ظرف الزّمان والمكان هما أسماء منصوبة في الّلغة العربيّة يحملان معنى (في) وهذا سبب تسميتهما بـ (المفعول فيه)، ويدلّ ظرف الزّمان على الزّمان الذي وقع فيه الفعل نحو (درستُ مساءً)، في حين أنّ ظرف المكان يدلّ على مكان وقوع الفعل نحو (جلستُ أمام المسجد)، إلّا أنّه قد تأتي كلمات تحلّ مكانهما وتأخذ علامتهما الإعرابيّة "النّصب"، وفيما يلي بيانٌ لهذه الكلمات.[١]


ما ينوب عن ظرف الزمان والمكان

ينوب عن ظرف الزّمان والمكان ستّة أمور تقوم بعمله؛ إذ تُنصَب على أنّها مفعول فيه، وهي:[٢]


الّلفظ المُضاف إليه الظّرف

هي الألفاظ الدّالة عل الكليّة أو البعضيّة، مثل الألفاظ التّالية (بعض، جميع، كلّ، عامّة، نصف، ربع،...)، وفيما يلي أمثلة توضيحيّة.[٢]


الجملة
التّوضيح
الإعراب
سافرتُ كلّ الّليل.
كلمة (كلَّ) لفظة دالّة على "الكليّة" نابت عن المفعول فيه الذي هو (الّليل)، فأخذت مكانه.
كُلَّ: مفعول فيه ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مضاف.
الّليل: مُضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.


صفة المفعول فيه

تكون الصّفة هُنا قبل المفعول فيه، وفيما يلي بيانها.[٢]

الجملة
التّوضيح
الإعراب
جلستُ كثيرًا من الوقت.
كلمة (كثيرًا) هي "صفة" نابت عن المفعول فيه الذي هو (الوقت)، فأخذت مكانه.
كثيرًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه تنوين النّصب الظّاهر على آخره.
من: حرف جرّ.
الوقت: اسم مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.


اسم الإشارة

يأتي اسم الإشارة هُنا مُشيرًا إلى ظرف الزّمان أو المكان، وفيما يلي مِثال توضيحيّ.[٣]

الجملة
التّوضيح
الإعراب
ركضتُ هذا الصّباح ركضًا كثيرًا.
كلمة (هذا) هي "اسم إشارة" ناب عن المفعول فيه الذي هو (الصّباح)، فأخذت مكانه.
هذا: الهاء: للتّنبيه، وذا: اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول فيه ظرف زمان.
الصّباح: بدل منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


العدد

يأتي العدد نائبًا عن المفعول فيه إذا ما كان تمييزًا له، أو أُضيف له ظرف، نحو:[٣]

الجملة
التّوضيح
الإعراب
سافرتُ ثلاثين شهرًا.
كلمة (ثلاثين) هي "عدد" ناب عن المفعول فيه الذي هو (شهرًا)، فأخذت مكانه، وقد وقع هُنا تمييزًا.
ثلاثين: مفعول فيه ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنّه ملحق بجمع المذكّر السّالم.
شهرًا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه تنوين النّصب الظّاهر على آخره.
مشيتُ أربعةَ أمتارٍ.
كلمة (أربعة) هي "عدد" ناب عن المفعول فيه الذي هو (أمتار)، فأخذت مكانه، وقد وقع هُنا مُضاف إليه.
أربعةَ: مفعول فيه ظرف مكان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مُضاف.
أمتار: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.


المصدر

يكون المصدر نائبًا عن المفعول فيه إذا تضمّن في معناه الظّرفيّة، ويكون ذلك عندما يأتي المصدر مُضافًا إليه بعد الظّرف، وقد يتمّ حذف الظّرف فيقوم المصدر بأخذ مكانه، كما يكثر وُرود هذه الحالة في ظروف الزّمان مع شرط أن يكون الزّمان مُحدّداً بوقت أو بمقدار معيّن، نحو:[٢][٤]


الجملة
التّوضيح
الإعراب
رأيتك طلوع الشمس.
كلمة (طلوع) هي مصدر ناب عن المفعول فيه الذي هو (وقت) فأخذت مكانه.
طلوع: مفعول فيه ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مضاف.
الشمس: مُضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.
انتظرتُ ذهابَك
البيت.
كلمة (ذهابَك) هي "مصدر" ناب عن المفعول فيه.
ذهابَك: مفعول فيه ظرف مكان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مُضاف، والكاف: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ مضاف إليه.


بعض الألفاظ المسموعة

هُناك بعض الألفاظ التي سُمعت عن كلام العرب، نحو (حقًّا، وجهد، وغير،..)، وفيما يلي توضيح لذلك.[٢]

الجملة
التّوضيح
أحقًّا أنّك مُسافرٌ؟
كلمة (حقًّا) هي لفظ جاز أن ينوب عن المفعول فيه، حيث يكون تقدير الجملة (أفي الحقّ).
وجهد رأيي أنّه صادقٌ.
كلمة (جهد) هي لفظ جاز أن ينوب عن المفعول فيه، حيث يكون تقدير الجملة (في جهد رأيي).
غير شكّ أنّي سأقابلك.
كلمة (غير) هي لفظ جاز أن ينوب عن المفعول فيه، حيث يكون تقدير الجملة (في غير شكّ).


تدريبات

  • تدريب (1): ميّز/ي ما ينوب عن ظرف الزّمان والمكان في الجمل الآتية، واذكري نوعه.


الجملة
المفعول فيه
النّوع
ارتحلت شروقَ الشّمس.
شروق
مصدر
أقوم الّليل بعض الأحيان.
بعض
ألفاظ بعضيّة
نمتُ قليلًا.
قليلًا
صفة
عملتُ هذا اليوم قليلًا.
هذا
اسم إشارة
ركضتُ ثلاث ساعات.
ثلاث
عدد
سارتْ أربعين كيلو مترًا.
أربعين
عدد


  • تدريب (2): أكمل الجمل الآتية بما ينوب عن المفعول فيه؛ ليكتمل المعنى.


  1. انتظرتُه (كتابةَ) صفحة. (مصدر)
  2. ركض حُسام (......) ميل. (ألفاظ بعضيّة)
  3. أقمتُ في المدينة (......) مسافر. (مصدر)
  4. جلستُ (......) من الوقت. (صفة)
  5. قطعت فيها (......) أميال. (عدد)
  6. صُمتُ (......) النّهار. (ألفاظ كليّة)


  • تدريب (3): أعرب/ي ما تحته خطّ في الجمل الآتية:


  1. جلستُ قربَ المنبر.
  2. نمتُ نصف النّهار.
  3. بكيتُ كثيرًا.
  4. عانيتُ هذه الأيام كثيرًا.
  5. سافرت ثلاث ليالٍ.
  6. مشيتُ خمسين كيلو مترًا.


المراجع

  1. سالم زاهية، المفعـــول فيــــه، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج محمد واكد، المفعول فيه في القران الكريم، صفحة 17-20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أبو فارس الدحداح، شرح ألفية ابن مالك، صفحة 310. بتصرّف.
  4. إميل بديع يعقوب، موسوعة علوم اللغة العربية، صفحة 261. بتصرّف.