الاستثناء في اللغة العربية هو إخراج ما بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها، ويتكون هذا الأسلوب من مجموعة من الأركان وهي: المُستثنى: وهو الاسم الذي يأتي بعد أداة الاستثناء ويتم إخراجه من حكم الاسم الذي قبل أداة الاستثناء، والمُستثنى منه: وهو الاسم العام المعرفة الذي يأتي قبل أداة الاستثناء ويُنسب إليه الحكم في الجملة، وأداة الاستثناء: وهي كلمة تُستعمل لإخراج ما بعدها من حكم ما قبلها، والحكم: وهو المعنى الذي يُنسب للمستثنى منه دون المُستثنى سواء بالإثبات أو النفي، وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على أدوات الاستثناء وكيفية إعرابها.[١]


أدوات الاستثناء

ثمة ثلاثة أنواع من أدوات الاستثناء، وهي:[٢]

  • إلّا: وهي حرف.
  • غير، سوى: وهما اسمان.
  • خلا، عدا، حاشا: يجوز استعمالهم كحروفِ جر أو أفعال.


إعراب أدوات الاستثناء

لكلّ نوع من أدوات الاستثناء إعراب خاص به، ومجموعة من الأحكام المُتعلقة بإعراب المُستثنى، وفيما يأتي توضيحٌ لكلّ نوع على حدة:


(إلا)

تُعرب "إلّا" حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ويُعرب المُستثنى بعدها بناءً على نوع الاستثناء، حيث يوجد ثلاثة أنواع من الاستثناء، وهي:[٣]

  • الاستثناء التام الموجب: التام: هو ما كان فيه المُستثنى منه مذكورًا، الموجب أو المُثبت: هو الذي لم يُسبقْ بنفي أو شبه النفي؛ وهو الاستفهام الذي يتضمن معنى النفي، ومثال الاستناء التام الموجب: (كان معي زملائي إلّا ثلاثةً).
  • الاستثناء التام غير الموجب: التام: ما كان فيه المُستثنى منه مذكورًا، غير الموجب أو المنفي: هو الذي يُسبق بنفي أو شبه النفي، مثل (ما تأخر المدعوون إلا واحداً)، و(هل تأخرَ المدعوونَ إلّا واحدًا).
  • الاستثناء الناقص غير الموجب: الناقص: هو ما كان فيه المُستثنى منه محذوفًا، وغير الموجب: هو المنفي، ويُسمى هذا النوع من الاستثناء أيضًا بالاستثناء المفرغ، مثل: (ما شاهدْتُ إلّا واحدًا).


والمُستثنى في كل نوع له حكم في الإعراب، وفي الآتي توضيح لأحكام الاستثناء بإلا:[٤]


نوع الاستثناء
حُكم المُستثنى
نموذج إعرابي
التام الموجب
واجب النصب على أنَّه مُستثنى
نجحَ الطلابُ إلّا طالبًا.
نجحَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الطلابُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
إلّا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
طالبًا: مُستثنى منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
التام غير الموجب
يجوز فيه حالتان:
النصب على أنَّه مُستثنى.
أو إعرابه بدل من المُستثنى منه، والبدل من التوابع، أي يتبع المُستثنى منه في الحكم الإعرابي.
ما وصلَتْ السفنُ إلّا سفينةً/ سفينةٌ.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
وصلَتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محل له من الإعراب.
السفنُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
إلّا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
سفينةً: مُستثنى منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
سفينةٌ: بدل (من الفاعل المرفوع "سفنُ") مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الناقص غير الموجب
(المفرغ)
يُعرب حسب موقعه في الجملة.
ما شاهدْتُ إلّا مسرحيةً.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
شاهدْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بالتاء المُتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
إلّا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
مسرحيةً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

ما مررْنا إلا بزيدٍ.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
مررْنا: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بـ النا، والنا: ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.
إلّا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
بزيدٍ: الباء: حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، زيدٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.

ما حضرَ إلّا محمدٌ.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
إلّا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهرة على آخره.


*إضاءة*

تجدر الإشارة إلى أنَّ المستثنى نوعان، وأنَّ الحكم في الاستثناء التام يُطبق بغض النظر عن نوع المُستثنى في الجملة، وهذان النوعان هما:[٥]

  • المُستثنى المتّصل: هو الذي يكون من جنس المُستثنى منه، مثل: (جاءَ التلاميذُ إلّا عادلًا).
  • المُستثنى المُنقطع: هو الذي يكون من غير جنس المُستثنى منه، مثل: (رأيْتُ الرسامينَ إلّا لوحاتَهم).


(غير و سوى)

اسمان يُعربان كما يُعرب المُستثنى بإلّا، أي يأخذان نفس أحكامه بناءً على نوع الاستثناء في الجملة، أمَّا المُستثنى بعدهما يُعرب مُضافًا إليه مجرورًا دائًما، وفي ما يأتي توضيح ذلك:[٦]


نوع الاستثناء
إعراب سوى أو غير
حُكم المستثنى
تام موجب
واجب النصب على أنَّه مُستثنى.
مُضاف إليه مجرور
تام غير موجب
يجوز النصب على أنَّه مُستثنى، أو يتبع المُستثنى منه في الإعراب على أنَّه بدل.
مُضاف إليه مجرور
ناقص غير موجب (مفرغ)
يُعرَب حسب موقعه من الجملة.
مُضاف إليه مجرور


وفيما يأتي بعض النماذج الإعرابيّة:


الجملة
الإعراب
التعليل
جاء المدرسونَ غيرَ محمدٍ.
جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المدرسونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
غيرَ: مُستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
محمدٍ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
الاستثناء تام (ذُكِرَ المُستثنى منه وهو "المدرسون") ومُثبت لا يوجد نفي في الجملة.
ما حضرَ المدرسونَ غيرَ/ غيرُ محمدٍ.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المدرسونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
غيرَ: مُستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
غيرُ: بدل (من الفاعل المرفوع "المدرسونَ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
محمدٍ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
الاستثناء تام (ذُكِرَ المستثنى منه "المدرسونَ) وغير موجب (تحتوي الجملة على حرف النفي "ما")
ما حضرَ غيرُ محمدٍ.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
غيرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
محمدٍ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهرة على آخره.
استثناء ناقص (لم يُذكر المُستثنى منه) ومنفي (بأداة النفي"ما").
ما كُوفِئ الطلابُ سوى زيدٍ.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
كُوفِئ: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الطلابُ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
سوى: مُستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، وهو مُضاف.
أو سوى: بدل (عن نائب الفاعل المرفوع) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، وهو مُضاف.
زيدٍ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
استثناء تام (ذُكِرَ المُستثنى منه وهو "الطلاب") وغير موجب (تحتوي الجملة على حرف النفي"ما").


(خلا وعدا وحاشا)

هذه الأدوات يجوز استعمالها كأفعال أو كحروف جر، وفيما يأتي توضيح لإعراب المُستثنى في كل حالة:[٧]


استعمالها كفعل أو حرف جر
إعراب المُستثنى
نموذج إعرابي
استعمالها كأفعال، وهي أفعال جامدة لا تتصرف، حيث تلزم حالة الماضي، ولا يأتي منها مضارع أو أمر.
مفعول به
أُحبُّ جميعَ الموادِ الدراسيةِ خلا واحدةً.
أُحبُّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
جميعَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
الموادِ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
الدراسيةِ: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
خلا: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتحة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر.
واحدةً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
استعمالها كحروف جر.
اسم مجرور بحرف الجر
هبطَتْ الطائراتُ حاشا طائرةٍ.
هبطَتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
الطائراتُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة لأنَّه جمع مؤنث سالم.
حاشا: حرف جر مبني على السكون.
طائرةٍ: اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
في حال جاءَتْ "ما المصدريّة" قبل عدا أو خلا، يجب إعرابهما كأفعال ولا يجوز أبدًا إعرابهما كحروف جر، لأنَّ ما المصدريّة لا تدخلُ إلّا على الأفعال.
ولا تدخلُ على "حاشا".
مفعول به
خرجَ الحضورُ ما عدا عائشةَ.
خرجَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
الحضورُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ما: المصدريّة.
عدا: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتحة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر.
عائشةَ: مفعول به منصوب بالفتحة نيابة عن تنوين الفتح لأنَّها ممنوعة من الصرف (علم مؤنث).


المراجع

  1. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 483. بتصرّف.
  2. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 455. بتصرّف.
  3. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 316. بتصرّف.
  4. حمدي محمود عبد اللطيف، النحو الميسر، صفحة 135-136. بتصرّف.
  5. إبراهيم شمس الدين، مرجع الطلاب في الإعراب، صفحة 183. بتصرّف.
  6. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 462-463. بتصرّف.
  7. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 79-80. بتصرّف.