كم الخبرية وإعراب ما بعدها

كنايات العدد هي ألفاظٌ تدلّ على معنى العدد ولكنها ليست من أسماء العدد المعروفة، وتختلف الكنايات عن أسماء العدد بأنَّها تدل على عدد غير محدد، أمَّا أسماء العدد فهي محدودة الدلالة على العدد مثل: (ثلاثة، عشرون، مائة)، ومن أشهر هذه الكنايات (كأين، بضع، نيف، كذا، كم)، ويوجد نوعان من "كم"، هما: كم الاستفهامية، وكم الخبرية، وفي هذا المقال سنتحدث عن كم الخبرية وكيفية إعرابها.^[١]

تعريف "كم الخبرية"

هي كناية من كنايات العدد، تعني "الكثير"، ويستعملها مَنْ يُريد الافتخار والتكثير، وسُمّيت خبرية لأنَّها لا تحتمل الصدق والكذب، بخلاف كم الاستفهاميّة، وكم الخبرية لا يُقصد بها الاستفهام عن العدد، فلذلك لا تتطلب جوابًا عن جملتها، وتختص بالزمن الماضي وحده، لأنَّ التكثير لا يكون إلا فيما عُرِفَ مقداره، وهذه المعرفة لا تتحقق إلا في شيء قد مضى وانتهى.^[٢]

أحكام "كم الخبرية"

لكم الخبرية مجموعة من الأحكام، هي:^[٣]

• وجوب صدارتها في جملتها، إلا إذا جُرت بحرف جر مثل: (لله أنت! فإلى كم عمل نافع سارعت؛ فحمدَ الناسُ إسراعك)، أو جُرت بالإضافة.
• جواز أن يكون الضمير العائد عليها مفردًا مذكرًا؛ مراعاة للفظها، مثل (كم رفاقٍ نفع) أو أن يكون مُطابقًا لمعناها، مراعاة للمُراد من مدلولها، مثل (كم رفاقٍ نفعوا)، لكن الأفصح أن يأتي مراعيًا لمدلولها أي تمييزها.
• وجوب بنائها على السكون في محل رفع أو نصب أو جر، على حسب حاجة الجملة.
• وجوب الإتيان بتمييز بعدها، غير مفصول عنها بشيء.

إعراب كم الخبرية وما بعدها

العدد لفظ مُبهم لا يوضح بنفسه المُراد منه، ولا يُعين نوع مدلوله ومعدوده، فلو قلت لأحدهم "أعطني خمسة" فلن يفهم ما المقصود بـ "خمسة"، فهل تريد منه "خمسة دنانير" أو "خمسة أقلام"، غيرها الكثير من الأنواع المُحتملة، ولإزالة هذا الإبهام، لا بدَّ من الإتيان بكلمة بعده تكشف هذا الغموض، مثل "دنانير" و "أقلام"، وتُسمى هذه الكلمات "تمييز"، وكذلك الحال في كنايات العدد، فهي وحدها لا تدل على حقيقة المعدود وجنسه؛ لذلك يأتي بعد كم الخبرية "تمييز" ويكون مفردًا أو جمعًا (غالبًا يكون مُفردًا)، مجرورًا بالإضافة أو بحرف الجر (مِنْ).^[٤]

أمَّا عن إعراب "كم"، فكما ذكرنا ضمن الأحكام، فتُعرب حسب حاجة الجملة، والجدول التالي يوضح حالات إعرابها:^[٥][٤]

تدريب تطبيقي

أعرب كم الخبرية في الجمل التالية: