المفعول معه اسم منصوب يأتي بعد واو بمعنى "مع" مسبوقة بجملة تامة ليدل على شيء حصل الفعل بمصاحبته، أي معه غير أن تُقصد مشاركتُه في حكم المصاحبة، مثل (سار زيد والطريقَ)، فهذه الجملة تدل على أن سير زيد وقع مع الطريق، أي مصاحباً له؛ وكذلك الحال في جملة (هل يعيش الناس والكآبة؟) أي هل يعيش الناس مع الكآبة؟ أو مصاحبين لها؟ لذا تسمّى الواو هنا واو المعية ويُعرب ما بعدها مفعولاً معه.[١]


شروط نصب الاسم على أنّه مفعول معه

يمكن استنتاج شروط المفعول معه من تعريفه، حيث يُشترط لكي يُنصب الاسم بعد الواو على أنّه مفعول معه عدّة شروط، واحد منها متعلِّق بالاسم ومنه ما هو متعلّق بحرف الواو والجملة التي تسبقه، وبترتيب الجملة، فلكي يكون الاسم مفعولاً معه يُشترطُ فيه هذه الشروط:[٢][١][٣]

  • أن يكون الاسم اسم فَضْلة: بحيث تنعقد الجملة وتستقيم معناها من دون وجوده، مثلاً في المثال السابق (هل يعيش الناس والكآبة) يمكن الاستغناء عن المفعول معه وتبقى الجملة تامة (هل يعيش الناس؟).
  • أن تكون الواو التي تسبقه بمعنى (مع): أي أن يكون الاسم تالياً لواو المعية، فيشترط بها أن تكون للمعية، وفي حال كانت الواو للعطف حصراً في الجملة لعدم جواز المعية، كما في جملة (ذهبَ رامي ورائدٌ قبله) أو كانت للحال مثل (ذهب الولدُ وهو سعيداً) لم يصح نصب الاسم على أنّه مفعول معه.
  • يُشترط أن يسبق الواو والاسم بعدها جملة تامة: فقد تكون جملة فعلية تتضمن فعلاً وفاعلاً، وقد تكون كذلك جملة اسمية تتضمن أحد أشباه الفعل، وفي حال سبقها مفرد، كما في الجملة التالية (كلُّ امرئٍ وشأنه) تكون كلمة (شأنه) معطوفة على ما قبلها وليست مفعولاً معه.
  • ألا يكون ما بعد الواو مشاركاً لما قبلها في الحكم: ففي حال شاركتها في الحكم فإنها تصبح معطوفة على ما قبلها، كأن تقول (نام محمودٌ ومحمدٌ)، أمّا في جملة (سرتُ والطريق) فتعتبر (الطريق) مفعولاً معه، فالطريق لا تشترك مع السائر بفعل السير.
  • ألا يتقدّم المفعول معه على عامله ولا على مصاحبه: فلا يصح أن نقول (هل والكآبةُ يعيش الناس؟) أو (هل يعيش والكآبةُ الناس؟).


الجملة
مدى تحقيق كامل الشروط لاعتبار الاسم مفعول معه
مفعول معه/أو معطوف/ حال
المانع من تحقيق كامل الشروط وعدم اعتبار الاسم مفعول معه
الإعراب
سارَ أحمدُ والجبلَ
متوفرة
الجبلَ (مفعول معه)
ـــــــــــــــــ
سار: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
أحمدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الجبلَ: مفعول معه منصوب وعلامة نصبِه الفتحة الظاهرة على آخره.
اشتركَ سعيدٌ وخالدٌ
غير متوفرة
خالدُ (معطوف على ما قبله)
عدم اكتمال الجملة بدون (خالد)، فكلمة (خالد) عُمدة لوجوب عطفها على سعيد، وليست فَضْلة لا داعٍ لها، ولا يستقيم معنى الجملة من دونها، أي أنّ وجودها ضروري في الجملة، ففعل (اشترك) يقتضي وجود طرفان يقومان به وهما في الجملة (سعيد وخالد)
اشتركَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
سعيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الواو: حرف عطف لا محل له من الإعراب.
خالدٌ: معطوف مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.

كلُّ طالبٍ وكتابهِ
غير متوفرة
كتابِ (معطوف على ما قبله)
لم تُسبَق الواو والاسم بعدها (الكتاب) بجملة تامة، بل سُبِقت باسمٍ مفرد.
كلُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره، وهو مضاف.
طالبٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه تنوين الكسر الظاهر على آخر.
الواو: حرف عطف لا محل له من الإعراب.
كتابِه: (كتاب) معطوف مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
والخبر محذوف وجوباً تقديره (يتلازمان)
مشيتُ والنيلَ
متوفرة
النيلَ (مفعول معه)
ـــــــــــــــــــ
مشيتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل تقديره (أنا).
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
النيلَ: مفعول معه منصوب وعلامة نصبِه الفتحة الظاهرة على آخره.
سلّمتُ على أحلامٍ وشيماءٍ بعدها
غير متوفرة
شيماءٍ (معطوف على ما قبله)
لأنّ معنى الجملة أفادَ ان الواو التي سبقت الاسم (شيماء) ليست بمعنى (مع)، إنّما واو العطف
سلمتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل تقديره (أنا).
على: حرف جر.
أحلامٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
الواو: حرف عطف لا محل له من الإعراب.
شيماءٍ: معطوف مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره، وهو مضاف.
بعدَها: (بعدَ) ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، و(الهاء) ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
ذهبَ سعيدٌ وسعدٌ
غير متوفرة
سعدٌ (معطوف على ما قبله)
لأنّ ما بعد الواو (سعدٌ) شارك لما قبلها (سعيدٌ) في الحكم
ذهبَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
سعيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الواو: حرف عطف لا محل له من الإعراب.
سعدٌ: معطوف مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
أسرعتُ والطريقَ
متوفرة
الطريقَ (مفعول معه)
ـــــــــــــــــــ
أسرعتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل تقديره (أنا).
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الطريقَ: مفعول معه منصوب وعلامة نصبِه الفتحة الظاهرة على آخره.
سار الرجلُ والنهرين
متوفرة
النهرين (مفعول معه)
ـــــــــــــــــــ
سارَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره
الرجلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
النهرين: مفعول معه منصوب وعلامة نصبِه الياء لأنه مثنى.


أحكام المفعول معه (أحكام ما بعد الواو التي بمعنى (مع))

للاسم الواقع بعد الواو عدّة حالات وهي كما يلي:[٤]

  • وجوب النصب على المعية: بمعنى أنّه لا يجوز العطف، لأنّ العطف يُفسد معنى الجملة، مثل (مشى المقاتلون ومنتصفَ الليل)، ففي هذه الجملة يستحيل أن يقع الفعل على ما بعد الواو، أي لا يصح اشتراك ما بعد الواو مع قبلها في الحكم، (أي يستحيل أن يمشي منتصف الليل) لذا لا يمكن عطفه على ما قبله.
  • ترجيح النصب على المعية: مع جواز العطف على ضعف، أي إذا كان العطف على ما قبله ضعيفاً في اللغة، وبحاجة إلى التأنِّي في التفسير والتأويل لإيصال المعنى المطلوب، كعطف الاسم الظاهر على ضمير الرفع المتصل بلا فاصل، مثل (أسرعتُ والطريق) فكلمة (الطريق) في هذه الجملة منصوبة على المعية (مفعول معه منصوب)، لكن يمكننا الرفع عطفاً على الضمير المتّصل (التاء، في أسرعتُ)، إلّا أنّ النصب أولى.
  • ترجيح العطف: ويتم ترجيح العطف على المعية إذا أمكن من غير ضعف من جهة التركيب وليس من جهة النحو، كأن تقول (سرتُ أنا وأحمدُ)، فأحمدُ مرفوع عطفاً على الضمير المتصل وهو التاء في (سرتُ)، ويجوز نصبه على المعية، إلّا أنّ العطف أولى بسبب وجود فاصل وهو الضمير (أنا).


الجملة
الحكم الأنسب للاسم ما بعد الواو وسببه
استيقظ محمدٌ وطلوعَ الشمس
وجوب النصب على المعية، بسبب استحالة اشتراك (طلوع الشمس) مع فعل الاسيقاظ، بالتالي لا يمكن عطفه عليه
كيف أنت وسعيدٌ
ترجيح العطف، بسبب وجود فاصل قبل الواو وهو الضمير (أنت)
جئتُ ومحمداً
ترجيح النصب على المعية، بسبب ضعف عطف الاسم الظاهر (الطريق) على ضمير الرفع المتصل (التاء في أسرعتُ) بلا فاصل


تدريبات

تدريب (1): استخرج/ ي المفعول معه في الجمل التالية:


الجملة
المفعول معه
سافرتُ والأصدقاءَ
الأصدقاءَ
لعبتُ والأطفالَ

جاء سامرٌ وأحمدَ

سارَ رامي والنّهرَ

أنا سائرٌ والنهرَ

ذهبتُ والمعلمَ


تدريب (2): أعرب/ي الجمل التالية:


الجملة
الإعراب
اذهبُ وسعيداً
اذهبْ: فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره.
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
سعيداً: مفعول معه منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره
ذهبتُ أنا وسعيدٌ

كلُّ معلمٍ وطلابه

جئتُ وأحلامَ

كلُّ مقاتلٍ وسلاحِه

تصافحَ أمجدُ وكرمُ


المراجع

  1. ^ أ ب جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 214. بتصرّف.
  2. محمد السامرائي، النحو العربي، أحكامٌ ومعانٍ، صفحة 490. بتصرّف.
  3. فاضل صالح السامرائي، معاني النحو، صفحة 239. بتصرّف.
  4. عبدالله بن عمر الحاج إبراهيم، عبد الكريم صالح الزهراني، المهارات الأساسية في قواعد العربية وفنونها: لغير المتخصصين، صفحة 132. بتصرّف.