حروف النصب هي عبارة عن أدوات تدخل على الفعل المضارع المرفوع، وتغيّر حالته من الرفع إلى النصب، وتختلف هذه الحروف في المعنى والاستخدام، وفي هذا المقال سنتحدّث عن هذه الحروف واستخدامها وكيفية إعرابها.[١]


نواصب الفعل المضارع

تُقسم نواصب الفعل المضارع إلى ثلاثة أقسام، وهي:[٢][٣]


أولا: حروف ظاهرة

وهي (أنْ - لنْ - كي - إذن)، وفيما يلي توضيح لكل منها:


  • أنْ: حرف نصبٍ ومصدري واستقبالٍ:

- نصب: أي ينصب الفعل المضارع.

- مصدر: أي يؤول مع الفعل بمصدر.

- استقبال: أي يُعيَّن زمن المضارع للاستقبال.

كما في المثال الإعرابي التالي:


الجملة
الإعراب
قول تعالى: (يريدُ اللهُ أنْ يُخففَ عنكم).[٤]
يريدُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
اللهُ: لفظ الجلالة، فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أنْ: حرف مصدري ونصب واستقبال مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
يُخففَ: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
عنكم: عنْ: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، كم: ضمير متّصل مبني في محل جر بحرف جر.
والمصدر المؤول من (أن يُخفف) في محل نصب مفعول به للفعل (يريد).


  • لَنْ: حرف نفي ونصب واستقبال:

كما في المثال الإعرابي التالي:


الجملة
الإعراب
قال تعالى: (لنْ ينالَ اللهَ لحومُهَا)[٥]
لنْ: حرف نفي ونصب واستقبال مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
ينالَ: فعل مضارع منصوب بِـ لن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
اللهَ: لفظ الجلالة، مفعول به مُقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
لحومُها: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والها: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.


  • كَيْ: حرف مصدر ونصب واستقبال:

وتكون مصدريّة إذا دخلت عليها اللام لفظًا أو تقديرًا، وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:


الجملة
الإعراب
قال تعالى: (فرددناه إلى أُمه كي تقرَّ عينُها)[٦]
فرددناه: الفاء: حرف عطف مبني على الفتحة، لا محل له من الإعرب، رددناه: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بنا الفاعلين، والنا: ضمير متّصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
إلى: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
أُمِهِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
كي: حرف مصدري ونصب واستقبال مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تقرَّ: فعل مضارع منصوب بِـ كي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والمصدر المؤول من (كي تقر) في محل جر بلام التعليل المقدرة قبل كي.
عينُها: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، هو مضاف، والها: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
جِئْتُ لكي أتعلمَ.
جئْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل
لكي: اللام: حرف جر مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب، كي: حرف مصدري ونصب واستقبال مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
أتعلمَ: فعل مضارع منصوب بِـ كي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
والمصدر المؤول مني كي والفعل في محل جر بحرف الجر اللام.


  • إِذَنْ: حرف جوابٍ وجزاءٍ:

كما في المثال الإعرابي التالي:


الجملة
الإعراب
جوابًا لمن قال سأذهب إلى الحج:
(إذنْ أصحَبَكَ).
إذنْ: حرف جواب وجزاء ونصب مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
أصحبَكَ: فعل مضارع منصوب بِـ إذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، والكاف: ضمير متّصل مبني على الفتحة في محل نصب مفعول به.


وتكون (إذنْ) ناصبة بثلاثة شروط:

  • أن تكونَ واقعة في صدر جملة الجواب: فلا يصح إعمال "إذنْ" في جملة (زيدٌ إذنْ يكرُمُكَ)، لأنَّها لم تقع في صدر جملة الجواب.
  • أن يكون المضارع بعدها دالًا على الاستقبال: ففي جملة (إذنْ تصدُقً) جوابًا لمن قال: (إنِّي أُحبُّكَ)، لا يصح إعمال "إذن" لأنَّ المضارع بعدها يدلّ على الحال، لا على الاستقبال.
  • ألا يفصل بينها وبين الفعل المضارع فاصل غير القسم والنداء ولا النافية: مثل: (إذنْ - والله - أُكرِمَك)، (إذنْ - يا زيد - أُكرِمَك)، (إذنْ لا يضيعَ أجرُكَ)، أمَّا في جملة (إذنْ زيدٌ يكرُمُكَ) لا يصح إعمال "إذن"، لأنَّه فصل بينها وبين الفعل المضارع بغير الفواصل المذكورة.


ثانيًا: أن المضمرة جوازًا

وهي التي تأتي بعد (لام التعليل).

إذا سُبق الفعل بِـ لام التعليل يكون منصوبًا بـِ أن المضمرة جوازًا، أي يجوز إظهارها أو إضمارها، مثل: (ذهبْتُ إلى مكةَ لأحجَّ)، (ذهبْتُ إلى مكةَ لأنْ أحجَّ).

ولام التعليل هي حرف جر يجر المصدر المؤول من أن الظاهرة أو المضمرة والفعل، كما في المثال الإعرابي التالي:


الجملة
الإعراب
قال تعالى: (فالتقطه آلُ فرعونَ ليكونَ لهم عدوًّا وحزنًا).[٧]
فالتقطه: الفاء: حرف عطف مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب، التقطه: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
آلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
فرعونَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنَّه ممنوع من الصرف، للعلمية والأعجميّة.
ليكونَ: اللام: لام التعليل، حرف جر مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب، يكونَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازًا بعد لام التعليل وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، واسمه ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام.
لهم: اللام: حرف جر مبني على الفتحة ، لا محل له من الإعراب، وهم: ضمير متّصل مبني في محل جر بحرف الجر.
عدوًّا: خبر يكون منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
وَ: حرف عطف مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب.
حزنًا: اسم معطوف على (عدوًّا) منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


ثالثا: أن المضمرة وجوبًا

وهي التي تأتي بعد كلّ من (لام الجحود - حتى - فاء السببية - واو المعيّة - أو)، وفيما يل توضيح لكلّ منها:


  • لام الجحود:

لام الجحود هي حرف جر يجرُّ المصدرَ المؤولَ من (أنْ) المضمرة وجوبًا والفعل، وهي المسبوقة بِـ (ما كان) أو (لم يكنْ)، كما في المثال الإعرابي التالي:


الجملة
الإعراب
قال تعالى: (لم يكنِ اللهُ ليغفرَ لهم).[٨]
لمْ: حرف نفي وجزم مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون، حُرِّك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين.
اللهُ: لفظ الجلالة، اسم يكن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ليغفرَ: اللام: لام الجحود، حر جر مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب، يغفرَ: فعل مضارع منصوب بِـ أن المضمرة وجوبًا بعد لام الجحود، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤول من (أنْ يغفرَ) في محل جر بلام الجحود.
لهم: اللام: حرف جر مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب، هم: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.


  • حتَّى:

يُنصَب الفعل المضارع بعد (حتَّى) بِـ (أنْ) مضمرة وجوبًا، و(حتَّى) في هذه الحالة حرف جر يجرُّ المصدر المؤول مع أن المضمرة والفعل المضارع بعدها، ولها معنيان:

  • بمعنى إلى: مثل (وكلوا واشربوا حتى يتبينَ لكم الخيطُ الأبيضُ)،[٩] أي "إلى أنْ يتبينَ".
  • بمعنى كي: مثل: (أسلِم حتى تدخلَ الجنةَ) أي "كي تدخلَ الجنةَ".


وفي ما يلي مثال إعرابي:


الجملة
الإعراب
قال تعالى: (لنْ نبرحَ عليه عاكفينَ حتَّى يرجعَ إلينا موسى).[١٠]
لنْ: حرف نفي ونصب واستقبال مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
نبرحَ: فعل مضارع ناقص من أخوات كان منصوب بِـ لن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن.
عليه: على: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر.
عاكفينَ: خبر نبرح منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
حتَّى: حرف غاية وجر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
يرجعَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وجوبًا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
إلينا: إلى: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، والنا: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.


  • فاء السببية:

هي الفاء التي تدلّ على أنَّ ما قبلها سببٌ في حصول ما بعدها، مثل: (ذاكرْ فتنجحَ) فالمذاكرة هي السبب في النجاح.

ويُشترط فيها أن تُسبق بنفي محض أو طلب، مثل:

- نفي: (لا يُقضى عليهم فيموتوا).[١١]

- طلب: (ذاكرْ فتنجحَ)، (هلّا اتقيت اللهَ فيغفرَ لك).

وفيما يلي مثال إعرابي:


الجملة
الإعراب
قال تعالى: (ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي).[١٢]
وَ: حرف عطف مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب.
لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تطغوا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
فيه: في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متّصل مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر.
فيحلَ: الفاء: فاء السببيّة، حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب، يحلَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية المسبوقة بالنهي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
عليكم: على: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، كم: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر.
غضبي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء وهو مضاف، والياء: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.


  • واو المعيّة:

وهر حرف عطف بمعنى (مَعَ) تُفيد المصاحبة، أي أنَّ حصول ما قبلها وما بعدها في وقت واحد، بشرط أنْ تُسبق بنفي محضٍ أو طلب، مثل:

- نفي: (لا آمرُكَ بالمعروف وأُعرِضَ عنه).

- الطلب: (ساعدني وأُساعدَكَ لنتفوَّقَ).

وفيما يلي مثال إعرابي:


الجملة
الإعراب
لا تأكلوا السمكَ وتشربوا اللبنَ.
لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تأكلوا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
السمكَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وتشربوا: الواو: واو المعيّة، حرف عطف مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب، تشربوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد واو المعية وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
اللبنَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.


  • أو:

التي بمعنى (إلا)، كما في المثال الإعرابي التالي:


الجملة
الإعراب
سأُقاطعُ المذنبَ أو يطيعَ اللهَ.
سأُقاطع: السين: حرف استقبال مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب، أقاطعُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
المذنبَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أو: حرف عطف بمعنى (إلا أن) مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
يطيعَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبًا بعد (أو) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
اللهَ: لفظ الجلالة، مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.


المراجع

  1. فؤاد نعمة، ملخَّص قواعد اللغة العربية، صفحة 139. بتصرّف.
  2. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 141 - 161. بتصرّف.
  3. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 65 - 76. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية:28
  5. سورة الحج، آية:37
  6. سورة القصص، آية:13
  7. سورة القصص، آية:8
  8. سورة النساء ، آية:137
  9. سورة البقرة ، آية:187
  10. سورة طه ، آية:91
  11. سورة فاطر ، آية:36
  12. سورة طه، آية:81