كنايات العدد هي ألفاظ ليست من ألفاظ العدد المعروفة، ولكنَّها تدل على معناه، لذلك سُميت كنايات العدد، وأشهرها: (كم، كأَيِّنْ، كذا، بضع، نيف)، وسنتحدث عن كلِّ واحدة منها بالتفصيل في هذا المقال.
كنايات العدد
وبيانها في الآتي:
كم
نوع "كم" | الاستخدام | الحاجة إلى جواب | التمييز | أمثلة |
كم الاستفهاميّة | يُستفهم بها عن العدد، سواء عن الماضي أو المستقبل. | تحتاج | مفرد منصوب، إلّا إذا سُبقت بحرف جر فيجوز نصب تمييزها، أو جره ويُعرب مضافًا إليه، ويجوز حذفه إذا دلَّ عليه دليل ولم يترتبْ على حذفه لبس. | كم عالمًا حضرَ هذا المؤتمر؟ بكم جنيهٍ اشتريْتَ هذا القميص؟ بكم جنيهًا اشتريْتَ هذه القميص؟ كم صفحةً سوف تقرأ؟ كم في كلية الطب؟ (حُذِفَ التمييز، أي كم "طالبًا"). |
تُفيد الإخبار عن الكثرة، وتختص بالدخول على الماضي، فلا يجوز أن تقول: (كم قلمٍ ستشتري). | لا تحتاج | مفرد أو جمع، مجرور بمن أو بالإضافة، ويجوز حذفه أيضًا إذا دلَّ عليه دليل. | كم سفينةٍ أبحرت! كم من سفينةٍ أبحرت! كم سفنٍ أبحرت! كم من سفنٍ أبحرت! كم فرحنا بالنجاح! (حُذِفَ التمييز، أي كم "فرحٍ" فرحنا بالنجاح). |
كيفية إعراب كم
كم بنوعيها، تكون دائمًا مبنية على السكون في محل رفع أو نصب أو جر بحسب موقعها من الجملة، ويكون لها حق الصدارة أي تأتي في أول الكلام إلا إذا جُرت بحرف جر أو بإضافة، مثل: (بكم دينارٍ تبرّعْتَ؟)، (مرضى كم مستشفى ساعدْتَ؟)، (إلى كم عملٍ نافعٍ سارعْتَ!).
وبما أنَّ العدد لفظٌ مبهم لا يدل على معدوده بنفسه، فإنَّه بحاجة إلى كلمة تزيل الإبهام عنه، لذلك سمي المعدود "تمييزًا"، وكذلك كنايات العدد، ووضحنا تمييزها في الجدول أعلاه، وإليك بعض الأمثلة الإعرابيّة:
الجملة | الإعراب |
كمْ كتابًا قرأتَ؟ | كمْ: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مُقدم. كتابًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. قرأتَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتِّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. (من خلال الإجابة عن السؤال نستدل على إعراب كم، مثل: قرأتُ خمسةَ كتبٍ، فالعدد خمسة يُعرب مفعول به وكذلك "كم") أو (من خلال النظر إلى ما بعد التمييز، نلاحظ أنّ بعده الفعل "قرأ" وهو فعل متعدٍ بحاجة إلى مفعول به). |
كم طالبًا في الصفِ؟ | كمْ: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. طالبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. في: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب. الصفِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ. (جاء بعد "كم" جار ومجرور لذلك تُعرب في محل رفع مبتدأ). |
كمْ مؤمنٍ وقفَ خاشعًا في الصلاةِ! | كمْ: خبرية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف. مؤمنٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. وقفَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. خاشعًا: حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. والجملة الفعليّة في محل رفع خبر المبتدأ. في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. الصلاةِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهر على آخره. (جاء بعد التمييز فعل لازم، لذلك تُعرب "كم" في محل رفع مبتدأ). |
كمْ منْ سورةٍ حفظْتُ! | كمْ: خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. سورةٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. حفظْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتِّصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. (جاء بعد التمييز فعل متعدٍ لم يستوفِ مفعوله لذلك تُعرب "كم" في محل نصب مفعول به). |
تنويه
إذا فصلَ بين "كم الخبرية" وتمييزها بجملة فعلية فعلها مُتعدٍ، ولمْ يستوفِ مفعوله، وجبَ جر التمييز بحرف الجر "مِنْ" لكي نوضح أنَّه تمييز وليس مفعولًا به للفعل المُتعدي، مثل قوله تعالى: (كمْ تركوا من جناتٍ وعيونٍ)،[٣] وتعرب "كم" هنا "في محل نصب مفعول به.[٤]
كأَيِّن
هي بمنزلة "كم الخبرية"، لكنَّها تشابهها في أمور، وتختلف عنها في أمور أُخرى، والتي سنوضحها من خلال ذكر أحكامها:[٥]
- مُركبة من كاف التشبيه وأيِّ.
- تفيد الإخبار عن الكثرة.
- تُلازم الصدارة في الجملة.
- تُبنى على السكون في محل رفع أو نصب على حسب موقعها، ولا تكون في محل جر، إذ من الممكن أنْ توضعَ في كل مكان توضع فيه "كم الخبرية" إلا الجر، فلا تأتي مجرورة بحرف جر أو بإضافة، بخلاف "كم الخبرية" فإنَّها تُجر بالحرف وبالإضافة.
- تمييزها في الغالب مفرد مجرور"بمن" الظاهرة، وذاك على حو قوله تعالى: (وكأَيِّن من دابة لا تحمل رزقَها اللهُ يرزقها وإيَّاكم)،[٦] وقد يأتي منصوبة، مثل: (اطرد اليأسَ بالرجا فكأَيَّن***آلِمًا حُمَّ يُسرُه بعدَ عسرِ).
- إذا جاءت كمبتدأ في الجملة، فخبرها لا يكون إلا جملة، أمَّا " كم الخبرية" فلا يلزم أنْ يكونَ جملةً، وفي الآتي بعض الأمثلة الإعرابيّة التوضيحية:[٧]
الجملة | الإعراب |
قوله تعالى: (فكأَيِّن من قرية أهلكناها).[٨]
| فكأيِّن: الفاء: حسب ما قبلها. كأَيِّنْ: كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. قريةٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. أهلكناها: فعلٍ ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بضمير رفع، النا: ضمير متّصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والها: ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به. والجملة الفعليّة في محل رفع خبر المبتدأ (كأَيِّنْ). (الفعل "أهلكناها" فعل متعدٍ لكنَّه استوفى مفعوله، لذلك تُعرب "كأيّن مبتدأ). |
كأَيِّن من كتابٍ قرأتُ. | كأَيِّن: كناية عن عدد مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. كتابٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. قرأتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتِّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل. (الفعل "قرأتُ" فعل متعدٍ لمْ يستوفِ مفعوله، لذلك تُعرب "كأَيِّنْ" مفعول به). |
كذا
وفي الآتي عرض لأبرز أحكام كذا:[٩]
- لا تأتي في صدارة الكلام.
- مُركبة من حرف الجر "الكاف" واسم الإشارة "ذا" بمعنى (مثل هذا).
- قد تدل على الكثرة أو القلة بحسب السياق الذي ترِدُ فيه.
- تُبنى في كل صورها على السكون، وتحتل الوظائف النحوية المختلفة بحسب سياق الكلام.
- تمييزها غالبًا مفرد منصوب، مثل: (أنفقْتُ كذا دينارًا).
- تأتي مُفردة (عندي كذا حقيبةً)، أو مكررة (زرْتُ كذا كذا بلدًا) وتُعرب الثانية توكيداً، أو معطوفة (المسافرونَ كذا وكذا رجلًا)، وتُعرب الثانية معطوفة على الأُولى، وفي الآتي بعض الأمثلة الإعرابيّة التوضيحية:
الجملة | الإعرابيّة |
حضرَ المباراةَ كذا متفرجًا. | حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. المباراةَ: مفعول به مُقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. كذا: كناية عدد مبنيّة على السكون في محل رفع فاعل مؤخر. متفرجًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
أُفضلُ كذا روايةً. | أُفضلُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا. كذا: كناية عدد مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. روايةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
بضع
تُستخدم "بضع" للدلالة على الأعداد من ثلاثة إلى تسعة، وتأخذ حُكم هذه الأعداد من حيث التذكير والتأنيث والتمييز، وعليه فإنَّ أحكام "بضع" كالتالي:[١٠]
- تخالف المعدود في التذكير والتأنيث سواء أكانت مُفردة (اشتريْت بضعَ مجلاتٍ) أو مركبة (اشتريْتُ بضعةَ عشرَ قلمًا) أو معطوفة مع ألفاظ العقود (سافرَ بضعةٌ وأربعونَ سائحًا)، ونحكم على المعدود أنَّه مذكر أم مؤنث بالرجوع إلى مفرده، فكلمة "مجلات" مفردها "مجلة" مؤنثة، لذلك وضعنا قبلها "بضع" مذكرة لكي تُخالفها.
- يكون تمييزها جمعًا مجرورًا إذا جاءت مُفردة (وصلَ بضعةُ رجالٍ)، ويكون مفردًا منصوبًا إذا جاءت مركبة (وصل بضعةَ عشرَ رجلًا)، ويكون مفردًا منصوبًا إذا جاءت معطوفة مع ألفاظ العقود (وصلَ بضعةٌ وعشرونَ رجلًا).
- إعرابها: تُعرب بحسب موقعها من الجملة، لكن تختلف طريقة إعرابها من حيث الإعراب والبناء وفقًا لكيفية استخدامها، وفيما يأتي توضيح لذلك:
كيفية استخدامها | معربة أو مبنية | مثال إعرابي |
مفردة | معربة، وتُعرب بحركات ظاهرة. | قرأتُ بضعَ صفحاتٍ. بضعَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. صفحاتٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره. |
مركبة | مبنية على فتح الجزأين مع العدد في الجزء الثاني. | في الصف بضعةَ عشرَ طالبًا. بضعةَ عشرَ: عدد مبني على فتح الجزأين في محل رفع مبتدأ مؤخر. طالبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
معطوفة | معربة، وتُعرب بحركات ظاهرة، والواو حرف عطف، ولفظ العقد معطوف عليها. | فازَ بضعةٌ وثلاثونَ مُشاركًا. بضعةٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. الواو: حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب. ثلاثونَ: اسم معطوف مرفوع وعلامة رفعه الواو لانَّه مُلحق بجمع المذكر السالم. مُشاركًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
نيف
تستعمل للدلالة على العدد بين عقدين، مثلًا بين العشرين والثلاثين، والثلاثين والأربعين، إلخ، وتلزم صورة واحدة مهما كان المعدود، وتُعرب حسب موقعها من الجملة، وتمييز الأعداد المعطوفة يكون مفردًا منصوبًا، مثل:[١١]
الجملة | الإعراب |
قرأتُ نيفًا وسبعينَ قصةً. | قرأتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتِّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. نيفًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. الواو: حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب. سبعينَ: اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الياء لانَّه مُلحق بجمع المذكر السالم. قصةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
جاءَ نيفٌ وعشرونَ واحدًا. | جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. نيفٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. الواو: حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب. عشرونَ: اسم معطوف مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه مُلحق بجمع المذكر السالم. واحدًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
المراجع
- ↑ حمدي محمود عبد اللطيف، النحو الميسر، صفحة 149. بتصرّف.
- ↑ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 568 - 575. بتصرّف.
- ↑ سورة الدخان ، آية:25
- ↑ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 575. بتصرّف.
- ↑ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 577 - 579. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:60
- ↑ ظاهر شوكت البياتي، أدوات الإعراب، صفحة 158. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:45
- ↑ محمد عيد ، النحو المصفى، صفحة 717 718. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 91. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 92. بتصرّف.