ينقسم الفعل بالنظر إلى معموله -من حيث حاجته لمفعول به- إلى قسمين، وهما: الفعل اللازم، وهو الفعل الذي يكتفي بالفاعل ولا يحتاج إلى مفعول به، وذلك على نحو: (نامَ زيدٌ)، والفعل المتعدي، وهو الفعل الذي لا يكتفي بالفاعل، ويحتاجُ إلى مفعول به واحد أو أكثر لتوضيح المعنى وإيصال المعلومة، مثل: (زارَ زيدٌ صديقَهُ)، وللفعل المتعدي ثلاثة أنواع، هي: ما يتعدّى إلى مفعول به واحد، مثل: (ألقى الطالبُ قصيدةً)، وما يتعدّى إلى مفعولين، وهو على نوعين: أفعال تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر،، مثل: (ظننْتُ أبي نائمًا)، وأفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: (ألبس الربيعُ الأرضَ حُلَّةً زاهيةً)، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على النوع الثالث من الأفعال المتعدية، وهو ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل.[١]
ما يتعدى من الأفعال إلى ثلاثة مفاعيل
تنقسم الأفعال المتعديّة لثلاثة مفاعيل إلى قسمين:
الأفعال المتعدية بواسطة همزة التعديّة
وتّسمى أيضًا همزة النقل، وهما:[٢]
- أعلم: فهو في الأصل (علمَ) المتعدي إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، فلمَّا دخلت عليه همزة التعديّة أصبحَ متعديًا إلى ثلاثة مفاعيل، لزيادة التوضيح انظر الجملتين الآتيتين:
- (علم عليٌّ محمدًا قادمًا).
- عند دخول الهمزة (علمت عليًا محمدًا مسافرًا)، المفعول به الأول في الجملة الثانية (عليًا) كان في الأصل فاعلًا في الجملة الأولى (عليٌّ) وذلك قبل أن يتعدى الفعل بالهمزة، والمفعولان الثاني والثالث كان أصلهما مبتدأ وخبرًا.
- أرى: فهو في الأصل (رأى) المتعدي إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، فلما دخلت عليه همزة التعديّة أصبح متعديًا إلى ثلاثة مفاعيل، لزيادة التوضيح انظر الجملتين الآتيتين:
- (رأى خالدٌ بكرًا أخاك).
- عند دخول الهمزة (أريْتُ خالدًا بكرًا أخاك)، فالمفعول به الأول في الجملة الثانية (خالدًا) كان في الأصل فاعلًا في الجملة الأُولى (خالدٌ) وذلك قبل أنْ يتعدى الفعل بالهمزة، والمفعولان الثاني والثالث كان أصلهما مبتدأ وخبرًا.
*إضــــــــاءة*
وعليه فإن وظيفة همزة التعديّة هي أنْ تحوّلَ الفاعل إلى مفعول به، وإذا كان الفعل قبل دخولها لازمًا، يصبح بعد دخولها متعديًا إلى مفعول به واحد، مثل: (خرجَ محمدٌ: أخرجْتُ محمدًا)، وإذا كان الفعل متعديًا إلى مفعول به واحد، يصبح بعد دخول الهمزة عليه متعديًا إلى مفعولين، مثل (لبس المحتاجُ ثوبًا جديدًا: ألبست الفقيرَ ثوبًا جديدًا)، وإذا كان الفعل متعديًا إلى مفعولين، يصبح متعديًا إلى ثلاثة مفاعيل، كما في كل من الفعلين (أرى، أعلم).
أفعال متعديّة بدون واسطة
وهي خمسة أفعال معناها الإخبار والحديث، والإخبار يعني "الإعلامٌ"، وبما إنََّ معناها الإعلام، فإنَّها تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل كما يتعدى الفعل (أعلم)، وهذه الأفعال هي:[٣]
الفعل | مثال |
نبَّأ | نبَّأتُ الطيارَ الجوَّ مُناسبًا للإقلاع. |
أنبَّأ | أنبأتُ محمدًا زيدًا ناجحًا. |
حدَّث | حدثْتُ زيدًا الرحلةَ جميلةً. |
أخبر | أخبرْتُ المريضَ الراحةَ ضروريةً لكي يتحسنَ. |
خبَّر | خبَّرْتُ الطالبَ الامتحانَ سهلًا. |
نماذج إعرابية للأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل
فيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة التي توضح كيفية إعراب جملة الفعل المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل:[٤]
الجملة | الإعراب |
أريْتُ أحمدَ الأمرَ مُعقدًا. | أريْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل. أحمدَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة نيابة عن تنوين الفتح لأنَّه ممنوع من الصرف. الأمرَ: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. مُعقدًا: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
يخبرُكَ الرجلُ الحكيمُ الصدقَ منجاةً. | يخبرُكَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والكاف: ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به أول. الرجلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الحكيمُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الصدقَ: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. منجاةً: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. |
حدثَنا جدي قصصًا عميقةً. | حدثَنا: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والنا: ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به أول. جدي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة مناسبة الياء (الكسرة) وهو مُضاف، وياء المتكلم: ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. قصصًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. عميقةً: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. |
أنبأتُهُ الطقسَ عاصفًا. | أبنأتُهُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به أول. الطقسَ: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. عاصفًا: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. |
المراجع
- ↑ فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 80-81. بتصرّف.
- ↑ محمد محيى الدين عبد الحميد، شرح ابن عقيل الجزء الأول، صفحة 452. بتصرّف.
- ↑ ابن يعيش، شرح المفصل لابن يعيش، صفحة 302. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم شمس الدين، مرجع الطلاب في الإعراب، صفحة 151. بتصرّف.