ينقسم الفعل في اللغة العربيّة إلى عدة أقسام بناءً على أمور مختلفة، فيُقسم من حيث زمن حدوثه إلى فعل ماضٍ ومضارع وأمر، ويُقسم من حيث البناء والإعراب إلى فعل مبني ومعرب، أمَّا بالنظر إلى بنيته يُقسم إلى فعل صحيح ومعتل، ويُقسم من حيث حاجته للمفعول به أي بالنظر إلى معموله إلى فعل لازم وفعل متعدٍ، فالفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي بفاعله ولا يحتاج إلى مفعول به، مثل: (نامَ الطفلُ)، فالفعل "نامَ" قد تمَّ معناه عند فاعله "الطفلُ" ولم يحتجْ إلى مفعول به، أمَّا الفعل المتعدي فهو الفعل الذي لا يكتفي بفاعله ويحتاج إلى مفعول به واحد أو أكثر ليتمّم معنى الجملة، مثل: (فهمَ الطالبُ الدرسَ)، فالفعل "فهم" لا يُمكن أنْ يكتفي بفاعله ويتم معناه عنده، بل يحتاج إلى مفعول به ليكتمل معنى الجملة، وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على الفعل المتعدي.[١]


علامات الفعل المتعدي

للفعل المتعدي علامتان، هما:[٢]

  • أنْ يتّصل به ضمير راجع إلى غير المصدر وغير الظرف، مثل: (الخير عملته)؛ لأنَّ الضمير يعود عليهما في الفعل اللازم والمتعدي على السواء، مثل: (الركض ركضته)، (الساعة استرحتها)، فالهاء في المثال الأول في محل نصب مفعول مطلق، وفي المثال الثاني في محل نصب مفعول فيه.
  • أن يُبنى منه اسم مفعول تام، فإن أدّى اسم المفعول المعنى دون الحاجة إلى الجار والمجرور كان الفعل متعديًا، وإن احتاج إلى الجار والمجرور كان لازمًا، مثل: (الدرس مفهومٌ)، فالمعنى مستقيم، إذًا الفعل (فهم) فعل متعدٍ، أمَّا جملة (الصف مقعود) لا يستقيم فيها المعنى إلا إذا قلنا (الصفُ مقعودٌ فيه)، لذلك الفعل (قعد) فعل لازم.


أقسام الفعل المتعدي

ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة أقسام، وهي:[٣][٤]

  • ما يتعدى إلى مفعول واحد: وهو الفعل الذي يكتفي بمفعول به واحد لإتمام معنى الجملة، وهو كثير، مثل: (يغفر الله الذنوبَ)، (فتحَ الولدُ البابَ)، (أكرمَ الرجلُ ضيفَه)، وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:


الجملة
الإعراب
اشتريْتُ حقيبةً حمراءَ.
اشتريْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، التاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
حقيبةً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
حمراءَ: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة نيابةً عن تنوين الفتح لأنَّه ممنوع من الصرف.

الخيرُ عملْناهُ.
الخيرُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
عملْناهُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بنا الفاعلين، والنا: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل، والها: ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به.
والجملة الفعليّة في محل رفع خبر المبتدأ.


  • ما يتعدى إلى مفعولين: وهو الفعل الذي لا يكتفي بمفعول به واحد بل يحتاج إلى مفعول به ثانٍ لإتمام معنى الجملة، وهو نوعان:
  • أفعال تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، أي تدخل على الجملة الاسميّة وتنصب المبتدأ ويُسمى مفعول به أول، وتنصب خبر المبتدأ ويُسمى مفعول به ثانٍ، وهذه الأفعال هي:[١]


الفعل
مثال إعرابي
أفعال الظن
(ظنَّ، خالَ، حَسِبَ، زعَمَ، هب) بمعنى افترض.
ظننْتُ الامتحانَ سهلًا
ظننْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
الامتحانَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة على آخره.
سهلًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أفعال اليقين
(رأى، علم، وجدَ، ألفى، تعلَّمْ) بمعنى عَلِمَ أو اعتقدَ.
وجدَتْ ليلى الطريقَ شاقًا.
وجدَتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث لا محل لها من الإعراب.
ليلى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدّرة على آخره منع من ظهورها التعذّر.
الطريقَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
شاقًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أفعال التحويل
(صيَّرَ، حوَّلَ، جعلَ، ردَّ، اتَّخذ) وهي الأفعال الدَّالة على التغيير.
صيَّر العاملُ الطينَ خزفًا.
صيَّر: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
العاملُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الطينَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
خزفًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


*إضاءة*

الفعل (رأى) عندما يعني الإبصار بالعين فإنَّه يكتفي بمفعول به واحد، مثل: (رأيْتُ عجوزًا يريد قطع الشارع فساعدته)، وعندما يعني الإدراك بالقلب فإنَّه يتعدى إلى مفعولين، مثل: (رأيْتُ الصدقَ طريقَ النجاةِ فسلكته).


  • أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر، وهي:


الفعل
أمثلة إعرابيّة
أفعال العطاء
(كسا، ألبس، أعطى، منحَ، سألَ، متعَ) وهي التي تدل على المنح والعطاء

ألبسَ الربيعُ الأرضَ حُلَّةً زاهيةً.
ألبسَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الربيعُ: فاعل مرفوع وعلامة الضمة الظاهرة على آخره.
الأرضَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
حُلَّةً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
زاهيةً: نعت منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
منحَ المعلمُ المتفوقينَ جوائزَ.
منحَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المعلمُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
المتفوقينَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
جوائزَ: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة نيابة عن تنوين الفتح لأنَّه ممنوع من الصرف.



  • ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل: وهي التي لا تكتفي بمفعولين بل تحتاج إلى ثلاثة مفاعيل لإتمام معنى الجملة، وهي:


الأفعال
أمثلة إعرابيّة
(رأى، أعلمَ، أنبأ، أخبرَ، خبَّرَ، حدَّثَ)

أخبرَ زيدٌ الطلابَ الخبرَ صحيحًا.
أخبرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الطلابَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الخبرَ: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
صحيحًا: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
يخبرُكَ الطبيبُ كلامًا نافعًا.
يخبرُكَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والكاف: ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به أول.
الطبيبُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
كلامًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
نافعًا: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


تعدية الفعل

يصبح الفعل اللازم متعديًا في الأحوال التالية:[٥]

  • الفعل الثلاثي اللازم يتعدى إلى مفعول به واحد بزيادة همزة في أوله، أو بتضعيف ثانيه، أو بزيادة ألف المُفاعلة بعد الحرف الأول منه، مثل: نجا الصدقُ --> أنْجى الصدقُ صاحبَه (الهمزة) --> نجَّى الصدقُ صاحبَه (التضعيف)، وفي جملة (جلسَ محمدٌ)، حين تضاف (ألف المُفاعلة) يدخل على الجملة مفعول به، لتصبح (جالسَ محمدٌ العقلاءَ).
  • الفعل الثلاثي المتعدي لمفعول به واحد يتحول إلى متعدٍ إلى مفعولين بالهمزة والتضعيف، مثل: (فهمَ أخي الموضوعَ) --> أفهمْتُ أخي الموضوعَ (الهمزة)--> فهَّمْتُ أخي الموضوعَ (التضعيف).
  • الأفعال المتعدية إلى مفعولين قد تصير بالهمزة والتضعيف متعدية إلى ثلاثة مفاعيل، وقد ذكرنا سابقًا الأفعال المتعدية إلى ثلاثة مفاعيل، ومن الأمثلة عليها: (أنبأتُ سلمى زيدًا قادمًا).


المراجع

  1. ^ أ ب فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 80. بتصرّف.
  2. السيد قاسم الحسيني الخراساني، محمود الملكي الإصفهاني، القواعد النحوية، صفحة 120. بتصرّف.
  3. محمد محيى الدين عبد الحميد، شرح ابن عقيل الجزء الأول، صفحة 536. بتصرّف.
  4. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 315. بتصرّف.
  5. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية/ الجزء الثاني، صفحة 81. بتصرّف.