الفعل المُضارع هو الفعل الذي يدلُّ على حدث مُقترن بالزمن الحاضر أو المُستقبل، ويبدأ بأحد الأحرف المجموعة في كلمة (نأتي)، مثل: (ألعب، تلعب، يلعب، نلعب)، وللفعل المضارع حالتان: حالة إعراب، وحالة بناء، فالإعراب فهو الذي تتغير حركة آخره بتغير موقعه، أما البناء فهو الذي لا تتغير حركة آخره بتغير موقعه من الإعراب، ويأتي الفعل المضارع مبنيًا في حالتين، الأُولى: يُبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة، والثانية: يُبنى على الفتحة إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة، ويأتي الفعل المضارع مُعربًا على ثلاث حالات، وهي الفعل المضارع المرفوع؛ إذا لم يُسبقْ بأداة جزم أو نصب، والمجزوم؛ إذا سُبِقَ بأداة جزم، والمنصوب إذا سُبِقَ بأداة نصب، وفي هذا المقال سنتطرّق للحديث عن حالة الفعل المضارع المنصوب.[١]
متى يُنصب الفعل المضارع
يُنصب الفعل المضارع عندما يأتي قبله أحد حروف النصب، وتؤثر فيه أثرين: أثرًا لفظيًا وهو حركة النصب الإعرابيّة التي تظهر على آخره، وأثرًا معنويًا وهو تخصيصه للاستقبال، إذ إنَّ الفعل المضارع بشكل عام يدلُّ على الحال أو الاستقبال، لكن دخول أحد احروف النصب عليه تجعله يدل على المستقبل لا الحاضر.[٢]
حروف النصب
يُنصب الفعل المُضارع إذا سُبِقَ بأحد الحروف التالية:[٣][٤]
أنْ
حرف مصدريّ ونصب واستقبال، وتُسمى أنْ المصدرية؛ لأنَّها يُمكن أنْ تؤولَ مع الفعل المضارع بعدها بمصدر، مثل: (يسرني أنْ تتقدمَ)، فالمصدر المؤول من (أنْ تتقدمَ) أي تقدُّمُك في محل رفع فاعل للفعل يسرني، وكذلك (أحبُ أنْ أقرأَ) (القراءة)، وقد تدغم أنْ بلا النافية، ويستمر عملها كحرف نصب، مثل: (طلبتُ منه ألّا يتكلمَ كثيرًا)، أنْ: حرف مصدري ونصب، لا: حرف نفي، يتكلمَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والمصدر المؤول من ألا والفعل المضارع في محل نصب مفعول به للفعل طلبْتُ.
لنْ
حرف نفي ونصب واستقبال، مثل: (لنْ أخونَ) (أي تنفي حدوث فعل الخيانة في المستقبل)، لن: حرف نفي ونصب، أخونَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
كي
حرف مصدريّ ونصب واستقبال، وتفيد التعليل، وقد تقترن بلام التعليل التي تلفظ أو تُقدر، مثل: (درسنا كي ننجحَ)، أو (درسنا لكي ننجحَ)، ويجوز أنْ تتصل بلا النافية، مثل: (أحدثُك كيلا تملَ).
لام التعليل
بمعنى (كي)، وتفيد التعليل وبيان السبب، مثل: (بر والديك لتنالَ رضا ربك)، فسبب رضا الرب هو بر الوالدين.
حتى
تفيدُ معنيين: الأول: الغاية، أي وصول الشيء إلى آخره (بمعنى إلى أن)، مثل: (اجتهد حتى تصلَ إلى ما تطمح إليه)، أي اجتهد إلى أنْ تصل إلى ما تطمح إليه، والثاني: التعليل (بمعنى لكي)، مثل: (يجتهد الطالبُ حتى يتفوقَ)، أي يجتهد لكي يتفوق.
لام الجحود
أو لام الإنكار، وتفيد النفي، ويسبقها (كان) المنفية، مثل: (لم أكنْ لألهوَ والأمر جدٌ)، وتُعرب: لام الجحود حرف نصب، ألهوَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
فاء السببية
تفيد أنَّ الجملة التي قبلها سبب للجملة التي بعدها، مثل: (لا تصاحبْ غادرًا فينالَك غدره)، لكن ليست كل فاء تتصل بالفعل المضارع تكون فاء السببية، فقد تكون حرف عطف، ولكي تميز فاء السببية، لا بدَّ أنْ يسبقَها:
- نفي، مثل: ما فعلت ذنبًا فأندمَ عليه.
- طلب، والطلب هنا يشمل (أمر، نهي، استفهام، تمني، رجاء)، وتوضيح ذلك كالآتي:
- الأمر: (تمسكوا بمبادئكم فتعيشوا سعداء).
- النهي: (لا تكذبوا فيكرهَكم الناس)؛ سُبقت بنهي "لا تكذبوا".
- الاستفهام: (هل تعطف على الفقراء فتنالَ الثواب؟).
- التمني: (ليتنا نتحد فنتقدمَ).
- الرجاء: (لعلَّ الفرج قريب فنطمئنَ).
إذن
حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال، وتكون في جواب كلام قبلها، وتكون ناصبة إذا توفرت فيها الشروط التالية:
- أنْ تأتيَ في أول الجملة، فإذا تقدم عليها شيء، لا تعمل، ويُرفع الفعل، مثل: (إذن أُكافئَـك) - (أنا إذن أكافئُـك)، أما إذا تقدم على إذن (الواو أو الفاء)، يجوز رفع الفعل أو نصبه، والرفع أكثر.
- أنْ يدلَّ الفعلُ على الاستقبال، أما إذا دلَّ على الحال يُرفع، كأن يخبرك أحدهم أمرًا ما فتقول له (إذن أظنُّك صادقًا).
- أنْ لا يفصل بينها وبين الفعل المضارع فاصل، فإذا فُصِلَ بينهما وُجِبَ رفع الفعل المضارع، مثل: (إذن أنا أكافئُك)، إلا إذا فُصِلَ بينهما بالقسم أولا النافية، تبقى إذن ناصبة، مثل: (إذن والله أُكافئَك)، (إذن لا أضيعَ جهدَك).
- أنْ تفيدَ المجازاة، أي في معناها ما يدل على جزاء الفعل.
علامات إعراب الفعل المضارع المنصوب
فيما يلي توضيح لعلامات نصب الفعل المضارع:[٥]
علامات إعراب الفعل المضارع منصوب | التوضيح | الإعراب |
الفتحة الظاهرة | إذا لم يتصلْ بآخره شيء وكان صحيحَ الآخر. مثل: أريدُ أنْ أزورَ زيدًا. | أن: حرف مصدري ونصب. أزورَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. |
حذف النون | إذا كان الفعل المضارع المنصوب من الأفعال الخمسة، وهو الفعل المضارع الذي يتّصل به ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، يأتي على الأوزان الآتية:(يدرسانِ، تدرسانِ، تدرسونَ، يدرسونَ، تدرسين). مثل: يجب أنْ تكرما الضيفَ. | أنْ: حرف نصب ومصدري. تكرما: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنَّه من الأفعال الخمسة. |
الفتحة المقدرة | إذا كان الفعل المضارع معتلَ الآخر بالألف. مثل: لنْ تبقى | لن: حرف نصب ونفي. تبقى: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المُقدرة على آخره منعَ من ظهورها التعذُّر. ( والتعذُّر هو استحالة ظهور الحركة على الألف). أمَّا إذا كان الفعل المضارع معتلَ الآخر بالواو أو الياء فإنَّ الفتحة تظهر عليهما، مثل: لنْ يشكوَ، لنْ يرميَ. |
تدريب: أعرب الفعل المضارع في كل من الجمل التالية:
الجملة | الفعل المضارع وإعرابه |
كونوا يدًا واحدةً فتفوزوا. | فتفوزوا: الفاء: حرف نصب، تفوزوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. |
لم أكنْ لأُنكرَ معروفَك. | |
إذن أبقى معك. | |
ادرسوا حتى تنجحوا. | |
جئت لأزورَكَ. | |
ساعد والدتك حتى تنهيَ أعمالَها. | |
لنْ يضيعَ الحقُ المغتصبُ. |
المراجع
- ↑ الدكتور محمد فاضل السامرائي، النحو العربي أحكام ومعانٍ، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ سعيد الأفغاني، الموجز في قواعد اللغة العربية، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 139. بتصرّف.
- ↑ سعيد الأفغاني، الموجز في قواعد اللغة العربية، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 139 141. بتصرّف.