يعرف النعت على أنه لفظ يدل على صفة في اسم قبله، ويسمى الاسم الموصوف منعوتًا، على سبيل المثال نقول (سلمت على خالدٍ العالمٍ)، فـ (خالد) هي المنعوت، و(العالم) هي الصفة، هذا ويشار إلى أن النعت يتبع منعوته في الرفع والنصب والجر، فنقول: (هذا درسٌ ممتعٌ)، (رأيت وردةً مزهرةً)، و(تنافسوا في العملِ الشريفِ)،[١] وفي هذا المقال عرض لنوع من أنواع النعت وهو النعت المقطوع وسيأتي توضيحه وتفصيل أهمّ أحكامه في المقال.


تعريف النعت المقطوع

النعت المقطوع هو أحد أنواع النعوت الذي يعتبر نعتًا من حيث المعنى ولكنه يخالف منعوته بعلامة الإعراب، وهو أحد صيغ الإيجاز في اللغة، حيث يؤدي معنى جملتين في جملة واحدة من خلال قطع الصفة عن الموصوف ورفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف وجوبًا، أو نصبه على أنه مفعول به لفعل محذوف وجوبًا، كأن نقول (نجحَ خالدٌ الرسامَ)، ويحذف العامل في النعت المقطوع في ثلاثة مواضع، هي:[٢][٣]

  • المدح: كقول أحدهم (الحمد للهِ الحميدُ).
  • الذم: مثل (بئس الصانعُ سليمَ).
  • الترحم: مثل (جاء زيدٌ المسكينَ).


إعراب النعت المقطوع

-كما أشرنا سابقاً- يعرب النعت المقطوع كخبر لمبتدأ محذوف، وقد يعرب مفعول به لفعل محذوف، وفي الآتي توضيح لكيفية الإعراب من خلال طرح الأمثلة التوضيحية:[٢]


الحكم الإعرابي
مثال
توضيح مع الإعراب
إذا كان المنعوت مرفوعًا جاء النعت المقطوع منصوبًا.
قوله تعالى: (وامرأتُه حمالةَ الحطب).[٤]
و: الواو استئنافية.
امرأته: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
حمالةَ: مفعول به منصوب لفعل محذوف وجوبًا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والتقدير: أذم حمالة الحطب.
الحطب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وإذا كان المنعوت منصوبًا جاء النعت المقطوع مرفوعًا.
كلمت قيسًا الفارسُ
كلمّتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
قيسًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الفارسُ: خبر لمبتدأ محذوف وجوبًا تقديره هو الفارس وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وإذا كان المنعوت مجرورًا جاء النعت المقطوع منصوبًا أو مرفوعًا.
سلمت على جوادٍ العاملَ أو العاملُ
سلمتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
على: حرف جر
جوادٍ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
العاملُ: خبر لمبتدأ محذوف وجوبًا تقديره هو العامل وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
العاملَ: مفعول به منصوب لفعل محذوف وجوباً تقديره (أمدح) منصوب وعلامة نصبه الفتحة.


تــــنـــــويـــــه



لا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن النعت المقطوع يأتي للتنبيه على المدح والذم، وجعل القائل يخالف ما اعتاد عليه من طرائق التعبير الشائعة المألوفة؛ وذلك لأن قطع النعوت أبلغ من اتباعها، ولما فيه من لفت من نظر السامع وتنبيهه إلى ما في كلامه من مدح أو ذم.




المراجع

  1. محمّد محيى الدين عبد الحميد، شرح ابن عقيل، صفحة 190. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 511. بتصرّف.
  3. محمود مغالسة، النحو الشافي، صفحة 168. بتصرّف.
  4. سورة المسد، آية:4