التعجّب هو استعظام شيء من جهة صفة من صفاته، مستحسنة كانت أم مُستقبحة، فعندما نقول: (ما أكرمَ ذلك الرجل) فذلك يدل على استعظام مدى كرم الرجل وهي صفة مستحسنة، وعندما نقول: (ما ألأمَ المنافق) فذلك يدل على استعظام مدى لؤم المنافق كصفة مستقبحة.[١]


صيغة أفعال التعجب

لا بد أن نشير بدايةً إلى الصيغة التي تأتي عليها أفعال التعجب، علماً أنّ للتعجّب صيغتين قياسيتين، وهما كما يُبيّنهما الجدول التالي:[٢][٣]


فعل التعجّب (الصيغة)
مثال
ما أفعله!
ما أجملَ السماءَ!
ما أجملَ الصباحَ!
ما أحسنَ العِلمَ!
أفعِل به!
أكرِمْ بالشجاعِ!
ألطِفْ بالصباحِ!
أقبِحْ بالجهلِ!


تنويه: للتعجّب بعض الصيغ غير القياسية والتي يمكننا فهمها من سياق الكلام، كأن نقول: (لله درُّ سالمٍ شجاعاً!)، و(يا لكَ من مُنافقٍ!)، و(كيف فعلتَ هذا!)، (لله درُّه!).[١]


إعراب أفعال التعجّب

للتعرّف على كيفية إعراب فعلي التعجّب من المهم أن ندخل بشيء من التفصيل لإعراب الصيغتين:[٤]

  • ما أفْعَلَه: تتكون هذه الصيغة من: ما (التعجبية) + فعل التعجب + المتعجب منه، وفيما يلي توضيح لكيفية الإعراب:
  • ما: نكرة بمعنى "شيء عظيم"، وتُعرب ما التعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • فعل التعجب: وهو فعل ماضٍ جامد لا يتصرف، وقد تدخل عليه نون الوقاية، على نحو (ما أحوجني إلى الإخلاص)، وفيه ضمير مستتر يعود على (ما) أداة التعجب، وتُعرب الجملة كلها على أنّها خبر (ما).
  • المتعجب منه: يُعرب على أنّه مفعول به مكمل للجملة الفعلية الواقعة خبراً، فهو الاسم المنصوب الذي يأتي بعد فعل التعجب.
  • أفعِل به: تتكون هذه الصيغة من: فعل التعجب + الباء + المتعجب منه، وفيما يلي توضيح لكيفية إعراب كلّ منها:
  • فعل التعجب: يمكن إعرابه على طريقتين، أولهما: أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر، وثانيهما: أن يعرب على تقدير أنه فعل ماضٍ.
  • الباء: يُعرب على أنّه حرف جر زائد.
  • المتعجب منه: يجر بالباء لفظاً، لكنه فاعل في التقدير لفعل التعجب باعتباره فعلاً ماضياً في التقدير.


الجملة
الإعراب
ما ألطفَ الصباحَ
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
ألطفَ: فعل ماضٍ، جاء على صيغة التعجب، مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً يعود على ما.
الصباحَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والجملة الفعلية (ألطفَ الصباحَ) في محل رفع خبر المبتدأ ما.
ألطِف بالصباحِ
ألطِف: فعل ماضٍ جامد للتعجّب، جاء على صيغة الأمر، مبني على الفتح المقدّر على آخره، منع من ظهورها السكون الذي اقتضه صيغة الأمر.
الباء: حرف جر زائد.
الصباحِ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنّه فاعل (ألطف).
ما أَوْسعَ شوارعَ المدينةِ
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
أوسعَ: فعل ماضٍ، جاء على صيغة التعجب، مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً يعود على ما.
شوارعَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
المدينةِ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية (أوسع شوارع المدينةِ) في محل رفع خبر المبتدأ ما.
أعظِم بالخالقِ
أعظِمْ: فعل ماضٍ جامد للتعجّب، جاء على صيغة الأمر، مبني على فتحة مقدّرة على آخره، منع من ظهورها السكون الذي اقتضه صيغة الأمر.
الباء: حرف جر زائد.
الخالقِ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنّه فاعل (أعظم).


أمثلــة تدريبيــة

مثال (1): أعرب/ي الجمل التالية إعراباً تاماً:


الجملة
الإعراب
أكرمْ بقومٍ يزيّنُ القولَ فعلهم...ما أقبح الخلق بين القول والعمل
أكرمْ: فعل ماض جاء على صيغة الأمر للتّعجب مبني على الفتح منع من ظهوره السّكون العارض لصيغة فعل الأمر.
الباء: حرف جر زائد.
قومٍ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنّه فاعل.
يزينُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره.
القولَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
فعلهم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، و(الهاء) ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
أقبحَ: فعل ماضٍ، جاء على صيغة التعجب، مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً يعود على ما.
الخلقَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية (أقبحَ الخلقَ) في محل رفع خبر المبتدأ ما.
بينَ: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، القول: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسّرة الظاهرة على آخره.
والعمل: (الواو): حرف عطف، (العملِ): اسم معطوف على (القول) مجرور، وعلامة جره الكسّرة الظاهرة على آخره.
 أكرمْ بالمروءةِ خُلقاً
أكرمْ: فعل ماض جاء على صيغة الأمر للتّعجب مبني على الفتح منع من ظهوره السّكون العارض لصيغة فعل الأمر.
الباء: حرف جر زائد.
المروءةِ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنّه فاعل.
خلقاً: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.


المراجع

  1. ^ أ ب جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 100. بتصرّف.
  2. خالدية محمود البيّاع، المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة، صفحة 54. بتصرّف.
  3. مصطفى الغلاييني، كتاب جامع الدروس العربية، صفحة 65. بتصرّف.
  4. محمد عيد، كتاب النحو المصفى، صفحة 565-566. بتصرّف.