تُعرّف الإضافة على أنّها نسبة بين اسمين يُسمّى الأول مضافًا والثاني مضافًا إليه، وتتكوّن الإضافة من قسمين المضاف ويُعرَب حسب موقعه من الجملة، والمضاف إليه وحكمه الجرّ، مثل جملة أُعجبت بمنظر الشمس، وشربتُ فنجان قهوة ، كلمتا (منظر) و(فنجان) جاءتا مضاف، وكلمتا (الشمس) و(قهوة) جاءتا مضاف إليه مجرور على الترتيب، ويشار إلى أنّ المُضاف يُحذف منه أل التعريف والتنوين، ونون التثنية أو جمع المذكّر السالم، وهذا المقال يُركّز على الأسماء التي تلزم الإضافة، إلى جانب طرح الأمثلة والتدريبات العمليّة.[١]


الأســـــماء التـــي تـــلزم الإضــافــة

والجدول الآتي يوضّح الأسماء التي تلزم الإضافة من خلال شرح حالة كل اسم وتبيينه بمثال:[٢]


الاســـــــم
التوضــيــــــــح
المــــــــــــــــــــــثال
كُـــــلّ
تُعرب حسب موقعها في الجملة وتكون دائمًا مُضافة إذا لم تنوّن.
(كُلّ إناءٍ ينضحُ بما فيه): كُلّ هنا تُعرب مبتدأ مرفوع وهو مضاف، وإناءٍ مضاف إليه مجرور.
كـــــلــــتا
اسم لفظه مفرد يستخدم للمؤنث، ومعناه مثنّى وبالتالي يجوز مراعاة لفظه ومعناه، تُعرب حسب موقعها في الجملة إذا أُضيفت إلى اسم ظاهر تعامل معاملة الاسم المقصور في الإعراب، بحركات مقدّرة على الألف للتعذّر.
قال تعالى:" كلتا الجنتين آتت أُكُلها"،[٣] كلتا تُعرب على أنّها مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر وهو مضاف، والجنتين مضاف إليه مجرور.
كـــلا
اسم لفظه مفرد يستخدم للمذكر، ومعناه مثنى وبالتالي يجوز مراعاة لفظه ومعناه، تُعرب حسب موقعها في الجملة إذا أضيفت إلى اسم ظاهر تعامل معاملة الاسم المقصور في الإعراب، بحركات مقدّرة على الألف للتعذّر.
(إنّ كلا الطالبين من الأردن): كلا تُعرب على أنّها اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر وهو مضاف، والطالبين: مضاف إليه مجرور.
مَــــع وقــبـــل وبعــــد
تُعدّ (مع وقبل وبعد) من الظروف التي تلازم الإضافة إلى المفرد، وهي تدل على الزمان أو المكان بحسب ما تُضاف إليه، فإذا أُضيفت إلى الزمان كانت ظرف زمان، وإذا أُضيفت إلى المكان كانت ظرف مكان، وهي ظروف مُعربة وحكمها النصب، تُضاف إلى المعارف والنكرات والمفرد والمثنى والجمع.
قال تعالى: "وإن من قرية إلّا نحن مهلكوها قبلَ يومِ القيامة"،[٤] إعراب قبلَ هنا ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، ويومِ مضاف إليه مجرور.

(سِرنا مَعَ الســيــقِ في البتراء) إعراب مع مفعول فيه، ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والسيق مضاف إليه مجرور.

(سنتحدّث عن الموضوع بعــدَ الــــدّرسِ)، إعراب بعدَ ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والدّرس مضاف إليه مجرور.
إذا
ظرف يُضاف إلى الجملة الفعلية فقط، سواءً أكان الفعل فيها ماضيًا أم مضارعًا.
قال الشاعر: " إنّ الغصون إذا قوّمتها اعتدلت ولا يلين إذا قوّمته الخشبُ"، إذا في الشطرين لها إعرابان وكلاهما صحيح، الأول: ظرف لما يُستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب يفيد معنى الشرط وهو مضاف، والثاني اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب وهو مضاف، والجملة الفعلية ( قوّمتها وقوّمته) على الترتيب في محل جر مضاف إليه، وقد تضاف إلى جملة فعلية فعلها مضارع.
إذ
ظرف يضاف إلى الجملة الاسمية والجملة الفعلية المبدوءة بفعل ماضٍ فقط.
(وصلتُ إذ أشرقت الشمس)، إذ تُعرَب على أنّها ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب وهو مضاف، والجملة الفعلية (أشرقت الشمس) في محل جر مضاف إليه، وقد تضاف إذ إلى جملة اسمية أيضًا.
حـــيــــثُ
ظرف يُضاف إلى الجملة الاسمية والجملة الفعلية سواءً أصدرت بفعل ماض أو مضارع.
قال تعالى:" فكُلا من حيثُ شِئتُما، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"،[٥] تُعرب حيث على أنها ظرف مكان مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، والجملة الفعلية (شئتُما) في محل جر مضاف إليه، وقد أضيفت حيث إلى جملة فعلية فعلها ماض، ويمكن أن تضاف إلى جملة اسمية أو جملة فعلية فعلها مضارع.
أيّ الاستفهامية
اسم مُعرب يُضاف إلى الأسماء، ويُميّز من السياق.
قال تعالى:" فبأيّ آلآء ربكما تكذّبان"،[٦] أي هنا استفهامية ومضافة، وآلآء مضاف إليه مجرور.
أي الشرطية
اسم شرط معرب يُضاف إلى الأسماء.
أيَّ إنسانٍ تُساعد يُساعدك، أيّ هنا شرطية ومضافة، وإنسانٍ مضاف إليه مجرور.


إضــــــاءة

  • إذا أُضيفت كلا وكلتا إلى ضمير المثنى، يُعاملان معاملة الملحق بالمثنى، ويُعربان توكيدًا معنويًا إذا عاد الضمير هما على مؤكّد عليه، فترفعان بالألف، وتُنصبان وتجرّان بالياء، ومن أمثلة ذلك: محمد وخالد كلاهما من أوائل الطلبة، كلا تُعرب على أنّها توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى وهو مضاف، وهما ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.[٧]
  • إذا حُذف المضاف إليه بعد (قبل) و (بعد) فإنّ كلّاً منهما يُسمّى ظرفًا مقطوعًا عن الإضافة، وتبنى قبل وبعد على الضم إذا قُطعتا عن الإضافة وتكونان في محل نصب أو جر، ومثال ذلك قوله تعالى:" ويُعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين"،[٨] إعراب قبلُ هنا ظرف زمان مبني على الضم في محل جر بمن، وقد قطع عن الإضافة.[٩]


التــــدريـــب الأول

حدّد الاسم الذي لازم الإضافة وأعربه، ثمّ حدّد حالة المضاف إليه في الجمل الآتية:[١٠]


الجـــمــلــة
التـــــــــــــــــــــــــــوضــــــــيح
قال تعالى:" الله أعلم حيثُ يجعل رسالته".[١١]

قال الحسن البصري: رأس المجلس حيثُ أجلس.

أيّ زيدٍ أحسن؟

قال الشاعر:
وكلّ مسافرٍ سيؤوب يومًا إذا رُزق السلامة والإيابا

جاء زيدٌ معَ خالد

حضر الطّلاب قبل الأساتذة.

إذا سافرتُ إلى إيطاليا سأزور روما.

قال الشاعر: ولستُ بمستبقٍ أخا لا تلمه على شعث أيّ الرجال المهذب

أيّ معروفٍ تقدمه لا ينساه الله.


التــــدريـــب الثاني

اُكتب مثالًا على كل اسم من الأسماء التي تلازم الإضافة، وأعربها، وحدّد حالة ما بعدها ( مفرد، جملة اسمية، جملة فعلية)، واكتب مثالين على ظرف مقطوع عن الإضافة وأعربه.


المراجع

  1. علي الجارم ومصطفى أمين، النحو الواضح، صفحة 162. بتصرّف.
  2. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 553-557. بتصرّف.
  3. سورة الكهف، آية:33
  4. سورة الإسراء ، آية:58
  5. سورة الأعراف ، آية:19
  6. سورة الرحمن، آية:13
  7. قاسم الحسيني ومحمود الأصفهاني، القواعد النحوية، صفحة 211. بتصرّف.
  8. سورة الجمعة ، آية:2
  9. قاسم الحسيني ومحمود الأصفهاني، القواعد النحوية، صفحة 179. بتصرّف.
  10. قاسم الحسيني الخراساني ومحمود الإصفهاني، القواعد النحوية، صفحة 177. بتصرّف.
  11. سورة الأنعام ، آية:124