هاء الكناية هي هاء الضمير الزائدة عن بنية الكلمة (أي أنّها ليست هاءً أصلية)، والتي يكنَّى بها عن الواحد المذكر الغائب (وبذلك تخرج الهاء الدالة على الواحدة المؤنثة كـ: عليها، والمثنى كـ: عَلَيْهِمَا، وجمع الذكور كـ: عَلَيْهِمْ، وجمع والإناث كـ: عَلَيْهِنَّ)، تُستخدم هذه الهاء للإيجاز والاختصار.[١]


أنواع الهاء في اللغة

الهاء في اللغة أربعة أنواع وهي كما يلي:[٢]


نوع الهاء
مثال
هاء الأصل
قوله تعالى: (مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً).[٣]
هاء التأنيث
قوله تعالى: (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).[٤]
هاء السكت
قوله تعالى: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه).[٥]
هاء الكناية
قوله تعالى: (وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ)[٦]


يلاحظ من الجدول أنّ هاء الكناية هي إحدى أنوع الهاء في اللغة، وهي زائدة غير أصلية في الكلمة، يُكنى بها عن الواحد المذكر الغائب، وقد تتصل بالاسم كما في (ربّه)، أو مع الفعل كما في (خَلَقَهُ)، أو تتصل مع الحرف كما في (أيّها)،[٧]والأصل فيها البناء على الضم، مثل (لهُ، منهُ)، لكن في حال وقع قبلها كسر، أو ياء ساكنة، فحينئذٍ تُكسر، مثل: (بِه، عَلَيْهِ)، وذلك لمجاورتها الكسر أو الياء الساكنة.[١]


شروط هاء الكناية (أحوالها)

لهاء الكناية بحسب موقعها بين ما قبلها وما بعدها أربع حالات، والجدول التالي يبيّن تلك الحالات مع حكم كلًّ منها:[٨][٧]


الحالة
الحكم
مثال
أن تقع بين حرفين ساكنين
عدم وصلها باتفاق بين القرَّاء
قوله تعالى: ﴿إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة  مِنْهُ اسْمُهُ المسيح﴾.[٩]
قوله تعالى: ﴿وبِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّه)[١٠]
أن تقع بين حرفين متحركين
وصلها باتفاق بين القرَّاء بمقدار حركتين
قوله تعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾.[١١]
قوله تعالى: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى﴾.[١٢]
أن تقع بين حرف متحرك قبلها وحرف ساكن بعدها
عدم وصلها باتفاق بين القُرَّاء
قوله تعالى: ﴿ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ ﴾.[١٣]
قوله تعالى: ﴿ رَبِّهِ الْأَعْلَى ﴾.[١٤]
أن تقع بين حرف ساكن قبلها وحرف متحرك بعدها
الصلة بواو إذا كانت مضمومة، وبياء إذا كانت مكسورة، أما ابن كثير (وحده) فيرى أنّ حكمها الصلة بمقدار حركتين
قوله تعالى: (مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[١٥]
قوله تعالى: ﴿ فِيهِ هُدًى ﴾[١٦]


فالقاعدة العامة لهاء الكناية هي أنه لا صلة إلّا إذا تحقق شرطين، وهما كما في الجدول السابق أن تقع هاء الكناية بين متحركين، والشرط الثاني: أن تكون هاء الكناية مضمومة أو مكسورة (كما في حالة أن تقع بين حرف ساكن قبلها وحرف متحرك بعدها)، ويمكن تعريف الصلة على أنّها إشباع الضمة حتى تتولد منها واو ساكنة مدِّيَّة، وإشباع الكسرة حتى تتولد منها ياء ساكنة مدية، إذ إنّ الهاء حرف خفي فقوي بالصلة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الصلة تثبت في حالة الوصل، وتحذف في حالة الوقف، وكل هاء ضمير تُقرأ بالصلة يأتي بعدها واو صغيرة أو ياء صغيرة (حسب حركتها)، حيث إنّ حرف المد قد حُذِف رسماً، وتمّ تعويضه بحرف صغير وذلك إشارةً إلى وجود مد.[١]


استثناءات

تتعلّق الاستثناءات بالحالة الثانية وهي وقوع هاء الكناية بين متحرّكين، وقد بيّنا اتّفاق القراء على الصلة، إلّا أنّ كيفيّتها تختلف باختلاف الحركة قبلها، فإذا كانت حركة ما قبلها كسر فالصلة تكون ياء، وإذا كانت فتحة أو ضمّة فالصّلة واو، وفيما يلي أمثلة توضيحية:[١٧]


حركة ما قبل هاء الكناية
مثال
كسرة
قوله تعالى: (فأتوا بسورة من مثلِه).[١٨]
قوله تعالى: (وَمِن رَحْمَتِه جعل لكم الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسكنوا فيهِ).[١٩]
فتحة أو ضمّة
قوله تعالى: (فلمّا أضاءت ما حولَه).[٢٠]
قوله تعالى: (فإنّ الله يعلمُه).[٢١]


إلّا أنّ القراء اختلفوا من ذلك في ثماني عشرة كلمة، وفيما يلي تلك الكلمات:[١٧]


الحالة
مواضع الاستثناء
الكلمات التي تحرك ما قبل هاء الكناية بالفتح، وقد حذف منه للجزم ألف بين الفتحة والهاء
قوله تعالى: (وإن تشكروا يرضه لكم)[٢٢]
قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[٢٣]
الكلمات التي تحرك ما قبل هاء الكناية بالكسر، وقد حذفت منها ياء بين الكسرة والهاء للجزم ما عدا (ترزقانه فإنه مرفوع كسرت نونه علامة التثنية)
قوله تعالى: (بيده عقدة النّكاح).[٢٤]
قوله تعالى: (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا).[٢٥]
قوله تعالى: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ).[٢٦]
قوله تعالى: (وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ).[٢٧]
قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ).[٢٨]
قوله تعالى: (وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا).[٢٩]
قوله تعالى: (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ).[٣٠]
قوله تعالى: (لا يأتيكما طعام ترزقانِه).[٣١]
قوله تعالى: (ومن يأتِه مؤمنا).[٣٢]
قوله تعالى: (وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).[٣٣]
قوله تعالى: (فألقِه إليهم).[٣٤]
قوله تعالى: (نؤتِه منها).[٣٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد، صفحة 216-218. بتصرّف.
  2. حليمة سال، القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة، صفحة 118. بتصرّف.
  3. سورة هود، آية:91
  4. سورة آل عمران، آية:133
  5. سورة الحاقة، آية:28
  6. سورة البقرة، آية:197
  7. ^ أ ب على الله أبو الوفا، القول السديد في علم التجويد، صفحة 133-134. بتصرّف.
  8. محمد سالم محيسن، الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر، صفحة 160. بتصرّف.
  9. سورة ال عمران، آية:45
  10. سورة الفتح ، آية:10
  11. سورة البقرة، آية:116
  12. سورة الليل، آية:7
  13. سورة القصص، آية:70
  14. سورة الليل، آية:20
  15. سورة البقرة، آية:75
  16. سورة البقرة، آية:2
  17. ^ أ ب أبو محمد الواسطي، الكنز في القراءات العشر، صفحة 219. بتصرّف.
  18. سورة البقرة، آية:23
  19. سورة القصص، آية:73
  20. سورة البقرة ، آية:17
  21. سورة البقرة ، آية:270
  22. سورة الزمر، آية:7
  23. سورة الزلزلة، آية:7-8
  24. سورة البقرة، آية:237
  25. سورة البقرة ، آية:249
  26. سورة المؤمنون، آية:88
  27. سورة يس، آية:83
  28. سورة ال عمران، آية:75
  29. سورة ال عمران، آية:145
  30. سورة النساء، آية:115
  31. سورة يوسف، آية:37
  32. سورة طه، آية:75
  33. سورة النور، آية:52
  34. سورة النمل، آية:28
  35. سورة الشورى، آية:20