المفعول فيه هو أحد أنواع المفاعيل في الّلغة العربيّة، ومن المنصوبات، وهو ما يُسمّى بـ (ظرف الزّمان أو ظرف المكان)، كما تعود سبب تسميته بـ (المفعول فيه) لأنّه يُذكر بسبب وُقوع أمر فيه، نحو (التقيتُ بك يومَ الجُمعة)، ففي الجملة كلمة (يومَ) مُتعلّقة بدلالة معناها (التقيتُ بكَ في يوم الجُمعة).[١]


أقسام المفعول فيه

ظرف (اسم) الزّمان

هو ما كان فضلة وبمعنى في، دالًّا على حدث وقع فيه في زمان ما، وقد يأتي اسم الزّمان في ثلاث حالات:[٢]

  • اسم الزّمان المختصّ: ما يقع جواباً لـ (متى؟)، نحو (يوم عرفة).
  • اسم الزّمان المعدود: ما يقع جوابًا لـ (كم؟)، نحو ( الأسبوع، الشّهر،..).
  • اسم الزّمان المُبهم: ما لا يقع جوابًا لشيء ممّا سبق، نحو (لحظة).


ظرف (اسم) المكان

هو ما كان فضلة وبمعنى في، دالًّا على حدث وقع فيه في مكان ما، وينقسم اسم المكان إلى ما يلي:[٣]

  • أسماء المكان المُبهمة: هي التي استوفت الشّرطين (فُضلة + بمعنى في)، وتكون منصوبة على الظّرفيّة، وهي أسماء الجهات السّتّ (فوق، تحت، أعلى، أسفل، يمين، شمال) وما يلحقها، وأيضًا ما ليس اسم جهة، ولكنّه يُشبهها في الإبهام -لا يدلّ على مكان محصور أو مُحدّد- نحو (حيث، لدى، عند، مع، بين)، بالإضافة إلى ما دلّ على مساحات أو قياس (ميل، فرسخ،..)، في هذه الأسماء يكون المقدار مُحدّد إلّا أنّ استعمالها يكون مُبهمًا؛ لاستعمالها في مواطن مُختلفة.
  • أسماء المكان القياسيّة: هي الأسماء التي تُشتقّ بطريقة صرفيّة فتدلّ على المكان، نحو (وقف - موقِف)، و(جرى - مجرى)، و(بكى - مبكى)، وغيرها، وهذه الأسماء منصوبة على الظّرفيّة إذا استوفت الشّرطين (فضلة + بمعنى في)، بالإضافة إلى كون الفعل الذي تقدّمه في الجملة من مادّته، نحو (وقفتُ موقفَ الحافلات).
  • أسماء المكان المُختصّة: هي الأسماء التي لها أقطار تحويها، وإذا استوفت هذه الأسماء الشّرطين (فضلة + بمعنى في) تُجرّ بحرف (في) لفظًا ولا تُنصب بل لا يصحّ نصبه، نحو (جلستُ في البيتِ).


قواعد المفعول فيه

يمتلك المفعول فيه (ظرف المكان أو الزّمان) مجموعة من القواعد التي تُساعد على فهمها، ومن أهمّها:[٤]

  • جميع أسماء الزّمان تقبل النّصب على الظّرفيّة: نحو (اليوم، الأسبوع، الشّهر، العام، الوقت، الزّمان، الصّيف، الشّتاء، الصّباح، المساء، البُكْرة، العَشيّ..).[٤]
  • أسماء المكان تقبل النّصب على الظّرفيّة ضمن ثلاثة أنواع:[٤]


نوع اسم المكان
المِثال
أسماء الجهات ومُلحقاتها
(فَوق، تَحْت، أعلى، أسْفَل، يَمين، شِمال، يَسار، ذات اليَمين، ذات الشِّمال، وَراء، أَمام، ناحية، نَحْو، قَريباً، جِهَة، قُرْب، وَسْط، شَطْر، بَدَل، عِنْد، لَدَى ...).
أسماء مقادير المساحات
(فَرْسَخ، مِيل، بَريد، مِتْر).
ما كان مَصوغًا من مصدر عامله
نحو:
كلمة (مقاعد): فهي جمع كلمة (مَقْعَد). (نقعد)---> (مَقْعَد).


  • هناك بعض الظّروف تكون مبنيّة، هي:[٤]


الظّروف المبنيّة
الاستخدام
المِثال
إذْ
للزّمن الماضي، وتأتي دائمًا مُضافة إلى جُملة.
(واعملوا إذْ أنتم مُقّصرون).
إذا
للزّمن المُستقبل.
(إذا جاء الفرج).
إذا الفجائيّة
للزّمن الحاضر.
(فألقاها فإذا هي تُصدر صوتًا عاليًا).
الآن
للزّمن الحاضر.
(الآن آتوهنّ حقوقهنّ).
أمْسِ
لليوم الذي قبل يومك، مبنيّ في لغة أهل الحجاز.

*إذا عُرِّفت (الأمس) أصبحت مُعرَبة*
(ما رأيتُ أبي مُذْ أمْسِ).
بَيْنَ
ظرف مكان وزمان.

*إذا جاءت مُضافًا إليه (بيني، بينك)، أو دخل عليها حرف جرّ أُعربتْ*

*قد تُضاف إليها (بينا، بينما)، وحينها لا تُستعمل إلّا مُضافة إلى جملة، وتبقى مبنيّة.
(أشجارٌ بين ذلك).
حيثُ
ظرف مكان، ولا يُستعمل إلّا مُضافة إلى جملة.
(الله أعلمُ حيثُ يضع رزقه).
ريْثَ
تستعمل أحيانًا ظرف زمان بمعنى (قدرُ بُطْء)، وربّما تلحقها (ما).
(لا يسهل الأمر إلّا ريْثَ يدرسه).
عَوْضَ
للزّمن المُستقبل، ومعناها أبدًا،
وإذا أُضيفت أو أُضيف إليها أُعربت.
(لا أتركك عوْضَ).
قطٌّ
للزّمن الماضي.
(ما فعلتُ ذلك قطٌّ).
لَدُنْ، لَدَى
ظرفا زمان ومكان، وما بعدهما مُضافًا إليهما دائمًا.
(هب لي من لدنك مغفرة).
قَبْلُ، بَعْدُ
لها العديد من الملحقات: (أَوَّلُ، أَمامُ، قُدَّامُ، وَراءُ، خَلْفُ، أَسْفَلُ، يَمينُ، شِمالُ، فَوْقُ، تَحْتُ، عَلُ، دونُ).

-تُبنى على الضّم إذا لم تكن مُضافة، لكنْ مع بقاء القدرة على تقدير معنى المضاف إليه.
-إذا أُضيفت هذه الكلمات أُعربت ظروفًا منصوبًا، أو مجرورة بحرف الجرّ.
(لله الأمور من قبل ومن بعد).


  • النّائب عن الظّرف: هي استعمالات وتعبيرات في الّلغة العربيّة تُعرب الكلمات فيها على أنّها نائبة على الظّرف، منها أقوال العرب (جهد رأيي أنّه بريء)، فكلمة (جهد) هُنا نائب عن الظّرف منصوب.[٥]


إعراب المفعول فيه

يكون المفعول فيه مُتعلّق (كلمة) يتعلّق به، وهذا يُشبه العلاقة النّحويّة بين الجار والمجرور، فالظرّف مع متعلّقه (شبه جملة ظرفيّة)، كما أنّ الظّرف حكمه النّصب لفظًا أو محلًّا، وما يجعله منصوبًا هو المُتعلّق الذي يتعلّق به، وفيما يلي الحالات الإعرابيّة للمفعول فيه:[١]

  • أن يكون المفعول فيه (الظّرف) منصوبًا لفظًا: نحو (رأيتُك يومَ الأحدِ)، فكلمة (يومَ) هُنا ظرف زمان، وإعراب الجملة على النّحو التّالي:[١]


رأيتُك يومَ الأحدِ.
يومَ: مفعول فيه (ظرف زمان) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مُضاف وشبه الجملة مُتعلّق بالفعل (رأى).
الأحدِ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.


  • أن يكون المفعول فيه منصوبًا محلًّا: نحو (وقفتُ حيثُ وقفتَ)، فكلمة (حيثُ) هُنا ظرف مكان، وإعراب الجملة على النّحو التّالي:[١]


وقفتُ حيثُ وقفتَ.
حيثُ: ظرف مكان مبنيّ على الضّم في محلّ نصب مفعول فيه متعلّق بالفعل (وقف).


  • أن تكون الكلمة مُشتملة على حدث ما يقع فيها: ليس كلّ كلمة تدلّ على زمان أو مكان هي ظرف، نحو (إنّ السّاعةَ قائمةٌ)، فكلمة (السّاعة) هُنا ليست ظرف زمان؛ لعدم اشتمالها على حدث ما يقع فيها، وفيما يلي مِثال إعرابيّ:[١]


إنّ السّاعةَ قائمةٌ
السّاعةَ: اسم إنّ منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
يوم الامتحان يومٌ مُتعبٌ.
يومُ: مُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
يومٌ: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.


عوامل نصب المفعول فيه

إنّ العامل الأصليّ لنصب المفعول فيه هو الفِعل، ولكن هناك عوامل أخرى قد تنصبه، وهي:[١]

  • المصدر: نحو (القراءة صباحًا مُفيدةٌ).


القراءةُ: مُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره (وهو المصدر: قرأ - قراءة).
صباحًا: ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مُتعلّق بالخبر الآتي (مُفيدةٌ).
مُفيدةٌ: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.


  • اسم المفعول: نحو (الجامعةُ مغلقةٌ أبوابُها مساءً).


الجامعة: مُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
مُغلقةٌ: خبر المُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.
أبوابُها: نائب فاعل (لاسم المفعول مُغلقة) مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة.
مساءً: ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مُتعلّق بالخبر (مُغلقة).


  • اسم الفاعل: نحو (أنا عائدٌ غدًا).


أنا: ضمير منفصل مبنيّ على السّكون في محلّ رفع مُبتدأ.
عائدٌ: خبر المُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.
غدًا: ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره، وهو مُتعلّق باسم الفاعل (قادم).


  • صيغة المبالغة: نحو (المُسلمُ صدوقٌ طوالَ عمره).


المُسلم: مُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
صدوقٌ: خبر المُبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.
طوالَ: ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مُضاف مُتعلّق بصيغة المبالغة (صدوقٌ).
عمره: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره، وهو مُضاف، والهاء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جر بالإضافة.


ما ينوب عن المفعول فيه

ما ينوب عن ظرفيّ الزّمان والمكان فيُعرب إعرابه، ومنها:[٦]

  • المُضاف إلى الظّرف ممّا دلّ على الكليّة أو البعضيّة: نحو (مشيتُ كلّ/ بعض النّهار).
  • صفة الظّرف: تأتي الصّفة نائبة عن المفعول فيه إذا حُذف الموصوف، فتأخذ الصّفة مكانه، نحو (مشيتُ طويلًا من الوقت)، فالأصل في الجملة (مشيتُ وقتًا طويلًا).
  • اسم الإشارة: نحو (اخترتُ تلك النّاحية).
  • العدد المميّز باسم الزّمان واسم المكان: نحو (أبحرتُ عشرين يومًا).
  • المصدر المتضمّن معنى الظّرف: يكون الظّرف في هذه الحالة مُضافًا إلى المصدر، فيتمّ حذف الظّرف ويقوم المصدر مقامه، نحو (قدمتُ قدومَ الرّكب)، والأصلُ ( قدمتُ وقت قدوم الرّكب).


تــدريـــــبــات

  • تدريب (1): حدِّد/ي المفعول فيه في الجمل الآتية مع تحديد نوعه.


الجملة
المفعول فيه
نوعه
أخوك مشغولٌ أسبوعًا.
أسبوعًا
اسم زمان
جلس التّلميذُ لحظةً.


رأيتُ صديقي عند المغيب.


وصل القطار ظهرًا.


تُوقد المصابيحُ ليلًا.


غرّد العصفور فوق الشّجرةِ.


مكثتُ بالقاهرة شهرًا.


تذكرتُ يوم الحجّ.


وضعتُ الورقةَ بين الكُتب.


انتظرتُ ساعةً.



  • تدريب (2): أعرب/ي ما تحته خط إعرابًا تامًّا.


  1. تُشرق الشّمسُ صباحًا.
  2. يقفُ الرَّجُل أمام البيتِ.
  3. قفزتُ فوق السّور.
  4. وقف خالدٌ أمام المرآة.
  5. حضرتُ يوم الخميس.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح حسين دعكور، كتاب القواعد التطبيقية في اللغة العربية، صفحة 249-254. بتصرّف.
  2. الله بن أحمد الفاكِهي، شرح كتاب الحدود في النحو، صفحة 218. بتصرّف.
  3. عيد، كتاب النحو المصفى، صفحة 439-441. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث الله الجديع، كتاب المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف، صفحة 97-102. بتصرّف.
  5. بشير راضي أحمد رواجبة ، الظروف في ديوان الأعشى، صفحة 78-80. بتصرّف.