العدد المركب يشمل الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، فهو ناتج عن تركيب الأعداد المفردة من (1 -9) مع العدد (10)، والسؤال الذي يطرح نفسه هو "هل العدد يُعين مدلوله بنفسه؟ أي لو قال لك أحدهم: "أعطِني ثلاثة عشر"، فهل ستعرف ما الذي يريده بالضبط؟ بمعنى آخر، هل عينَ العدد مدلوله بمفرده؟ بالتأكيد ستقول "لا"، ولحل هذه المشكلة، ولإزالة الغموض عن العدد، لا بدَّ أنْ نأتي بلفظ بعده يميز مدلوله من بين الاحتمالات الكثيرة، ويُسمى هذا اللفظ "تمييز العدد" أو "معدود العدد"، ولكي تتمكنَ من كتابة العدد المُركب مع معدوده بالشكل الصحيح، يجب عليك أنْ تعرفَ الأحكام المُتعلقة بكتابته، وهذا ما سنسلّط عليه الضوء في هذا المقال.


العدد المُركب من حيث التذكير والتأنيث

إنَّ ما يُحدد تذكير أو تأنيث الأعداد هو المعدود بعدها، ثم حكم العدد من حيث وجوب مخالفته أو مُطابقته لمعدوده، وبما أنَّ العدد المُركب يتكون من جزأين، سيكون لكل جزء حُكم من حيث مُطابقته أو مخالفته، وفيما يأتي توضيح لذلك:[١]


حكم الجزء الأول (صدر المُركب): الأعداد من (1 - 9)

تُقسم هذه الأعداد إلى مجوعتين:


الأعداد
الحكم
العددين واحد واثنان
يطابقان المعدود، أي يُذكران مع المعدود المُذكر ويؤنثان مع المعدود المؤنث.
الأعداد من ثلاثة إلى تسعة
تُخالف المعدود، أي تُؤنث مع المعدود المُذكر، وتُذكر مع المعدود المؤنث.


حكم الجزء الثاني (عَجْز المُركب): العدد (10)

القاعدة العامة للعدد (10) هي أنَّه يُخالف المعدود إذا كان مُفردًا (أي إذا جاء لوحده)، ويُطابقه إذا كان مُركبًا، إذًا عند تركيب العدد عشرة مع الأعداد من (1 -9) فإنَّه يُذكر مع المعدود المُذكر ويُؤنّث مع المعدود المؤنث.


تنويه

يُصاغ من العدد المُركب كبقية الأعداد وصفٌ على وزن "فاعل" للدلالة على الترتيب، وفي هذه الحالة يجب أنْ يتطابقَ جزئا العدد مع المعدود من حيث التذكير والتأنيث لأنَّه صفة (نعت) للمعدود، مثل:[٢]

  • أسكنُ في الشقةِ الثالثةَ عشرةَ.
  • أسكنُ في الطابقِ الثالثَ عشرَ.


تدريب توضيحي

حوّل الأرقام في التراكيب التالية إلى ألفاظ عدديّة:


الأرقام
الألفاظ العدديّة
التعليل
15 مجلةً
خمسَ عشرةَ مجلةً
العدد (5) يُخالف المعدود، وبما أنَّ المعدود (مجلة) مؤنث، فيجب تذكير العدد (5)، أمَّا العدد (10) فإنَّه يُطابق المعدود، لذلك جاء مؤنثًا.
13 طالبًا
ثلاثةَ عشرَ طالبًا
العدد (3) يُخالف المعدود وبما أنَّ المعدود (طالبًا) مُذكر، فيجب تأنيث (3)، أمَّا العدد (10) يُطابق المعدود، لذلك جاء مُذكرًا.
11 وردةً
إحدى عشرةَ وردةً
العدد (1) يُطابق المعدود، وبما أنَّ المعدود (وردةً) مؤنث، فيجب تأنيث (1)، والعدد (10) يُطابق المعدود أيضًا، لذلك جاء مؤنثًا.
(للعدد واحد لفظان: (واحد، واحدة)، (أحد، إحدى)).
12 بيتًا
اثنا عشرَ بيتًا
العدد (2) يُطابق المعدود، وبما أنَّ المعدود (بيت) مُذكر، فيجب تذكير (2)، والعدد (10) يُطابق المعدود أيضًا، لذلك جاء مُذكرًا.
19 مسطرةً
تسعَ عشرةَ مسطرةً
العدد (9) يُخالف المعدود، وبما أنَّ المعدود (مسطرة) مؤنث، فيجب تذكير (9)، أمَّا العدد (10) يُطابق المعدود، ولذلك جاء مؤنثًا.
12 ورقةً
اثنتا عشرةَ ورقةً
العدد (2) يُطابق المعدود، وبما أنَّ المعدود (ورقة) مؤنث، فيجب تأنيث العدد (2)، والعدد (10) يوافق العدود أيضًا، ولذلك جاء مؤنثًا.


إعراب العدد المركب

الحركة الإعرابية للعدد المُركب

انظر إلى الجمل التالية، ولاحظ الحركة الإعرابيّة لألفاظ الأعداد:[٣]

  • حضرَ ثمانيةُ طلابٍ.
  • رأيْتُ سبعَ فراشاتٍ.
  • مررْتُ بخمسِ محطاتٍ.
  • جاء طالبٌ واحدٌ.
  • جاءت طالبتانِ اثنتانِ.
  • فازَ خمسٌ وعشرونَ لاعبًا.
  • وصلَ ثلاثونَ سائحًا.
  • جاء خمسَ عشرةَ طالبةً.
  • معي ثلاثةَ عشرَ دينارًا.
  • مررْت بخمسَ عشرةَ محطةً.
  • في البيتِ أحدَ عشرَ فردًا.
  • شاهدْتُ إحدى عشرةَ مسرحيةً.
  • في الصف اثنتا عشرةَ طالبةً.
  • مررْتُ باثنتي عشرةَ طالبةً.


نستنتج من الأمثلة السابقة أنَّ جميع الأعداد مُعربة، أي تُرفع وتُنصب وتُجر، بحسب موقعها من الجملة وباختلاف العوامل الداخلة عليها، باستثناء الأعداد المُركبة، وحُكمها من حيث الإعراب والبناء كالتالي:

  • جميع الأعداد المُركبة مبنيّة على فتح الجزأين في محل رفع أو نصب أو جر، بحسب موقعها من الجملة، باستثناء العدد 12.
  • العدد (12):
  • الجزء الأول (2) مُعربة، ويُعرب إعراب المُثنى فيرفع بالألف (اثنا، اثنتا)، ويُنصب ويُجر بالياء (اثني، اثنتي)، وتُحذف النون لإضافتها للعشرة.
  • الجزء الثاني (10) مبني على الفتح، ولا محل لها من الإعراب.


تمييز الأعداد المُركبة

بالنظر إلى جميع الأمثلة المذكورة سابقًا والتي تحتوي على عدد من الأعداد المُركبة، لا بدَّ أنَّك لاحظت أنَّ معدودها (تمييزها) قد جاء مُفردًا منصوبًا، ولمْ يفصلْ فاصلٌ بينهما، وعليه فيعرب المعدود في الأعداد المركبة تمييز منصوب.[٤]


نماذج إعرابية

لمزيد من التوضيح سنختم المقال ببعض النماذج الإعرابيّة:[٤]


الجملة
الإعراب
في الحديقةِ خمسَ عشرةَ شجرةً.
في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الحديقةِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
(وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مُقدم).
خمسَ عشرةَ: عدد مُركب مبني على فتح الجزأين في محل رفع مبتدأ مؤخر.
شجرةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أنفقْتُ اثني عشرَ دينارًا.
أنفقْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتِّصاله بتاء الفاعل المُتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
اثني: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مُلحق بالمُثنى.
عشرَ: جزء عددي، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
دينارًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
كرّمَ المعلمُ الثلاثةَ عشرَ طالبًا.
كرمَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المعلمُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الثلاثةَ عشرَ: عدد مُركب مبني على فتح الجزأين في محل نصب مفعول به.
طالبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
(يجوز أنْ تدخلَ "أل التعريف" على العدد المُركب، وفي حال دخولها، فإنَّها تدخل على الجزء الأول منه فقط).[٥]


المراجع

  1. السيد قاسم الحسيني الخراساني، محمود الملكي الإصفهاني، القواعد النحوية، صفحة 273. بتصرّف.
  2. الدكتور عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 404. بتصرّف.
  3. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 87. بتصرّف.
  4. ^ أ ب كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 511 - 513. بتصرّف.
  5. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 90. بتصرّف.