الأفعال الناقصة هي أفعال تدخل على الجملة الاسمية (المبتدأ والخبر) فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها، كأن نقول (السماءُ صافيةٌ)، فعند دخول أحد الأفعال الناقصة عليها مثل (كان)، تصبح الجملة كالتالي: (كانَتْ السماءُ صافيةً)، فأصبح المبتدأ (السماءُ) اسم مرفوع للفعل الناقص (كان)، والخبر (السماء) أصبح خبر منصوب للفعل الناقص،[١][٢] وهي تقسم إلى مجموعتين وهما: كان وأخواتها، وكاد وأخواتها، وسيتم الحديث عن كلٍّ منهما بشيءٍ من التفصيل.
القسم الأول: كان وأخواتها
كان وأخواتها عبارة عن أفعال لا تكتمل مع المرفوع وحده، ولا تتم الفائدة الأساسية من جملتها ولا يتّضح معناها إلّا مع منصوبها، وهذا ما يُخالف الأفعال التامة التي يتم معناها ويتّضح المراد منها بمرفوعها دون الحاجة لذكر المنصوب، ولهذا السبب سمّيت أفعال (كان وأخواتها) بالأفعال الناقصة.[٣]
استخدام كان وأخواتها
لكلِّ فعلٍ من أفعال كان وأخواتها الناقصة استخدام معين خاص به، ويبيّن الجدول التالي أفعال كان وأخواتها ومعنى كل فعل فيها:[٤][١]
الفعل الناقص | الاستخدام | مثال |
كان | تستخدم لاتّصاف الاسم بالخبر في الماضي | كانَ عمرُ عادلاً كانَ الحفلُ جميلاً |
صار | تحوّل الاسم من حالة لأخرى | صارَ أحمدُ غنياً صارَ الجوُّ معتدلاً |
أمسى | تستخدم لاتّصاف الاسم بالخبر مساءً | أمسى الجوُّ ماطراً أمسى العاملُ متعباً |
أصبح | تستخدم لاتّصاف الاسم بالخبر في الصباح | أصبحَ الجوُّ مشمساً أصبح الضوءُ ساطعاً |
أضحى | تستخدم لاتّصاف الاسم بالخبر وقت الضحى | أضحتَ الشمسُ متوهجةً أضحى أخوكَ مسروراً |
ظلَّ | تستخدم لاتّصاف الاسم بالخبر طوال النهار | ظلَّ أحمدُ صائماً ظلّت السماءُ ممطرةً |
بات | تستخدم لاتّصاف الاسم بالخبر في الليل | باتَ الحارسُ يقظاً باتَ الشرطيُّ ساهراً |
ليس | تستخدم لنفي معنى الخبر عن الاسم | ليس محمدٌ حاضراً ليس الكذبُ منجياً |
ما زال، ما برحَ، ما انفكّ، ما فتئَ | دوام اتصاف الاسم بالخبر | ما زالَتِ السماءُ ماطرةً ما برِحَ خالدٌ نائماً |
ما دام | ومعناها بقي واستمر، وتفيد في جملتها دوام اتصاف اسمها بالخبر ما بقي كلّ منهما مرتبطاً بالآخر | لن يُغْلَبَ العربُ ما داموا متَّحدين سيعملُ أحمدُ ما دامَ نشيطاً |
تصرّف أفعال (كان وأخواتها) وجمودها
تُقسّم كان وأخواتها من حيث التصرُّف إلى ثلاثة أقسام، وهي أفعال تامة، وأفعال ناقصة، وأفعال جامدة التصرف، وفيما يلي توضيح لها:[١]
القسم | الأفعال | التوضيح | مثال |
تام التصرف | كان، أصبح، أمسى، أضحى، ظلَّ، بات، صار | تتصرّف هذه الأفعال بشكلٍ تام، أي؛ يمكن أن يأتي منها الزمن الماضي والحاضر والأمر، واسم الفاعل والمصدر. | الطقسُ كائنٌ حار (هنا (كائنٌ) يعد اسم فاعل من (كان)). أعجبني كونكَ قوياً (مصدر). يكونُ الفائزُ مبتهجاً (فعل مضارع). |
ناقص التصرف | ما زال ــ ما يزال ما انفكَّ ــ ما ينفكُّ ما برحَ ــ ما يبرح ما فتئَ ــ ما يفتأُ | تتصرّف تصرُّفاً ناقصاً، أي؛ تعمل فقط في الماضي، والحاضر، ولا يأتي منها الأمر (والسبب في ذلك أنّه يشترط فيها أن تُسبق بنفي) | ما يزالُ المطرُ هاطلاً ما زال المطر هاطلاً (كلًّا من الفعلين الماضي والمضارع يعملان العمل نفسه) |
جامد لا يتصرف مطلقاً | ليس ما دام | لا يتصرّف أبداً، ولا يأتي منه إلّا الماضي، فلا يأتي منهما لا الماضي، ولا المضارع | يفيدُ الطعام ما دامَ الشخصُ جائعاً ليسَ للخائنِ ضميرٌ |
القسم الثاني: كاد وأخواتها
كاد وأخواتها عبارة عن مجموعة من الأفعال الناقصة تختلف عن أخوات كان بأمرين، وهما اختلاف معاني كاد وأخواتها عن معاني كان وأخواتها، وبأنّ خبرها عبارة عن فعل مضارع مسبوق بـ (أن) الناصبة، كما قد يأتي مجرَّداً منها، فيصح أن نقول (كادَ الزرعُ أن ينضجَ) أو (كادَ الزرعُ ينضجُ)، وتتفق معها بأمرين، بكونهما أفعالاً ناقصة، وأنّهم يعملان نفس العمل وهو الدخول على الجملة الاسمية ورفع المبتدأ ويصبح اسمها، ونصب الخبر ليصبح خبر الاسم.[٣]
أقسام كاد وأخواتها
تقسم كاد وأخواتها إلى ثلاثة أقسام، وهي أفعال المقاربة، وأفعال الشروع، وأفعال الرجاء، وفيما يلي توضيح لكلٍ منهما:[٥][٢]
القسم | الأفعال | استخداماتها | مثال |
أفعال المقاربة | كاد كرب أوشك | يُستدل بها على قرب حدوث الخبر | كادَ (أو أوشكَ، أو كربَ) السلامُ يسودُ (أي قاربَ أن يسود السلام) أوشكَ الليلُ أن ينجلي |
أفعال الرجاء | عسى حرى اخلولق | فيها يُرجى وقوع الخبر | عسى (أو حرى، أو اخلولق) الأيامُ أن تجودَ (أي أرجو أن تجودَ الأيام). اخلولق العربُ أن يتّحدوا. |
أفعال الشروع | هي كثيرة، وأشهرها: بدأ، شرع، أنشأ، طفق، جعل، علق، هلهل، أخذ، هبَّ، ابتدأ | تدل على الشروع بفعل خبرها، وهي كل فعل يدل على البدء بعمل ما والشروع فيه. *يُشترط في خبرها أن يكون جملة فعلية مجرّدة | شرعتِ الأمواجُ تتلاطمُ. هبّت الرياحُ تشتد. |
تصرُّف أفعال (كاد وأخواتها) وجمودها
تعدّ كاد وأخواتها بأقسامها الثلاثة (المقاربة، والرجاء، والشروع) أفعالاً جامدة، أي لا يأتي منها إلّا الماضي، باستثناء الفعلين (كادَ، وأوشكَ)، إذ يأتيان في الزمن الماضي والمضارع أيضاً، فيصح أن تقول: (كادَ (أو أوشكَ) العملُ أن ينتهي) أو أن تقول: (تكادُ (أو توشكُ) الأعمالُ تنتهي)، كما يمكن اشتقاق اسم فاعل من الفعل الناقص (أوشكَ)، فيصح أن تقول (أنا موشِكٌ على الانتهاء).[٣]
إعراب الأفعال الناقصة
فيما يلي أمثلة توضح كيفية إعراب الأفعال الناقصة:[٥]
الجملة | كان وأخواتها / كاد وأخواتها | الإعراب |
كانَ الطالبُ مجتهداً | كان وأخواتها | كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. الطالبُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. مجتهداً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
باتَ النصرُ قؤيباً | كان وأخواتها | باتَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. النصرُ: اسم بات مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. قريباً: خبر بات منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
كنْ صبوراً | كان وأخواتها | كنْ: فعل أمر ناقص مبني على السكون الظاهر على آخره، واسم كان ضمير مستتر تقديره (أنت). صبوراً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
أوشكَتِ الشمسُ أن تغيبَ | كاد وأخواتها | أوشَكَتِ: (أوشكَ): فعل ماضٍ ناقص مَبنيٌّ على الفتحة الظاهرة على آخره، و(التاء): تاء التأنيث الساكنة حُرِّكت بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين الشمسُ: اسم أوشكَ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أنْ: حرف مصدريّ ونصب مبنيٌّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. تغيبَ: فعل مضارع منصوب بـ (أن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مُستتِر تقديره (هي)، والمصدر المُؤوَّل من (أن تغيبَ) مبني في محلّ نصب خبر أوشكَ. |
كادَ السلامُ يسودُ | كاد وأخواتها | كادَ: فعل ماضٍ ناقص مبنيٌّ على الفتحة الظاهرة على آخره. السلامُ: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. يسودُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مُستتِر تقديره (هو). والجملة الفعليّة من الفعل وفاعله (يسودُ) في محلّ نصب خبر كاد |
اخلولقَ العربُ أن يتّحدوا | كاد وأخواتها | اخلولقَ: فعل ماضٍ ناقص مبنيٌّ على الفتحة الظاهرة على آخره. العربُ: اسم اخلولقَ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أنْ: حرف مصدريّ ونصب مبنيٌّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. يتّحدوا: فعل مضارع منصوب بـ (أن) وعلامة نصبه حذف حرف النون من آخره؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، و(الواو) ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل. والمصدر المُؤوَّل من (أن يتّحدوا) مبني في محلّ نصب خبر اخلولقَ. |
تدريــبـــات
تدريب (1): ميّز/ي اسم (كان وأخواتها) وخبرها في الجمل التالية:
الجملة | فعل كان وأخواتها | اسم كان وأخواتها | خبر كان وأخواتها |
يكونُ الجوُّ بارداً في الشتاء | يكونُ (كان) | الجوُّ | بارداً |
أصبحَ سعدٌ صائماً | |||
ما انفكَّ اللّصُّ نادماً | |||
ما زالَ العدوُّ ناقماً | |||
أمسى المديرُ مريضاً | |||
ليسَ العاملُ قويّاً | |||
صارَ أحمدُ قويّاً |
تدريب (2): أعرب/ي الجمل التالية:
الجملة | الإعراب |
عسى الأيامُ أن تجودَ | عسى: فعل ماضٍ ناقص مبنيٌّ على الفتحة المقدرة على الألف، مُنع من ظهورها التعذّر. الأيامُ: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أن: حرف مصدريّ ونصب مبنيٌّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. تجودَ: فعل مضارع منصوب بـ (أن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مُستتِر تقديره (هي)، والمصدر المُؤوَّل من (أن تجودَ) مبني في محلّ نصب خبر عسى. |
صارَ الطقسُ معتدلاً | |
ابتدأَ الصبرُ ينفدُ | |
ما يزالُ الطقسُ بارداً | |
سيعملُ العاملُ ما دام نشيطاً | |
جعل الحر يتلاشى |
المراجع
- ^ أ ب ت محمد السامرائي، النحو العربي، أحكامٌ ومعانٍ، صفحة 210-216. بتصرّف.
- ^ أ ب خالدية محمود البيّاع، المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة ، ج 3، صفحة 191-226. بتصرّف.
- ^ أ ب ت جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في النحو والصرف والإعراب، صفحة 257-265.
- ↑ محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 237-238. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود مغالسة، النحو الشافي، صفحة 220-224. بتصرّف.