الإعراب هو نظام في اللغة العربيّة لضبط أواخر الكلمات بحسب وظيفتها في الجملة، فهو القانون الذي يتم من خلاله صون اللغة العربيّة وضبطها، هذا بالإضافة إلى الجانب الجماليّ، فالتشكيل يُعطي اللغة إيقاعًا فريدًا، وللإعراب ثلاثة أنواع، هي: الإعراب الظاهر، والإعراب المُقدّر، والإعراب المحلي، وسنسلط الضوء في هذا المقال إلى أحد أنواع الإعراب المحلي وهو الإعراب على الحكاية.


الإعراب على الحكاية في علم النحو

جاء في القاموس، "حكيتُ عنه الكلام" أي نقلته، "وحكيت فلانًا وحاكيته" أي شابهته وفعلت فعله، ومنه نحدد المقصود في الحكاية نحويًا، فهي: نقل ما قيل كما قيل، أي إيراد اللفظ المسموع على هيئته من غير تغيير فيه، وترديده بنطقه أو كتابته بالشكل الذي سُمِعَ عليه وإبقائه على حالته الأصليّة دون تغيير شيء من حروفه أو حركته مهما تغيّر في تركيب الجملة وحتى لو تغيّر موضعه الإعرابيّ.[١]


أشكال الإعراب على الحكاية

والحكاية تكون في:[١]

  • الكلمات: (الأسماء، الأفعال، الحروف)، مثل: (قال: فهمْتُ) فكلمة "فهمْتُ" هي مفعول به للفعل "قال"، لكنَّه منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية، أي رددنا الفعل كما هو بغض النظر عن موقعه الإعرابي بالجملة الجديدة.
  • الجمل: (جملة مقول القول، العلم المركب الإسنادي، الجمل مطلقًا إذ يُمكن حكاية كل جملة إذا اقتضى الموقف ذلك)، مثل: (كتبَ: يشربُ الولدُ)، فالجملة الفعليّة "يشربُ الولدُ" هي مفعول به للفعل "كتبَ" منصوب بالفتحة المقدرة منعَ من ظهورها حركة الحكاية، أي أنَّنا حكينا ماذا كتب هو، وتُعرب الجملة كاملة كأنّها لفظٌ واحد.
  • الحكاية بأداتي الاستفهام "أي، مَنْ"، إذ إنَّ "أي" يُحكى بها للعاقل وللنكرات؛ مثلاً: (جاءني رجل) فتقول: (أي؟) أو (جاءني رجلان) فتقول: (أيان؟)، أمَّا "مَنْ" فيُحكى بها للعاقل فقط.


أمثلة توضيحيّة على الإعراب على الحكاية

في الآتي نماذج إعرابية على الحكاية:[٢][٣]

  • الجملة المحكية تتكون من أكثر من لفظة وتنطق على لفظ حكاية، حيث تُعرب على أنَّها لفظة واحدة دون تفصيل إعراب كل كلمة فيها، وتُعرب على حسب موقعها اللغوي لكن بحركة مُقدّرة، ومن الأمثلة عليها:


الجملة المحكية
مثال
الإعراب
لا إله إلا الله

"لا اله إلا الله" مفتاح الجنة
لا إله إلا الله: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
قلت: "لا إله إلا الله"
لا إله إلا الله: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.


  • اسم "جادَ الله" علم مركب إسنادي، وفي حال أردنا أن نتحدثَ عنه بسياقات مختلفة، فتبقى حركة الاسم (جادَ الله) كما هي دون تغيير مهما تغير موقعه من الجملة، وذلك لأنَّنا نحكي الاسم العلم كما هو دون تعديل بالحركة، أمَّا إعرابه فيكون معربًا تقديرًا لأجل الحكاية، وفي الآتي توضيح لذلك:


الجملة المحكية
مثال
الإعراب

جادَ الله

جاء جادَ الله
جادَ الله: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
رأيتُ جادَ الله
جادَ الله: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
سلمْتُ على جادَ الله
جادَ الله: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.


  • يُحكى العلم أو الكنية أو اللقب بعد "من الاستفهاميّة"، كأن يقول لك أحدهم (رأيت زيدًا)، فتقول له (مَنْ زيدًا؟)، أي تضع الاسم بعد مَنْ بحركته التي قيل بها، وتُعرب الجملة هنا كالآتي:


الجملة
الإعراب
مَنْ زيدًا؟
تُعرب "زيداً": مبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.


*إضاءة*

أسماء سور القرآن الكريم تتكون من كلمتين، كلمة سورة واسم السورة، والكلمتان عبارة عن مضاف ومضاف إليه، والمضاف إليه دائمًا مجرور، إلا أنَّ هناك ثلاث سور جاءت تحت اسم (سورة المؤمنون) و(سورة الكافرون) و(سورة المنافقون)، ولا يجوز أنْ نغير باسم هذه السور بأي حال من الأحوال، أي لا يجوز أنْ نقول مثلًا "سورة المنافقين"، وعليه فتُعرَب كلّ من (المؤمنون، الكافرون، المنافقون): مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة لاشتغال المحل بحركة الحكاية.


المراجع

  1. ^ أ ب محمد عيد ، النحو المصفى، صفحة 703. بتصرّف.
  2. أبي الفتح عثمان بن جني، شرح اللمع في النحو، صفحة 377. بتصرّف.
  3. رفاه عبد الحسين مهدي الفتلاوي، الإعراب على الحكاية، صفحة 1-5. بتصرّف.