المفعول لأجله أو المفعول له هو مصدر منصوب يدل على سبب حدوث الفعل أو ما دلَّ على الحدوث، ويشارك فعلَه في وقته وفاعله، وسُمّيَ المفعول لأجله بهذا الاسم لأنّه يُبيِّن سبب حدوث الفعل، فهوَ إجابة عن السؤال التالي: (لما فُعِل الفعل؟)، فعند قولنا (نصلّي تقرُّباً إلى الله) و(قمتُ احتراماً لك)، و(نصحتُ الطالبَ تأديباً له)، فإنّ الكلمات التالية (تقرُّباً، احتراماً، تأديباً) بيّنت سبب حدوث الفعل قبلها.[١][٢]


شروط نصب المفعول لأجله باعتباره مفعولاً لأجله

يُشترط في المفعول لأجله أربعة شروط أساسية ليتم نصبه باعتباره مفعولاً لأجله، فإذا فُقِدت إحدى هذه الشروط فإنّه يُجر بأحرف الجر (الباء، من، في، اللام)،[٣] وفيما يلي توضيح لتلك الشروط:[٤][٥]

  • أن يكون مصدراً قلبيّاً: يشمل هذا الشرط أمرين أساسيين، وهما أن يكون المفعول لأجله مصدراً، ففي الجملة التالية (حضرَ للمال)، لا يصح أن نعتبر المال مفعولاً لأجله مع أنّه بيّن سبب الفعل (حضر)؛ إلا أنّ المال اسم وليس مصدراً، والأمر الآخر أن يكون المصدر قلبيّاً، أي منشأوه الحواس الباطنة؛ كالحب، والبغض، والخوف، والتعظيم، والخشية، وليست حواس ظاهرة كالقراءة والكتابة، والجلوس، والنوم، وغيرها)، ففي الجملة التالية (سافر للربح)، لا يصح أن نعتبر (الربح) مفعولاً لأجله مع أنّه مصدراً بيّن سبب الفعل (حضر)؛ إلا أنّه مصدر غير قلبيّ.
  • أن يتحد هو والفعل في الزمن والفاعلية: على نحو: وقفتُ إجلالاً لك، ففي لجملة الذي وقف هو نفسه الذي أجلّ، وزمن الوقوف هو نفسه زمن الإجلال، أمّا قول: عاقبني لكرهي له، فلا يصح نصب كره على أنّه مفعول لأجله؛ لأنّ الذي عاقب غير الذي كره.
  • أن يكون المصدر علّة (سبباً) لوقوع الفعل: أي يمكن الإجابة عليه بطرح سؤال (لماذا فعلت ذلك).


الجملة
المفعول لأجله
توافر الشروط لاعتباره مفعولاً لأجله منصوب
المانع من اعتباره مفعولاً لأجله منصوب
إعراب الجملة
خرجتُ إلى البحرِ للسباحةِ
سباحةِ
غير متوفرة
لأنّ المصدر (السباحة) غير قلبي
خرجتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل
إلى: حرف جر
البحرِ: اسم مجرور بـ (إلى) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
اللام: حرف جر
السباحةِ: اسم مجرور بـ (اللام) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
رحلَ عامرُ من ظُلْمِ ذوي القربى
ظُلْم
غير متوفرة
لاختلاف فاعل الفعل (رحلَ) وهو (عامرُ) عن فاعل المصدر (ظُلْم) وهو (ذوي القربى)
رحلَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره
عامرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
من: حرف جر
ظلمِ: اسم مجرور بـ (من) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف
ذوي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف.
القربى: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدّرة منع من ظهورها التعذر.
نُكرِّمُ الشهداءَ تعظيماً لهم
تعظيماً
متوفرة (تعظيماً هو مصدر قلبي، ذُكِرَ لبيان سبب وقوع فعل (التكريم) وهو التعظيم، والمصدر يشارك فعل (نكرِّم) في الزمان؛ لأنّ التكريم والتعظيم يحدثان معاً في نفس الوقت، كما أنّ فاعل الفعل (نكرّم) نفسه فاعل المصدر (تعظيماً)، فمن يُكرِّم هو نفسه من يُعظّم، وهو (الضمير المستتر نحن في هذه الجملة)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نكرِّمُ: فعل مضارع، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن
الشهداءَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
تعظيماً: مفعول لأجله منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره
لهم: اللام حرف جر، والهاء ضمير متصل في محل جر بـ (اللام )، والميم علامة الجمع.
سافرتُ للتعلّم
تعلّم
غير متوفرة
لاختلاف زمن الفعل (سافرت) عن زمن المصدر (التعلّم)، فالتعلّم يتم بعد السفر وليسا في نفس الوقت
سافرتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
اللام: حرف جر.
التعلّمِ: اسم مجرور بـ (اللام) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أسرعَ زيدٌ خوفاً من الكلبِ
خوفاً
متوفرة (خوفاً هو مصدر قلبي، ذُكِرَ لبيان سبب وقوع الفعل (أسرع) وهو الخوْف، والمصدر يشارك الفعل (أسرع) في الزمن؛ لأنّ السرعة والخوف يحدثان معاً في نفس الوقت، كما أنّ فاعل الفعل (أسرع) نفسه فاعل المصدر (خوفاً)، فمن يُسرع هو نفسه من يخاف، وهو زيد في هذه الجملة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسرعَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
خوفاً: مفعول لأجله منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
من: حرف جر.
الكلبِ: اسم مجرور بـ (من) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
جاهدَ أحمدُ دفاعاً عن الحقِّ
الدفاعَ مُعرَّفة بـ(أل)
متوفرة (الدفاعَ هو مصدر قلبي، ذُكِرَ لبيان سبب وقوع الفعل (جاهدَ) وهو الدّفاع، والمصدر يشارك الفعل (جاهد) في الزمن؛ لأنّ االجهاد والدّفاع يحدثان معاً في نفس الوقت، كما أنّ فاعل الفعل (جاهد) نفسه فاعل المصدر (الدفاع)، فمن يجاهد هو نفسه من يدافع، وهو أحمد في هذه الجملة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاهدَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
أحمدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
دفاعاً: مفعول لأجله منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
عن: حرف جر.
الحقِّ: اسم مجرور بـ (عن) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
هاجرت الطيورُ للغذاء
الغذاء
غير متوفرة
الغذاء سبب لهجرة الطيور، لكنّه ليس مصدراً
هاجرت: (هاجر) فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
الطيورُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
اللام: حرف جر.
غذاءِ: اسم مجرور بـ (اللام) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.


صور المفعول لأجله

يأتي المفعول لأجله على عدّة صور، وهي كما يلي:[٥][٦][١]

  • أن يأتي مجرّداً من أل التّعريف والإضافة، أي أن يكون المصدر نكرة: في هذه الحالة يجوز النصب والجر، لكن يكون من الأوْلى نصبه، مثلاً نقول: (سافرتُ طلباً للعلمِ) ويجوز أن نقول: (سافرتُ لطلبِ العلم)، في الجملة الأولى جاء المفعول لأجله منصوب (طلباً) وهو الأولى، أمّا في الجملة الثانية فقد جاء المفعول لأجله مجرور بحرف الجر (لطلبِ) وهذا جائز.
  • أن يأتي معرّفاً بأل التعريف: في هذه الحالة يجوز النصب والجر، لكن يكون من الأولى جرّه، مثلاً نقول: (نصحتُك للرغبة في صلاحك) ويجوز أن نقول: (نصحتُك رغبةً في صلاحك)، في الجملة الأولى جاء المفعول لأجله مجرور بحرف الجر (للرغبة) وهو الأوْلى، أمّا في الجملة الثانية فقد جاء المفعول لأجله منصوب (رغبةً) وهذا جائز.
  • أن يأتي مضافاً: في هذه الحالة يتساوى النصب والجر، مثلاً نقول: (تروَّيتُ في كتابتي خشيةَ الخطأ) ويجوز أن نقول: (تروَّيتُ في كتابتي لخشيةِ الخطأ)، في الجملة الأولى جاء المفعول لأجله المفعول منصوب (خشيةَ) وهذا جائز، أمّا في الجملة الثانية فقد جاء مجرور بحرف الجر (لخشيةِ)، وهذا جائز أيضاً.


الجملة
المفعول لأجله
صورة المفعول لأجله
حكمه في الجملة
سافرتُ للرغبةِ في العلم
للرغبةِ
معرّفاً بأل التعريف
الجر وهو الأولى.
سافرتُ الرغبةَ في العلم
الرغبةَ
معرّفاً بأل التعريف
النصب، وهو جائز لكن ليس الأولى.
وقفَ الناسُ احتراماً للعالِم
احتراماً
مجرّداً من أل التّعريف والإضافة
النصب، وهو الأولى.
وقفَ الناسُ لاحترامِ العالِم
لاحترامِ
مجرّداً من أل التّعريف والإضافة
الجر، وهو جائز لكن ليس الأولى.
تركتُ المنكرَ خشيةَ الله
خشيةَ
مضافاً
النصب، وهو جائز بشكلٍ مساوٍ مع الجر.
تركتُ المنكرَ لخشيةِ الله
لخشيةِ
مضافاً
الجر، وهو جائز بشكلٍ مساوٍ مع النصب.


*إضاءة*

في حال كان المفعول لأجله مجرور بحرف الجر، يسمى مفعولاً لأجله غير صريح، ومثال ذلك قوله تعالى: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ)[٧] فهنا (من الصواعق) وقعت جار ومجرور يتضمن معنى المفعول لأجله غير صريح، أمّا (حذرَ) فوقعت مفعولاً لأجله صريح منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفي الآتي مثال إعرابي توضيحي:[٨]


يغضي حياءً، ويغضى من مهابته
فلا يُكلم إلا حين يبتسم
حياءً: مفعول لأجله صريح منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

من مهابته: جار ومجرور يتضمن معنى المفعول لأجله غير صريح.


تـــدريــبــات

 التدريب (1): استخرج/ي المفعول لأجله في الجمل التالية وبيّن/ي صورته:


الجملة
المفعول لأجله
صورته
جئتُكَ رغبةً في المعرفة
رغبةً
مجرّد من أل والإضافة
نصحتُكَ للرغبةِ في صلاحك


نصحَ الأب ابنه للخوفِ عليه


أعملُ الخيرَ ابتغاءَ مرضاةِ الله


أمشي ببطْءٍ خوفاً من السقوط



التدريب (2): أعرب/ي الجمل التالية:


الجملة
الإعراب
وقَفَ الطلابُ احتراماً للمعلمِ
وقفَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الطلابُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
احتراماً: مفعول لأجله منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
اللام: حرف جر.
المعلّمِ: اسم مجرور بـ (اللام) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
عطفتُ على اليتيمِ أملاً في الثواب.

يجتَهدُ الطلابُّ طلباً للتفوّق.

جئتُكَ لرغبةٍ في المعرفة.

هنّأ الأستاذُ التلميذةَ تقديراً لاجتهادها.


المراجع

  1. ^ أ ب عبدالله بن عمر الحاج إبراهيم، عبد الكريم صالح الزهراني، المهارات الأساسية في قواعد العربية وفنونها: لغير المتخصصين، صفحة 126. بتصرّف.
  2. محمود حسني، النحو الشافي، صفحة 286. بتصرّف.
  3. بهاء الدين بن عقيل، شرح ابن عقيل، ج2، صفحة 186. بتصرّف.
  4. جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 212. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد السامرائي، النحو العربي، أحكامٌ ومعانٍ، صفحة 472. بتصرّف.
  6. محمد محمود عوض الله، الْلُمَعُ الْبَھیَّة في قواعد اللغة العربیة، صفحة 307. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:19
  8. منصور حسن الغول، النحو التطبيقي الوافي الميسر، صفحة 192. بتصرّف.