الأفعال الناقصة هي أفعال لا يتم معناها مع المرفوع وحده، ولا تتم الفائدة الأساسية من جملتها إلّا مع منصوبها، كالفعل "كان"، فلا يجوز أن نقول: (كان الطفلُ) ونكتفي بالمرفوع (الطفلُ)، بل نحن بحاجة إلى منصوب أيضًا ليتم المعنى، كأن نقول: (كان الطفلُ نائمًا)، بينما في الأفعال التامة فيتم معناها الأساسي بمرفوعها وحده، فنقول: (نامَ الطفلُ)، وتنقسم الأفعال الناقصة إلى قسمين، وهما: كان وأخواتها، وكاد وأخواتها،[١] وفي هذا المقال سنتحدّث عن كلّ منها بشيء من التفصيل.


عمل الأفعال الناقصة

تدخل الأفعال الناقصة على الجملة الاسميّة التي تتكون من مبتدأ وخبر، فترفع المبتدأ ويُسمى اسمها، وتنصب الخبر ويُسمى خبرها، على سبيل المثال:[١]


الجملة الاسمية
دخول الأفعال الناقصة على الجملة الاسمية
السماءُ صافيةٌ
كانت السماءُ صافيةً
الطالبُ مجتهدٌ
أصبح الطالبُ مجتهدًا
المطرُ يهطلُ
كادَ المطرُ يهطل


أقسام الأفعال الناقصة

تنقسم الأفعال الناقصة إلى قسمين، هما:


أولًا: كان وأخواتها

فيما يأتي بيان لكان وأخواتها والمعنى الذي تفيده كلّ منها:[٢]


كان وأخواتها
المعنى الذي تفيده
مثال
كان
تفيد اتصاف اسمها بخبرها في الزمن الماضي.
كانَ زيدٌ مريضًا.
أصبحَ
تفيد اتّصاف اسمها بخبرها في وقت الصباح.
أصبحَ الطفلُ باكيًا.
أضحى
تفيد اتّصاف اسمها بخبرها في وقت الضحى.
أضحى زيدٌ نشيطًا.
أمسى
تفيد اتّصاف اسمها بخبرها في وقت المساء.
أمسى العاملُ متعبًا.
ظلَّ
تفيد اتّصاف اسمها بخبرها في جميع النهار.
ظلًَّ الجوُّ معتدلًا.
بات
تفيد اتّصاف اسمها بخبرها في الليل.
باتَ الحارسُ ساهرًا.
صار
تفيد تحول الاسم إلى الحالة التي يدلُّ عليها الخبر.
صارَ الطينُ حجرًا.
ليس
تفيد نفي الخبر عن الاسم.
ليس الجوُّ باردًا.
ما زَالَ، ما بَرِحَ
ما فَتِئَ، ما انفكَّ
تفيد الاستمرار.
ما زالَ السلامُ أملًا محببًا.
ما برح الصاروخان منطلقينِ إلى القمر.
ما انفك الطفلُ نائمًا.
ما دامَ
تفيد التوقيت بحالة مخصوصة.
لا أصحبكَ ما دمت كاذبًا.


تنويه

قد تستعمل كل من (كان، أصبح، أضحى، أمسى، ظلَّ) بمعنى (صار) إنْ وُجدَت قرينة تخرجها عن معناها الأصلي، كما في الأمثلة التالية:

  • (أضحى الحاسوبُ ضروريًا): أي (صار الحاسوبُ ضروريًا).
  • (أمسى العالمُ قريةً صغيرةً): أي (صارَ العالمُ قريةً صغيرةً).


إعراب كان وأخواتها

فيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة التي توضح كيفية إعراب كان وأخواتها:


الجملة
الإعراب
كانَ الجوُّ جميلًا.
كانَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الجوُّ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
جميلًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أصبحَ المتسابقانِ مستعدينِ.
أصبحَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المتسابقانِ: اسم أصبح مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنَّه مثنى.
مستعدينِ: خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مثنى.
ظلَّ الطلابُ مجتهدينَ.
ظلَّ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الطلابُ: اسم ظلَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
مجتهدينَ: خبر ظلَّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
باتَ الحقُ واضحًا.
باتَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الحقُ: اسم بات مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
واضحًا: خبر بات منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أمسى هذا المريضُ مستريحًا.
أمسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
هذا: اسم إشارة مبني في محل رفع اسم أمسى.
المريضُ: بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
مستريحًا: خبر أمسى منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أصبحْتُ متفائلًا.
أصبحْتُ: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتّصاله بالتاء المتحركة، والتاء: ضمير ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم أصبح.
متفائلًا: خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
ما زالَ العلمُ نافعًا.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
زالَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
العلمُ: اسم ما زال مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
نافعًا: خبر ما زال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
كانَ محمدٌ أبوه قائمٌ.
كانَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
محمدٌ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
أبوه: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه من الأسماء الخمسة وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
قائمٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
والجملة الاسميّة (أبوه قائمٌ) في محل نصب خبر كان.
ظلَّ المطرُ ينهمرُ.
ظلَّ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المطرُ: اسم ظلَّ مرفوع وعلامة رفعه الفتحة الظاهرة على آخره.
ينهمرُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والجملة الفعليّة في محل نصب خبر ظلَّ.


لا بدَّ أنَّك لاحظت من الأمثلة السابقة أنَّ اسم كان وأخواتها قد يكون اسمًا معربًا أو اسمًا مبنيًا.

وأنَّ خبر كان وأخواتها يأتي على ثلاثة أنواع، وهي:[٣]

  • مفرد: وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة، مثل: (كان الحفلُ رائعًا).
  • جملة: وهي نوعان، اسميّة أو فعليّة، مثل: (صار الطفلُ يمشي)، (أمسى الطالبُ أخوه مجتهدٌ).
  • شبه جملة: وهي نوعان، ظرف وجار ومجرور، مثل: (أمسى الطائرُ فوقَ السطحِ)، (ليس محمدٌ من الكاذبينَ).


تنويه

قد تُستعمل كان وأخواتها كأفعال تامّة باستثناء (ما فتئ، ما زال، ليس)، فتكتفي بالفاعل ولا تحتاج إلى خبر، كما في الأمثلة التالية:[٤]

  • (أوت الطيورُ إلى أعشاشها وباتت): باتت هنا بمعنى "دخلت في الليل".
  • (سأُتابع أخباره أينما كان): كان هنا بمعنى "وُجِدَ".


ثانيًا: كاد وأخواتها

تنقسم كاد وأخواتها إلى ثلاثة أقسام، وهي:[٥]


كاد وأخواتها
المعنى الذي تفيده
أفعال المقاربة (كادَ، كَرَبَ، أوشَكَ)
للمقاربة، تدل على معنى "قارَبَ".
أفعال الرجاء (عسى، حرى، اخلولقَ)
للرجاء، أي رجاء وقوع الخبر.
أفعال الشروع (شرعَ، بدأَ، أنشأَ، طَفِقَ، أخَذَ، هبَّ، جَعَلَ، انبرى)
للشروع، تدل على الابتداء بالعمل أو الشروع به.


إعراب كاد وأخواتها

ذكرنا سابقًا عمل الأفعال الناقصة، لكن الذي يختلف بكاد وأخواتها وهو أنَّ خبرَها دائمًا ما يأتي جملة فعلية فعلها مضارع، وقد يقترن بأن وفقًا للأحكام التالية:[٦]

  • يقترن وجوبًا: مع حرى واخلولق.
  • يقترن جوازًا: أي يجوز أن يقترن أو لا يقترن، لكن الأكثر هو أن يقترن، مع عسى وأوشك.
  • يقترن جوازًا: لكن الأكثر هو أن لا يقترن، مع كاد وكرب.
  • يُمنع الاقتران: مع جميع أفعال الشروع.


وفيما يأتي بعض الأمثلة الإعرابيّة:[٧]


الجملة
الإعراب
كادَتْ الشمسُ تشرقُ.
كادَتْ: فعل ماضٍ ناقص من أفعال المقاربة مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
الشمسُ: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تشرقُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعليّة في محل نصب خبر كاد.
أوشكَ الصيفُ أنْ ينتهي.
أوشكَ: فعل ماضٍ ناقص من أفعال المقاربة مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الصيفُ: اسم أوشكَ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أنْ: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
ينتهيَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو، والمصدر المؤول من (أن ينتهي) في محل نصب خبر أوشك.
أخذَ الطفلُ يحبو.
أخذَ: فعل ماضٍ ناقص من أفعال الشروع مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الطفلُ: اسم أخذ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
يحبو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعليّة في محل نصب خبر أخذ.
قوله تعالى: (وطفقا يخصفانِ عليهما من ورقِ الجنةِ)[٨]
الواو: حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب.
طفقا: فعل ماضٍ ناقص من أفعال الشروع مبني على الفتحة الظاهرة، والألف: ضمير متّصل مبني على السكون في محل رفع اسم طفق.
يخصفانِ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة، والألف: ضمير متّصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
والجملة الفعليّة في محل نصب خبر طفق.
كربَ القلبُ من جواه يذوبُ.
كرَبَ: فعل ماضٍ ناقص من أفعال المقاربة مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
القلبُ: اسم كرب مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
منْ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
جواه: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
يذوبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والجملة الفعليّة في محل نصب خبر كرب.
عسى الرخاءُ أنْ يدومَ.
عسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
الرخاءُ: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أنْ: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل من الإعراب.
يدومَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والمصدر المؤول من (أن يدوم) في محل نصب خبر عسى.


تنويه

كاد وأخواتها لا تتصرف، فتُستعمل في الماضي فقط، باستثناء (كاد، أوشك، طفق) فيأتي منها المضارع، مثل: (يوشكُ الصيف أنْ ينتهيَ).[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب جوزيف إلياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 257. بتصرّف.
  2. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 314 315. بتصرّف.
  3. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 324. بتصرّف.
  4. فؤاد نعمة، ملخص قواعد اللغة العربية، صفحة 37. بتصرّف.
  5. جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 264 265. بتصرّف.
  6. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 38 39. بتصرّف.
  7. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 234 - 237. بتصرّف.
  8. سورة طه، آية:121
  9. فؤاد نعمة ، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 39. بتصرّف.