة، فالذي فعل الفقر
فاللفظ الأول لـ (الفقر) هو الحاجة والقلة وهو المعنى الحقيقي، وناسبه أن يشاكله بفقر آخر -مجازاً-، ومعنى البيت أن البخيل الذي يهدر وقته وهو يجمع المال ظناً منه أنه يفعل الخير، فذلك الفقر، إذ إنه بذلك ينشغل عن الإنفاق على نفسه وإعطائها حقها، فكأنه الفقير المعدم في حاله وصورته التي صار إليها بسبب بخله.[٦]
- يقول الشاعر:
وما بكت النساء على قتيل بأشرف من قتيل الغانيات
كلمة (قتيل) الأولى أتت بمعناها الحقيقي، وهو من لقي مصرعه فعلاً ومات، بينما (قتيل) الثانية فأتت على معنى المجاز، وقصد الشاعر العاشق المحب الذي أصبح نحيفاً واهناً يشبه الميت بسبب الحب، من باب المشاكلة، وذلك للدلالة على أثر الحب وصدق العاطفة.[٢]
ما الغرض من المشاكلة؟
تفيد المشاكلة لفت نظر السامع إلى جمال العبارة وسمو المعاني، من خلال إضفاء عنصر المفاجأة على دلالة اللفظ المشاكل الذي يتميز عن اللفظ الأول بمعناه الذي يُدرَك بالتأمل والتفكر ورسوخ الفهم، حتى يستقر في الذهن وترتاح إليه النفس.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت عبد الرحمن حبنكة، البلاغة العربية، صفحة 438. بتصرّف.
- ^ أ ب علاء اسماعيل، الوسيلة فى البلاغة العربية، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:194
- ↑ سورة المائدة، آية:5
- ↑ سورة الحشر، آية:19
- ^ أ ب محمد إبراهيم الفهد، ورائد حمد خلف كريش، المشاكلة قراءة في المفهوم البلاغي العربي، صفحة 28. بتصرّف.