تعرَّف التوابع على أنّها كلمات تتبع ما قبلها في الإعراب، وهي أربعة أنواع، وهي: النعت (الحقيقي والسببي)، والتوكيد (اللفظي والمعنوي)، والبدل (كل من كل، جزء من كل، بدل اشتمال)، والعطف (عطف البيان وعطف النسق)،[١] وهذا المقال سيقتصر الحديث عن عطف البيان والبدل وأوجه التشابه والاختلاف بينهما.
عطف البيان
يعرَّف عطف البيان على أنّه التابع الجامد الذي يكشف قصد المتكلم من المتبوع ببيانه وشرحه، فعندما نقول (كان الصدِّيقُ أبو بكر نحيلَ الجسم، ولكنه ذو إرادةٍ قوية) فهنا (أبو بكر) عطف بيان لكلمة (الصدِّيق)، وكما يُلاحظ أنّ كلمة (أبو بكر) هي اسم جامد، أتت بعد متبوعها (الصديق) فبيّنته تماماً، وزادت من وضوحه وبيّنت المقصود منه وشرحته، وكذلك الحال في الأمثلة التالية (خليل الله إبراهيم)، (المسيح عيسى بن مريم)، (الإمام عَلِيّ بن أبي طالب).[٢]
مواضع عطف البيان
يبيّن الجدول التالي المواضع التي يأتي بها عطف البيان:[٣]
الموضع | مثال |
اللَّقَبُ بعد الاسم | عليٌّ زينُ العَابدين |
الاسمُ بعد الكُنية | أَقسَمَ بالله أَبو حَفصٍ عُمر |
الظَّاهرُ المُحَلَّى بـ "أل" بعد اسمِ الإشارة | هذا الكِتاب جَيِّدٌ |
المَوصُوف بعد الصفةِ | الكَليمُ مُوسى |
التَّفسيرُ بعد المُفسَّر | العَسْجَد أي الذَّهبُ |
البدل
يُعرّف البدل على أنّه التابع المقصود بالحكم بلا واسطة، فعندما نقول (أقبلَ أخوك محمد) يكون المقصود من كلامنا بالحكم هو (محمد) لكن لفظ (أخوك) ذُكرت فقط للتمهيد لذكر العلَم (محمد)، إذ إنّ البدل (محمد) هو المهم والمقصود بالحكم، لكن المُبدل منه (أخوك) يكون أقل أهمية ويُذكر فقط تمهيدًا لذكر البدل، وكذلك الحال في الأمثلة التالية: (جاء القائدُ أحمد)، (أصغيتُ إلى الخطيب علي)، (قرأتُ سيرةَ البطلَ خالد).[٤]
أنواع البدل
للبدل ثلاثة أنواع، وهي كما يبيّنها الجدول:[٥]
نوع البدل | مثال |
بدل مطابق (بدل كل من كل) | تولّى الخليفةُ أبو بكر الخلافة (نفس معنى: تولّى أبو بكر الخلافة) |
بدل جزء من كل | أحبّ الشجرةَ أزهارَها (نفس معنى: أحبّ أزهار الشجرة) |
بدل اشتمال (هو ما اشتمل عليه المبدل منه من غير أن يكون جزءاً منه) | أعجبني محمدٌ خلقُه (نفس معنى: أعجبني خلق محمد) |
الموازنة بين عطف البيان والبدل
الشبه بين عطف البيان والبدل
توجد علاقة وثيقة بين كلٍّ من عطف البيان والبدل، وذلك من النواحي التالية:[٦]
وجه التشابه | مثال |
كل اسم يصح أن يُحكم عليه بأنه (عطف بيان) مفيد للإيضاح أو للتخصيص، يصح أن يحكم عليه أيضاً بأنه (بدل كُلٍّ من كُلّ). وكل اسم يصح أن يُعرب على أنّه (عطف بيان) يمكن أيضاً أن يتم إعرابه على أنّه (بدل كُلٍّ من كُلّ) في نفس الوقت. | أقبل أخوك سالمٌ، هنا سالمٌ يمكن أن تعرب كالتالي: سالمٌ: عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. أو يمكن إعرابه كالتالي: سالمٌ: بدل كل من كل (مطابق) مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. |
الفرق بين عطف البيان والبدل
بالرغم من وجود تشابه بين عطف البيان والبدل، إلّا أنّ هناك عدّة فروق بينهما، وهي كما يلي:[٦][٧]
- عطف البيان لا يمكن أن يكون ضميراً، ولا تابعاً لضمير بخلاف البدل، الذي يصح أن يكون كذلك.
- عطف البيان لا يمكن أن يكون جملة ولا تابعاً لجملة بينما البدل يمكن أن يكون كذلك.
- عطف البيان لا يمكن أن يكون فعلاً بينما البدل قد يكون فعلاً.
- عطف البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره، ولا يختلف في جواز ذلك في البدل.
- عَطْفَ البيان يكون فقط في المعارف بخلاف البدل الذي يمكن أن يكون في غير ذلك أيضاً.
- عطفَ البيان يكون في تقدير جملة واحدة، في حين أنّ البَدَل يكون في تقدير جملتين على الأصح.
- المُعْتَمد في البَدَل الثَّاني، والأول يكون تَوْطِئة وتمهيداً له.
- عَطْفُ البَيَان يُشتَرط مطابَقَتُه لما قَبْله في التَّعْرِيفِ بخلافِ البدل.
- لا يكونُ عَطفُ البيان بلفظ الأَوَّل، ويجوزُ في البَدَل.
- لَيْس في عَطْفِ البَيَان نِيَّةُ إحْلالِه مَحَلَّ الأول، بِخلاَف البَدَل.
الفرق بين عطف البيان والبدل في الإعراب
يمكن إعراب التابع بدلاً أو عطف بيان إذا صحّ استبدال التابع بالمتبوع أو تكرار العامل، فإذا لم يصحّ فالتابع يُعرب على أنّه عطف بيان فقط.[٦]
الجملة | التوضيح | إعراب (عطف بيان أو بدل) |
جاءَ العاملُ سعيدُ | في هذه الجملة يصح الاستبدال أي؛ يصح أن نقول: (جاء سعيدُ)، كما يصح تكرار العامل، أي يصح أن نقول: (جاءَ العاملُ، جاءَ سعيدُ) | يصحّ إعراب (سعيد) على أنّها عطف بيان وبدل، وذلك لتحقيق شرطي الاستبدال وتكرار العامل وذلك كما يلي: سعيدُ: عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أو سعيدُ: بدل كل من كل (مطابق) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهر على آخره. |
يا أيها المهندسُ أحمدُ | في هذه الجملة لا يصح الاستبدال، أي؛ لا يصح أن نقول: (يا أيها أحمدُ)،؛ لأن يا أيها تدخل على المعرف بـ (أل)، كما انّه لا يصح تكرار العامل، فلا يصح أن نقول (يا أيها المهندسُ يا أيها أحمدُ). | يصح إعراب (أحمدُ) على أنّها عطف بيان فقط، ولا يصح أن تُعرب على أنها بدل، وذلك لعدم تحقيق شرطي الاستبدال وتكرار العامل، وتعرب كما يلي: أحمدُ: عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. |
أمثلة إعرابية توضح الفرق في الإعراب بين عطف البيان والبدل |
الجملة | الإعراب |
حضرَتِ الطبيبةُ سعادُ | حضرَتِ: (حضرَ) فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، و(التاء) تاء التأنيث الساكنة حُرِّكت بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين. الطبيبةُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. سعادُ: بدل كل من كل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أو سعادُ: عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. |
سليمٌ أفضلُ الناسِ الرجالِ والنساءِ | سليمٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أفضلُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف. الناسِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. الرجالِ: عطف بيان مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. النساءِ: اسم معطوف مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. |
تدريـبــات
تدريب (1): حدّد/ي نوع البدل في الجمل التالية:
الجملة | البدل | نوع البدل |
نجحت رفيقتي أحلامُ | أحلامُ | بدل مطابق ( كل من كل) |
انتصرَ القائدُ خالدُ | ||
أكلتُ الرغيف ثلثه | ||
نفعني المعلمُ علمهُ |
تدريب (2): أعرب/ي الجمل التالية:
الجملة | الإعراب |
يا أيها المعلمُ عاصمُ | يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب أيُّ: منادى مبني على الضم في محل نصب؛ لأنه نكرة مقصودة، و(الهاء) حرف زائد للتنبيه لا محل له من الإعراب. المعلمُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. عاصمُ: عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. |
يا صديقُ سعداً | |
ذهب الشرطيُّ عامرُ | |
أنا المُكرمُ الزميلِ غيثٍ |
المراجع
- ↑ محمود مغالسة، النحو الشافي، صفحة 375. بتصرّف.
- ↑ محمد عيد، النحو المصطفى، صفحة 599-600. بتصرّف.
- ↑ عبد الغني الدقر، معجم القواعد العربية، صفحة 408. بتصرّف.
- ↑ فاضل صالح السامرائي، معاني النحو، صفحة 203. بتصرّف.
- ↑ جوزيف الياس، وجرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 308. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد عيد، النحو المصطفى، صفحة 603. بتصرّف.
- ↑ فاضل صالح السامرائي، معاني النحو، صفحة 408. بتصرّف.