المُنادى هو اسم يقع بعد أداة من أدوات النداء، وهذه الأدوات هي: يا، لكل منادى، مثل: (يا نائمًا استيقظْ)، الهمزة، لنداء القريب، مثل: (أمحمدُ أقبلْ)، أيا وهيا وأي، لنداء البعيد، مثل: (أيا نبيلُ هل تسمعني؟)، ويوجد عدة أنواع من المُنادى، والتي سنسلط عليها الضوء في هذا المقال، ونوضح إعراب كل نوع منها.[١]


أنواع المُنادى وأحكامه

فيما يأتي توضيح لأنواع المنادى وحالات إعرابه:[٢][٣]


نوع المنادى
حكمه
أمثلة إعرابية
العلم المُفرد
والمُفرد هو ما ليس مُضافًا ولا شبيهًا بالمُضاف.
يُبنى على ما يُرفع عليه ويكون في محل نصب
يا محمدُ.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمدُ: مُنادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب على النداء.
يا محمدانِ.
مُنادى مفرد علم مبني على الألف لأنَّه مُثنى في محل نصب على النداء.
النكرة المقصودة
وهي اسم نكرة يقع بعد حرف النداء ويُقصد به التعيين، فيتحول إلى معرفة لدلالته على معيَّن.
تُبنى على ما تُرفع عليه وتكون في محل نصب
يا طالبُ انتبه.
طالبُ: مُنادى نكرة مقصودة مبني عى الضم في محل نصب على النداء.
انتبه: فعل أمر مبني على السكون الظاهر والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنتَ.
يا مهندسونَ.
منادى نكرة مقصودة مبني على الواو لأنَّه جمع مذكر سالم في محل نصب على النداء.
يا معلماتُ.
منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء.
النكرة غير المقصودة
وهي التي لا يُقصد بها معيَّن
مُعربة، وحكمها النصب
قول الأعمى: (يا رجلًا خذ بيدي).
رجلًا: مُنادى نكرة غير مقصودة منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
خذْ: فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ.
بيدي: الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، يدِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مُضاف إليه.
(هذه نكرة غير مقصودة لأنَّ الأعمى لم يقصدْ رجلًا بعينه).
المُضاف
هو ما كَمُلَ معناه بواسطة مُضاف إليه بعده
مُعرب، وحكمه النصب
يا أخا الصدقِ.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعرب.
أخا: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الألف لأنَّه من الأسماء الخمسة، وهو مُضاف.
الصدقِ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الشبيه بالمُضاف
هو ما اتّصل به شيء يتمم معناه، أي أن يكون اسم فاعل أو اسم مفعول أو صيغة مبالغة أو صفة مشبهة، ويأتي بعده
شيء من تمام معناه على أنْ يكونَ معمولًا له.
مُعرب، وحكمه النصب
يا حافظًا وقتَهُ أبشرْ بالفوزِ.
حافظًا: مُنادى شبيه بالمُضاف منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
وقتَهُ: مفعول به لاسم الفاعل (حافظًا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مُضاف إليه.


وبناءً على ما سبق، يُمكننا تقسيم المُنادى إلى قسمين، هما:

  • المُعرب المنصوب، وهو ثلاثة أنواع، هي:
  • النكرة غير المقصودة.
  • المُضاف.
  • الشبيه بالمُضاف.
  • المبني في محل نصب، وهو نوعان، هما:
  • النكرة المقصودة.
  • العلم المفرد.


تنويه

الفرق بين العلم والنكرة المقصودة هو أنَّ العلم معرفة من قبل أن يدخل عليه النداء، أمَّا النكرة المقصودة فهي نكرة قبل النداء، وأصبحت معرفة بعد دخول النداء عليها.

إذا كان العلم أو النكرة المقصودة اسمًا مفردًا فإنَّه يُبنى على الضم ولا ينون، لأنَّ الاسم المبني لا ينون، مثل: (يا عليُّ، يا محمدُ)، ولا نقول: (يا عليٌّ، ويا محمدٌ).[٤]


تدريب تطبيقي

أعرب المنادى في كل جملة مما يلي موضحًا نوعه:


الجملة
إعراب المنادى
يا مذيعي الأنباء.
مذيعي: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم، وهو مُضاف، وحُذِفت النون للإضافة.
الأنباءِ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
يا حسنًا خلقُه اشكرْ اللهَ.
حسنًا: مُنادى شبيه بالمُضاف منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
خلقُهُ: فاعل للصفة المشبهة (حسنًا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مُضاف، والهاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل جر مُضاف إليه.
يا طالعًا جبلًا.
طالعًا: مُنادى شبيه بالمُضاف منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
جبلًا: مفعول به لاسم الفاعل (طالعًا) منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
يا طالباتِ العلمِ، اجتهدْنَ.
طالباتِ: منادى مُضاف منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنَّه جمع مذكر سالم، وهو مُضاف.
العلمِ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
قول الخطيب: يا غافلًا تنبه.
غافلًا: منادى نكرة غير مقصودة منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
يا مهندساتُ.
مهندساتُ: منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء.
يا فاطمةُ، حافظي على النظافة.
فاطمةُ: منادى مفرد مبني على الضم في محل نصب على النداء.


نداء ما فيه (أل)

لا يُنادى الاسم المبدوء (بأل) مباشرة، فلا يصح أنْ تقولَ: "يا المواطنونَ"، فلا بدَّ من وجود فاصل بين حرف النداء والاسم المقترن بأل، ويجوز أن تأتي بأحد ما يأتي:[٥]

  • إمَّا أن يُؤتى قبل المنادى بلفظة (أيُّها) للمذكر، وأيتُها للمؤنث، وتقول في إعرابها: (أيُّ أو أيَّةُ): مُنادى مبني على الضم في محل نصب، لأنَّه من نوع النكرة المقصودة، و(هَا): حرف للتنبيه، والاسم المُعرف بأل: نعت لأي أو أيّة مرفوع، كما في الأمثلة التالية:


الجملة
الإعراب
يا أيُّهَا الرجلُ.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أيُّ: مُنادى مبني على الضم في محل نصب.
ها: حرف للتنبيه.
الرجلُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
يا أيَّتُها الأُمُ.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أيَّةُ: مُنادى مبني على الضم في محل نصب.
ها: حرف للتنبيه.
الأُمُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


  • أو يؤتى قبل المنادى باسم الإشارة المناسب، وتقول في إعرابه: (اسم الإشارة): منادى مبني في محل رفع، و(الاسم المُعرف): نعت مرفوع، كما في المثال التالي:


الجملة
الإعراب
يا هذه الفتاة.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
هذه: منادى مبني في محل رفع.
الفتاةُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


تنويه

يُستثنى مما تقدم لفظ الجلالة (الله)، فيُستخدم معه أُسلوب النداء المباشر، فنقول: "يا الله" أو "يا ألله"، والأكثر يُقال "اللهمَّ" بميم مُشددة، تعويضًا عن حرف النداء.


المراجع

  1. فؤاد نعمة ، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 81. بتصرّف.
  2. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 320 - 323. بتصرّف.
  3. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 441 - 445. بتصرّف.
  4. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 82. بتصرّف.
  5. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 82-83 . بتصرّف.