تتكون الجملة الاسمية من مبتدأ مرفوع (المُسند إليه) + خبر مرفوع (المُسند)، مثل: الطقسُ جميلٌ ، وقد يدخل عليها نواسخ تُغير حكمها إلى حكم آخر جديد، وتُقسم هذه النواسخ إلى قسمين: حروف ناسخة وأفعال ناسخة، ومن الأمثلة على الحروف الناسخة (إنَّ وأخواتها)، والتي تدخل على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويُسمى اسمها، وترفع الخبر ويُسمى خبرها، مثل: إنَّ الطقسَ جميلٌ، ومن أمثلة الأفعال الناسخة (كان وأخواتها)، مثل: كان الطقسُ جميلًا، و(كاد وأخواتها)، وفيما يلي شرح مُفصّل لعمل كاد وأخواتها، وأقسامها، وكيفية إعرابها.


تعريف كاد وأخواتها

هي أفعال ناقصة ناسخة، تدخل على الجملة الاسميّة، وتعمل عمل كان وأخواتها، فترفع المبتدأ ويُسمى اسمها، وتكون الجملة الفعليّة بعدها في محل نصب خبرها.[١]

ومن خلال التعريف نستنتج الفرق بين كاد وأخواتها وكان وأخواتها، وهو أنَّ خبر كاد وأخواتها لا يأتي إلّا جملة فعليّة (فعلها مضارع)، مثل: (كادَتْ الشمسُ تشرقُ)، أما خبر كان وأخواتها فقد يأتي:

  • اسمًا مفردًا: (ظلَّ الجندي صامدًا).
  • جملة فعليّة أو اسمية: (كان الطلابُ يدرسون بجدٍ) - (أصبحت المزرعةُ أشجارُها مثمرةٌ).
  • شبه جملة ظرفيّة أو جار ومجرور: (صارت الطائرةُ بين السحبِ) - (كانت سارة في البيتِ).


هل تعرف ما المقصود بالأفعال الناقصة، ولماذا سُميت كذلك؟

عليك أنْ تعرف أنَّه ثمة نوعان من الأفعال:

الفعل التام: يدل على حدث وزمن معين في آنٍ واحدٍ، ويُمكن أن يكتفي بمرفوعه، أي الفاعل أو نائب الفاعل، مثل: جاءَ الرجلُ، فالجملة واضحة وتامة.

الفعل الناقص: يدل على زمن معين ولا يدل على حدث، لذلك لا يأخذ فاعلًا أو مفعولًا به؛ لعدم وجود الحدث الذي سيقوم به الفاعل، أو الذي سيقع على المفعول به، بل يأخذ اسمًا وخبرًا، فلو قلنا كان الوقتُ، فالكلام غير مفهوم وناقص، أما إذا قلنا كان الوقتُ مُتأخرًا، فالجملة واضحة ذات معنى مُفيد.


أقسام كاد وأخواتها

تُقسم إلى ثلاثة أقسام:[٢]

1- أفعال المقاربة: كاد، أوشكَ، كرُب ( تدل على اقتراب وقوع الخبر).

2- أفعال الرجاء: أفعال الرجاء هي: عسى، حرى، اخلولق ( تدل على تمني وطلب وقوع الخبر)، علماً أنّ (حرى واخلولق) تأتي بمعنى عسى.

3- أفعال الشروع: شرع، بدأ، أخذ، جعل، طفق، قام، هبّ، ابتدأ، انبرى، علق ( تدل على بدء وقوع الخبر).


وتُسمى كاد وأخواتها باسم أفعال المقاربة، بالرغم من أنَّ ليست كلها للمقاربة، لكن سُميت بذلك من باب تسمية الكل باسم البعض.


أمثلة توضيحية:

  • كادت الشمس تغيبُ: الشمس لم تغبْ بالفعل، لكن اقتربت من المغيب.
  • عسى المشروع أنْ ينجح: أي نتمنى أنْ ينجح المشروع.
  • أخذت الأُم تعتني بصغارها: أي بدأت الأُم تعتني بصغارها.


إعراب كاد وأخواتها


الجملة
الإعراب
كادَ الطالبُ ينجحُ.
كاد: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الطالبُ: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ينجحُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

والجملة الفعليّة في محل نصب خبر كاد.
أوشكَ المتهم أنْ يعترفَ.
أوشك: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المتهمُ: اسم أوشك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أنْ: حرف نصب.
يعترفَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

والجملة الفعليّة في محل نصب خبر أوشك.
عسى زيدٌ أنْ يوفَّقَ.
عسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة المُقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر.
زيدٌ: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
أنْ: حرف نصب.
يوفَّقَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

والجملة الفعليّة في محل نصب خبر عسى.
قوله تعالى: (وطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة)[٣]
طفقا: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم طفق.
يخصفان: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

والجملة الفعليّة في محل نصب خبر طفق.
شرعَ اللاعبون يخرجون من الملعب.
شرعَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
اللاعبون: اسم شرع مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
يخرجون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنَّه من الأفعال االخمسة، واو الجماعة: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

والجملة الفعليّة في محل نصب خبر شرع.


حكم اقتران خبر كاد وأخواتها بأنْ المصدريّة

أي أنْ يأتي الفعل المضارع مسبوقًا بأنْ:[٤]

  • يجب اقترانه: مع حرى - اخلولق، مثل: ( حرى زيدٌ أنْ يتفوقَ) ( اخلولقت السماءُ أنْ تُمطرَ).
  • يُمنع اقترانه: مع جميع أفعال الشروع، مثل: (شرع الفلاحُ يقطفُ الثمارَ)، وذلك لأنَّ أفعال الشروع تدل على الحال، و(أنْ) تدل على الاستقبال، فإذا اقترن الخبر بها ينفي الحال.
  • يجوز أنْ يقترن أو لا يقترن، لكن الغالب يأتي مقترنًا (يَكثُر): مع عسى - أوشك، فيجوز أنْ نقول: أوشك الظلامُ يحلُ أو أوشك الظلامُ أنْ يحلَ.
  • يجوز أنْ يقترن أو لا يقترن، لكن الغالب يأتي غير مقترن (يقل): مع كاد - كرب، فيجوز أنْ نقول: كادت الشمسُ تغيبُ أو كادت الشمسُ أنْ تغيبَ.


هل كاد وأخواتها أفعال مُتصرفة؟

يُقصد بالأفعال المُتصرّفة هي التي تأتي بصيغة الماضي والمضارع والأمر، فمثلًا كان وأخواتها أفعال مُتصرفة، ما عدا ليس، فنقول (كان - يكون - كُنْ) ويأتي من بعضها المضارع فقط ولا يأتي الأمر، مثل (ما زال - ما يزال)، أمَّا كاد وأخواتها فهي غير مُتصرفة، فقط تأتي بصيغة الماضي، باستثناء: كاد وأوشك وطفق وجعل، حيث تأتي بصيغة المضارع، مثل: قوله تعالى: (يكادُ البرقُ يخطفُ أبصارَهم[٥]يوشك الصيفُ أنْ ينتهي.[٦]


الجملة
الإعراب
قوله تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم).
يكادُ: فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
البرقُ: اسم يكاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
يخطفُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
أبصارهم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، هم: ضمير مُتصل مبني على السكون في محل جر مُضاف إليه.

والجملة الفعلية في محل نصب خبر يكاد.

*إضاءة*

بعض أفعال الشروع وعسى قد تأتي تامّة، أي ترفع فاعلًا وتنصب مفعولًا به، وذلك حسب السياق الذي وجدت فيه، انظر إلى المثالين التاليين:

  • جعلَ النجارُ الخشبَ كرسيًا.
  • جعلَ النجارُ يدقُ على الخشبِ.

جعل النجارُ الخشبَ كرسيًا.
جعل هنا فعل تام، لأنّه لم يأتِ خبرها جملة فعلية.
جعلَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
النجارُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الخشبَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
كرسيًا: مفعول به ثاني منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
جعلَ النجارُ يدقُ على الخشبِ.
جعل هنا فعل ناقص، لأنَّه جاء خبرها جملة فعليّة، فعلها مضارع يدق.
جعلَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
النجارُ: اسم جعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
يدقُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعليّة في محل نصب خبر جعل.


سؤال: هل عسى في الآية الكريمة التالية تامَّة أو ناقصة؟

(فعسى أنْ تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا).[٧]

عسى هنا تامَّة، لأنَّه لم يأتي بعدها اسم، ولا يجوز أن نقول أنْ اسمها ضميرًا مستترًا، فلا يجوز القول عسى هو أن تكرهوا ... ، لذلك المصدر المؤول من أن تكرهوا في محل رفع فاعل.


تدريب: حدد اسم وخبر كاد وأخواتها، ووضح حكم اقتران خبرها بأنْ المصدريّة:


الجملة
كاد وأخواتها / القسم
اسمها
خبرها
حكم اقتران الخبر بأنْ
أخذَ محمدٌ يدرسُ دروسَه.
أخذ (من أفعال الشروع)
محمدٌ
الجملة الفعليّة من يدرس والفاعل المستتر هو.

ممنوع
عسى الله أنْ ينصرَ المسلمينَ.
عسى (من أفعال الرجاء)
الله
الجملة الفعلية من ينصر والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
يَكثُر
كرب الماءُ يجمدُ.




حرى الغائبُ أنْ يحضرَ.




أوشك الوقتُ أنْ ينتهي.




شرعَ الطفلُ يبكي.




هبَّ العربُ يتحدونَ.





المراجع

  1. إبراهيم شمس الدين، مرجع الطلاب في الإعراب، صفحة 127. بتصرّف.
  2. محمد محيى الدين عبد الحميد، شرح ابن عقيل الجزء الأول، صفحة 323. بتصرّف.
  3. سورة طه، آية:121
  4. السيد قاسم الحسيني الخرساني، القواعد النحوية، صفحة 84. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:20
  6. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 39. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية:19