البناء في الكلمة: الأفعال، والأسماء، والحروف

انظر إلى الجمل التالية: (جاء الرجلُ)، (رأيْتُ الرجلَ)، (سلمْتُ على الرجلِ)، لا بدَّ أنَّك لاحظْتَ أنَّ حركة آخر كلمة "الرجل" اختلفت باختلاف موقعها في الجملة وباختلاف العوامل الداخلة عليها، فنقول أن كلمة "الرجل" مُعربة، أمَّا كلمة "هؤلاء" في الجمل التالية: (حضرَ هؤلاءِ باكرًا)، (سمعْتُ هؤلاءِ يتكلمون)، (أصغيْتُ إلى هؤلاءِ)، بقيت حركتها ثابتة ولم تتغير بتغير العوامل الداخلة عليها أو بتغير موقعها من الجملة، وبهذا فكلمة "هؤلاء" تعد مبنية، وفي هذا المقال سنوضح جميع المبنيات في اللغة العربية.

المبنيات

يقع البناء في الحروف والأسماء والأفعال، وفيما يأتي توضيح لكل منها:

الحروف

الحروف كلها مبنية، وهي لا محل لها من الإعراب، أي لا تحتل موقعًا في الجملة، ومن أمثلتها حروف الجر، والعطف، والنداء، والاستفهام، والنصب، والجر، والحروف الناسخة، والمصدرية، وغيرها، وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابية:^[١]

الأسماء

الأصل في الأسماء الإعراب، والمبني منها محصور، وبيان الأسماء المبنية في الآتي:^[٢]

1- الضمائر

وهي أسماء مبنية تدل على متكلم أو مخاطب أو غائب، وتنقسم الضمائر إلى قسمين، وهما، الضمائر البارزة (الظاهرة) وهي التي تظهر في الجملة نطقًا وكتابةً، والضمائر المستترة، وهي التي ليست لها صورة ظاهرة وتُقدر في الفعل.

وتنقسم الضمائر البارزة إلى قسمين أيضًا، هما:

• الضمائر المنفصلة: وهي التي تستقل بالنطق، وتنقسم حسب موقعها الإعرابي إلى قسمين:

وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

• الضمائر المتّصلة: وتنقسم بحسب موقعها الإعرابي إلى:
• ضمائر رفع متّصلة: وهي إمَّا أنْ تتصلَ بالفعل فتكون مبنيّة في محل رفع فاعل، أو تتصلَ بكان وأخواتها فتكون مبنيّة في محل رفع اسم كان، وهذه الضمائر هي: (تاء الفاعل، نا الفاعلين، ألف الاثنين، واو الجماعة، ياء المخاطبة، نون النسوة).
• ضمائر نصب متّصلة: وهي إمَّا أنْ تتصلَ بالفعل فتكون مبنية في محل نصب مفعول به، أو تتصلَ بإنَّ وأخواتها فتكون مبنية في محل نصب اسم إنَّ، وهذه الضمائر هي: (ياء المتكلم، نا المتكلمين، كاف المخاطب، هاء الغائب).
• ضمائر جر متّصلة: وهي إمَّا أنْ تتصلَ بالاسم فتكون مبنية في محل جر مُضاف إليه، أو تتصلَ بحرف جر، فتكون مبنية في محل جر بحرف الجر، وهذه الضمائر هي: (ياء المتكلم، نا المتكلمين، كاف المخاطب، هاء الغائب).

وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

2- أسماء الإشارة

وهي أسماء تدل على معيَّن بالإشارة، وتنقسم إلى قسمين:

• أسماء الإشارة للقريب: وهي (هذا، هذهِ، هذانِ، هاتانِ، هؤلاءِ، ههنا).
• أسماء الإشارة للبعيد: وهي (ذاك وذلك، تلك، ذانك وتانك، أولئك، هناك وهنالك).

وجميع أسماء الإشارة مبنيّة ما عدا (هذانِ وهاتانِ) فهما معربان ويُعربان إعراب المُثنى.

وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

3- الأسماء الموصولة

وهي أسماء تدل على معيَّن بواسطة جملة بعده تُسمى صلة الموصول، وهذه الأسماء هي (الذي، التي، اللذانِ، اللتانِ، الذين، اللاتي، مَنْ، ما)، وجميعها مبنية ما عدا (اللذانِ واللتانِ) فهما مُعربان ويعربان إعراب المُثنى، وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

4- أسماء الشرط

وهي أسماء مبنية تربط بين جملتين، الأُولى شرط للثانية، وهذه الأسماء هي (مَنْ، ما، متى، مهما، أيان، أين، أينما، أنّى، حيثما، كيفما، أيّ)، وجميعها مبنية ما عدا (أيّ) تعرب بالحركات الظاهرة، وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

5- أسماء الاستفهام

وهي أسماء مبنية تُستعمل للسؤال عن شيء ما، وهذه الأسماء هي (مَنْ، ما، متى، أينَ، كمْ، كيفَ، أيّ) وجميعها مبنية ما عدا (أيّ) مُعربة، وتُعرب بالحركات الظاهرة، وتأتي أسماء الاستفهام في أول الكلام أو مسبوقة بحرف جر (بكمْ اشتريْتَ هذه الحقيبة؟)، وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

6- الأعداد المركبة

وهي الأعداد من 11 إلى 19، وجميعها مبنية على فتح الجزأين ما عدا (12)، وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

7- بعض الظروف

الأصل أنَّ جميع الظروف معربة، إلا أنَّ هناك بعض الظروف المبنية، وهي (حيثُ، أمسِ، إذْ، إذا، أينَ، ثمَّ)، وكذلك فإنَّ ما رُكِبَ من الظروف يكون مبنيًا، مثل (بينَ بينَ، ليلَ نهارَ)، وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابية:

8- أسماء الأفعال

وهي أسماء مبنية تُستعمل بمعنى الفعل ولا تقبل علاماته، وتنقسم من حيث زمنها إلى ثلاثة أقسام، وهي:

• أسماء أفعال ماضية، وأهمها: هيهات (بَعُدَ)، شتانَ (افترق)، سَرْعانِ (سرُعَ).
• أسماء أفعال مضارعة، وأهمها: أفّ (أتضجر)، آه (أتوجع)، وي (أتعجب)، قَطْ (يكفي).
• أسماء أفعال أمر، وأهمها: إيهِ (زِد)، آمين (استجب)، هيَّا (أسرع)، صهْ (اسكت)، حيَّ (أقبِل)، هاكَ (خُذ)، عليكَ (الزم)، دونَك (خُذْ)، ويُمكن أنْ يُصاغ اسم فعل أمر على وزن "فَعالِ" من كل فعل ثلاثي متصرف تام، مثل: حَذارِ، سَماعِ.

وتُستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة مع المفرد والمثنى والجمع، فنقول: (حيَّ على الصلاة أيها الرجل)، (حيَّ على الصلاة أيها الرجال)، إلا إذا اتّصلت "بكاف المخاطب" فإنَّها تتصرف بما يتناسب المُخاطب، فنقول: (هاكَ موضوعًا يناسبك)، (هاكم موضوعًا يناسبكم).

وتقوم أسماء الأفعال بنفس عمل الفعل الذي تنوب عنه، فترفع فاعلًا أو تنصب مفعولًا به، وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:

تنويه

قد يقع الاسم المعرب في مواضع معينة فيُبنى بناءً عارضًا بسبب وقوعه في هذا الموضع، وهذه المواضع هي:^[٣]

• المُنادى إذا كان علمًا مفردًا أو نكرة مقصودة، ويُبنى على ما يُرفع به، مثل: (يا محمدُ، يا بائعُ، يا خالدون).
• اسم لا النافية للجنس، إذا لمْ يكنْ مُضافًا، ويُبنى على ما يُنصب عليه، مثل: (لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله).
• الكلمات (قبل، بعد، غير، حسْب، أَوَّل، دون) تكون مبنية على الرفع إذا حُذف بعدها المضاف إليه، مثل: (ما رأيْتُ مثلَ هذا َالكتابِ منْ قبلُ).

الأفعال

الأصل في الأفعال البناء، فالفعل الماضي وفعل الأمر مبنيان دائمًا، أمَّا الفعل المضارع فالأصل فيه أنْ يكونَ مُعربًا، إلا في حالتين، وفيما يأتي توضيح لأحوال بناء جميع الأفعال:^[٤]

الفعل الماضي

فعل الأمر

الفعل المضارع