تأتي الأسماء باللغة العربية - بحسب موقعها في الجملة - مرفوعة ومنصوبة ومجرورة، ومن الأسماء المنصوبة المفاعيل الخمسة، وهي: المفعول به، المفعول فيه، المفعول معه، المفعول لأجله، والمفعول المطلق، وسيكون محور هذا المقال حول المفعول المطلق.


تعريف المفعول المُطلق

هو المصدر الفضلة المنصوب، الدَّال على وقوع الحدث بشكل مُطلق، المأخوذ من الفعل ليؤكده، أو يبيّن نوعه، أو يبيّن عدده، وفيما يلي بعض الأمثة التوضيحيّة:[١]


أغراض المفعول المُطلق
كيف تُميزه
مثال
مؤكد للفعل
لا يأتي بعده نعت أو مضاف إليه.
يسرعُ الأسدُ إسراعًا.
مُبين للنوع
يأتي بعده نعت أو مضاف إليه، أو يكون مُعرفًا بأل العهدية، مثل (سرتُ السيرَ) أي المعهود بينك وبين المُخاطب.
أعلمُ الحقيقةَ علمَ اليقين.
مُبين للعدد
لا بدَّ أنْ يكونَ العددُ مأخوذًا من الفعل، أو يأتي العدد نعتًا للمفعول المطلق.

سبحتُ لله تسبيحتين.
سجدتُ لله سجدةً واحدةً.

إضاءة

  • المفعول المُطلق المُبين للعدد، يبين عدد مرات حدوث الفعل، سواءً كان العدد معلومًا (ضربته ضربتين)، أو مُبهمًا (ضربته ضرباتٍ).
  • يُقصد ب "فضلة": أنْ يأتي بعد تمام ركني الجملة الأساسيين، الفعل والفاعل أو المبتدأ والخبر.


أمّا عن سبب تسميته: فسُمي المفعول المُطلق بذلك لأنَّه مُطلق عن القيود، أي أنَّه غير مُقيد، بخلاف المفعولات الأُخرى، فهي مُقيدة بحروف الجر وغيرها، فالمفعول به مُقيدٌ بحرف الجر "الباء" ( أي الذي فُعِلَ به الفعل)، والمفعول فيه مُقيد بحرف الجر "في" (أي الذي حصل فيه الفعل)، والمفعول له الذي حصل لأجله الفعل.[٢]

والمفعول المطلق هو المفعول الحقيقي الذي فُعِلَ، وللمفعول المُطلق نوعان:

  • لفظي: وهو ما طابق فعله من حيث اللفظ، مثل: هرب هروبًا.
  • معنوي: وهو ما طابق فعله من حيث المعنى دون اللفظ، مثل: جلسَ قُعودًا.


أحكام المفعول المطلق (المصدر المؤكد لعامله)

وذلك من حيث الإفراد والتثنية والجمع وفقًا للغرض من المفعول المطلق:[٣]

  • المفعول المطلق المؤكد لفعله: يجب إفراده، ولا يجوز تثنيه ولا جمعه، نقول جلست جلوسًا ولا يجوز أنْ نقولَ جلستُ جلوسين أو جلوست جلوسات.
  • المفعول المطلق المُبين للعدد: يجوز إفراده أو تثنيته أو جمعه، يجوز أنْ نقول ضربته ضربةً أو ضربته ضربتين أو ضربته ضرباتٍ.
  • المفعول المطلق المُبين للنوع: يجوز تثنيته أو جمعه إذا اختلفت أنواعه، مثل: سرتُ سيري زيد وعلي، أي أنَّك سرت سير زيد مرة وسير علي مرة أُخرى.


أشكال المفعول المطلق

قد يكون المفعول المطلق:[٤]

  • مصدرًا صريحًا (المصدر الأصلي): وهو الذي يدل على مُطلق الحدث الموجود في الفعل المُشتق منه، مثال: تمَّ فحص المريض فحصًا دقيقًا.
  • مصدرًا ميميًّا: المصدر الميمي هو الذي يبدأ بميم زائدة ويدل على الحدث، مثال: لمس الطبيب موضع الألم ملمسًا رقيقًا.
  • اسم مرة: وهو الذي يدل على حصول الحدث مرة واحدة، مثال: أمره أنْ يشربَ الدواء جرعةً كل يوم.
  • اسم هيئة: وهو الذي يدل على هيئة الحدث حين فعله، مثال: وطلب منه طِلْبَةَ الحريص على مصلحته.


عامل النصب في المفعول المُطلق

يُنصب المفعول المطلق بثلاثة عوامل:[٥]

  • الفعل التام المُتصرف: الفعل التام، هو الذي يدل على حدث مقترن بزمن، ويرفع فاعلًا، وينصب مفعولًا به -إذا كان مُتعديًا-، في حين الفعل الناقص، هو الذي يدلّ على حدثٍ غير مقترنٍ بزمنٍ، ويأخذ اسمًا وخبرًا، أمّا الفعل المُتصرف هو الذي يأتي منه صورتان أو أكثر من صور الفعل (الماضي - المضارع - الأمر)، ومثال ذلك: (أتقنْ عملك إتقانًا).
  • مصدر الفعل: مثل: (فَرِحَ الأبُ بتقدم ابنته تقدُمًا ملحوظًا)، فالمفعول المطلق "تقدُمًا" مصدر من "تقدَّم".
  • الوصف: ويشمل كلاً من: اسم الفاعل، مثل: (هو مكرمٌ زيدًا إكرامًا كبيرًا)، واسم المفعول، مثل: (الخبزُ مأكولٌ أكلًا)، والصفة المشبهة، مثل: (هو فرِحٌ فرحًا كثيرًا).


نماذج إعرابية حول المفعول المطلق


الجملة
الإعراب
رسمَ زيدٌ اللوحةَ رسمًا.
رسمَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
اللوحةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
رسمًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تلى أحمدُ تلاوتينِ.
تلى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المُقدرة على الألف؛ منع من ظهورها التعذر.
أحمدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة عوضًا عن تنوين الضم؛ لأنَّه ممنوع من الصرف (علم على وزن الفعل).
تلاوتينِ: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مُثنى.
أنجزَ المعلمونَ إنجازين كبيرين.
أنجزَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المعلمونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
إنجازين: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مثنى.
كبيرين: نعت منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مثنى.
ضحكَ الجدُ ضحكاتٍ كثيرةً.
ضحكَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الجدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ضحكاتٍ: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الكسر الظاهر على آخره لأنَّه جمع مؤنث سالم.
كثيرةً: نعت منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
يشربُ الطفلُ الحليبَ شربًا.
يشربُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الطفلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الحليبَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
شربًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


النائب عن المفعول المطلق (النائب عن المصدر)

قد ينوب عن المفعول المطلق ما يأتي:[٦]

  • مُرادفه: يُحذف المفعول المطلق وينوب عنه مُرادفه، مثال: (جلستُ قعودًا)، بالعادة نقول: جلستُ جلوسًا، قعودًا لها نفس معنى جلوسًا.
  • صفته: مثل: (جاءَ القطارُ سريعًا)، حُذِفَ المفعول المطلق، وناب عنه صفته "سريعًا"، فأصل الجملة : (جاء القطارُ مجيئًا سريعًا).
  • ما يدل على عدده (من الرقم ثلاثة إلى ما لا نهاية): وذلك كقوله تعالى: (فاجلدوهم ثمانين جلدة).[٧]
  • الإضافة إلى المصدر: أن تأتي الكلمات التالية مضاف إليها المصدر المأخوذ من الفعل، وهي: (كل - بعض - جميع - أي - حق - أفعل التفضيل)، مثل: (بذلتُ كلَّ البذلِ) فالبذل من الفعل بذل، أما "كل" في جملة "بذلت كلَّ الجهد" ليست مفعولًا مطلقًا بل مفعول به لأنَّها لم تضاف إلى مصدر مأخوذ من الفعل، وأمثلة أُخرى: (قرأتُ بعضَ القراءةِ)، (أُحبك أعظم الحب).
  • نوعه: مثل: (جلستُ القرفصاءَ)، فالقرفصاء هي نوع الجلوس، فأصل الجملة: (جلستُ جلوسَ القرفصاء).
  • ما دلَّ على آلة الفعل: مثل: (رمينا العدوَ قذيفةً)، آلة الرمي هي القذيفة.
  • الإشارة إلى المصدر: وذلك حين يأتي بدل المفعول المطلق اسم إشارة وبعده مصدر مأخوذ من الفعل، مثل: (أسامحه تلك المسامحة)، فيُعرب اسم إشارة مبني في محل نصب نائب عن المفعول المطلق.
  • الضمير العائد على المفعول المطلق: مثل: (أنصتُ إنصاتًا لم أنصته من قبل)، "إنصاتًا" مفعول مطلق، والهاء في "أنصته" عائدة على "إنصاتًا" فتُعرب ضمير متصل مبني في محل نصب نائب عن المفعول المطلق.
  • اسم المصدر: مثل: (كلّمته كلامًا)، فالمصدر من "كلّم" هو "تكليم"، وكلامًا نفس حروف الفعل لكنها ليست المصدر الحقيقي.


نماذج إعرابية حول نائب المفعول المطلق


الجملة
الإعراب
شكرتُه كلَّ الشكرِ.
شكرتُه: شكرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
كلَّ: نائب عن المفعول المطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الشكرِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
ركضَ العدّاءُ سريعًا.
ركضَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
العدّاءُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
سريعًا: نائب عن المفعول المطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
يأكلُ الولدُ الأكلَ طبقًا.
يأكلُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الولدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الأكلَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
طبقًا: نائب عن المفعول المطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


تدريب: حدد نائب المفعول المطلق، مع توضيح السبب:


الجملة
النائب عن المفعول المطلق
السبب
فرح الرجل سرورًا.
سرورًا
مرادفه (فرحًا)
وقفَ الرجلُ نهوضًا.


أحبك كثيرًا.


ركعت أربعَ ركعات.


رجعَ الجنودُ القهقرى.


ضربته سوطًا.


كتبتُ الدرسَ هذه الكتابة.


اجتهدتُ اجتهادًا لم أجتهده من قبل.


أعطيته عطاءً.



المراجع

  1. إبراهيم شمس الدين، مرجع الطلاب في الإعراب، صفحة 153. بتصرّف.
  2. محمد فاضل السامرائي، النحو العربي أحكامٌ ومعانٍ، صفحة 448. بتصرّف.
  3. محمد فاضل السامرائي، النحو العربي أحكام ومعانٍ، صفحة 453. بتصرّف.
  4. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 127. بتصرّف.
  5. محمد فاضل السامرائي، النحو العربي أحكام ومعانٍ، صفحة 449. بتصرّف.
  6. محمد محيي الدين عبد الحميد، شرح ابن عقيل، صفحة 561. بتصرّف.
  7. سورة النور، آية:4