تُعدّ (لمّا) من الكلمات التي اختلف أهل النّحو في الحكم عليها؛ وذلك لِما تحمله من معانٍ مختلفة وأوجه نحويّة بحسب اختلاف آراء علماء النّحو، وفيما يلي أنواعها والحكم الذي يراه أهل النّحو في كلّ واحدة منها.[١]


أنواع لما


أولاً: لمّا الحينيّة (الظّرفيّة)

هي لمّا المختصّة بالفعل الماضي، وقد عبّر عنها سيبويه "فهي للأمر الذي وقع لوقوع غيره"؛ لأنّها تقتضي وجود جملتين وجدت الثّانية منهما لوجود الأولى، نحو (لمّا جائتني أكرمتُها)، وفي هذه الجملة يُرى أنّ جواب لمّا هو فعل ماضٍ، وهناك حالة أخرى قد يكون جوابها جملة اسميّة مقترنة بـ (إذا الفجائيّة) نحو (لمّا خرجت فإذا خالدٌ بالبابِ)، وهذا ما يجعل أهل النّحو يُطلقون عليها أسماء مختلفة مِثل "لمّا الشّرطيّة"، و"لمّا الحينيّة"، و"لمّا التّوقيتيّة"، و"لمّا الظّرفيّة"، والجدير بالذِّكر أنّهم اختلفوا في كونها حرفًا أو اسمًا منصوبًا على الظّرفيّة.[١][٢]


الإعراب
لمّا: اسم شرط غير جازم مبنيّ على السّكون في محلّ نصب ظرف زمان.


ثانياً: لمّا الجازمة

هي لمّا المختصّة بالفعل المضارع على عكس لمّا الظّرفيّة، وتقوم بجزم الفعل المضارع ونفيه وقلب زمنه من المضارع إلى الماضي، وقد اتّفق أهل النّحو في كونها أداة للنّفي -حرف نفي وجزم وقلب تحديدًا-، كما أضاف الزّمخشريّ إلى وجود فرق بينها وبين (لم) الجازمة؛ إذ إنّه عند استخدام (لمّا) يُتوقّع حدوث من فيها على عكس (لم)، نحو (حضر المدعوّون ولمّا يحضر عليُّ).[١][٢]


الإعراب
لمّا: حرف نفي وجزم وقلب.


ثالثا: لما الاستثنائيّة

تُعدّ لمّا الاستثنائيّة من أنواع لمّا المُتّفق عليها مِن قِبل أهل النّحو أنّها "حرف"، تحمل معنى (إلّا) الاستثنائيّة، نحو (إن ضربك لمّا زيدٌ)، وقد قيل أنّ ورودها كان عند لغة أهل هُذيل؛ فهم يجعلون من لمّا إلّا الاستثنائيّة في الاستخدام، كما ورد الاستخدام نفسه في قراءة التّشديد -وهي إحدى القراءات في القرآن الكريم- منها قراءة ابن عامر، وعاصم، وحمزة وأبي جعفر نحو قوله تعالى:(إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ).[٣][١][٤]


الإعراب
لمّا: حرف استثناء بمنزلة إلّا الاستثنائيّة.


تدريبات تطبيقية

  • ميّز/ي بين أنواع لمّا في الجمل الآتية.


الجملة
نوع لمّا
قال تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ۙ وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ).[٥]
لمّا الحينيّة الظّرفيّة.
قال تعالى: ( وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ).[٦]
لمّا الحينيّة الظّرفيّة.
قال تعالى: ( بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ).[٧]
لمّا الجازمة.
قال تعالى: (وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ).[٨]
لمّا الاستثنائيّة.
قال تعالى: ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).[٩]
لمّا الجازمة.
أنشدُك اللهَ لمّا فعلتَ.
لمّا الاستثنائيّة.
قالت له بالله يا ذا البردين
*** لمّا غنثت نفسا أو اثنين
لمّا الاستثنائيّة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث نزار عطا الله أحمد صالح (2014)، "أنواع لما في القرآن الكريم"، دراسات - علوم الشريعة والقانون، العدد 3، المجلد 14، صفحة 919-930. بتصرّف.
  2. ^ أ ب شوكت البياتي، كتاب أدوات الإعراب، صفحة 212. بتصرّف.
  3. سورة الطارق، آية:4
  4. خالد الأزهري/الجرجاوي، إعراب ألفية ابن مالك المسمى تمرين الطلاب في صناعة الإعراب، صفحة 81. بتصرّف.
  5. سورة يونس، آية:13
  6. سورة يوسف، آية:59
  7. سورة ص، آية:8
  8. سورة يس، آية:32
  9. سورة الحجرات، آية:14