الاسم المُشتق هو ما أُخِذَ من غيره ودلَّ على شيء موصوف بصفة، فالاشتقاق يتمثل بأخذ كلمة من أُخرى مع التناسب بينهما في المعنى، وإجراء تغييرات في اللفظ بحرف أو بحركة، فكلمة "كتبَ" مثلًا يُؤخذ منها عدة كلمات، مثل: (كاتب، مكتوب، كتاب، مكتب)، وفي هذا المقال سنتحدّث عن شروط إعمال المشتقات.[١]


شروط إعمال المشتقات


اسم الفاعل وعمله

هو اسم مشتق للدلالة على مَنْ فعل الفعل، ويُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن "فاعل"، مثل: (قرأ: قارِئ)، ومن الفعل غير الثلاثي على وزن المضارع مع إبدال حرف المُضارعة ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر، مثل: (أحسَن: يُحسن: مُحسِن).[٢]


يأتي عمل اسم الفاعل في الجملة على أحد الوجهين:[٣]

  • إمَّا أنْ يتجردَ من الدلالة على القيام بحدث، فلا يعمل عمل الفعل، مثل: (جاء القاضي)، (هو عاملٌ ماهرٌ).
  • وإمَّا أنْ يدل على القيام بحدث (أي أنْ يصحَ أنْ يقعَ في موضعه فعل بمعناه)، وذلك في حالتين وبشروط:[٤]
  • أنْ يكونَ مُعرفًا (بأل): فيعمل بكل الأحوال، سواء دلَّ على الحال أو الاستقبال أو المُضي، وسواء أكان مسبوقًا بنفي أم استفهام أم لم يُسبقْ، مثل:


الجملة
الإعراب
جاءَ الرجلُ الفاضلُ أخوهُ.
الفاضلُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أخوه: فاعل لاسم الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

قوله تعالى: (والذّاكرينَ اللهَ كثيرًا).[٥]
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الذاكرينَ: اسم معطوف (على منصوب سابق) منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
اللهَ: لفظ الجلالة، مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

  • أنْ يكون مُجردًا من (أل) التعريف: في هذه الحالة يعمل عمل فعله بشرطين يجب توافرهما معًا، وهما:
  • أنْ يدل على الحال أو الاستقبال.
  • أنْ يكونَ اسم الفاعل معتمدًا على نفي أو استفهام أو مُخبر عنه (أي يأتي خبرًا لاسم قبله) أو موصوف (أي أنْ يكون نعتًا لاسم قبله)، كما في الأمثلة التالية:


النفي
ما محررٌ الوطنَ إلّا المجاهدونَ.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محررٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الوطنَ: مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
الاستفهام
هل عارفٌ الطالبُ موعدَ الامتحان.
هل: حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
عارفٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الطالبُ: فاعل لاسم الفاعل سد مسد الخبر، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
موعدَ: مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المُخبر عنه

زيدٌ قادمٌ أبوه.
زيدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
قادمٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
أبوه: فاعل لاسم الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
الموصوف
هذا رجلٌ ضاحكٌ وجهُهُ.
ضاحكٌ: نعت مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
وجهُهُ: فاعل لاسم الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.


تنويه

لا بدَّ أنَّك لاحظت من خلال الأمثلة السابقة أنَّ اسم الفاعل يعمل عمل فعله من حيث اللزوم والتعدي، فإذا كان من فعل لازم، فلا ينصب مفعولًا به، مثل: (المؤمن صادقٌ لسانه): فاعل لاسم الفاعل.

وإذا كان من فعل متعدٍ لمفعول له واحد، فإنَّه ينصب مفعولًا به واحد، مثل: (أحترمُ المكرمَ إخوانَهُ): مفعول به لاسم الفاعل.

وإذا كان من فعل متعدٍ إلى مفعولين، فإنَّه ينصب مفعولين، مثل: (يفشلُ الظانُّ النجاحَ سهلًا): مفعول به أول لاسم الفاعل، مفعول به ثانٍ لاسم الفاعل.


صيغة المبالغة وعملها

هي صيغ تدل على معنى اسم الفاعل مع إفادة المبالغة، ولهذا سميت بصيغ المبالغة، فمثلًا نقول عن شخص حاقد "إنَّه حاقد"، فإذا كان كثير الحقد، نقول "إنَّه حقود"، وهي لا تُبنى إلّا من الفعل الثلاثي، ولها عدة أوزان، أشهرها:[٦]

  • فَعَّال: صَوَّام، تَوَّاق.
  • مِفْعال: مِهذار، مِفْراح.
  • فَعُول: صَبُور، شَكُور.
  • فَعِيل: خَبِير، قَدِير.
  • فعِل: حذِر، قلِق.


تعمل عمل اسم الفاعل وبنفس شروطه، مثل:

  • (طمأنْتُ الرجلَ القلقَ بالُه): صيغة المبالغة (القلق) مُعرفة بأل، فتعمل بدون شروط أُخرى، فرفعت فاعلًا وهو (بالُه).
  • (إنَّ اللهَ سميعُ الدعاءَ): صيغة المبالغة (سميعُ) مُجردة من أل التعريف، لكنَّها عملت لأنَّها معتمدة على مُخبر عنه، أي جاءت بموضع الخبر، فنصبت مفعولًا به وهو (الدعاءَ).
  • (ما حذِرٌ سعيدٌ عدوَّهُ): صيغة المبالغة (حذر) مُجردة من أل التعريف، لكنَّها عملت لأنَّها معتمدة على نفي، أي جاء قبلها نفي (ما)، فرفعت فاعلًا وهو (سعيدٌ)، ونصبت مفعولًا به وهو (عدوَّه).


الصفة المُشبهة باسم الفاعل وعملها

الصفة المشبهة هي وصف يدل على مَنْ قام بالفعل على وجه الثبوت، مثل: (هذا الفتى كريمٌ)، (إنَّه جندي شجاع)، فالصفات المشبهة "كريم، وشجاع" تدلان على صفة ثابتة في كلٍّ من "الفتى، والجندي"، ولا تُصاغ الصفة المُشبهة إلا من الفعل الثلاثي اللازم، ومن الأمثلة عليها: (سَلِس، أحْمَر، عطشان، شَرِيف، كَثِير، شَهْم، شُجاع، جَبَان، بَطَل، صُلْب، شيِّق).[٧]


تعمل الصفة المشبهة بشرطين، سواء اقترنت بأل أم جُردت منها، وهما:[٨]

  • ألا يتقدم معمولها عليها.
  • أنْ تدل على نعت سببي، أي تدل على صفة في اسم يليها (معمولها) وهذا الاسم يتعلق بالمنعوت، مثل: (حضرَ الرجلُ الحسنُ خلقُهُ) فالنعت "الحسن" صفة لـ "الخلق" وهذا الخلق يتعلق بالمنعوت "الرجل" ويتصل به ضمير يعود عليه، فالنعت لمْ يصفْ المنعوت نفسه كما في النعت الحقيقي، مثل: (هذا الفتى جميلٌ)، فالنعت "جميل" يصف المنعوت نفسه وهو "الفتى" لذلك فهذا نعت حقيقي، ولا تعمل فيه الصفة المشبهة.

وفي المثال: (المؤمنُ لطيفٌ طبعُهُ)، الصفة المشبهة (لطيف)، ومعمولها (طبعُه) اتّصل بها ضمير يعود على المنعوت (المؤمن)، ولم يتقدمْ معمولها عليها.


أحوال معمول الصفة المشبهة:[٩]


حكم المعمول
أحواله
أمثلة
الرفع
-أنْ يكونَ مرفوعًا على أنَّه فاعل.
-أنْ يكونَ بدلًا من ضمير مستتر في الوصف.
-إنَّ العاقلَ بعيدٌ نظرُهُ: فاعل للصفة المشبهة (بعيد) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
-أُحبُّ الشخصَ النقيَّ قلبُهُ: النقيَّ: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
قلبُهُ: بدل بعض من كل من الضمير المستتر في "النقي" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
النصب
-أنْ يكونَ نكرة، فيُنصب على أنّه تمييز.
-أنْ يكونَ معرفة، فيُنصب على التشبيه بالمفعول به.
-خالدٌ حسنٌ خُلقًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
-خالدٌ حسنٌ الخلقَ: اسم منصوب على التشبيه بالمفعول به (فهو في واقع الأمر فاعل، وفي ظاهر اللفظ مفعول، لأنَّه منصوب).
الجر
بالإضافة
زيدٌ حسنُ الوجهِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.


اسم المفعول وعمله

هو اسم مشتق للدلالة على مَنْ وقع عليه الفعل، ويُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن "مفعول"، مثل: (ممدوح، منقول، موعود)، ومن الفعل غير الثلاثي على وزن المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة وفتح ما قبل الآخر، مثل: (مُستخرَج، مُختار، مُكرَم).[١٠]


يعمل عمل الفعل المبني للمجهول، فيرفع نائب فاعل، ويعمل في نفس أحوال وشروط عمل اسم الفاعل، وفي الآتي عرض لبعض الأمثلة لزيادة التوضيح:[١٠]

  • (المهذبةُ أخلاقُهُ محمودٌ): "المهذبة" اسم مفعول مُعرف بأل، فيعمل عمل فعله بلا شروط، فرفع نائب فاعل "أخلاقُهُ".
  • (ما خالدٌ مُنصِفٌ أخوّه): "مُنصِفٌ" اسم مفعول مجرد من أل، لكنّه عمل عمل فعله لأنّه مسبوق بنفي.
  • (هل أخوك مقروءٌ درسُه): "مقروء" اسم مفعول مجرد من أل، لكنّه عمل عمل فعله لأنَّه مسبوق باستفهام.
  • (مررْتُ برجلٍ محزومةٍ أمتعتُهُ): "محزومة" اسم مفعول مجرد من أل، لكنّه عمل عمل فعله لأنَّه اعتمد على موصوف، أي جاء نعتًا لما قبله.
  • (الورعُ محمودةٌ مقاصدُهُ): "محمودة" اسم مفعول مجرد من أل، لكنّه عمل عمل فعله لأنَّه اعتمد على مخبر عنه، أي جاء بموضع الخبر لما قبله.

ويُعرب الاسم الذي يلي اسم المفعول في كل الأمثلة السابقة: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.


اسم التفضيل وعمله

هو اسم مشتق على وزن "أفعل" للدلالة على أنَّ شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما عن الآخر في هذه الصفة، مثل (أكثر، أعمق، أكبر).


يعمل اسم التفضيل فيرفع:[١١]

  • ضميرًا مستترًا: مثل: (الطيارةُ أسرعُ من القطارِ) أسرعُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعل اسم التفضل ضمير مستتر تقديره هي، وكذلك في (الحريرُ أغلى من القطنِ) و(النيلُ أطولُ من الفراتِ) ففاعل كل من "أغلى وأطول" هو ضمير مستتر تقديره هو.
  • اسمًا ظاهرًا، وذلك بشروط هي:
  • إذا صح أنْ يقع مكانه فعل بمعناه.
  • وسبق بنفي أو استفهام أو نهي.
  • أنْ يكون المرفوع (الفاعل) مفضلًا على نفسه باعتبارين.

مثل: (ما مِنْ أرضٍ أجودُ فيها القطنُ منهُ في أرضِ مصر).

فاسم التفضيل "أجودُ" رفع اسمًا ظاهرًا وهو "القطنُ" لأنَّه توفرت فيه الشروط الثلاثة، إذ يصح أنْ يحلَ الفعل (يجود) مكان اسم التفضيل، وسبق بنفي (ما)، والفاعل "القطن" مفضل على نفسه باعتبارين، أي: "القطن في أرض مصر أجود من القطن في غيرها".

ونفس الأمر ينطبق على المثالين: (لمْ يوجد رجلٌ أقوى في قلبه الإيمانُ منه في قلب أبي بكر)، (أرأيْتَ رجُلًا أولى به الشكرُ منه بمحسنٍ لا يَمُن؟).


المراجع

  1. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، من ضمن الصفحات من مئتين وواحد إلى ثلاثمائة، صفحة 40 . بتصرّف.
  2. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، الجزء الأول، صفحة 323. بتصرّف.
  3. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية ،من ضمن الصفحات من مئتين واثنين إلى ثلاثمائة، صفحة 42. بتصرّف.
  4. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 444 - 448. بتصرّف.
  5. سورة الأحزاب ، آية:35
  6. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 44. بتصرّف.
  7. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 48. بتصرّف.
  8. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 454. بتصرّف.
  9. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 454 - 456. بتصرّف.
  10. ^ أ ب سعيد الأفغاني، الموجز في قواعد اللغة العربية، صفحة 203 204. بتصرّف.
  11. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 280 281. بتصرّف.