تُعرّف المحسنات المعنوية على أنّها المحسنات التي يكون التحسين فيها راجعًا إلى المعنى، وهي القسم الثاني من أقسام المحسنات بعد المحسنات اللفظية، وكلاهما يندرج تحت باب علم البديع المعنيّ بتحسين أوجه الكلام اللفظية والمعنوية، ومن فروع المحسنات المعنوية المشهورة الطباق والمقابلة والتورية، والجمع مع التقسيم، والجمع مع التفريق وغيرها، والجمع مع التفريق كما يعرّفه علماء البديع هو الجمع بين شيئين في حكم واحد ثم التفريق بينهما في ذلك الحكم، وهذا المقال سيوضّح مفهوم الجمع مع التفريق من خلال طرح الأمثلة وشرحها، إلى جانب طرح التدريبات العملية.[١]
أمثــــــلة الجــــمع مع التـــفــــريــــق
سبقت الإشارة إلى تعريف الجمع مع التفريق في المقدمة، والجدول الآتي يوضّح ذلك من خلال شرح بعض الأمثلة:[١]
المـــــــــثــــــــال | توضــــــــيح الجــــــــــمــــع مع التــــــفــــــريـــــق |
قال تعالى:" وجعلنا الليل والنهار آيتين فمَحوْنا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة".[٢]
| في الآية الكريمة جمع الله عز وجل بين الليل والنهار على أنّها آيتان، ودليلان على قدرة الله عز وجل، وبعدها فرّق بينهما في الحكم، فالليل يكون مظلمًا، والنهار مضيئًا. |
قال الفخر عيسى: تشابه دمعانا غداة فراقنا مشابهة في قصة دون قصة فوجنتها تكسو المدامع حمرة ودمعي يكسو حمرة اللون وجنتي | الشاعر هنا جمع بين دمعه ودمع محبوبته ساعة الفراق في الشبه، وبعدها فرّق بينهما بأنّ دمع الحبيبة أبيض، فإذا جرى على خدّها صار أحمر بسبب احمرار خدّها، ولكن دمعه أحمر لأنه يبكي دمًا، وجسده من النحول والشحوب أصفر، فإذا جرى دمعه على خدّه صار أحمر. |
قال رشيد الدين الوطواط: فوجهك كالنار في ضوئها وقلبي كالنار في حرّها | جمع الشاعر هنا بين وجه الحبيب وقلبه في حكم واحد وهو تشبيههما بالنار، ثم فرّق بينهما بعد ذلك في الحكم، فوجه الحبيبة كالنار في اللمعان والضوء، أمّا قلب الشاعر كالنار في الحرارة ولهبها. |
التــــــدريـــــب الأول
وضّح الجمع مع التفريق في الجمل الآتية:[٣]
الجـــملــــة | توضــــيح الجــــــمع مـــــع التـــفــــــريـــــق |
قال تعالى:" قال ما منعك ألّا تسجد إذ أمرتك، قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين".[٤]
| |
قال تعالى:" يوم يأتِ لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه، فمنهم شقيٌ وسعيد، فأمّا الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، إلّا ما شاء ربّك إنّ ربّك فعّالٌ لما يريد، وأمّا الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، إلّا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ".[٥]
| |
قال البحتري: ولما التقينا والنقا موعد لنا تعجب رائي الدّر منا ولاقطه فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامتها ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه |
التدريب الثاني
يُعرّف علم البديع على أنه فرع من فروع علم البلاغة يهتم بتزيين الألفاظ أو المعاني، بألون بديعة من الجمال اللفظي أو المعنوي، في ضوء التعريف السابق وضّح لماذا يندرج الجمع مع التفريق تحت علم البديع.[٦]
المراجع
- ^ أ ب عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 161-160. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:12
- ↑ أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، صفحة 312. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف ، آية:12
- ↑ سورة هود، آية:108-105
- ↑ علي الجارم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة، صفحة 263. بتصرّف.