يعرّف ضمير الفصل بأنّه أحد ضمائر الرفع المنفصلة، يتوسط بين المبتدأ والخبر، أو ما أصله مبتدأ وخبر، لتمييز الخبر من النعت، ومن هنا جاءت تسميته بضمير الفصل، لأنَّه يفصل بين الخبر والصفة، والمقصود بما أصله مبتدأ أو خبر هو الجملة الاسميّة المسبوقة بأحد الأفعال الناسخة أو الحروف الناسخة، مثل كان وأخواتها وإنَّ وأخواتها وظنَّ وأخواتها.[١]


أغراض ضمير الفصل

لوجود ضمير الفصل في الجملة عدّة أغراض، منها:[٢]

  • الإعلام أنَّ ما بعده خبر لا تابع: جملة مثل (محمد الشجاع)، قد يراها البعض جملةً تامَّة تتكون من مبتدأ (محمد) + خبر (الشجاع)، وقد يراها آخرون جملة غير تامة، فيروا أنَّ "محمد" مبتدأ، و"الشجاع" نعتًا لمحمد، وأنَّ الجملة ما زالت بحاجة إلى خبر، كأن نقول: "محمدٌ الشجاعُ محبوبٌ"، فيكون "محمد" مبتدأ، و"الشجاعُ" نعتًا للمبتدأ، و"محبوبٌ" خبرًا للمبتدأ، وعليه إذا رأينا جملة مثل "محمد الشجاع" فكلمة "الشجاع" يدور حولها خلاف، إمَّا أن تكون خبرًا أو نعتًا، والذي يفصل بهذه القضيّة هو ضمير الفصل الذي يأتي بين كلمتي محمد والشجاع، فنقول: (محمد هو الشجاع)، وبوجود ضمير الفصل نعرف أنَّ الكلمة التي بعده خبر لما قبله لا محالة ولا تعدُّ نعتًا لأنَّ الضمير لا يُوصف.
  • التوكيد: سماه البعض "بالدّعامة"، لأنَّه يُدعم ويُؤكد به الكلام، مثل قوله تعالى: (وأولئك هم المفلحون)،[٣] فضمير الفصل "هم" فصل بين المبتدأ والخبر، وأكد أنَّ فائدة المسند (المفلحون) ثابتة للمسند إليه (أولئك) دون غيره.
  • الاختصاص والقصر: فلو قلنا "الإنسان ضاحك"، فهذا لا يعني أنَّ فعل الضحك مختص ومقتصر بالإنسان، أمَّا إذا قلنا (الإنسان هو الضاحك) فهذا يفيد أنَّ الإنسان هو الوحيد الذي يضحك.


شروط ضمير الفصل

الشروط التي يجب توافرها بضمير الفصل:[٤]

  • أنْ يكونَ أحدَ ضمائر الرفع المنفصلة، للمتكلم أو المخاطب أو للغائب، وهي: (أنا، أنت، أنتما، أنتم، أنتن، نحن، هم، هما، هي، هو، هنَّ).
  • أنْ يكونَ مطابقًا لما قبله في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، مثلًا: (زيد هو المجتهد، زينب هي المجتهدة، الطالبات هنَّ المجتهدات).
  • أنْ يتوسطَ بين المبتدأ والخبر أو ما أصلهما كذلك.

أما بالاسم الذي قبله فيشترط أن يكون معرفةً، ويُشترط بالاسم الذي بعده أنْ يكون معرفةً أو شبيهًا بالمعرفة من حيث كونه لا يُضاف ولا تدخل عليه "ال" التعريف، كأن يكون اسم تفضيل مثل قوله تعالى: (إن ترنِ أنا أقلَ منك مالًا أو ولدًا).[٥]


إعراب ضمير الفصل

يُعرَب ضمير الفصل حسب حركة الاسم الذي بعده، فإذا جاء بعده اسم منصوب، له طريقة واحدة للإعراب، وإذا جاء بعده اسم مرفوع له طريقتان في الإعراب، وفي الآتي مزيد من التوضيح:[١]


إعراب ضمير الفصل إن جاء ما بعده اسماً مرفوعاً


الجملة
طريقة الإعراب الأُولى
طريقة الإعراب الثانية
محمدٌ هو الشجاعُ.
محمدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعة تنوين الضم الظاهر على آخره.
هو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب.
الشجاعُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهر على آخره.

محمدٌ: مبتدأ أول مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
هو: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ ثانٍ.
الشجاعُ: خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والجملة الاسميّة (هو الشجاع) في محل رفع خبر المبتدأ الأول.


إعراب ضمير الفصل إن جاء ما بعده اسماً منصوباً


الجملة
الإعراب
ظننْتُ سميرًا هو الصديقَ.
ظننْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
(ظنَّ من أفعال القلوب ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر).
سميرًا: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
هو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب.
الصديقَ: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
كان محمدٌ هو الأولَ.
كانَ: فعلٌ ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
محمدٌ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
هو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب.
الأول: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
(في حال جاءت كلمة "الأولُ" مرفوعة فإنها تُعرب خبر للمبتدأ (هو)، والجملة الاسميّة (هو الأول) في محل نصب خبر كان.
كان زيدٌ هو المديرَ.
كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
هو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب.
المديرَ: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفي حال جاءت كلمة (المديرُ) مرفوعة، فإنها تُعرَب خبر للمبتدأ (هو)، والجملة الاسميّة (هو المديرُ) في محل نصب خبر كان.

المراجع

  1. ^ أ ب إبراهيم شمس الدين، مرجع الطلاب في الإعراب، صفحة 73. بتصرّف.
  2. فاضل صالح السامرائي، معاني النحو، صفحة 47. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:5
  4. مها بنت عبد\ العزيز الخضير، ضمير الفصل دراسة نحوية قرآنية، صفحة 380 382. بتصرّف.
  5. سورة الكهف، آية:39