ما هو التضاد؟

التضاد مأخوذ من الضد، وقد عرف بتعريفات عدة، هي:[١][٢]

  • إطلاق اللفظ على المعنى وضده.
  • الكلمات التي توقعها العرب على معنيين مختلفين بلفظ واحد، نحو "قُرء" الذي يطلق على الحيض والطهر، و"جلل" تطلق على العظيم والهين.
  • اللفظ الدال على معنيين متقابلين.
  • تسمية الشيء باسم ضده.


والجدير بالذكر بأن التضاد له تعريف محدث وتعريف قديم، أما التعريف القديم عموماً فيشير إلى أنه استعمال اللفظ الواحد في معنيين متضادين، أما التعريف المحدث فهو وجود لفظين يختلفان في اللفظ ويتضادان في المعنى، نحو: قصير وطويل، وجميل وقبيح.


أنواع التضاد

أشار الدارسون إلى أنّ للتضاد أنواعاً عدة ذكرها في الآتي:[٣]

  • التضاد غير المتدرج أو الحاد: على نحو (ميت - حي)، و(متزوج - أعزب).
  • التضاد المتدرج: على نحو (الجو حار - الجو بار).
  • التضاد العكس: نحو (باع - اشترى).
  • التضاد الاتجاهي: ومثاله العلاقة بين (أعلى - أسفل)، و(يصل- يغادر).
  • التضاد التقابلي: نحو (الشمال بالنسبة للجنوب) و(الشرق بالنسبة للغرب).


أسباب التضاد

أمّا عن أسباب التضاد فهي:[٤]

  • اختلاف لهجات القبائل العربية؛ فقد تضع قبيلة ما لفظة وتضع قبيلة أخرى لفظة ضد المعنى الأول، على نحو لفظة "وثب" تعني قعد في لغة حِميَر، بينما تعني قفز في لغة نزار.
  • الانتقال من المعنى الأصلي إلى المعنى المجازي؛ على سبيل سياقات عدة، بيانها في الآتي:
  • التفاؤل: لإبعاد التشاؤم وستر المعنى الأصلي، على نحو قول "سليم" عن اللديغ تفاؤلاً بسلامته، وقول "الناهل" للعطشان تفاؤلاً بسقياه.
  • التهكم: على نحو إطلاق "العاقل" على الجاهل.
  • الخوف من الحسد: على نحو إطلاق "الشوهاء" على الفرس القبيح والجميل.
  • وجود ألفاظ اكتسبت معانٍ ودلالات جانبية نتيجة التخليط وعدم الدقة في التفريق بين المعاني، على نحو لفظ "الظن" للإشارة إلى الشك أو اليقين، و"الصريم" ومعناه الصبح والليل، و"الصارخ" ومعناه المغيث والمستغيث.


أمثلة على التضاد من القرآن الكريم

في الآتي ذكر لبعض الأمثلة على التضاد:[١]

  • يقول تعالى: "والليل إذا عسعس":[٥] للفظ "عسعس" معنيان الأول بمعنى "إذا أدبر"، أما الثاني فقيل أي "إقباله".
  • يقول تعالى: "وأسروا الندامة لما رأوا العذاب":[٦] قيل في لفظ "أسروا" في بعض التفاسير أي أخفوا الندامة، وفي تفسير آخر؛ فأسروا تعني "أظهروا" الندامة.
  • يقول تعالى: "يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء":[٧] بعض التفاسير تذكر أن "القرء" بمعنى "الحيض" ولكن قال آخرون بأن "القرء" يشير إلى "الطهر".


العلاقة بين التضاد والاشتراك

تجدر الإشارة إلى أنّ الاشتراك هو اتفاق اللفظين مع اختلاف المعنى، مثل لفظ "الخال" وهو أخو الأم، و"الخال" الذي يكون في الوجه.

ومن هنا، تجدر الإشارة إلى أن التضاد والاشتراك يتشابهان في كون اللفظة منهما تدل على أكثر من معنى، ولكن يتمثل الاختلاف في أن التضاد رهين بمعنيين لا أكثر، بل وإن هذين المعنيين متضادان لا مختلفان، بالإضافة إلى أنّ المشترك يقع على شيئين ضدين وعلى مختلفين غير ضدين؛ فما يقع على ضدين كالجون -للإشارة إلى الأبيض أو الأسود، والجلل -للإشارة إلى العظيم أو الصغير-، وما يقع على مختلفين غير ضدين كالعين -التي تحمل الكثير من المعاني-.[١][٢]


للمزيد؛ يمكنك الاطلاع على مقال "الطباق في اللغة العربية" ، و"المقابلة في اللغة العربية"


المراجع

  1. ^ أ ب ت "التضاد"، ألوكة. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد أفندي، AFANDI-FAH.pdf التضاد في اللغة العربية والإندونيسية، صفحة 12. بتصرّف.
  3. مصطفى يوسف، المواد والمداخل فى المعجم اللغوي التاريخي، صفحة 165. بتصرّف.
  4. عبد الحسين المبارك، فقه اللغة، صفحة 106-108. بتصرّف.
  5. سورة التكوير، آية:17
  6. سورة يونس، آية:54
  7. سورة البقرة، آية:228