ينقسمُ الاسم من حيث الدلالة على المسمى إلى قسمين، هما: النكرة والمعرفة، والمقصود بالاسم النكرة هو كلّ اسم يدّل على شيء غير معيَّن أو محدد، مثل: (جاءَ رجلٌ)، فعندما تسمع هذه الجملة لا يخطر ببالك رجل محدد دون غيره، لأنَّ كلمة "رجل" نكرة وخاليّة من التحديد الذي يجعل المدلول مقتصرًا على فرد متميز من غيره، وكذلك: (إنسان، كتاب، جبل)، فعندنا نسمع كلمة "إنسان" لا يخطر لنا إنسان نعرفه وإنَّما تدّل على جنس البشر كله، أمَّا الاسم المعرفة فهو كلّ اسم يدّل على شيء معيَّن ومعروف، أي شيء واحد محدد، مثل: (الكتاب، زيد، أنا)، فـ "زيد" هو اسمٌ لشخص معينٍ نعرفه، و"أنا" تدّل على الشخص المفرد المتكلم دون غيره، وسنتحدث في هذا المقال عن أنواع الاسم المعرفة في اللغة العربيّة.[١]


أنواع المعارف في اللغة العربية

يوجد سبعة أنواع للاسم المعرفة، وهي: [٢][٣]


الاسم المُعرّف بأل التعريف

هذه أسهل طريقة لجعل الاسم النكرة معرفة، فعندما يقول لك أحدهم: (قرأتُ قصةً)، لنْ تعرفَ أيّ قصةٍ قرأ بالضبط، لكن عندما يقول لك: (قرأتُ القصةَ)، فيقصد قصة محددة تعرفونها أنتم الاثنين.

ولا بدَّ أنَّك لاحظت في المثالين السابقين أنَّ الاسم المُعرّف بال لا يقبل التنوين (المُعرف لا يُنون)، فالتنوين من علامات الاسم النكرة.

ويجدر بنا الإشارة هنا أنّّ ليس كل "أل" تدخل على الاسم تفيده التعريف، فقد تُزاد في بعض الأسماء وتكون زيادتها لازمة، كالتي تدخل على الاسم المعرفة أصلًا قبل دخولها عليه، كالأسماء الموصولة والأعلام التي عرفناها مقترنة بالألف واللام من أول ما وُضعَت، وقد تكون زيادتها غير لازمة، كالتي تدخل على الأعلام المنقولة؛ للدلالة على أنَّ المعنى الأصلي ملحوظ للمتكلم، كما في الأمثلة التالية:


تفيد التعريف
لازمة
غير لازمة
انكسر القلمُ.
نجح الذِينَ اجتهدوا.
وكان أخوه الفضلُ مِثلَهُ.
زارني المعلمُ.
اشتهر السموءل بوفائِهِ.
كان الحسينُ بن علي شجاعًا.


اسم الإشارة

هو اسم معرفة يدّل على شيء معيَّن بالإشارة إليه، وأسماء الإشارة، هي:


ذا
للمفرد المذكر
ذي - ذه - ته
للمفردة المؤنثة
ذان
للمثنى المذكر
تان
للمثنى المؤنث
أولاءِ
للجمع المذكر والمؤنث
هنا
للمكان


وإذا أردنا الإشارة إلى القريب أو الإشارة بصفة عامة، نضع (هاء) في بداية اسم الإشارة الموضح في الجدول بالأعلى، وتُسمى هاء التنبيه:


هذا
للمفرد المذكر
هذهِ
للمفردة المؤنثة
هذانِ
للمثنى المذكر
هاتانِ
للمثنى المؤنث
هؤلاءِ
للجمع المذكر والمؤنث
ها هنا - ههنا
للمكان القريب


وإذا أردنا الإشارة إلى البعيد توضع الكاف أو الكاف واللام في آخر اسم الإشارة:


ذاك - ذلك
للمفرد المذكر
تلك
للمفردة المؤنثة
ذانك - تانك
(قليلا الاستعمال)
للمثنى
أولئك
للجمع المذكر والمؤنث
هناك - هنالك
للمكان البعيد


ولا بدَّ أنْ يتطابق (اسم الإشارة والمشار إليه) و(الكاف والمخاطب) في التذكير والتانيث، والإفراد والتثنية والجمع، كما في الأمثلة التالية:

هذه فتاةٌ - هاتانِ فتاتانِ - هذا ولدٌ - هذانِ ولدانِ - ذلك الكتاب مفيد يا صديقي - ذلكم الكتاب مفيد يا أصدقائي.


الاسم الموصول

هو اسم مبني يدّل على شخص أو شيء معيَّن ومُحدد بواسطة جملة بعده تُسمى صلة الموصول، والأسماء الموصولة هي:


الذي
للمفرد المذكر
رأيْتُ الذي فازَ.
التي
للمفردة المؤنثة
كُرِمَتْ الطالبة التي تَفوقَتْ.
اللذان
للمثنى المذكر
سافر اللذان تعرفنا عليهم بمكان سكننا الجديد.
اللتان
للمثنى المؤنث
اللتان واظبتا على الصلاة كوفئتا.
الذين
لجمع الذكور العقلاء
أُحبُ الذين يساعدونَ الناسَ.
اللاتي - اللائي
لجمع الإناث
رحبْتُ بالسيداتِ اللاتي حضرْنَ.
مَنْ
للعاقل، مذكرًا أو مؤنثًا، مفردًا أو مثنى أو جمعًا
أُحبُ (مَنْ) يطيعُ ربَّهُ: الذي
أُحبُ (مَنْ) تطيعُ ربَّها: التي


وجملة صلة الموصول تكون:

  • جملة فعلية: (سافر اللذان أقاما في منزلنا).
  • جملة اسميّة: (حضر الذِينَ هم زملائي).
  • شبة جملة ظرفيّة: (أخذْتُ القلمَ الذي أمامَك).
  • شبة جملة جار ومجرور: (قطفَتْ ليلى الأزهارَ التي في الحديقة).


اسم العلم

هو اسم وُضِعَ لتعيين شخص أو مكان أو شيء بذاته، كأسماء الأشخاص والبلدان والأنهار، مثل: (جاء محمد)، (ذهبْتُ إلى الكويت)، محمد والكويت أسماء معرفة لأنَّها أعلام تدّل على أشياء محددة ومعروفة لدينا، وبعض أسماء الدول تحتوي على "ال" وتعتبر من الأعلام، مثل العراق، فمصر معرفة والعراق معرفة.


واسم العَلم ثلاثة أنواع، هي:


كُنية
هو كل مركب يبدأ بأب أو أم أو ابن.
أبو بكر - أم كلثون - ابن بطوطة
لقب
ما يسمى به الإنسان للتعريف أو التشريف أو التحقير (صفة).
المأمون - المتنبي - الجاحظ
اسم
ما ليس كنية او لقب
أمل - بغداد - دجلة

والاسم يكون إمَّا:

  • مفردًا، أي من كلمة واحدة، مثل: (لبنان - مريم - علي)، ويُعرب حسب موقعه بالجملة والعوامل الداخلة عليه.
  • مُركبًا تركيبًا إضافيًّا، مثل: (عبد الرحيم - كفر الزيات)، وتُعرب الكلمة الأُولى حسب موقعها من الجملة ويكون مضافًا، والكلمة الثانية مضافًا إليه.
  • مركبًا تركيبًا مزجيًّا، مثل: (حضرموت، سيبويه، بورسعيد)، يُعرَب حسب موقعه لكنَّه ممنوع من الصرف، أي لا ينوّن، ويُجرّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.


الضمائر

الضمير اسم معرفة مبني يدّل على متكلم أو مخاطب أو غائب، وله ثلاثة أقسام، وهي: منفصل، متصل، مستتر.


أولا: الضمائر المنفصلة

وهي التي تستقل بالنطق، وتُقسم إلى قسمين:

  • ضمائر رفع منفصلة: مثل (أنا - أنتّ - هو).
  • ضمائر نصب منفصلة: مثل (إيَّاي - أيَّاك - إيَّاه).


ثانياً: الضمائر المتّصلة

وهي ثلاثة أقسام:

  • ضمائر رفع: تتصل بالفعل أو بكان وأخواتها، وهي: (تاء الفاعل، نا، ألف الاثنين، واو الجماعة، ياء المخاطبة، نون النسوة).
  • ضمائر نصب: تتصل بالفعل أو بإنَّ وأخواتها، وهي: (ياء المتكلم، كاف المخاطب، هاء الغائب).
  • ضمائر جر: تتصل بالاسم أو بحرف الجر، وهي: (ياء المتكلم، كاف المخاطب، هاء الغائب).


ثالثاً: الضمائر المستترة

هي التي ليست لها صورة ظاهرة تلفظ بها، وبعضها مستتر وجوبًا، والبعض الآخر جوازًا.


الاسم المُضاف إلى معرفة

وهو اسم نكرة اكتسبَ التعريف من إضافته إلى اسم معرفة، فمثلًا إذا قال لك أحدهم: "اشتريْتُ سيارةً"، هل عرفت أي سيارة اشترى؟ بالتأكيد لا، لأنَّ كلمة "سيارة" نكرة لا تدّل على سيارة محددة دون غيرها، أمَّا إذا قال لك: "اشتريْتُ سيارةَ علي"، فإنَّك عرفت أي سيارة اشترى، وهي سيارة علي، فكلمة سيارة النكرة أصبحت معرفة لأنَّها أُضيفت إلى اسم العلم المعرفة "علي".


الاسم المنادى المقصود تعيينه

وهو اسم نكرة اكتسب التعريف من قصده بالنداء، فكان يدّل قبل النداء على شيء غير معيَّن، ولكن بنداء مدلولاته وقصدك إياها دون غيرها قد أكسبها التعريف، فهو نكرة من جهة اللفظ لكنَّه مقصود من ناحية المعنى فهو معرفة، مثل:

يا مُسرع تمهل - يا مسرعان تمهلا - يا مسرعون تمهلوا.

فكلمة "مسرع" وحدها نكرة، لكن عندما يسبقها النداء فإنَّها تصبح معرفة لأنَّك تنادي شخصًا محددًا بعينه.


المراجع

  1. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 206 207. بتصرّف.
  2. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد\ اللغة العربية، صفحة 324. بتصرّف.
  3. فؤاد نعمة، ملخص قواعد اللغة العربية الجزء الثاني، صفحة 12-16. بتصرّف.