يُعرَف الاستثناء على أنَّه إخراج ما بعد "إلّا" أو إحدى أدوات الاستثناء من حُكم ما قبلها، مثل: (حضَرَ الطلابُ إلّا زيدًا) فزيد من الطلاب لكنه لمْ يدخلْ في الحكم الذي قبل أداة الاستثناء (إلّا) وهو "الحضور"، لأنَّه أُخرِجَ منه (بإلّا)، ويتكون أسلوب الاستثناء من مجموعة من الأركان، هي: المُستثنى، وهو الاسم الذي يأتي بعد أداة الاستثناء ويتم إخراجه من الحُكم، وهو في المثال (زيدًا)، والمستثنى منه، وهو الاسم الذي يأتي قبل أداة الاستثناء ويُنسب إليه الحُكم في الجملة، وهو في المثال (الطلابُ)، وأداة الاستثناء، وهي الكلمة التي تُستعمل لإخراج المُستثنى من الحُكم (إلّا)، وتأتي أدوات الاستثناء على ثلاثة أنواع، فمنها ما هو حرف يتمثل بـ (إلّا) ومنها ما هو اسم، ويتمثل بـ (غير وسوى)، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على النوع الثالث وهو ما قد يُستعمل كحرف جر أو كفعل، وتتمثل بـ (عدا، خلا، حاشا).[١]


أحكام الاستثناء بـ (خلا، عدا، حاشا)

يجوز استعمال هذه الأدوات كأفعال أو كحروف جر، وباختلاف طريقة الاستعمال تختلف أحكام الاستثناء بها، والتفصيل فيما يأتي:


الحالة الأُولى: استعمالها كأفعال

في هذه الحالة تكون هذه الأفعال أفعالًا ماضية جامدة، ويُقصد "بالجامدة" أنَّها لا تتصرف، أي تلزم حالة واحدة، وهذه الأفعال تلزم حالة الماضي، ويُعرب المستثنى بعدها مفعولًا به، ولمزيد من التوضيح انظر إلى الأمثلة الإعرابيّة التالية:[٢][٣]


الجملة
الإعراب
زرْتُ مساجدَ المدينةِ خلا واحدًا.
زرْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
مساجدَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
المدينةِ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
خلا: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتحة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر (أي استحالة نطق الحركة على الألف) والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
واحدًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
فازَ الطلابُ حاشا الكسالى.
فازَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الطلابُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
حاشا: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتحة المُقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هم.
الكسالى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة منع منظهورها التعذر.
كُرِمَتْ الطالباتُ عدا اثنتينِ.
كُرِمَتْ: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
الطالباتُ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة لأنَّه جمع مؤنث سالم.
عدا: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتحة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هما.
اثنتين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مُثنى.

الحالة الثانية: استعمالها كحروف جر

في هذه الحالة يُعرب ما بعدها اسمًا مجرورًا بحرف الجر، كما في الأمثلة الإعرابيّة التالية:


الجملة
الإعراب
يغفرُ اللهُ كلَّ الذنوبِ عدا الشركِ به.
يغفرُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
اللهُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
كلَّ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
الذنوبِ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
عدا: حرف جر مبني على السكون.
الشركِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
به: الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
والهاء: ضمير متّصل مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر.
وصلَ المدعوونَ خلا زيدٍ.
وصلَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المدعوونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
خلا: حرف جر مبني على السكون.
زيدٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.


الحالة الثالثة: دخول ما المصدريّة على خلا وعدا

تدخل ما المصدريّة على كلّ من عدا وخلا ولا تدخل على حاشا، وفي حال دخولها وجبَ نصب ما بعدها لأنَّ هذه الأدوات تكون أفعالًا؛ والسبب في ذلك أنَّ ما المصدريّة حرف، فلا يجوز أنْ تدخلَ على حرف آخر، وفي الأمثلة الآتية مزيد من التوضيح:


الجملة
الإعراب
وصلَ المتسابقونَ ما عدا/ خلا واحدًا.
وصلَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المتسابقونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم:
ما: حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
عدا/ خلا: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتحة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
واحدًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.


المراجع

  1. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 454. بتصرّف.
  2. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 336 - 337. بتصرّف.
  3. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 390 391. بتصرّف.