تُعرَّف صيغ المبالغة على أنّها أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل مع تأكيد المعنى وتقويته والمبالغة فيه، له أوزان مخصوصة وموضوعة لإفادة المبالغة في الوصف، وأشهرها: فَعّال مثل (فَتّاح، غفّار)، مِفعال مثل ( مِقدام، مِعطار)، فَعُول مثل ( أكول، شكور)، فَعيل مثل (سميع، عليم)، فَعِل مثل ( حَذِر، فَطِن).[١][٢]
شروط عمل صيغة المبالغة
تعمل المبالغة عمل اسم الفاعل بشروطه، أي أنّ شروط عمل صيغ مبالغة لها نفس شروط عمل اسم الفاعل، وذلك لأن صيغ المبالغة محوَّلة في الأصل عن اسم الفاعل؛ لذلك أخذَتْ عملها وشروطها، واشترط النُّحاة في اسم الفاعل وصيغ المبالغة أن يكون دالًّا على الحال والاستقبال لا المضيّ،[١] وفيما يأتي بيانٌ لهذه الشروط:[٣][٤]
إذا كانت مقترنة بـ (أل)
إذا كانت صيغة المبالغة مقترنة بـ (أل) فإنّها تعمل دون شرط، وهي تعمل عمل الفعل المضارع لزوماً أو تعدياً من غيـر شروط وفي الأزمنة جميعاً، وفي ما يلي توضيح:[٣][٤]
الجملة | التوضيح | |
الفعل اللازم | زيد من العلماء السيّارة آراؤهم، النفّاذة أقوالُهم | (آراؤهم)، و(أقوالهم) مرفوعتان بصيغة المبالغة (سيّارة)، و(نفّاذة)، وهنا نجد أن صيغة المبالغة عملت عمل فعلها ورفعت فاعلاً لها. |
الفعل المتعدي | أنت الظلومُ نفسَك | (نفسك) منصوبة بـصيغة المبالغة (الظلوم) |
مثال إعرابي | |
أحبُّ الشكورَ الفضل | أحبّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا الشكورَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره الفضلَ: مفعول به منصوب لمبالغة اسم الفاعل الشكور التي عملت عمل الفعل لأنها معرّفة بأل |
إِذا خلت من "أل" التعريف
إِذا خلت صيغة المبالغة من "أل" فإنّها تعمل عمل الفعل المضارع لزوماً أو تعدياً بشرطين، وهما:[٣][٤]
- أَن يكون للحال أَو للاستقبال.
- أن يسبق بنفي أو استفهام، أو اسم يكون اسم الفاعل خبراً له أَو صفة أَو حالاً، أو منادياً، وفيما يلي أمثلة توضيحيّة:
بالاعتماد على الاستفهام | بالاعتماد على النفي | الوقوع خبراً | الوقوع صفةً | الوقوع حالاً | الوقوع منادياً | |
من الفعل اللازم | هل زيدٌ ضحوكٌ سنّه | ما لمّاعُ ذهبُ زيدٍ | كان أخي بسّاماً للناس ثغرُه | أخي رجلٌ بسامٌ ثغرُه | وجدتُ زيداً صدوقاً لسانُه | يا صدوقاً لسانُه. |
من الفعل المتعدي | هل العاقلُ مضياعُ وقتَه | ما مضياعُ وقتَه، إلّا عاجزُ الرأي | الجاهل مضياعٌ وقتَه | مررتُ برجلٍ مضياعٍ وقتَه | أحبّ الطالبَ حفّاظاً دروسَه. | يا ظلوماً غيرَه اتقِ الله |
أمثلة إعرابية | ||
الحالة | الجملة | الإعراب |
بالاعتماد على الاستفهام | أمعطاءٌ خالُكَ | الهمزة: حرف استفهام، ومعطاءٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهرة على آخره خالكَ: فاعل مرفوع لصيغة المبالغة معطاء سد مسد الخبر. |
بالاعتماد على النفي | ما معطاءٌ مالَه الفقراءَ إلا الكريمُ | ما: نافية لا عمل لها. معطاءٌ: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهرة على آخره ماله: مفعول به منصوب لصيغة المبالغة معطاء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره الفقراءَ: مفعول به ثانٍ منصوب، لصيغة المبالغة معطاء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره إلّا: أداة حصر الكريمُ: فاعل مرفوع، لصيغة المبالغة معطاء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وسد مسد الخبر. |
الوقوع خبراً | اللهُ وهّابُ الرزق | اللهُ: اسم الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وهّابُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وفاعل صيغة المبالغة ضمير مستتر تقديره، هو. الرزقَ: مفعول به لصيغة المبالغة وهاب منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. |
اعتماده على صفة | الحسدُ نارٌ قتّالُ صاحبه | الحسدُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره نارٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره قتّالُ: صفة نارٌ مرفوعة وعلامة رفعها تنوين الضم الظاهر على آخرها صاحبه: مفعول به لصيغة المبالغة قتّال منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة |
وقوعها حالاً | وجدتُ أحمدَ حفاظاً دروسه | وجدتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أحمدَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. حفّاظًا: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظّاهرة على آخره. دروسَه: مفعول به لصيغة المبالغة حفّاظاً منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. |
وقوعها منادى | يا ظلومًا غيرَه اتَقِ اللهَ | يا: أداة نداء ظلومًا: منادى شبيه بالمضاف منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. غيرَه: مفعول به لصيغة المبالغة ظلوم، وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. اتّقِ: فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. الله: لفظ الجلالة، مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. |
أحكام أخرى متعلّقة بصيغة المبالغة
- فيما يلي بعض الاحكام المتعلّقة بعمل صيغة المبالغة:[٥]
- لا تصاغ أوزان المبالغة إلا من مصادر الأفعال الثلاثية المتصرفة المتعدية: ولكن تُستثنى صيغة (فعّال) من هذا الشرط، وذلك لكثرة هذه الصيغة وشدة الحاجة إليها، إذ يمكن صياغتها من الفعل اللازم والمتعدي.
- صيغ المبالغة لا تشتق إلا من مصادر الفعل الثلاثية المتصرفة التي تقبل الزيادة والتفاوت: مثلاً لا نستطيع أن نقول (موّات) كصيغة مبالغة للمصدر (مَوْت)، لأنّ الموت يتم مرة واحدة فهو لا يقبل الزيادة أو التفاوت.
- صيغ المبالغة صيغ سماعية: أي أنها سُمعت في كلام العرب، فلا يُشترط أن تشتقّ من كل فعل صيغة مبالغة على وزن (فعّال، أو فعيل، أو فعول)، مثلاً: لا نستطيع أن نشتقّ من الفعل (تاب) صيغة مبالغة على وزن (فعيل) فنقول: تويب أو تييب.
تــدريـبـــات
تدريب (1): استخرج/ي صيغة المبالغة وبين/ي الشرط المتحقق -إن وُجد- كما في المثال:
الجملة | صيغة المبالغة | الشرط |
أصدوقٌ لسانك | صدوق | سُبقت باستفهام |
هو الصدوق لسانه | الصدوق | لا تعمل بشرط لأنها مقترنة بـ (ال) |
الله غفّارُ الذنب | ||
أنتَ رجلٌ حفّاظٌ قدرَ المعلّمين | ||
أمقدامٌ أخوك |
تدريب (2): أعرب/ي الجمل التالية:
الجملة | الإعراب |
أحُب تلميذاً حفاظاً دروسه | أُحبُّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره انا تلميذاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. حفّاظًا: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظّاهرة على آخره. دروسَه: مفعول به لصيغة المبالغة حفّاظاً منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة |
اللهُ سميعٌ دعاءَ المظلومين | |
المؤمنُ حمّالٌُ المكاره | |
يا صدوقاً لسانه، إنّ الصدق يُنجيكَ | |
أكرهُ الكذوبَ لسانَه |
المراجع
- ^ أ ب عبد الله الجديع، المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف، صفحة 130. بتصرّف.
- ↑ محمد عبد العزيز النجار، ضياء السالك إلى أوضح المسالك، صفحة 16. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سعيد الأفغاني، الموجز في قواعد اللغة العربية، صفحة 199. بتصرّف.
- ^ أ ب ت كمال حسين صالح، صيغ المبالغة وطرائقها في القرآن الكريم دراسة إحصائية صرفية دلالية، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ ماجد الأسد، ترجمة صيغ المبالغة، صفحة 35. بتصرّف.