النائب عن المفعول المطلق: تعريفه، وحالاته

المفعول المُطلق هو المصدر الفضلة المنصوب، الدّال على وقوع الحدث بشكل مُطْلق، يؤتى به لتوكيد الفعل أو لبيان نوعه أو عدده، وسُمِّي بهذا الاسم لأنّه غير مُقيد بحرف جر أو غيره، مثل المفاعيل الأُخرى، وهي: المفعول به، المفعول فيه، المفعول له، المفعول معه، إذ إنّ كلها مقيدة بحرف جر، فمثلًا المفعول فيه مُقيد بحرف الجر "في" (أي الذي حصل فيه الفعل)، ومن الأمثلة عليه: طرقَ زيدٌ الباب طرقًا (مؤكد للفعل)، تفوقَ زيدٌ تفوقًا كبيرًا (مُبين للنوع)، درْتُ حول الملعب دورتين (مُبين للعدد)، وقد ينوب عنه العديد من الأمور وتأخذ حكم النصب، وسنتحدث بهذا المقال عن تعريف النائب عن المفعول المطلق وحالاته.^[١]

تعريف النائب عن المفعول المطلق

هي الألفاظ التي ترد لتوكيد الفعل أو لإبانة نوعه أو عدده، مع كونها غير مشتقة من لفظه، وهذه الألفاظ تنوب عن المفعول المطلق وتأخذ أحكامه، وتكون منصوبة مثله، فيُحذف المفعول المطلق وتنوب هي عنه لأنَّها تدل عليه.

ما ينوب عن المفعول المطلق

ينوب عن المصدر الواقع مفعولًا مطلقًا كلّ مما يلي:^[٢][٣]

مُرادفه

وهو مصدر له نفس معناه، من غير لفظه، مثل: (جلستُ قعودًا)، فالمصدر قعودًا هو نائب عن المفعول المطلق المحذوف جلوسًا، وكما نلاحظ أنّ لفظة (قعوداً) مرادفة لـ (جلوساً)، ولها نفس معناه، وكذلك: دفعته حفزًا، إذ إن لفظة (حفزًا) مرادف للمصدر (دفعًا).

صفته

يُحذف المفعول المطلق وتأتي مكانه صفته، مثل: جاء القطار سريعًا، كأننا نقول: جاء القطار مجيئًا سريعًا، وكذلك: سعيت إلى عملي حثيثًا (سعيتُ إلى عملي سعيًا حثيثًا).

عدده أو ما يدل على العدد

العدد الذي ينوب عن المفعول المطلق من الرقم ثلاثة إلى ما لا نهاية، ويجب أن يأتي بعد العدد مصدرٌ مأخوذٌ من الفعل، مثل: ركعتُ أربعَ ركعاتٍ، وما يدل عليه مثل: قابلته عدةَ مراتٍ.

سؤال: هل العدد في هذه الجملة نائب عن المفعول المطلق: أكلْتُ أربعةَ أطعمةٍ ، الجواب هو لا، لأنَّه لم يأتِ بعده مصدر من الفعل الذي قبله، لذا يُعرب هنا مفعول به، أما إذا قلنا أكلْتُ أربعَ أكلاتٍ، تُعرب أربع نائب عن المفعول المطلق لأنَّه جاء بعدها أكلات وهي مأخوذة من الفعل أكلَ.

الإضافة إلى المصدر

أنْ تأتي أحد الألفاظ التالية: (كلّ، بعض، أيّ، والألفاظ التي بمعناها مثل: نصف، جميع، شطر)، حق، أفعل التفضيل) + مصدر مأخوذ من الفعل، مثل: بذلْتُ كلَّ البذل، أُقدرك حقَ التقديرِ، أُحبك أعظمَ الحبِ، والقصد من ذلك تحديد كلية المصدر، فالمصدر بطبيعته لا يدل على كمية أو جزء أو كل، فجملة (مرضتُ بعضَ المرضِ) محددة، بعكس جملة (مرضتُ مرضًا).

انظر إلى الجمل التالية، هل كل و جميع جاءت مفعولًا مطلقًا:

بذلْتُ كلَّ الجهدِ: لم يأتِ بعد (كلَّ) مصدرٌ مأخوذ من الفعل، لذلك فهي ليست مفعولًا مطلقًا، وتُعرب هنا مفعول به.

جاء جميعُ الطلابِ: لم يأتِ بعد (جميع) مصدر، لذا لا تُعرب مفعول مطلق، وتُعرب هنا فاعل.

ما يدّل على نوعه

مثل: جلس الولدُ القرفصاءَ، فالقرفصاء هي نوع من أنواع الجلوس، ومعنى الجملة: جلسَ الولدُ جلوسَ القرفصاء، وكذلك: رجع العدو القهقرى، فالقهقرى هو نوع من أنواع الرجوع.

ما يدل على آلة الفعل

مثل: رمينا العدوَ قذيقةً، ففعل الرمي تمَّ بآلة القذيفة، فبدلًا من أنْ نقولَ: رمينا العدوَ رميًا، حذفنا المفعول المطلق رميًا، وناب عنه الآلة التي تمَّ بها الفعل وهي قذيفةً.

اسم الإشارة

يُحذف المفعول المطلق ويأتي مكانه اسم إشارة + المصدر المأخوذ من الفعل، مثل: كتبْتُ الدرسَ هذه الكتابة، حيث جاء بعد "هذه" المصدر "الكتابة" المأخوذ من الفعل "كتبَ"، لذا تُعرب هذه: اسم إشارة مبني في محل نصب نائب عن المفعول المطلق، أمَّا في جملة كتبْتُ هذه الرسالةَ، لم يأتِ بعد هذه مصدر مأخوذ من الفعل، لذلك فهي ليست نائبًا عن المفعول المطلق، وتُعرب هنا مفعول به.

الضمير العائد على المفعول المطلق

مثل: أنصتُ إنصاتًا لم أنصته من قبل، فالفعل أنصته يحتوي على ضمير الهاء، وهذا الضمير يعود على المفعول المطلق إنصاتًا، لذلك يُعرب نائباً عنه، فتُعرب إنصاتًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، والهاء في الفعل أنصته: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب نائب عن المفعول المطلق.

اسم المصدر

وهو مصدر قريب من مصدر الفعل الموجود في الجملة، أي أنَّه مصدر لكنه غير مشتق من الفعل، مثل: كلمته كلامًا، (كلامًا ليست المصدر من كلَّم، إذ إنّ المصدر من الفعل (كلمَّ - تكليم)، لكن كلامًا شبيه بالمصدر تكليم، فيُسمى اسم مصدر، وينوب عن المفعول المطلق)، فتُعرب كلمة كلامًا: نائب عن المفعول المطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

تدريب

حدد نائب المفعول المطلق في كل جملة مما يلي، مع توضيح السبب: