المفعول فيه هو اسم منصوب يدلُّ على زمان حدوث الفعل أو مكانه متضمّنًا معنى (في)، مثل: (سافرْتُ صباحًا) فكلمة "صباحًا" دلّت على زمان حدوث السفر وهو الصباح، وقد تضمّن معنى (في)، أي أنَّ السفر قد وقع في الصباح، أمَّا في جملة مثل: (جلسْتُ أمامَكَ)، دلَّت كلمة "أمام" على مكان حدوث الجلوس، وقد تضمن معنى (في)، أي أنَّ الجلوس قد وقع في المكان الذي أمامك،[١] وفي هذا المقال سنتحدّث عن أقسام المفعول فيه وأنواع هذه الأقسام.


أقسام المفعول فيه

يُقسم المفعول فيه بالنظر إلى دلالته إلى قسمين:[٢]

  • ظرف زمان: وهو اسم يدل على زمان حدوث الفعل متضمنًا معنى "في"، ويكون جوابًا لسؤال أداته "متى"، مثل: (متى سافر أخوك؟ سافرَ أخي ليلًا).
  • ظرف مكان: وهو اسم يدل على مكان حدوث الفعل متضمنًا معنى "في"، ويكون جوابًا لسؤال أداته "أين"، مثل: (أين يقفُ المعلمُ؟ يقفُ المعلمُ أمامَ الفصلِ).


أنواع ظرف المكان والزمان

تنقسم ظروف الزمان والمكان إلى قسمين، هما:[٣][٤]


ظروف مُتصرِفة

الظرف المتصرف هو ما يُستعمل ظرفًا وغير ظرف، ففي حال دلَّ على زمان أو مكان وقوع الفعل متضمنًا معنى "في" يكون منصوبًا باعتباره مفعول به، وما عدا ذلك يُستعمل كغير ظرف ويُعرب حسب موقعه من الجملة، ومن هذه الظروف:

(ساعة، يوم، أُسبوع، شهر، سنة، صباح، ظهر، مساء، ليل، برهة، لحظة، ميل، فرسخ، كيلومتر، يمين، شمال، يسار، جنوب، شرق، غرب، وسط).

وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابية على الظرف المتصرف في حال استعماله كظرف:


الجملة
الإعراب
تغردُ الطيورُ صباحًا.
تغردُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الطيورُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
صباحًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
(أعربناه ظرفًا لأنَّه يشتمل على حدث، ويتضمن معنى في، أي أنَّ الطيور تغرد في الصباح).
السهرُ ليلًا مرهقٌ.
السهرُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ليلًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
مرهقٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
تقعُ سيناءُ شرقَ قناةِ السويسِ.
تقعُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
سيناءُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
شرقَ: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
قناةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
السويسِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
انتظرْتُكَ يومَ الخميسِ أمامَ البيتِ.
انتظرْتُكَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضمة في محل رفع فاعل، والكاف: ضمير متّصل مبني على الفتحة في محل نصب مفعول به.
يومَ: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الخميسِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أمامَ: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
البيتِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.


وفيما يأتي بعض الأمثلة على الظرف المتصرف في حال استعماله كغير ظرف:


الجملة
الإعراب
إنَّ صباحَكم سعيدٌ.
إنَّ: حرف توكيد ونصب مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب.
صباحَكم: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف، كم: ضمير متّصل مبني في محل جر مضاف إليه.
(لم نعربه ظرفًا لأنَّه لا يشتمل على حدث ولا يتضمن معنى في).
سعيدٌ: خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
جاءَ يومُ الجمعةِ.
جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
يومُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الجمعةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
ساعةُ الصباحِ ممتعةٌ.
ساعةُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الصباحِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
ممتعةٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الشرقُ مهدُ الأديانِ السماويةِ.
الشرقُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
مهدُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الأديانِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
السماويةِ: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.


ظروف غير متصرفة

الظرف غير المتصرف هو الذي لا يُستعمل إلا كظرف، ويكون دائمًا منصوباً على الظرفية أينما وقع في الكلام، ومن هذه الظروف:

(دون، حول، نحو، تجاه، تلقاء، لدى، عند، بين، تحت، فوق، خاف، وراء، طوال، خلال، أثناء، حين، بعد).


وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:


الجملة
الإعراب
تطيرُ الطائراتُ فوقَ السحابِ.
تطيرُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الطائراتُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
فوقَ: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
السحابِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الجنةُ تحتَ أقدامِ الأُمهاتِ.
الجنةُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تحتَ: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
أقدامِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الأُمهات: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وشبه الجملة الظرفية في محل رفعه خبر المبتدأ.
حضرَ الرجلُ بعدَ العصرِ.
حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الرجلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
بعدَ: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
العصرِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وضعْتُ الورقةَ بينَ الكتبِ.
وضعْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بالتاء المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الورقةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
بينَ: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الكتبِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.


تنويه

إنَّ الأصل في جميع الظروف أن تكون مُعربة، إلا أنَّ هناك بعض الظروف المبنية، مثل: (أمسِ، حيثُ، إذْ، قطُّ، إذا، أينَ، ثمَ، أيانَ، متى، هنا، هناك، منذُ) والتي تكون مبنية على الحركة الظاهرة في نهاية كل منها في محل نصب مفعول فيه، ومن الأمثلة على ذلك:[٥]

  • (جلسْتُ حيثُ كنْتَ جالسًا): ظرف مكان مبني على الضمة في محل نصب مفعول فيه.
  • (لنْ أهملَ قطُّ): ظرف زمان مبني على الضمة في محل نصب مفعول فيه.
  • (وجدْتُ حقيبتي حيثُ وضعتها أمسِ): ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب مفعول فيه.


المراجع

  1. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 418. بتصرّف.
  2. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 219 220. بتصرّف.
  3. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 357 358 . بتصرّف.
  4. فؤاد نعمة، مٌلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 73 74 . بتصرّف.
  5. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 128. بتصرّف.