التوابع في علم النحو هي كلمات لا تقع موقع الأركان الأساسيّة في الجملة، كالمبتدأ والخبر، أو الفعل والفاعل، لذلك لا يقع الإعراب عليها بذاتها، وإنَّما تُعرب اعتمادًا على ما يسبقها من ألفاظ، ولذلك سُميت بالتوابع، أي أنّها تتبع ما قبلها في الحكم الإعرابيّ، بالرفع والنصب والجر، ويُسمى ما تتبعه بالمتبوع، وتنقسم التوابع إلى أربعة أقسام، وتستعمل لإكمال المتبوع أو إيضاحه أو تخصيصه، وهي: النعت (الصفة)، البدل، التوكيد، والعطف، وفي هذا المقال سنتطرّق للحديث عن النعت وأحكامه.


تعريف النعت

هو أحد التوابع في علم النحو في اللغة العربيّة، وهو الاسم المُشتق أو المؤول بمشتق، الذي يُكمل المنعوت قبله بإظهار صفه من صفاته، مثل: (دخلْتُ حديقةً مُزهرةً) أو من صفات اسم آخر له صلة بالمنعوت، مثل: (دخلْتُ حديقةً مزهرةً أشجارُها)، ويتبع النعت المنعوت بالإعراب، والنوع، والعدد، والتعريف والتنكير، ويفيد النعت نحويًّا توضيح المعارف وتخصيص النكرات، مثل: "شوقي الشاعرُ لُقّب بأمير الشعراء"، فمهمة النعت هنا هي أنْ يوضحَ المنعوت أكثر ويعرّفه -وذلك في حال كان المنعوت معرفة-، أمَّا في جملة "يحتاجُ العلمُ إلى عقلٍ منفتحٍ"، مهمة النعت التقليل من إبهام المنعوت وتخصيصه -وذلك في حال كان المنعوت نكرة-.[١]


أقسام النعت

ينقسم النعت باعتبار معناه إلى النعت الحقيقي والنعت السببي:


القسم الأول: النعت الحقيقي

هو التابع الذي يدّل على صفة في الاسم الذي قبله "المنعوت"، أي أنَّ الصفة تتوجه إلى الموصوف بذاته، لا بشيء متعلق به، ولا بجزئه، أي أنَّ الصفة تشمل المنعوت كله، مثل: (الطالبُ المجتهدُ محبوبٌ)، فالنعت الحقيقي (المجتهدُ)، وجّه معنى الاجتهاد للطالب كله، ولقد سمي هذا النعت نعتًا حقيقيًا، لأنَّه بالنسبة للمنعوت صفة حقيقية من حيث المعنى واللفظ، والمقصود باللفظ أي إنَّه تابع له في إعرابه.[٢]


أنواع النعت الحقيقي

للنعت الحقيقي ثلاثة أنواع: [٣]


النوع
مثال
الإعراب
اسم ظاهر

القدسُ مدينةٌ جميلةٌ

جميلةٌ: نعت مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.

شبه جملة، ظرف أو جار ومجرور
(للحق صوتٌ فوقَ كلِّ صوتٍ) (تُذاعُ ألحانٌ من روائعِ النغمِ)
فوق: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
كل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، وهو مضاف.
صوتٍ: مضاف إليه مجرور وعلاكة جره تنوين الكسر.
وشبه الجملة الظرفية في محل رفع نعت ل(صوتٌ).

من: حرف جر.
روائعِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، وهو مضاف.
النغمِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع نعت ل(ألحانٌ).
جملة اسميّة أو فعليّة
بشرط أنْ يكونَ المنعوت نكرةً
مضى يومٌ بردُه قارصٌ
(هذا عملٌ يفيدُ
فالمنعوت "يوم" و "عمل" نكرات
بردُه: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
قارص: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
والجملة الاسمية في محل رفع نعت ل (يومٌ).

يفيد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

والجملة الفعلية في محل رفع نعت.


تدريب: حدد النعت ونوعه في كل جملة مما يلي:


الجملة
النعت الحقيقي / نوعه
هذا منزلٌ ضيقٌ.
ضيقٌ: نعت حقيقي / مفرد
هذا عمل ينفع.

مررت بشجرة أشجارُها مورقةٌ

رأيت طفلاً في الحديقة.

شاهدت صديقاً أمام الصف.

جاء عليٌ الفاضلُ.


حكم النعت الحقيقي

يتبع النعت الحقيقي منعوته في الإعراب والنوع والعدد والتعريف والتنكير، أي يتبعه في أربعة أمور، حيث يتبعه في أوجه الإعراب وهي: الرفع أو النصب أو الجر، وبالنوع: التذكير أو التانيث، والعدد: الإفراد أو التثنية أو الجمع، وفي التعريف أو التنكير، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحيّة:[٤][٣]



الطفلُ الجميلُ نائمٌ.

وجه المقارنة
المنعوت (الطفلُ)
النعت (الجميلُ)
الإعراب
مرفوع
مرفوع
النوع
مذكر
مذكر
العدد
مفرد
مفرد
التعريف أو التنكير
معرفة
معرفة



رأيْتُ نمرينِ مفترسينِ.

وجه المقارنة
المنعوت (نمرينِ)
النعت (مفترسينِ)
الإعراب
منصوب
منصوب
النوع
مذكر
مذكر
العدد
مثنى
مثنى
التعريف أو التنكير
نكرة
نكرة



المعلماتُ المثاليّاتُ مكرماتٌ.

وجه المقارنة
المنعوت (المعلمات)
النعت (المثاليّات)
الإعراب
مرفوع
مرفوع
النوع
مؤنث
مؤنث
العدد
جمع
جمع
التعريف أو التنكير
معرفة
معرفة


إذا كان المنعوت جمعًا لغير عاقل جاز أنْ يكونَ النعت الحقيقي مفردًا مؤنثًا أو جمعًا مؤنثًا، مثل (الجبالُ العاليةُ أو الجبالُ العالياتُ).


القسم الثاني: النعت السببي

هو التابع الذي يدّل على صفة في الاسم الذي بعده، وهذا الاسم له ارتباط بالمنعوت، أي إنَّه لا يتوجه بمعناه إلى ذاتية المنعوت كلّها، بل يصف شيئًا متعلقًا به أو جزءًا من أجزائه، مثل: (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها)،[٥] فالنعت (الظالم) نعت سببي، فهو ليس صفة للاسم الذي قبله (قرية)، بل للاسم الذي بعده وهو (أهلها) أي أهل القرية، لكن لأنَّ لأهل القرية ارتباطًا بها، جاز أنْ نقولَ أنَّ الظالم نعت للقرية.[٢]


حكم النعت السببي

النعت السببي يكون دائمًا مفردًا، ويتبع منعوته في الإعراب، والتعريف والتنكير، ويتبع ما بعده في التذكير والتأنيث، فلا يلتفت إلى حال المنعوت من ناحية التذكير والتأنيث، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحيّة:



جاء الرجلُ الفاضلُ أخوه.

وجه المقارنة
المنعوت (الرجل)
النعت (الفاضل)
الإعراب
مرفوع
مرفوع
النوع
مذكر
مذكر، لأنَّ (أخوه) مذكر
العدد
مفرد
مفرد
التعريف أو التنكير
معرفة
معرفة



رأيْتُ سيداتٍ فاضلةً أخواتهن

وجه المقارنة
المنعوت (سيداتٍ)
النعت (فاضلةً)
الإعراب
منصوب
منصوب
النوع
مؤنث
مؤنث، لأنَّ (أخواتهن) مؤنث
العدد
جمع
مفرد
التعريف او التنكير
نكرة
نكرة


أمثلة إعرابيّة على النعت


الجملة
نوع النعت
الإعراب
ذهب علي إلى الحديقةِ الجديدةِ.
حقيقي
الحديقةِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الجديدةِ: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
كرمَ المديرُ المهندسينَ الماهرينَ.
حقيقي
المهندسينَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
الماهرينَ: نعت منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
حققَ العلماءُ إنجازاتٍ عظيمةً.
حقيقي
إنجازاتٍ: مفعول به منصوب وعلامة نصبة تنوين الكسر لأنَّه جمع مؤنث سالم.
عظيمةً: نعت منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
هذان طالبانِ مجتهدانِ.
حقيقي
طالبانِ: خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنَّه مثنى.
مجتهدانِ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنَّه مثنى.
جاء الولدان الكريمُ أبوهما.
سببي
الولدان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنَّه مثنى.
الكريمُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أبوهما: فاعل للصفة المشبهة مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، وهما: ضمير متصل مبني في مجل جر مضاف إليه.
هذا رجلٌ محمودةٌ أخلاقُه.
سببي
رجلٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
محمودةٌ: نعت مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
أخلاقُه: نائب فاعل لاسم المفعول (محمودةٌ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
يسعدني صديقٌ خلقُه كريمٌ.
حقيقي
صديقٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
خلقُه: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
كريمٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
والجملة الاسميّة في محل رفع نعت.
هذا علمٌ ينفعُ.
حقيقي
علمٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
ينفعُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعليّة في محل رفع نعت.


إضاءة

  • إذا كان النعت السببي اسمَ فاعل أو صفةً مشبهةً أو صيغةَ مبالغة يُعرب الاسم الذي بعده فاعلًا، أمَّا إذا كان النعت السببي اسم مفعول يُعرب الاسم الذي بعده نائبَ فاعل.
  • قد يأتي المنعوت مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا بعلامة معينة، ويأتي النعت مطابقًا للمنعوت بالحالة الإعرابيًة لكن بعلامة إعرابيّة مختلفة، أي أنَّ النعت يأخذ من المنعوت الحالة الإعرابيّة وليس الحركة الإعرابيّة، كما في الأمثلة التالية:

جاءَ أخوك الصغير: أخوك (المنعوت) فاعل مرفوع بالواو لأنَّه من الأسماء الخمسة، والصغيرُ: نعت مرفوع وعلامة رفعة الضمة.

زرعنا أشجارًا مثمراتٍ: أشجارًا (المنعوت) مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح، ومثمراتٍ: نعت منصوب وعلامة نصبه تنوين الكسر لأنَّه جمع مؤنث سالم.


المراجع

  1. محمد عيد، النحو الصافي، صفحة 572. بتصرّف.
  2. ^ أ ب علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 377. بتصرّف.
  3. ^ أ ب فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 52. بتصرّف.
  4. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 379. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية:75