تُعرَّف الصفة المشبّهة على أنّها اسم يصاغ من الفعل اللازم للدلالة على ما يدل عليه اسم الفاعل، أي للدلالة على من قام به الفعل على وجه الثبوت، وعادةً ما تُصاغ من باب (فَعِلَ، يفعَلُ)، مثل: (فَرِح) تصاغ من (فَرِحَ، يفرَح)، ومن باب (فَعُلَ، يَفعُل) مثل: (شَريف) تصاغ من (شَرُفَ، يَشرُف)، وقلّما تصاغ من غير هذين البابين، مثل (سيد) من (ساد، يسود)، و(شيْخ) من (شاخَ، يَشيخُ)، و(أَشيَب) من (شاب، يشيبُ)، ويمكن تفريق الصفة المشبّهة عن اسم الفاعل في أنّها تدل على صفة ثابتة، أي إذا أُريد من اسم الفاعل معنى الثبوت والدوام، أصبح صفةً مشبّهة، مثل (صاحبُ عزيمةٍ، وطاهرُ القلبِ).[١][٢][٣]
شروط عمل الصفة المشبّهة
تعمل الصفة المشبّهة عمل اسم الفاعل المتعدي لواحد،[٣] أي أنّها ترفع الفاعل سواءً أكان اسماً ظاهراً، أم ضميراً مستتراً، كما أنّها تنصب الحال، والتمييز، والمستثنى، والظرف، والمفعول معه، ولتؤدي ذلك العمل هناك عدد من الشروط التي يجب توافرها، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ شروط عمل الصفة المشبهّة هي نفس الشروط لعمل اسم الفاعل، وفيما يلي توضيح لتلك الشروط:[٤][١]
- إذا كانت مقترنة ب (أل) التعريف: في هذه الحالة لا تحتاج لأيّ شرط لكي تعمل عملها في الرفع والنصب.
- إذا كانت مجرّدة من (أل) التعريف: فإنّها تحتاج لشرطين لتعمل عملها في الرفع والنصب، وهما كما يلي:
- أن تدل في سياقها على الحال أو المستقبل، فلا يصحُّ أن نقول: (أحمدُ حسنُ الخلقِ أمسٍ، أو غداً).
- أن يسبقها نفي، أو نداء أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف.
أمثلة على شروط عمل الصفة المشبّهة المجرّدة من (أل) التعريف |
الشرط | المثال |
الصفة المشبّهة مسبوقة بأداة استفهام | أصعبٌ سؤالك؟ |
الصفة المشبّهة المسبوقة بأداة نفي | ما سهلٌ سؤالك |
الصفة المشبهة المسبوقة بنداء | يا حسنةً سيرته حفظك الله |
الصفة المشبهة المسبوقة بمبتدأ أو لأنه خبر | الهاتفُ سهلٌ التعاملُ معه |
الصفة المشبهة المسبوقة بموصوف أو لأنه صفة | هذا رجل كريم خلقه |
- وبناءً على هاتين الحالتين السابقتين فإنَّ لمعمول الصَّفة المشبّهة ستة أحوال، وهي كما يوضّحها الجدول التالي:[٥]
الحالة | مثال |
أن يكون المعمول مقترناً بـ ( أل ) | الْحَسَنُ الوجهُ ، وحَسَنٌ الوجهَ، هنا فإنّ المعمول ( الوجه ) مقترن بأل مع الصَّفة المشبهة المقترنة بأل (حسن)، ومع المجرّدة منها. |
أن يكون مضافاً لما فيه ( أل ) | الْحَسَنُ وَجْهِ الأبِ ، وحسنُ وجهِ الأبِ |
أن يكون مضافاً إلى ضمير الموصوف | مررت بالرجلِ الحسنِ وَجهُه ، ومررت برجلٍ حَسَنٍ وجهُه |
أن يكون مضافاً إلى مضاف إلى ضمير الموصوف | مررت بالرجلِ الحسنِ وجهُ غلامِه، مررت برجلٍ حسنٍ وجهُ غلامِه، هنا فإنّ المعمول (وجه) مضاف إلى (غلام) الذي هو مضاف إلى ضمير عائد إلى الموصوف ( الرجل ) |
أن يكون مجرّداً مِن (أل) ولكنه مضاف | الحسنُ وجهُ أبٍ ، وحسنٌ وجهُ أبٍ |
أن يكون مجرّداً من (أل) والإضافة | الحسنُ وجهاً ، وحسنٌ وجهاً |
الأحوال الإعرابية للصفة المشبّهة
يجوز ﻓﻲ ﺇﻋﺮﺍﺏ ﻣﻌﻤﻮﻝ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺸﺒﻬﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ، وهي كما يلي:[٣][٤]
- أن يكون مرفوعاً على الفاعلية، أي أنّها ترفع معمولها على أنّه فاعل، مثل جملة (محمدٌ الكريم خلقُه)، (مررتُ برجلٍ حَسَنٍ وجهُه).
- أن تنصبه على أنّه شبيه بالمفعول به إن كان معرفة، مثل (مررتُ بالرجلِ الحسنِ الوجهَ) (محمدٌ الكريم الخلقَ)، وعلى التمييز إن كانَ نكِرَة، مثل: (محمد الكريم خلقاً)، (مررتُ برجلٍ حسنٍ وجهاً)، فـ (خلقاً، ووجهاً) هنا تمييز منصوب.
- أن يكون مجروراً بإضافة الصفة المشبهة إليه، كأن تقول: (محمدٌ مطمئنُ البال)، (مررتُ بالرجلِ الحسنِ الوجهِ)، هنا (البال، والوجه) مضاف إليه، ويجب الأخذ بعين الاعتبار وجود أربع حالات يمتنع فيها جر المعمول على أنه مضاف إليه، ويُبيّن الجدول التالي تلك الحالات:[٥]
الحالة | مثال |
أن يكون المعمول مضافاً إلى ضمیر موصوف | (جاء الرجلُ الحسنُ وجهَه)، هنا (وجهَه) لا يجوز أن تجر بالإضافة، ويجوز رفعها أو نصبها. |
أن یكون المعمول مضافاً إلى ما أُضیف إلى ضمیر الموصوف. | (جاء الرجلُ الحسنُ وجهُ غلامِه)، (فوجهُ) لا تُجر بالإضافة هنا، ويجوز رفعها أو نصبها. |
أن یكون المعمول مضافاً إلى مجرد من أل دون الإضافة. | (جاء الرجلُ الحسنُ وجهُ أبٍ) (فوجهُ) لا تُجر بالإضافة هنا، ويجوز رفعها أو نصبها. |
أن یكون المعمول مجرداً من (أل) والإضافة. | (جاء الرجلُ الحسنُ وجهُ أو وجهاً)، هنا لا تُجرّ (وجههُ) بالإضافة، ويجوز رفعها أو نصبها. |
أمثلة إعرابية على الصفة المشبّهة |
الجملة | الإعراب |
الجنديُّ عظيمٌ شأنُه | الجنديُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. عظيمٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو صفة مشبّهة. شأنه: (شأن): فاعل للصفة المشبّهة مرفوع وعلامة رفه الضمة، وهو مضاف، و(الهاء) ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. |
هزمنا العدوَّ الشرسَ طِباعاً | هزمنا: (هزم): فعل ماضٍ مبني على السكون، لالتقائه بالضمير المتصل، و (نا) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. العدوَّ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. الشَّرسَ: صفة للعدوّ منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره. طباعاً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
خالدٌ نظيفٌ ثوبَهُ | خالدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. نظيفٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. ثوبَه: (ثوب): مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف، و(الهاء): ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. |
خالدٌ نظيفٌ ثوباً | خالدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. نظيفٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. ثوباً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
تدريبات
تدريب (1): وضّح/ي شرط عمل الصفة المشبّهة في الجمل التالية:
الجملة | شرط عمل الصفة المشبّهة |
أأخوكَ حَسَنُ الطّباع؟ | الصفة المشبّهة مسبوقة بأداة استفهام |
يا سيئة السمعةِ هداك الله | |
أسعيدٌ أحمدُ؟ | |
ما صعبٌ سؤالك | |
هذا شعرٌ عذبٌ ألفاظُه |
تدريب (2): أعرب/ ي الجمل التالية:
الجملة | الإعراب |
سالمٌ نظيفٌ ثوبُهُ | سالمٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره نظيفٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره ثوبُهُ: فاعل مرفوع للصفة المشبهة ( نظيف ) وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف، و(الهاء): ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه |
العربيُّ جيّدُ الخلقِ | |
المسلمُ سليمٌ قلبَه | |
أحبُّ الكريمَ أخلاقاً | |
الطائر جميلٌ ريشُهُ |
المراجع
- ^ أ ب جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في النحو والصرف والإعراب، صفحة 181-182. بتصرّف.
- ↑ عبده الراجحي، التطبيق الصرفي، صفحة 76-77. بتصرّف.
- ^ أ ب ت علي الجارم، كتاب النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 268-269. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد محمود عوض الله، الْلُمَعُ الْبَھیَّة في قواعد اللغة العربیة، صفحة 580. بتصرّف.
- ^ أ ب نعمات هارون، أحوالٌ الصفة المشبهة باسم الفاعلِ و أحكامِها في القرآنِ الكريمِ، صفحة 46-47. بتصرّف.