المفعول به هو أحد المنصوبات في الّلغة العربيّة، وهو يختصّ بتوضيح من يقع عليه فِعل الفاعل، نحو (قرأ خالدٌ الكِتابَ)، هُنا (الكِتاب) هو الذي وقع عليه فعل القراءة، ويحتاج الفعل غالبًا إلى مفعول به واحد، ولكن قد تتطلّب بعض الأفعال مفعوليْن أو ثلاثة، وذلك بحسب نوع الفِعل، كما يُسمّى الفِعل الذي يحتاج مفعولًا به ليُكمل جملته فِعلًا مُتعدِّيًا، والذي لا يحتاجه يُسمّى لازمًا.[١]


أنواع المفعول به

يكون المفعول به على هيئتيْن اثنتيْن هُما الاسم الصّريح، وغير الصّريح (المصدر المُؤوّل)، وفيما يلي بيانهما.[٢]


الاسم الصّريح

يكون المفعول به اسمًا صريحًا عندما يكون في ثلاثة أحوال هي:[٢]


أحوال الاسم الصّريح
المِثال
المفعول به
الإعراب
الاسم الظّاهر
لا نشتري شيئًا مُضرًّا.
شيئًا
شيئًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
الضّمير المُتّصل
أريدُكَ يخيرٍ.
الضّمير (كاف)
أريدُك: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره، والفاعل ضمير مسستر تقديره (أنت)، والكاف: ضمير مُتّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
الضّمير المُنفصل
إيّاكَ نعملُ.
إيّاكَ
إيّاك: ضمير مُنفصل مبنيّ على الفتح في محلّ نصب مفعول به مُقدّم.


الاسم غير الصّريح

هو أن يكون المفعول به مصدرًا مُؤوّلًا؛ أي يتكون من حروف مصدريّة مِثل (أنْ النّاصبة، ما) + فعل مضارع، نحو (يُريدُ المُدير أنْ تذهبَ باكرًا)، وكأنّ الجملة تقول (يُريدُ المُديرُ الذّهابََ باكرًا)، فتكون كلمة (الذّهابَ) مفعولًا به هُنا، وفيما يلي نموذج إعرابيّ توضيحيّ.[٢]


الجملة
المصدر المُؤوّل
المفعول به التّقديريّ
الإعراب
يُحبّ سامي أنْ يجلسَ بهدوء.
أنْ يجلسَ
الجُلوسَ
أنْ: حرف مصدريّ ونصب.
يجلسَ: فعل مضارع منصوب بأنْ، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
والمصدر المُؤوّل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.


عوامل المفعول به

هي ما تُعطي المفعول به حالة النّصب، والفِعل هو العامل الأساسيّ والأصليّ الذي يقوم بنصب المفعول به، وفيما يلي بيانها، مع نموذج إعراب.[٣]


الفِعل

هو العامل الأساسيّ لنصب المفعول به، وفيما يلي مِثال توضيحيّ مُعرَب:[٣]


الجملة
العامل
المفعول به
الإعراب
أجادَ عليٌّ السِّباحةَ.
أجادَ
السِّباحةَ
أجادَ: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح الظّاهر على آخره.

عليٌّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.

السِّباحة: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


المصدر

يقوم المصدر بعمل الفِعل في ثلاثة مواضع، وهي:[٣]

  1. أن يكون المصدر مُضافًا، نحو (كِتابَتُك الدّرسََ مفيدٌ).
  2. أن يكون المصدر مُنوّنًا، نحو (عجبتُ مِن رؤيةٍ القمرَ).
  3. أن يكون المصدر مُعرّفًا بأل، نحو (عجبتُ من الرؤية القمرَ).


الجملة
العامل + حالاته
المفعول به
الإعراب
كِتابَتُكَ الدّرسََ مفيدٌ.
كِتابَتُكَ = مصدر مضاف
الدَّرسَ
كِتابَتُك: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره، وهو مضاف، والكاف: ضمير مُتّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.

الدّرسََ: مفعول به (للمصدر كِتابة) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

مفيدٌ: خبر مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.
عجبتُ مِن رؤيةٍ قمرًا.
رؤيةٍ = مصدر منوّن
قمرًا
عجبتُ: فعل ماضي مبنيّ على السّكون؛ لاتّصاله بالتّاء المتحرّكة، والتّاء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.

مِن: حرف جرّ.
رؤيةٍ: اسم مجرور، وعلامة جرّه تنوين الكسر الظّاهر على آخره.

قمرًا: مفعول به (للمصدر رؤية) منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
يُسعدُ خالدٌ بالبناءِ مسجدًا.
البناءِ = مصدر مُعرّف بأل
مسجدًا
يُسعدُ: فِعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.

خالدٌ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.

بالبناءِ: الباء: حرف جرّ، البناء: اسم مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.

مسجدًا: مفعول به (للمصدر البناء) منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


اسم الفاعل

يعمل اسم الفاعل عمل الفِعل في نصب المفعول به في حالتيْن، الأولى مقرونًا بأل التّعريف والثّانية بدونها، ولكلّ منهما شروط، وفيما يلي توضيحهما.[٣]

  1. اسم الفاعل المقرون بألّ التّعريف: يعمل مع (الماضي والحاضر والمستقبل).
  2. اسم الفاعل المُجرّد من ألّ التّعريف: يعمل مع (الحال والاستقبال) فقط.


الجملة
العامل
المفعول به
الإعراب
هذا الآكلُ الّلحومَ غدًا أو الآن أو أمس.
(أكلَ - آكل)
ومع إضافة أل التعريف (الآكل)
الّلحومَ
هذا: الهاء: للتّنبيه حرف ساكن لا محلّ له من الإعراب، ذا: اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محلّ رفع مُبتدأ.

الآكلُ: خبر المُتبدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.

الّلحومَ: مفعول به (لاسم الفاعل آكل) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
هذه قاصٌة القصّةَ غدًا أو الآن.
(قصّ- قاصّ)
قاصّةٌ
القصّةَ
هذه: الهاء: للتّنبيه حرف ساكن لا محلّ له من الإعراب، ذه: اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محلّ رفع مُبتدأ.

قاصّةٌ: خبر المُتبدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.

القصّةَ: مفعول به (لاسم الفاعل قاصّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


*إضاءة*

اسم الفاعل المُجرّد من أل التّعريف لا يعمل عمل الفِعل النّاصب للمفعول به إلّا إذا:[٣]

  1. سُبق بنفي، نحو (ما قادرٌ حاتمٌ الرَّكضَ).
  2. سُبق باستفهام، نحو (هل قادرٌ حاتمٌ الرّكضَ).
  3. أن يكون خبر، نحو (إنّ حاتمَ قادرٌ الرّكضَ).
  4. أن يكون صفة (نعت)، نحو (رأيتُ حاتمًا قادرًا الرّكضَ).


صيغ المُبالغة

هي صيغ مُحوّل من صيغة (فاعل)، لتدلّ على المُبالغة في الأمر، ومنها (فعّال) نحو (قوّال)، و(مِفعال) نحو (مِقدام)، و(فعيل) نحو (رحيم)، و(فَعُول) نحو (صَبُور)، و(فَعِل) نحو (حَذِر)، كما أنّ صيغ المبالغة تعمل على نصب المفعول به بالشّروط ذاتها التي يحملها اسم الفاعل، وفيما يلي أمثلة توضيحيّة.[٣]


  1. صيغ المبالغة المقرونة بألّ التّعريف: تعمل مع (الماضي والحاضر والمستقبل).
  2. صيغ المبالغة المُجرّدة من ألّ التّعريف: تعمل مع (الحال والاستقبال) فقط.


الجملة
العامل
المفعول به
الإعراب
أسيدٌ مِقدامٌ أمورًا خطيرةً الآن أو غدًا.
مِقدامٌ
أمورًا
أسيدٌ: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.

مِقدامٌ: خبر المُتبدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.

أمورًا: مفعول به (لصيغة المبالغة مِقدام) منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
هو السّميعُُ صوتَكَ أمس أو الآن أو غدًا.
السّميعُ
صوتَكَ
هو: ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.

السّميعُ: خبر المُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.

صوتَكَ: مفعول به (لصيغة المبالغة سميع) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مضاف، والكاف: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.


الصّفة المُشبّهة باسم الفاعل

لا تنصب الصّفة المُشبّهة الاسم باعتباره مفعولًا به، إنّما لاعتباره مُشبّهًا بالمفعول به، وقد قال أهل النّحو أنّ الاسم الذي يأتي بعد الصّفة المُشبّهة هو مُشبّه بالمفعول به؛ لأنّ الصفة المشبهة لا تُصاغ إلّا من الفِعل الّلازم وهذا يعني أنّ لا مفعول به حقيقيّ في الجُملة، وفيما يلي نموذج إعرابيّ للتوّضيح.[٣]


الجملة
العامل
المفعول به
الإعراب
الشّجرةُ طويلةٌ أغصانَها.
طويلةٌ
أغصانَها
الشّجرةُ: مُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.

طويلةٌ: خبر المُبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.

أغصانَها: مفعول به (للصفة المشبّهة طويل) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.


صيغة التّعجب

يكون الاسم الذي يأتي بعد صيغة التّعجب على وزن (ما أفعلَ) مفعولًا به، نحو (ما أجملَ السّماءَ!)، فكلمة (السّماءَ) هُنا مفعولًا به، وهو إعرابٌ ثابت للمفعول به في صيغة التّعجب هذه، وفيما يلي نموذج إعرابيّ.[٢]


الجملة
الإعراب
ما أعظمَ الصِّدقَ!
ما: اسم نكرة تامّة بمعنى شيء مبنيّة على السّكون في محلّ رفع مُبتدأ.

أعظمَ: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مُستتر عائد على (ما).

الصِّدقَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

والجملة الفعليّة في محلّ رفع خبر المُبتدأ.


اسم الفعل

يعمل اسم الفعل عمل الفِعل فينصب الاسم ويكون مفعولًا به، نحو (هلّم أهلَكم الذين فازوا)، ففي الجملة السّابقة اسم الفِعل (هلُّم) بمعنى (أحضر) نصب الاسم (أهلكَم) فأصبح مفعولًا به، وفيما يلي نموذج إعرابيّ.[٢]


الجُملة
اسم الفعل
المفعول به
الإعراب
دُونكَ الكِتاب.
دونكَ
الكِتابَ
دونكَ: اسم فعل أمر بمعنى (خُذ) مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مسستر تقديره (أنت) وجوبًا، والكاف: للخطاب.

الكِتابَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


تعدد المفاعيل

يتعدّى الفِعل التّام مفعول به بصور مُختلفة، وحالته الأصليّة أن يتعدّى إلى مفعولٍ به واحد، أمّا الحالات التي يتعدّى فيها إلى أكثر من واحد فهي:[٤]


الحالة
مثل
الجملة
مفعول به أوّل
مفعول به ثاني
مفعول به ثالث
يتعدّى إلى مفعولين إذا كان أصلهما المُبتدأ والخبر.

أفعال القلوب: وجد، وألفى، ودرى، وتعلّم ، وجعل، وعدّ، وزعم، ورأى، وعلم، وظنّ، وحسب، وخال.

أفعال التصيير: جعل ، وردّ، وترك، واتّخذ، وصيّر.

ظننتُ الدّرسَ سهلًا.
الدّرسَ
سهلًا
-
يتعدّى إلى مفعولين إذا لم يكن أصلها المبتدأ والخبر
كأعطى وسأل، ومنح، وكسا، وألبس، وأطعم، وسقى، وأسكن، وأنشد، وأنسى.
أعطيتُ الفقير مالًا.
الفقيرَ
مالًا
-
يتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل
مثل: أرى، وأعلم، وأخبر، وخبّر، وأنبأ، ونبّأ، وحدّث.
أعلمتُ محمّدًا الصِّدقَ مُنجيًّا.
مُحمّدًا
الصّدقَ
مُنجيًا


تدريبات


  • تدريب (1): عيّن/ي المفعول به وبيّن/ي نوعه.


الجملة
المفعول به
نوع المفعول به
تناول الولدُ الوجبةَ.


شاهدنا المُعلِمَّ.


حدّثني أبي عن أيّامه.


زارت الطّالباتُ مُعلِّمتهم.


تعلم أن تفعلَ الخير.



  • تدريب (2): اكتب/ي المفعول به المُناسب؛ ليستقيم المعنى.

 

1. حرثَ الفلاّحونَ (.............).

2. غرسَ الرّجلُ (.............).

3. ارتدتِ البنتُ (.............).

4. شاهدَ(.............) المعلّمُ.

5. رأيتُ (.............).

6. رأيتَ (.............) في المطعم.

 

  • تدريب (3): أعرب/ي الجُمل الآتية.


  1. إعدادَك الطّعامََ عظيمٌ.
  2. هو الكاتبُ الرّوايةَ.
  3. هذه مُنظِمةٌ الكُتبَ غدًا.
  4. زيدٌ طاهرٌ قلبَه.
  5. إنّ الله خبيرٌ حالَكَ.
  6. ما أروعَ ليلةَ القدر.



المراجع

  1. الدكتور عبده الراجحي، ص188 التطبيق النحوى، صفحة 188. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج الدكتورة سميرة حيدا، محاضرات في النحو العربي: المفاعيل الخمسة، صفحة 23. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ نديم حسين دعكور، كتاب القواعد التطبيقية في اللغة العربية، صفحة 234-240. بتصرّف.
  4. وزارة التعليم للمملكة العربية السعودية، تهذيب شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك، صفحة 49. بتصرّف.