تتكون الجملة الاسميّة من ركنين أساسيين وهما المبتدأ والخبر، وكلاهما حكمه الرفع، لكن عندما تدخل عليهما أحد نواسخ الجملة الاسمية فإنَّها تغير إعرابهما، حيثُ تنقسم هذه النواسخ إلى قسمين، الأول: الأفعال الناسخة، وهي كان وأخواتها، والتي تدخل على الجملة الاسميّة، فتُبقي المبتدأ مرفوعًا ويُسمى اسمها، وتنصب خبر المبتدأ ويُسمى خبرها، أمَّا الثاني فهو: الحروف الناسخة، وهي إنَّ وأخواتها، والتي تدخل على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويُسمى اسمها، وتُبقي خبر المبتدأ مرفوعًا ويُسمى خبرها، وفي هذا المقال سنتحدث عن كيفية إعراب هذه الحروف بالتفصيل.


المعنى الذي تفيده إنَّ وأخواتها

إنَّ وأخواتها عددها ستة، ولكل واحدة منها استخدام، وفيما يأتي توضيح للمعنى الذي تفيده كل منها:[١][٢]


الحرف
ما يفيده
مثال
إنَّ
التأكيد، أي تأكيد نسبة الخبر للمبتدأ ونفي الشك عنها.
إنَّ زيدًا مجتهدٌ.
أنَّ
التأكيد أيضًا كـ (إنَّ)، ويُشرط فيها أنْ تُسبقَ بشيء، مثل: (يسرُّني، أعجبني، علمْتُ).
علمْتُ أنَّكَ مسافرٌ غدًا.
كأنّّ
التشبيه
كأنَّ محمدًا أسدٌ.
لكنَّ
الاستدراك، وهو تصحيح خطأ فوري في نفس الجملة، ويكون بإثبات الحكم للمعطوف بعد نفيه عن المعطوف عليه.
زيدٌ غنيٌّ لكنَّهُ بخيلٌ.
(فإنَّ وصف زيد بالغني يوهم أنَّه كريم، فأُزيل هذا الوهم بقول: "لكنَّهُ بخيلٌ").
ليتَ
التمني، وهو طلب الشيء المستحيل الوقوع، أو فيه عُسر أي صعب التحقق.
ليت السلامَ يسودُ العالمَ كلَّه.
ليت لي ألفَ دينارٍ.
لعلَّ
الترجي، وهو انتظار حصول أمرٍ مرغوب فيه، ولا يكون إلا في الممكن، وقد تكون للإشفاق، وهو انتظار أمر مكروه.
لعلَّ اللهَ يرحمُنا.
لعلَّ العدوَّ قادمٌ.


إعراب إن وأخواتها

تنصب إنَّ وأخواتها اسمًا، وترفع خبرًا -كما ذكر سابقاً-، ويأتي خبرها إما مفردًا، أو جملة اسمية/ فعلية، أو شبه جملة ظرفية/ جار ومجرور، وفيما يأتي مزيد من التوضيح لكيفية إعرابها:[٣]


الجملة
الإعراب
ليتَ أيامَ الصبا عائدةٌ.
ليتَ: حرف تمنٍّ ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
أيامَ: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
الصبا: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
عائدةٌ: خبر ليتَ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
(الخبر هنا مفرد).
إنَّ الله كريمٌ.
إنَّ: حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الله: لفظ الجلالة اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
كريم: خبر إن مرفوع زعلامة رفعه تنوين الضم.
(الخبر هنا مفرد).
قوله تعالى: (إنَّ لدينا أنكالًا).[٤]
إنَّ: حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
لدينا: لدى: مفعول فيه ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب، وهو مُضاف، نا: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر مُضاف إليه.
وشبه الجملة الظرفية في محل رفع خبر إن مقدم.
أنكالًا: اسم إنَّ مؤخر منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
(يجوز هنا تقديم الخبر أو تأخيره، لأنَّ الخبر شبه جملة، لكن الاسم لمْ يشتملْ على ضمير يعود على بعض الخبر).
الطالبُ ذكيٌّ لكنَّه مهملٌ.
الطالبُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ذكيٌّ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
لكنَّه: لكنَّ: حرف استدراك ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل نصب اسم إنَّ.
مهملٌ: خبر لكنَّ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
(الخبر هنا اسم مفرد، وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة).
قوله تعالى: (لعلِّي أبلغُ الأسبابَ).[٥]
لعلِّي: حرف ترجٍّ مبني على الفتح المُقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء، لا محل له من الإعراب، والياء: ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب اسم لعلَّ.
أبلغُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
الأسبابَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر لعلَّ.
(الخبر هنا جملة فعليّة).
قوله تعالى: (وإنَّ الظالمينَ بعضُهُم أولياءُ بعضٍ).[٦]
إنَّ: حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الظالمينَ: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
بعضُهُم: مبتدا مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف، هُمْ: ضمير متّصل مبني في محل جر مُضاف إليه.
أولياءُ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
بعضٍ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
والجملة الاسميّة (بعضهم أولياءُ بعض) في محل رفع خبر إنَّ.
(الخبر هنا جملة اسميّة).
قوله تعالى: (كأنَّهم خشبٌ مسندةٌ).[٧]
كأنَّهم: كأنَّ: حرف تشبيه ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، هُم: ضمير متّصل مبني في محل نصب اسم كأنَّ.
خشبٌ: خبر كأنَّ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
مسندةٌ: نعت مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
قوله تعالى: (إنَّما المؤمنونَ إخوةٌ).[٨]
إنَّما: حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ما: كافة زائدة، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
المؤمنونَ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
إخوةٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
(يُشترط لإعمال "إنَّ وأخواتها" ألا تقترن بـ "ما"، فإذا اقترنت كفتها عن العمل، فيُعرب ما بعدها مبتدأ وخبر، ويُستثنى من ذلك "ليت"، فإذا اتّصل بها "ما" يجوز إعمالها أو إهمالها، مثل: ليتما النصرَ قريبٌ أو ليتما النصرُ قريبٌ).
سرَّني أنَّ الطالبينِ مجتهدانِ.
سرَّني: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، ونون الوقاية: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والياء: ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
أنَّ: حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الطالبينِ: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مُثنى.
والمصدر المؤول من (أنَّ الطالبينِ مجتهدانِ) في محل رفع فاعل للفعل (سرَّ)، والتقدير (سرَّني اجتهادُ الطالبينِ).
مجتهدانِ: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنَّه مُثنى.


تدريب تطبيقي

أدخل أحد الحروف الناسخة إلى الجمل التالية، وغير ما يلزم:


الجملة الاسميّة
جملة إنَّ وأخواتها
المخلصونَ محبوبونَ.
إنَّ المخلصينَ محبوبونَ.
الفرجُ قريبٌ.
لعلَّ الفرجَ قريبٌ.
القتاةُ غزالةٌ.
كأنَّ الفتاةَ غزالةٌ.


المراجع

  1. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 336 - 338. بتصرّف.
  2. حمدي محمود عبد اللطيف، النحو الميسر، صفحة 60. بتصرّف.
  3. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 241 - 245. بتصرّف.
  4. سورة المزمل، آية:12
  5. سورة غافر، آية:36
  6. سورة الجاثية ، آية:19
  7. سورة المنافقون، آية:2
  8. سورة الحجرات، آية:10