ما هي الجملة الخبرية المنفية؟

تذكر -عزيزي الطالب- أنّ الجملة الخبرية هي الجملة التي تحتمل التصديق أو التكذيب، نحو:[١]

  • (أقبل علي).
  • (الساحة كبيرة).


وقد يدخل النفي على الجملة الخبرية، لتصبح جملة خبرية منفية، ولا تكون منفية إلا إذا ابتدأت الجملة بأداة من أدوات النفي.


وفي العربية تقسم الجملة الخبرية إلى جملة اسمية، وجملة فعلية، وعلى ذلك، ففي الآتي سيتم بيان حالات الجملة الخبرية الاسمية المنفية، والجملة الخبرية الفعلية المنفية:[١]


أولاً: الجملة الخبرية الاسمية المنفية

الجملة الاسمية هي الجملة التي تبدأ باسم؛ تتكون من (مبتدأ + خبر).[٢]


والجملة الخبرية الاسمية المنفية: هي الجملة الاسمية المسبوقة بأداة من أدوات النفي، على نحو:

  • الطفل مبتسم؛ لو أردنا نفي الجملة الاسمية لقلنا ==> ليس الطفل مبتسماً.
  • الهاتف نهاية الاكتشافات العلمية؛ لو أردنا نفي الجملة الاسمية لقلنا ==> ما الهاتف نهاية الاكتشافات العلمية.
  • العامل مقصر؛ لو أردنا نفي الجملة الاسمية لقلنا ==> لا عاملَ مقصرٌ.


وعليه فما هي أدوات النفي في الجملة الخبرية الاسمية؟

تسبق الجملة الاسمية بأدوات نفي، منها ما هو فعل، مثل (ليس)، ومنا ما هو حرف، مثل (لا، ما)، وفي الآتي شرح لكل منها:


  • أولاً: أداة النفي: ليس

ليس هي فعل ماضٍ ناقص جامد يدخل على الجملة الاسمية فقط، انظر إلى الأمثلة الآتية لمزيد من التوضيح:


الجملة
أداة النفي
نوع الجملة بعد أداة النفي
ليس الجو ماطراً
ليس، تفيد النفي
(الجو ماطراً) جملة اسمية
ليس العالمُ آمناً
ليس، تفيد النفي
(العالم آمناً) جملة اسمية
ليست المدرسة قريبة
ليست، تفيد النفي
(المدرسة قريبة) جملة اسمية.


تجدر الإشارة إلى أن (ليس) هي من أخوات كان، تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويصبح اسمها، وتنصب الخبر، ويصبح خبرها:

(المبتدأ: اسم ليس مرفوع)، و(الخبر: خبر ليس منصوب).


وتعرب الجملة الاسمية مع دخول أداة النفي (ليس)، على نحو جملة (ليس الطريق سالكاً) كالآتي:

  • ليس: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
  • الطريقُ: اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • سالكاً: خبر ليس منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.


  • ثانياً: أداة النفي: ما

(ما) هي من حروف النفي التي تدخل على الجملة الاسمية، وتعمل عمل (ليس) أي ترفع المبتدأ ويصبح اسمها وتنصب الخبر ويصبح خبرها، على نحو:

  • قوله تعالى: (وما ربك بغافل عما يعملون).[٣]
  • ما: حرف نفي.
  • ربك: (رب) اسم (ما) مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و(الكاف) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
  • بغافل: (الباء) حرف جر زائد، (غافل) اسم مجرور محلاً منصوب محلاً على أنه خبر (ما).
  • ما هذا حقيقةً.
  • ما: حرف نفي.
  • هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم (ما).
  • حقيقة: خبر (ما) منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.


  • ثالثاً: أداة النفي: لا

(لا) النافية تدخل على الجملة الاسمية، وتكون عاملة وغير عاملة:

  • تأتي (لا) غير العاملة في حال كانت مكررة في الجملة، على نحو:
  • لا الأرضُ مورقةٌ ولا خضراء
  • لا: حرف نفي.
  • الأرضُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • مورقةٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.


  • (لا) العاملة؛ وهي (لا) النافية للجنس، تعمل عمل إن وأخواتها، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويصبح خبرها، وذلك وفق شروط معينة؛ هي: أن يكون اسمها نكرة، وألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل، نحو:
  • لا بائعَ موجودٌ:
  • لا: لا النافية للجنس.
  • بائع: اسم (لا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • موجودٌ: خبر (لا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • لا معلمَ مقصرٌ:
  • لا: لا النافية للجنس.
  • معلمَ: اسم (لا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • مقصرٌ: خبر (لا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة.


ثانياً: الجملة الخبرية الفعلية المنفية

الجملة الفعلية، هي الجملة التي تبدأ بفعل، تتكون من (فعل + فاعل)، وتكون الجملة الخبرية الفعلية منفية، إذا سُبقت بأداة من أدوات النفي.[٤]

على نحو:

  • بدأ السباق؛ لو أدرنا نفي الجملة الفعلية لقلنا ==> لم يبدأ السباق.
  • نام الطفل؛ لو أدرنا نفي الجملة الاسمية لقلنا ==> ما نام الطفل.
  • نجح المهمل؛ لو أدرنا نفي الجملة الاسمية لقلنا ==> لا نجح المهمل.
  • يأتي أبي مساءً؛ لو أدرنا نفي الجملة الاسمية لقلنا ==> لن يأتي أبي مساءً.


وعلى ذلك، فما هي أدوات نفي الجملة الخبرية المنفية؟

أدوات النفي في الجملة الخبرية، هي (ما، لم، لا، لن) وفي الآتي شرح لكل منها:


  • أولاً: أداة النفي: لم

تدخل (ما) على الفعل المضارع فقط، تدل على نفي وقوع الفعل في الزمن الماضي، وهي حرف نفي وجزم أي أنها تجزم الفعل المضارع وتحول علامته من الرفع إلى الجزم، على نحو:

  • لم تمطرِ السماءُ.
  • لم: حرف جزم ونفي.
  • تمطرِ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون، كسر منعاً للالتقاء ساكنين.
  • السماءُ: فاعل مرفوع بالضمة.
  • لم يتمنَ الطالبُ الفشل.
  • لم: حرف نفي وجزم.
  • يتمنَ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
  • الطالب: فاعل مرفوع بالضمة.




علامات جزم الفعل المضارع، هي:

  • السكون؛ إذا انتهى الفعل بحرف صحيح، نحو (لم يقبلْ).
  • حذف حرف العلة من آخره؛ إذا انتهى الفعل بحرف علة، نحو (لم يأتِ).
  • حذف النون؛ إذا كان الفعل من الأفعال الخمسة، نحو (لم يفعلوا).



  • ثانياً: أداة النفي: لن

تدخل (لن) على الفعل المضارع فقط، تدل على نفي وقوع الفعل في المستقبل، وهي حرف نفي ونصب؛ أي أنها تنصب الفعل المضارع وتحول علامته من الرفع إلى النصب، على نحو:

  • لن أذهب إلى الحديقة.
  • لن: حرف نفي ونصب.
  • أذهبَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنا).
  • إلى الحديقة: جار ومجرور
  • لن يعترفَ السارقُ.
  • لن: حرف نفي ونصب.
  • يعترفَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة
  • الشارقُ: فاعل مرفوع بالضمة.




علامات نصب الفعل المضارع، هي:

  • الفتحة الظاهرة؛ إذا انتهى الفعل بحرف صحيح، نحو (لن يقبلَ)، أو بحرفي العلة (الواو، والياء)، نحو (لن أدعوَ، لن يأتيَ).
  • الفتحة المقدرة؛ إذا انتهى الفعل بحرف العلة الألف، نحو (لن يتمنى).
  • حذف النون؛ إذا كان الفعل المضارع من الأفعال الخمسة، نحو (لن يقبلوا).



  • ثالثاً: أداة النفي: ما

تدخل (ما) النافية غير العاملة على الفعل المضارع والأمر، تفيد نفي وقوع الفعل، على نحو:

  • ما قال المجرم شيئاً
  • ما: حرف نفي.
  • قال: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
  • المجرم: فاعل مرفوع بالضمة.


  • قوله تعالى: (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها).[٥]
  • ما: حرف نفي.
  • تسقط: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • من: حرف جرزائد.
  • ورقة: اسم مجرور محلاً مرفوع محلاً على أنه فاعل.


  • رابعاً: أداة النفي: لا

تدخل (لا) النافية على الفعل المضارع والأمر وهي غير عاملة، أي لا تؤثر على الفعل الذي بعدها، على نحو:

  • قول الشاعر: لا زادني الواشون إلا صبابة
  • لا: حرف نفي.
  • زادني: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و(النون) للوقاية، و(الياء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
  • الواشون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
  • لا أحبُ الأسواق
  • لا: حرف نفي.
  • أحب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • الأسواق: مفعول به منصوب بالفتحة.


المراجع

  1. ^ أ ب علي عبد الفتاح محيي الشمري، الجملة الخبرية في نهج البلاغة، صفحة 185. بتصرّف.
  2. رزاق تويج، أسلوب النفي، صفحة 1. بتصرّف.
  3. سورة الأنعام ، آية:132
  4. صبري إبراهيم السيد، لغة القران الكريم فى سورة النور دراسة فى التركيب النحوى، صفحة 133. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية:59